أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عطا درغام - نظرية العرض المسرحي














المزيد.....

نظرية العرض المسرحي


عطا درغام

الحوار المتمدن-العدد: 7295 - 2022 / 6 / 30 - 12:01
المحور: الادب والفن
    


من الشائع أن يلتمس الفنانون في فكرة خلود أعمالهم عزاء عن حقيقة الفناء، فنجد هوراس يؤكد أن قصائده أطول عمرًا من البرون/ز بينما يعزي شكسبير حبيبته بأمل التجدد يومًا رغم ما يبدده الزمن.
لكن العرض المسرحي- الذي يُعد أعمق أشكال التعبير الفني تأثيرًا وحدةً وكثافةًـ وأيضًا أقصرها عمرًا- لا ينتمي إلي هذا الطراز من الفن الذي يعده مبدعوه أثرًا خالدًا؛فهو من تبدعه الجماعة لا الفرد، وهو فن يظل جوهره العرض الحي والتلقائية،وعدم الخلود حتي وإن حفظناه في أشرطة السينما والفيديو-كما نفعل الآن- إلي ماشاء الله.
إن هذا الكتاب : (نظرية العرض المسرحي) الذي ألفه جوليان هلتون ؛ترجمة: الدكتورة نهاد صليحة، يسعي إلي دراسة فن الأداء وظاهرة العرض المسرحي.
لا يتناول بالتحليل عروضًا بعينها،وإنما ينكب علي فحص الطبيعة التوليدية للعرض المسرحي، فيحلل طبيعة الزمان والمكان والفعل فيه، ويطرح نموذجًا لوصفه وتشيحه ويفحصه باعتبار صيغة من صيغ الاتصال، ويطرح رسائل قد تيسر لنا فهم هدفه الثقافي الشامل.
وفي كل الأحوال يظل الهدف الرئيسي الذي ينتظم الكتاب في مجموعته، هو محاولة سبر أغوار المفارقة المحورية في فن المسرح واستكشاف جوانبها.وتتلخص المفارقة في قدرة المسرح علي شحذ رؤيتنا للواقع وإدراكنا له رغم أنه وسيلة تعبير تتميز بالاصطناع الواضح والافتعال والزيف.
إننا نستطيع في المسرح أن نشهد بالضبط عملية التحول التي يمر بها المؤدي- سواء كان ممثلًا او راقصًا أو مغنيًا- ليخلق دوره، فنشاهده وهو يرتدي ملابس الشخصية ومكياجها ثم يدلف إلي عالم زائف علي الخشبة.
كذلك قد ندرك يقينًا أن كل حركات المؤدي وإيماءاته قد تم التدرب عليها من قبل وأن نبرات الحزن والفرح في صوته لا تعدو أن تكون تمثيلًا،ورغم ذلك ما أن نشاهده يؤديها في العرض المسرحي حتي نعتقد بأن ما نراه حقيقة وليس تمثيلًا.
وتطرح الدراسة تساؤلًا .. فإذا كان العرض المسرحي هو فن الأداء الحي التلقائي العابر، فهل يمكن دراسته؟ وهل من المطلوب دراسته؟
يمكننا بالطبع دراسة فن العرض المسرحي بوسائل عدة منوعة مثل التردد علي المسارح كجزء من برنامج دراسي،أو توظيف أساليب التدريب الفنية المستخدمة في البروفات وتقنيات المعامل المسرحية وإدماجها في عملية التدريس.
وقد أتاحت لنا السينما والفيديو إمكانية تسجيل العروض بل وتحليلها أيضًا تحليلًا تفصيليًا عميقًا بصورة قد لا تتأتي لنا عند مشاهدة البروفات الحية للعرض مفسها.ونحن لا نغفل هنا بالطبع الاختلاف الكيفي الواضح بين الحدث نفسه وبين صورته المسجلة. لكن تطور أساليب التسجيل وتقدمها كفيل بتضييق الفجوة بين العرض الحي والعرض المسجل.
وتتضمن دراسة فن العرض البحث في أمرين ثقافيين هامين: فهي تقودنا أولًا إلي استكشاف كيفية تحول الخيال، أو ما يفوق الخيال إلي واقع،وهي تدفعنا ثانيًا إلي استكشاف العلاقة بين الواقع وبين الصور المخالفة التي نعرض من خلالها هذا الواقع.
إن تحويل فكرة ما أو شخصية خيالية إلي كيان حي ملموس يعني تجسيدها؛ فهو فعل تجسيد يحول الفكرة أو السطور المطبوعة إلي أصوات وحركات.
ونحن عندما ندرس فن العرض والأداء إنما ندرس في حقيقة الأمر كيف نمتع أنفسنا بصورة أفضل كمؤدين ومتفرجين، دون أن نغفل البحث عن المتعة لا يعفينا بالضرورة من العمل الشاق والانضباط في الدراسة الدقيقة،
ودراسة فن الأداء والترفيه تتطلب كل هذا من المؤدي، فإذا أجاد كل مؤدِ فنه- سواء كان راويًا أو حكواتيًا او لاعبًا في سيرك أو مبارزًا أو موسيقيًا أو مشعوذًا أو ساحرًا- فلا ضير عليه من نقد النقاد ولن تصيبه سهامهم



#عطا_درغام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفيلم التاريخي في مصر
- أدب الزهد في العصر العباسي للدكتور عبد الستار السيد متولي
- الأصول الفني للشعر الجاهلي
- الهجاء في الأدب الأندلسي
- الشعر العماني- مقوماته واتجاهاته وخصائصه الفنية
- نقد المنظور اليهودي لتطور الشعر العربي الحديث- الدكتورمحمد ن ...
- أبحاث في الفكر اليهودي للدكتور حسن ظاظا
- أدب البحر
- القاهرة مدينة الفن والتجارة
- صحافة الاتجاه الإسلامي في مصر
- الأدب العربي في فلسطين(1860-1960)
- الوسائط الحديثة في سينوجرافيا المسرح
- نظرية الكوميديا في الأدب والمسرح والسينما
- المأساة اليونانية في القرن الخامس ق.م
- الإنسان المصري علي الشاشة
- مستقبل الثقافة في مصر
- الحركة النسائية الحديثة: قصة المرأة العربية علي أرض مصرللدكت ...
- موسيقي مصر والسودان شواهد حضارية وثقافية
- تذوق الموسيقي العربية
- المرأة في الفكر العربي الحديث


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عطا درغام - نظرية العرض المسرحي