الغوص العميق في البحر الأسود: دور تركيا وإمكاناتها في المنطقة

محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث
(Mohammad Abdul-karem Yousef)

الحوار المتمدن-العدد: 7314 - 2022 / 7 / 19 - 00:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

كونيت جورر و جيل فريكس 
مركز مارشال للدراسات الاستراتيجية والأمنية
أيار 2022 ، العدد 04
ترجمة محمد عبد الكريم يوسف

مقدمة

نظم مركز مارشال ندوة أمنية إقليمية عبر الإنترنت لاستكشاف دور تركيا وإمكاناتها في منطقة البحر الأسود.

أعاد الهجوم الروسي على أوكرانيا منطقة البحر الأسود إلى أنظار الحسابات الأمنية للقوى الإقليمية والعالمية ووضع المنطقة على قائمة أولويات المناقشات السياسية. تاريخياً ، كان البحر الأسود موضع اهتمام الجهات الفاعلة العالمية ، وأصبحت المنطقة ساحة معركة للإمبراطوريات لعدة قرون. مع خط ساحلي يبلغ طوله 1329 كيلومترًا وبها المضيقان الوحيدان (البوسفور والدردنيل) اللذان يربطان البحر الأسود ببحر إيجة والبحر الأبيض المتوسط ​​، تُعد تركيا أحد الفاعلين المهمين في النقاش الأمني ​​في البحر الأسود. ندوة الأمن الإقليمي حول دور تركيا في البحر الأسود فحص الهيكل الأمني ​​للبحر الأسود من خلال التركيز على الهجوم الروسي الأخير على أوكرانيا وتحليل دور تركيا في المنطقة لدعم إنشاء هيكل أمني إقليمي أكثر استقرارًا وسلمية.

أدار الحدث الدكتور كونيت جورر ، أستاذ دراسات الأمن عبر الوطنية في جي سي ام سي. قدم المحاضرون الدكتور ديميتار بيشيف (مدرسة أكسفورد للدراسات العالمية والمناطقية) ، والدكتور إيشيك غورلين (برنامج الاتحاد الأوروبي التابع لمركز فرايبورغ ) ، والدكتور محمد يجين (المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية) تحليلًا تاريخيًا للاستراتيجية حيث تم وضع البحر الأسود في منافسة القوى للجهات الفاعلة الإقليمية والعالمية وناقش كيف تربط المنطقة تركيا بالجهات الفاعلة الأخرى وتأثير الظروف المحلية لتركيا على خيارات سياستها الإقليمية. نظر المتحدثون أيضًا في نهج تركيا تجاه كل من روسيا وأوكرانيا خلال الحرب ، وحللوا خلفية سياسات تركيا ، وقارنوها بإمكانية تركيا لتحقيق الاستقرار في منطقة البحر الأسود الأوسع.

منطقة البحر الأسود

مع الحرب في أوكرانيا ، سلطت الأضواء على منطقة البحر الأسود. تتمتع المنطقة ، التي تربط بين أوروبا وآسيا ، بأهمية إستراتيجية وحيوية. البحر الأسود محاط بست دول ساحلية - تركيا وبلغاريا ورومانيا وأوكرانيا وروسيا وجورجيا - ولكنه يشمل منطقة جيوستراتيجية وثقافية أوسع تشمل ، من بين أمور أخرى ، مولدوفا وأذربيجان ، وإلى حد ما ، اليونان. كانت المنطقة تاريخياً منطقة متصدعة للعديد من البلدان والكيانات التي تغيرت الأيدي التي تلعب بها عدة مرات. لم تحقق أي إمبراطورية هيمنة كاملة على منطقة البحر الأسود باستثناء الإمبراطورية العثمانية ، التي كانت المنطقة في ظلها موحدة نسبيًا. يمثل البحر الأسود أهمية قصوى لكل من روسيا وتركيا ، وكذلك للعديد من الجهات الفاعلة الأخرى ، سواء بالنسبة للدول المطلة على البحر أو القوى العظمى الأخرى. بالنسبة لروسيا، لطالما كانت مركزية في هويتها الإمبريالية ، حيث غزت الإمبراطورية الروسية شبه جزيرة القرم الأوكرانية من أيدي إحدى الدول التابعة للإمبراطورية العثمانية. حاليًا ، تضم أسطول البحر الأسود الروسي الذي يتيح لروسيا الوصول إلى منطقة البحر الأبيض المتوسط ​​الأوسع. لذلك ، فإن الوصول إلى البحر الأسود ضروري للحفاظ على مكانتها كقوة عظمى ، لأسباب تاريخية واستراتيجية.

