أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - احمد جبار غرب - ذاكرة الايام














المزيد.....

ذاكرة الايام


احمد جبار غرب

الحوار المتمدن-العدد: 7306 - 2022 / 7 / 11 - 22:38
المحور: كتابات ساخرة
    


في سنوات الطفولة البضة تسترجع الذاكرة القها وريعان احداثها في ازقة وأماكن لاتبارحها الذاكرة كونها لصقت بالمخيخ وستبقى تؤرشف ومضات ساحرة الى يوم يبعثون .. كنا صغارا ولم ينقش الزمن لوعاته وجروحه فينا بعد.. ننطلق بمجاميع مزهوين بملابسنا الزاهية وما نمتلك من (فلوس )وهي تشكل عيديات الأهل والأقارب بعد غزو صباحي لكسب العيديات حيث ننطلق نحو اماكن اللهو والمراجيح والسينمات او المقهى القريب عندما يكون الاهل حريصون على تواجدنا قربهم حرصا منهم علينا وفي المقهى الشعبي كانت الأرائك كلها من الخشب فوقها الحصائر البسيطة ..كنا نتسابق للجلوس في اول الصفوف حتى نكون قريبين من التلفاز لنشاهد فلم الصباح بملا العيون وكان التلفزيون حجم عشرين شاشته شبه مدورة لكنه ساحر وجذاب ونتمنى ان نحصل على واحد مثله وكان قبل ان يبدأ البث الصباحي في يوم الجمعة يشغل صاحب المقهى المسجل ابو ااسطوانات حيث نسمع اغاني عبادي وام كلثوم وفي الهاج الصبحي نرى أفك كارتون ومنوعاً غنائية وكثيرا ماتقبل غني عبد الحليم ضحك وجد وحب في ايام العيد وكانت هاك مسلسلات عربية واجنبية يعرضها التلفزيون وكم كنا نتذمر بعقلية طفولية من برنامج (دنيا الاسرة )الذي تقدمه الراحلة منى البصري لانه برنامج (غثيث)وثقيل في وقت يكون هو البرنامج الشيق والممتع ولكننا ننساق لمشاعرنا الطفولية البريئة غير الناضجة وبانتظار الفلم نكون قد احتسينا الحامض او الشاي او الدارسين وندفع عشرة فلوس للذي يشرب والذي يشاهد فقط ولايشرب يدفع خمسة فلوس في حين كانت تتعالى اصوات (الدومنجية)عاليا يزعيق اللاعبين وحماسهم من اجل ألفوز وعدم دفع نقود المشروبات الغازية وكان صاحب المقهى يمتلك كيس فيه نقود (الخردة)ويستعرضه امامنا بين حين وآخر (مجقجقا بالخرداوات)مثيرا في نفوسنا افكار شتى في حين كانت الثلاجات التي تحفظ المشروبات خشبية وهي عبارة عن صندوق من الخشب يملأ داخلها بثلج القوالب بعد وضع كمية من الملح على الثلج حتى لايذوب بسرعة وتوضع فيها كمية كبيرة من زجاجات البيبسي. كولا وإخوتها من الكولا والكندا دراي والسيبرايت والمشن والفانتا والخ وينتهي برنامج الاسرة ويبدأ الفلم وسط صمت وهدوء المشاهدين وعندما كان يظهر تايتل الفلم كنا نتخيل ان الفلم الذي فيه نقاط كثيرة سيكون مليء بالمغامرات التي ستسعدنا وهذه احدى اختراعاتنا البريئة وعندما يظهر بطل الفلم وهو ينتصر على أعداءه يشكل ذلك مصدر سعادة وفرح ربما لاننا إنسانينيا مجبولين بكره الظلم والانتصار للحق الذي يجسده بطل الفلم والذي كنا نسميه (الولد) حيث جاء الولد وذهب الولد وانتصر الولد على الهندي الاحمر (الوحشي )الذي سوقته الدعاية الرأسمالية على انه مجرم رغم انه صاحب الحق الشرعي كما اتضح ذلك لاحقا وينتهي الفلم بمجوعة من المعارك وبعد استمتاعنا بأحداثه الشيقة لنذهب بعد ذلك لنلعب الى لعبة الخطة حيث كسب الفلوس وتتلخص برسم خطة دائرية من عشرة حلقات متداخلة ونرمي عليهاقطعة العشرة فلوس فاذا وقعت على الخط نخسر واذا وقعت بمنتصف الخطة نكسب بقدر مرتب الدائرة وهكذا كانت مغامرتنا يوميا طيلة ايام العيد فما بين الذهاب الى السينمات او حديقة الأمة نلتقط الصور ونشتري الجوز الكبير او نأكل لفة (عروك) برائحة القلاء الزكية بعشرين فلسافقط وكل عيديت نا 500فلس أو نركب الربل ونصيح (هي هي جوبي)ولانعرف معناها فقط سوى انها تثير الفرح الجماعي او نرى صندوقا ضخما ما ان نضع قطعة نقود ام العشرة فلو س حتى تظهر اغنية وسط دهشتنا او نذهب لمشاهد ابو (الحياية)في النهضة حيث يسيطر رجل بكلامه على جموع الحاضرين ويستدرجهم لدفع النقود مقابل مشاهدة الأفعى وفي الاخير لايظهرها ليستمر الناس الطيبين برمي نقودهم نحو طبق الخوص بانتظار رؤية الافعى والرجل مستمرا في إغوائهم بجميل الكلام والحكايات ..تلك كانت شذرات لامعة من خزين الذاكرة الراكد



#احمد_جبار_غرب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إيلون ماسك في تحدي جديد
- حكايات العندليب -2-
- لم تكونوا مهنيين ياجماعة المدى
- من حكايات العندليب
- في النقد الاعلامي
- معالي الوزير ..هل هذه منحة ام محنة !؟
- نتضامن مع المفكر احمد عبده ماهر
- كلى للبيع .....وطن للبيع
- زلم تشرين في البرلمان ..ندعمكم بقدر ثباتكم
- الرياضة حب وطاعة واحترام
- الثورة فوق مستوى مدادك الاصفر
- العلاقة الحميمة بعد عمر ال60عاما
- جذور الحركات المتطرفة
- آخر الدواء ...
- صرخة شعب واستغاثة وطن
- جدل فارغ
- نحو عراق مدني
- نجح المربد رغم الاخطاء الفنية
- مايسترو خط الوسط هادي احمد
- محافظ واسط يسرق مهرجان المتنبي


المزيد.....




- حقق إيرادات عالية… مشاهدة فيلم السرب 2024 كامل بطولة أحمد ال ...
- بالكوفية.. مغن سويدي يتحدى قوانين أشهر مسابقة غناء
- الحكم بالسجن على المخرج الإيراني محمد رسولوف
- نقيب صحفيي مصر: حرية الصحافة هي المخرج من الأزمة التي نعيشها ...
- “مش هتقدر تغمض عينيك” .. تردد قناة روتانا سينما الجديد 1445 ...
- قناة أطفال مضمونة.. تردد قناة نيمو كيدز الجديد Nemo kids 202 ...
- تضارب الروايات حول إعادة فتح معبر كرم أبو سالم أمام دخول الش ...
- فرح الأولاد وثبتها.. تردد قناة توم وجيري 2024 أفضل أفلام الك ...
- “استقبلها الان” تردد قناة الفجر الجزائرية لمتابعة مسلسل قيام ...
- مونيا بن فغول: لماذا تراجعت الممثلة الجزائرية عن دفاعها عن ت ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - احمد جبار غرب - ذاكرة الايام