أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة ناعوت - السحورُ على شرف النسيج المصري














المزيد.....

السحورُ على شرف النسيج المصري


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 7227 - 2022 / 4 / 23 - 03:09
المحور: الادب والفن
    


Facebook: @NaootOfficial

لا يمكنُك أن تمرَّ من جوار صرح "المتحف القومي للحضارة المصرية" المجاور لحصن بابليون بالفسطاط شرق القاهرة، ثم تدلفَ من بوابته، دون أن يخفقَ قلبُك إذ تتذكّر ذلك اليوم التاريخي العالمي المهيب في أبريل 2021 الذي شهد "موكب المومياوات الملكية" وهي تغادر موقعَها القديم في "المتحف المصري" بميدان التحرير، إلى موقعها الجديد الدائم بقاعات "المتحف القومي للحضارة المصرية" على ضفاف بحيرة القاهرة. لا ننسى مشهد وقوف الرئيس المصري "عبد الفتاح السيسي " مُنصتًا في إجلالٍ إلى إحدى وعشرين طلقةً أطلقتها المدفعية تحيةً للموكب الملكي العظيم، ثم قطعه الردهةَ الملكية، ليقف عند بوابة المتحف مُستقبِلاً نظراءَه من ملكات مصرَ وملوكها لحظةَ وصولهم في اثنتي وعشرين عربةً ملكية، محفورٌ على كلٍّ منها بحروف مُذهَّبة اسمُ الملكة أو الملك التي تحمل. كانت وتظلُّ لحظة خالدة ماجدة محفورة في ذاكرة كل مصري راهن، وكل إنسان عايش ذلك المشهد المصري المهيب عبر شاشات فضائيات العالم. وها هي دُرَّةٌ جديدة تُضافُ إلى صندوق جواهر متحف الحضارة المصرية: “قاعة النسيج المصري"، التي افتتحها قبل أيام د. “خالد العناني" وزير السياحة والآثار المثقف بحضور كوكبة من الوزراء والسفراء والكتّاب والإعلاميين والشخصيات العامة المصرية والعالمية. واختير يوم الافتتاح 18 أبريل، الموافق لليوم العالمي للتراث، كما أقرّته اليونسكو من كل عام. نقفُ الآن على مهابة متحفنا الاستثنائي الجميل الذي يقعُ على مساحة 130 ألف متر مربع ويضمُّ أكثر من 50 ألف قطعة أثرية تحكي تاريخَ مصرَ البانورامي العريق: الفرعوني، اليوناني، الروماني، القبطي، الإسلامي، نُنصتُ إلى د. “مصطفى وزيري" الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، ليفيض علينا من علمه الغزير مفردات الفنّ المصري العريق الذي حوّل به الجدُّ المصريُّ نباتَ الكتّان إلى منسوجاتٍ وفُرُشٍ وفرائدَ فنية وملابسَ تُزيّن منازله ومعابده وتكسو جسده. كانت مصرُ العظمى من أولى الحضارات التي ابتكرت فن النسيج وبرعت في غزله وتلوينه. وكانت الملابس والمنسوجات والمشغولات الغزلية الأنيقة من بين الهدايا التي تبادلها ملوكُ مصر الفراعنة مع ملوك العالم القديم. أتقن الجدُّ المصريُّ تلك الصناعة باستخدام النول الأفقي وأدوات الغزل المتنوعة والألوان المبهجة في صباغة أزياء النبلاء ورجال الدين والعامة، كما تزينت القصور والمنازل والمعابد بالستائر والبُسط وفُرُش الأسرَّة، عطفًا على الملابس زاهية الألوان بديعة التصميمات، وأردية الكهنة المزخرفة بالكتابات الهيروغليفية والتي تغطي الأكتاف في طقوس الصلاة والتعبد. وضمّت قاعةُ النسيج نماذجَ مصغرةً لورش النسيج المستخدم فيها النول الأفقي، عُثِر عليها بمقابر الدولة القديمة، ما يشير إلى قداسة حرفة الغزل والنسيج لديهم، والتي ساهمت في اشتهار نبات الكتان في كل بيوت الأزياء العالمية الراهنة. في البدء ارتدى المصري القديم ملابسه بلون الكتان الطبيعي، ثم أضاف صبغات طينية برتقالية اللون لصناعة منسوجات من البني والأحمر والأصفر، ثم طوّر الجد المصري من فنون التلوين بخلط مواد مستخرجة من أشجار السنط، ليظهر الأزرق والأبيض والأخضر في ملابس الجد المصري القديم. وفي ذات القاعة شهدنا باروكات بضفائر أفريقية سوداء ساحرة مجدولة بخيوط ملونة كانت تتزيّن بها السيدة المصرية القديمة التي اشتهرت بأناقتها وحُسن اهتمامها بجمالها. ولا شك أن قاعة النسيج المصري التي افتتحت بالأمس في "المتحف القومي للحضارة المصرية" أكثر ثراء من أن توصف في مقال، ولا بديل عن زيارتها للوقوف على جانب من جوانب فرادة حضارتنا المصرية الخالدة.
بعد تلك الجولة الجميلة بين خيوط نسيجنا المصري، ذهبنا إلى بحيرة القاهرة الساحرة الملاصقة للمتحف Le Lac du Caire لتناول السحور على أنغام ديفيليه مصري استعراضي بديع يحمل تيمة Follow the Sun "اتبعِ الشمس"، وهو عنوان الحملة الدعائية الإلكترونية الجميلة التي أطلقتها وزارة السياحة والآثار والهيئة العامة للتنشيط السياحي من أجل الترويج للمقصد السياحي المصري لموسم صيف 2022 لاجتذاب السياح من جميع أنحاء العالم إلى أرض مصر الخالدة. أهدتنا وزارةُ الثقافة وهيئة قصور الثقافة هذا الاستعراض المبهر الذي ارتدى فيه الراقصون والراقصات الأزياء المميزة لكل محافظة مصرية، يغنون تلك الأغنية البديعة بلهجات المحافظات المختلفة والرقصات المميزة لكل محافظة. . Sing for the sun with the riddle of the sun غني للشمس أغنية الشمس، أهلا بك في بلادنا، في الجهورية الجديدة، وضيوفنا أجمل هدية".
كانت بحق أمسيةً لا تُنسى. شكرًا لكل من شارك في إخراجها على هذا النحو الراقي، وشكرًا للدكتور "أحمد غنيم" الرئيس التنفيذي للمتحف القومي للحضارة المصرية على استضافتنا على شرف الجمال والخلود. تحيا مصر.