منذ الحقبة السوفيتية فصاعدًا ، حاولت تركيا الحفاظ على موقف إقليمي كبير في البحر الأسود وكانت المنطقة دائمًا مركز الثقل بين روسيا وتركيا. ومع ذلك ، فإن المنافسة لا تعني تدهور العلاقات مع روسيا. على الرغم من تضارب المصالح والأحداث الأخيرة مثل إسقاط طائرة مقاتلة تركية من طراز F-16 لطائرة روسية من طراز Su-24 في عام 2015 ، حاول الزعيمان الروسي والتركي بوتين وأردوغان الحفاظ على علاقات جيدة. حتى ضم شبه جزيرة القرم في عام 2014 ، امتنعت تركيا العضو في الناتو عن المساهمة في محاولات توسيع موقف الناتو في المنطقة، وحاولت العمل مع موسكو لإبعاد القوى غير الحرفية عن البحر الأسود. ومع ذلك ، فإن ضم شبه جزيرة القرم في عام 2014 سحق حلم تركيا في استمرار هذه الملكية المشتركة وزاد التوترات مؤقتًا بين القوتين الإقليميتين. ومع ذلك ، في القضايا الإقليمية الأخرى ، فهم كلا البلدين خطوطهما الحمراء وحرصا على عدم استفزاز بعضهما البعض بطريقة أو بأخرى لمنع تضارب المصالح الذي يؤدي إلى مواجهة عسكرية مباشرة. تواصل تركيا الحفاظ على علاقاتها مع روسيا في الميزان وسط العدوان الروسي في المنطقة حتى خلال الحرب الأخيرة في أوكرانيا. على الرغم من اعتماد تركيا على روسيا في الطاقة والسياحة والتجارة ، يتفق الخبراء على حقيقة أن استمرار هذا التوازن سيكون أكثر صعوبة بالنسبة لتركيا لأن الحرب في أوكرانيا تطول وتمتد إلى أجزاء أخرى من المنطقة. خلقت الحرب الروسية في أوكرانيا فرصة للبلاد لتوفيق علاقاتها مع الغرب ، ومع ذلك فهو يتطلب أكثر من مجرد كلام. تحتاج الدولة إلى تغييرات هيكلية في فهم متطلبات التحالف.

تركيا وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي

توترت علاقة تركيا بحلف الناتو في بعض الأحيان ، لكن دعمها للحلف يظل ثابتًا نسبيًا منذ انضمام أنقرة في عام 1952. وبينما خاضت القيادة التركية قتالًا سياسيًا مع الحكومات الفردية للدول الأعضاء حول القيم الثقافية والاجتماعية ، فإن أنقرة تدرك جيدًا أن التحالف يوفر مع إطار متعدد الأطراف لاحتواء الحشد الروسي في منطقة البحر الأسود وخارجها عندما تهدد المصالح التركية. يُعد العمل نيابة عن الناتو أو شبه دعم من الحلف أداة ملائمة لأردوغان لتنفيذ المصالح الوطنية دون تعريض هذه المصالح إلى مستوى يمكن فيه توقع تحرك روسي مباشر. سمح هذا التحوط لتركيا بالحصول على تنازلات من الغرب وكذلك من روسيا. آخر المستجدات، في القتال ضد الأكراد في المنطقة الحدودية بين سوريا وتركيا ، اصطدمت تركيا مع مصالح الولايات المتحدة بشأن تغيير النظام. تعتبر تركيا الأكراد تهديدًا وجوديًا لأمنها القومي. الاستقرار في سوريا أمر أساسي بالنسبة لتركيا ، سواء لاحتواء تدفق اللاجئين أو تدفق الأسلحة نحو الأكراد. بالنسبة لروسيا ، الأسد السوري هو الحليف الرئيسي في المنطقة. هنا ، في بحثهما عن الاستقرار ، تستفيد كل من روسيا وتركيا من معارضة قوية ضد المقاتلين الأكراد ، بما يتعارض مع مصالح الولايات المتحدة. على حد سواء لاحتواء تدفق اللاجئين وتدفق الأسلحة نحو الأكراد. بالنسبة لروسيا ، الأسد السوري هو الحليف الرئيسي في المنطقة. هنا ، في بحثهما عن الاستقرار ، تستفيد كل من روسيا وتركيا من معارضة قوية ضد المقاتلين الأكراد ، بما يتعارض مع مصالح الولايات المتحدة. على حد سواء لاحتواء تدفق اللاجئين وتدفق الأسلحة نحو الأكراد. بالنسبة لروسيا ، الأسد السوري هو الحليف الرئيسي في المنطقة. هنا ، في بحثهما عن الاستقرار ، تستفيد كل من روسيا وتركيا من معارضة قوية ضد المقاتلين الأكراد ، بما يتعارض مع مصالح الولايات المتحدة.         

