أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حامد تركي هيكل - فنان فطري عجيب














المزيد.....

فنان فطري عجيب


حامد تركي هيكل

الحوار المتمدن-العدد: 7303 - 2022 / 7 / 8 - 01:12
المحور: الادب والفن
    


كان غُلام يأتي أو كما يسمّونه بصيغة التصغير كعادتهم في تلك الأزمان مع الصغار والعاديين غير أولي القوة والسلطة والمال من الرجال (غليِّم)، أو أبو عُبيد من شرق الشطّ كلَّ سنة. رجلٌ في الأربعين من عمره، بدويٌّ غريب الأطوار، عجيب، لا يشبهه أحدٌ من الرجال.
كثيرون هم الذين كانوا يأتون للقرية من جهات العالم الأربع في موسم التمر، يأتون لينالوا نصيبهم من التمر، فمنهم من يبيع سلعته مقابل التمر، ومنهم من يبيع قوته أو خبرته، ومنهم من يأخذ بلا مقابل، فالخير كثير،ولكنهم يغادرون دون أن يتركوا أثراً. الا ان غُلام من بين القليلين الذين لا يمكن نسيانهم.
كان فناناً بحقّ. يصنعُ للأطفال من الطين الأحمر الحرّ النقي تماثيلَ حيوانات بمنتهى الدقّة، خروف، حصان، أسد، ضبع، غزال ، جمل، ثور ، كلب، وكلّ ما يخطر لك على بال. بمجرد أن يعالج كتلة الطين بأصابع يديه العشرة، وبمشاركة لسانه أحياناً! ويندمج وهو يدندن تتحول تلك المادة الى حيوان لا ينقصه الا روح.
كنتُ أراقبه باندهاش، حين كنت صغيرا، كان كمن يقدم ألعاباً سحريّة. يجفّف قطعَهُ تحت شمس آب اللهاب، ثم يوقد ناراً، وينتظر حتى تتحول الى جمر، يدفن في الجمر حيواناته الصغيرة، فتصير بعد ذلك قطعاً فخاريّة ورديّة اللون، لها رنين. يقدمها للأطفال هدايا.
حاولت تقليده ولكنني لم أنجح ، فقد أبت الأجساد الحيوانية أن تتشكل، ولم تفارق هيئتها الهلامية التي لا شكل لها، وحين جرّبتُ تجفيفها تصدعتْ وتشققتْ، وحين وضعتها في جمر الموقد تفجرتْ وتشظتْ.
- علّمني قلت له ذات يوم
- الأمر بيدك وليس بيدي، أجاب
- كيف؟
- عليك أن تستخدم عينيك، ويديك، وعقلك وقلبك
- فقط؟
- فقط
حسبتُ الأمر هيناً ساعتها. ولكنني أدركتُ بعد مدةٍ طويلة أنه كان يعطيني درساً بالغ التعقيد عميقاً.



#حامد_تركي_هيكل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عطلة العيد
- حكايتا بقرة ووزّة
- اجتماع اللجنة العليا
- ضحايا مجرمون
- حكاية موت الدكتور سلمان
- حكاية سعيد الورّاق
- كاميرات ثلاث -الجزء الثالث
- كاميرات ثلاث -الجزء الثاني
- كاميرات ثلاث -الجزء الأول
- خيالات
- هو الذي رأى كل شيء _الجزء التاسع والأخير
- هو الذي رأى كل شيء _الجزء الثامن
- هو الذي رأى كل شيء _الجزء السابع
- هو الذي رأى كل شيء _الجزء السادس
- هو الذي رأى كل شيء _الجزء الخامس
- هو الذي رأى كل شيء _الجزء الرابع
- هو الذي رأى كل شيء _الجزء الثالث
- هو الذي رأى كل شيء _الجزء الثاني
- هو الذي رأى كل شيء _الجزء الأول
- سالم ابن دَهَش -ج4 والأخير


المزيد.....




- روسيا.. تصوير مسلسل تلفزيوني يتناول المرحلة الأخيرة من حياة ...
- اعلان توظيف وزارة الثقافة والفنون والتخصصات المطلوبة 2024 با ...
- هل تبكي عندما تشاهد الأفلام؟.. قد تكون معرضا بشكل كبير للموت ...
- مهرجان نواكشوط السينمائي الدولي يطلق دورته الثانية
- “نزل Wanasah الجديد” تش تش ???? وقت الدش.. تردد قناة وناسة ن ...
- فنان غزة الذي لا يتكلم بصوته بل بريشته.. بلال أبو نحل يرسم ح ...
- هاريس فرحت بدعم مغنية لها أكثر من دعم أوباما وكلينتون.. ما ا ...
- -الغرفة المجاورة- لبيدرو ألمودوفار يظفر بجائزة الأسد الذهبي ...
- النيابة تواجه صعوبة في استدعاء الفنان المصري محمد رمضان للتح ...
- فيلم اليكترا: تجربة بصرية وحسية لأربع ممثلات وكاتبة في بيروت ...


المزيد.....

- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حامد تركي هيكل - فنان فطري عجيب