***



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نجدلُ من السَّعفِ تاجًا للوطن
- تشويهُ حائطٍ … بكلماتٍ عظيمة!
- الإفطارُ الرمضاني على المائدة الإنجيلية
- الأُسطى إسلام … عظمةُ امرأة مصرية
- رمضان كريم … والهدرُ غيرُ كريم
- رمضان كريم … في بلادي الجميلة
- الرئيس السيسي: المرأةُ المصرية … مفتاحُ حياة
- في حضرة الطيبات والطيبين ... المنسيين!
- ما هديتُك في عيد الأم؟
- الستّ نعيمة … مبسوطة جديدة ...تحسبُهم أغنياءَ!
- الشيخ طنطاوي … البابا شنودة … ذكرى طيبة
- ماعت المصرية … على منصّة القضاء
- جائزة صموئيل حبيب … سمفونية العطاء
- خرافةٌ اسمُها: قبولُ الآخر!
- معجزاتُ أجدادي
- نسورٌ كثيرةٌ … وفريسة!
- محمود أمين العالم… أمي خائفةٌ منك!
- أكاذيبُ زجاج الشرفة
- هابي فالنتين
- ياسر رزق … وسنوات الخماسين


المزيد.....




- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة ناعوت - السحورُ على شرف النسيج المصري