إلى جانب الناتو ، تتمتع تركيا بتاريخ طويل مع الاتحاد الأوروبي. في حين أن علاقتها مع روسيا هي معاملات بطبيعتها بشكل أساسي ، فإن علاقتها مع الغرب أكثر تعقيدًا. إن تاريخ تركيا الطويل من المؤسسات الديمقراطية التي تأسست في عهد رجل الدولة أتاتورك وعضوية تركيا في الناتو من عام 1952 إلى جانب هويتها الأوروبية الآسيوية جعلها أكثر تشابهًا مع الدول الأوروبية والهوية الأوروبية من روسيا على سبيل المثال. ومع ذلك ، في ظل حكم أردوغان ، تآكلت العديد من الآليات الديمقراطية إلى درجة لم يعد فيها حكم القانون قائماً. وقد أدى هذا بدوره إلى توتر العلاقات مع بروكسل التي تعتبر نفسها حامية الديمقراطية وسيادة القانون. لعدة سنوات ، تدهورت العلاقات بين تركيا والعديد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بسرعة. ومع ذلك ، فإن الحالة المتردية للاقتصاد التركي ، أظهر انخفاض قيمة الليرة ، وقضايا محلية أخرى ، أن أنقرة بحاجة إلى علاقات أفضل بين تركيا والاتحاد الأوروبي ، حيث كانت هذه العلاقات متداخلة لفترة طويلة ، وكان للتدهور الأخير تأثيرها على الاقتصاد التركي. قد يجعل الموقع الاستراتيجي للبحر الأسود وتركيا كدولة تتحكم في الوصول إلى البحر الأسود الدول الغربية أكثر استعدادًا لرؤية سلوك أردوغان السابق ومحاولة تحسين العلاقات بين الكتلة وتركيا. ومع ذلك ، من المهم أن تضع في اعتبارك رأي الشعب التركي الذي لا يعتبر بالضرورة الاتحاد الأوروبي الحليف الأكثر جاذبية وموثوقية. تلعب الروايات المحلية وصنع السياسات دورًا مهمًا في العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا ، ومحاولات أردوغان لمركزية السلطة وتوحيد تركيا من خلال خلق رواية دينية وقومية أقوى ، أبعدتها عن الزعماء الأوروبيين. سيتطلب جزء من تحسين العلاقات تعديل الهوية التركية الجديدة لأردوغان إلى هوية أقل قومية وأكثر أوروبية بطبيعتها ولكن دون الإضرار بالفخر التركي. على الرغم من أن خطابات السياسة الخارجية القومية والشعبوية خلقت حشدًا حول تأثير العلم وقدمت مكاسب كبيرة لحكومة حزب العدالة والتنمية ، على المستوى المحلي ، كانت هذه السياسات ضارة بشكل كبير بالمصالح الإقليمية طويلة الأجل للبلاد واتضح أنها العقبة الأكثر أهمية لاستخدام إمكاناتها كمزود أمان إقليمي. سيتطلب جزء من تحسين العلاقات تعديل الهوية التركية الجديدة لأردوغان إلى هوية أقل قومية وأكثر أوروبية بطبيعتها ولكن دون الإضرار بالفخر التركي. على الرغم من أن خطابات السياسة الخارجية القومية والشعبوية خلقت حشدًا حول تأثير العلم وقدمت مكاسب كبيرة لحكومة حزب العدالة والتنمية ، على المستوى المحلي ، كانت هذه السياسات ضارة بشكل كبير بالمصالح الإقليمية طويلة الأجل للبلاد واتضح أنها العقبة الأكثر أهمية لاستخدام إمكاناتها كمزود أمان إقليمي. سيتطلب جزء من تحسين العلاقات تعديل الهوية التركية الجديدة لأردوغان إلى هوية أقل قومية وأكثر أوروبية بطبيعتها ولكن دون الإضرار بالفخر التركي. على الرغم من أن خطابات السياسة الخارجية القومية والشعبوية خلقت حشدًا حول تأثير العلم وقدمت مكاسب كبيرة لحكومة حزب العدالة والتنمية ، على المستوى المحلي ، كانت هذه السياسات ضارة بشكل كبير بالمصالح الإقليمية طويلة الأجل للبلاد واتضح أنها العقبة الأكثر أهمية لاستخدام إمكاناتها كمزود أمان إقليمي.

في ضوء ذلك ، يجب على الدول الغربية أن تحرص على عدم الوقوع في فخ الاستقرار الاستبدادي من خلال التركيز على إمكانات تركيا المتوازنة لروسيا في المنطقة. مع ثاني أكبر جيش للناتو ، يستضيف قوات الناتو على أراضيه وموقعه الجغرافي الاستراتيجي يجعله شريكًا مثاليًا لحلف الناتو. وبالمثل ، فإن موقعها بين بلاد الشام والقوقاز والصين يجعلها شريكًا تجاريًا مثاليًا للاتحاد الأوروبي وكذلك حاجزًا أمام اللاجئين في طريقهم إلى أوروبا. الخوف من فقدان هذه الامتيازات قد يسمح لتركيا باستخدام الاتحاد الأوروبي لمصلحتها ويهدد القيم الأوروبية. يجب ألا يغيب عن بصر الاتحاد الأوروبي حقيقة أن تركيا يمكنها استخدام إمكاناتها الحقيقية في المنطقة من خلال ديمقراطية فاعلة وخيارات سياسية إقليمية مستقرة تستند إلى حسابات عقلانية. يجب على الغرب أيضًا توخي الحذر بشأن عدم دفع تركيا نحو روسيا. تتمتع تركيا منذ فترة طويلة بعلاقات ودية مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ، وعلى الرغم من خطاب أردوغان ، فإن تاريخها متشابك مع جيرانها الأوروبيين. قد لا تترك الروايات الشعبوية الحالية في الاتحاد الأوروبي وعدم فهم من جانب الاتحاد الأوروبي لموقف تركيا الصعب أي خيار لتركيا سوى الوقوف إلى جانب روسيا في الصراع وما بعده.
سياسة تركيا الداخلية

أدى الاقتصاد الضعيف ومحاولة الانقلاب عام 2016 وغيرها من الأحداث المزعزعة للاستقرار إلى أزمة حكم في تركيا. ستتطلب انتخابات 2023 القادمة من أردوغان أن يظل يُنظر إليه على أنه قوة الاستقرار في بلد محفوف بتشديد الرقابة الإعلامية وقمع المعارضة. إن مخاطر خسارة انتخابات عام 2023 كبيرة جدًا لأردوغان شخصيًا. حيث أدى التفاعل السياسي المحلي والإقليمي إلى خلق العديد من المخالفات التي وعدت بها أحزاب المعارضة بتحقيق العدالة كجزء من عملية التطبيع بعد نظام أردوغان. تتسم السياسة الخارجية التركية بالشخصنة والمركزية بشكل متزايد حول الرئيس أردوغان ، مما يجعل فرص تحسين العلاقات بين تركيا والغرب هشة ، نظرًا لخطابه السابق المناهض للغرب. محليا ، يواجه حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أردوغان مهمة إيجاد موافقة لصالح أردوغان للفوز في الانتخابات المقبلة. هناك قضيتان في صميم انتخابات عام 2023 هما الدور المتزايد للدين في صنع السياسة الخارجية التركية ، إلى جانب حالة الاقتصاد في تركيا. وتجدر الإشارة إلى أن هذا الأخير قد تغير في السنوات القليلة الماضية وكان له عواقبه مع الغزو الروسي لأوكرانيا. و مع اعتماد مناطق التصويت الريفية في انتخابات أردوغان والتي تعتمد اعتمادًا كبيرًا على الغاز الروسي ، ووجود أعداد كبيرة من السياح الروس في تركيا كل عام ، ظلت العلاقات الجيدة مع روسيا هي الأهم. للحفاظ على هذه العلاقات الجيدة ، ألزمت تركيا نفسها بشراء نظام الصواريخ الروسي S-400 ضد رغبات شركائها في الناتو ، والتي لا تزال تؤثر على تركيا حتى اليوم.  وقد تم استبعاد تركيا من برنامج F-35 ولا يزال تحديث أسطولها الحالي من طراز F-16 بالإمدادات الأمريكية غير محدد. من المهم أن نرى قرار S-400 في ضوء الاحتياجات المحلية وليس كانتقال كلي إلى روسيا.

في حين كان للصراع عواقب وخيمة على الاقتصاد التركي ، فقد أتاح أيضًا لأردوغان بعض الفرص. أظهر أردوغان نمو صناعة الدفاع التركية تحت قيادته. تعتبر طائرة بيرقدار التركية بدون طيار ذات جودة عالية ومصدر فخر في التصنيع التركي. سمحت العلاقات التركية مع كل من أوكرانيا وروسيا لأردوغان بلعب دور الوسيط وإظهاره كرجل دولة يحل النزاعات ويحمي حقوق الإنسان ، وهو أمر سيؤثر بشكل جيد مع الاتحاد الأوروبي. فعلت الدولة التركية بشكل مشابه دور الأقليات التركية في شبه جزيرة القرم - التتار - والأقليات في الاتحاد الروسي والقوقاز.

في النهاية ، يواجه أردوغان تحديًا معقدًا لإرضاء ناخبيه. تعني الكمية الكبيرة من القمح وزيت عباد الشمس المستورد من روسيا وأوكرانيا أنه في القريب العاجل قد يكون للصراع عواقب أكثر تدميراً على الاقتصاد التركي المتردي بالفعل. بينما يبدو في الوقت الحالي أن التحوط يوفر الخيار الأفضل لزيادة العلاقات مع الغرب وتحسين موقفه في الوقت نفسه محليًا ، فإن إطالة أمد الحرب قد تعود لتطارد فرص إعادة انتخابه. لدى تركيا فرص لتكون لاعبًا قويًا في منطقة البحر الأسود ، لكن استراتيجية التوازن الحالية تخاطر بخسارة كلا الجانبين. يوفر موقعها الجغرافي الاستراتيجي وعلاقاتها مع روسيا إمكانات للتحسين بين الغرب وتركيا ، لكن السياسة التركية الداخلية تفشل في توفير خطاب بديل للتقرب من الغرب.

عن المؤلفين

كونيت جورر  أستاذ دراسات الأمن عبر الوطنية في مركز جورج سي مارشال الأوروبي للدراسات الأمنية. تشمل اهتماماته البحثية ومجالات خبرته قضايا الأمن عبر الوطنية ، وديناميات الأمن الإقليمي ، والتهجير البشري ، والجهات الفاعلة غير الحكومية في النزاعات المعاصرة.

 جيل فريكس  طالبة دراسات عليا في الأمن والاستخبارات والدراسات الإستراتيجية في جامعة جلاسكو ، اسكتلندا. تعمل حاليًا كمتدرب في مركز  جورج سي مارشال الأوروبي للدراسات الأمنية.  تقع اهتمامات جيلي البحثية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والساحل مع التركيز بشكل خاص على سياسات القوى العظمى في المنطقة وتأثيرها على الساحة العالمية. بالإضافة إلى ذلك ، لديه اهتمام شخصي قوي بتاريخ وثقافة منطقة الساحل والشرق الأوسط وشمال إفريقيا. 

مركز جورج سي مارشال الأوروبي للدراسات الأمنية

مركز جورج سي مارشال الأوروبي للدراسات الأمنية  في جارمش - بارتنكيرشن بألمانيا هو شراكة ألمانية أمريكية وشبكة عالمية موثوقة تعزز القيم المشتركة وتقدم الحلول الجيوستراتيجية التعاونية. تتحقق مهمة مركز مارشال لتثقيف وإشراك وتمكين الشركاء الأمنيين للتأثير بشكل جماعي على التحديات الإقليمية وعبر الوطنية والعالمية من خلال البرامج المصممة لتعزيز النهج الحكومية السلمية الكاملة لمواجهة التحديات الأمنية الأكثر إلحاحًا اليوم. منذ إنشائها في عام 1992 ، نمت شبكة خريجي مركز مارشال لتشمل أكثر من 15000 متخصص من 157 دولة. يمكن العثور على مزيد من المعلومات حول مركز مارشال على الإنترنت   www.marshallcenter.org .

#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)       Mohammad_Abdul-karem_Yousef#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات