أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز الخزرجي - إلى متى نُحارب في الظلّ!؟















المزيد.....

إلى متى نُحارب في الظلّ!؟


عزيز الخزرجي

الحوار المتمدن-العدد: 7290 - 2022 / 6 / 25 - 02:21
المحور: الادب والفن
    


إلى متى نحارب في الظلّ!؟

إخوتي في الفكر و الضّمير ؛ يجب علينا أن ننزل للأرض لنتحدى الظلم بقتال الظالمين بآلفكر و على أرض الواقع للقضاء على الجّهل الذي يُشيعه الساسة و الحكام للتسلط على الفقراء .. و الفكر هو أمضى سلاح يقضي عليهم من الجذور للأبد بإذن الله.

جَميعنا هكذا يا صديقي، نَعجز عن رُؤية أنفسنا فِي مشهد حيّ، قائم ..
مَتى ما كَان بوسعك أن تُقاتل، قاتل .. فلا أحد بإمكانه أن يقطع الطّريق عوضًا عنك، ولا غُفران في الجحيم مُذنبًا كُنت .. أو طاهر.

إن الإستعداد للحرب يمنع الحرب، و نحنُ قد غبر علينا وقتنا دون حتى أن نحمل سيوفًا على أجنابنا فوضع كل حاكم لدولتنا ،كعب رجله في أفواهنا.

إننا شعوبًا مقهورة، مخنوقة و من يقول غير ذلك فهو أعمى البصيرة ،مبتور عَن حقيقة الواقع، و هذا المبتور ليس أشد خطرًا على واقعنا من حيث أنه سندًا لإستمرارية التصفيق للإستبداد .. بل الأشد خطرًا هو زمرة السَّاسة و الاحزاب و المتفيصحين شعاراتٍ و الثائرين خلف شاشاتهم و أبوابهم ، و كمُجملٍ "نحنُ جميعًا" أشد خطرًا على واقعنا، نحنُ الأقدام الصالحة لركض الإستبداد في أقطار البلاد و على بطون العباد, يقول الحُكماء قديمًا ضمن سياق الإستبداد: [من المعلوم أنّ مُجرد الإستعداد لِلفعل ، فعل يكفي شرّ الإستبداد].

لكننا نحنُ أقوامًا فضّلنا الإنبطاح و الخيانة و امتهان الصُّراخ و أيدينا نائمة، فما كُنا في هذا سوى نُسخ مريعة نمتطي أمجادًا بشعاراتنا لنظهر حينها مُجرد محاربين لطواحين هواء أو للهواء فقط.

إن حُكَّامنا قد أصيبوا بلعنة عشق التمسك بالكراسي، فمثلًا لا حصرًا تجد الكاظمي أو المالكي أو ألحلبوسي أو البارزاني أو عبد المهدي أثناء مشاركته في منتدى أو مؤتمر؛ فأنه يعرب من خلال بعض تصريحاته أنهُ سيتشبث بالسلطة حتى الموت من أجل هذا و ذاك ووووو بل و في خفايا العبارات يعربون عن شديد خوفهم من أي نمط للتغيير أو الثورة ...!

و هذا ما يُلحظ في أكثر حكّامنا ،حيث لا يبالون بالشعب و بحقوقه فأغرقونا في إصلاحاتٍ مُزيفة ينشدونها على الشاشات لتخديرنا بأملٍ كاذب .. و في حقيقة الأمر أن حُكامنا لا يخدمون حقوقنا بل يستخدموننا لإحتضان مصالحهم الشوهاء , و يجعلونا على الدوم تابعين لتنفيذ مشاريعهم الحزبية والفؤية وووو.

إنهُ هوس الحكومات الخالدة التي لا يحق لنا أن نقول لها كيف و إلى متى و إلى أين و لماذا؟
حكومات متقنعة بشكليات "الأسلامية" و "الديموقراطية" و "الوطنية" و دساتير وهمية و أعلام يُزيف كل وقائعهم و محاكم ظالمة لا تعرف وجودًا لحقّ الإنسان و لا تعرف وزنًا لِأي شيء سوى للدولار و تمرير الهدايا من فوق الطاولة أو تحتها.

نحنُ متورطون مَع هذه ِالحكومات التي امتهنت الإعتساف بحقوقنا ابتداءًا مِن خَنقنا فِي الكدِّ ليل نهار للبحث عن القوت الذي بدوره يَقتل التَّطلعات إلى التغيير و الحُرية والعدالة الإجتماعية، ويؤدي لوأد كُل فكرة رامية إلى الحصول على الحقوق المشروعة و نبذ الطبقية خصوصا في الحقوق و الرواتب.

يقولُ "جوزيف كولينز و فرانسيس مور لابيه" في كتاب "صِناعة الجوع":
[سَنزداد تعرضًا للإبتزاز يومًا بعد يوم؛ لأنّ قدرتنا على إنتاج ما يكفي لغذاء أعدادنا المُتزايدة تقلّ يومًا بعد يوم، على الرُغم مِن أننا نملك المال والأرض الصّالحة للزراعة] و غيرها من خيرات الأرض.

و مِن هذا القول فإننا نُشير لحكّامنا آلجهلاء و الإمعات بـ "صُنّاع الجوع" ، فمن يصنع الجوع في بلاده وشعبه بكُل السُبل ، يحافظ على إستمرارية الإستبداد و تنويم التطلعات التي ذكرناها سابقًا ،و يقضي على كل حلم للتغير الأكبر و يبقى الهم الأكبر للشعب كيف يجد قوت يومه ولو لزمه تقبيل حذاء السلطة و أصحابها.

علينا الآن الإعتراف بأن أنظمتنا قمعية ديكتاتورية سافلة بعباءة الأسلام و الديموقراطية و التقدمية و الوطنية، ولا تعرف سياسة مع شعوبها سوى لُغة الحديد والنّار والضّرب في "النخاع" بحسب مصطلح العمائم التي تُشرعن الباطل في الدول العربية و الأسلامية و الديمقراطية.

وأمام وجه الإجراءات اللآدمية التي تُمارس علينا ، يجب إعادة إحياء الربيع العلوي - لا العربي المُجهّض .. و علينا توخي إعادة نسخ ولصق فعلتنا السابقة التي أجهضت ربيعنا العلوي و لم تفضي به إلى النور ، و في سياق تعداد أسباب إجهاض الإسلام العلوي،نجد أسباب كثيرة .. أهمها نُشير إليها و هي :

- إنسلاخ الوعي الشّعبي لمفهوم الثورة.
- .المسخ العام لضمائر الناس و حتى الذين كانوا مخلصين بآلأمس
- عدم جاهزية ألأمة و المنطقة ألعربية للثورات وتبعاتها بسبب الجهل.
- غياب قيادات فعّالة تلهم الشباب الوعي الكوني للسير والمضي قُدمًا لتحقيق المنشود.
- فقدان الثقة و الترويض الأيديولوجي السالب للجماهير وقدرتها على بناء الذات.
- .عدم وجود أي فهم حقيقي للوجود و سبب خلق الأنسان لأجل آلتغيير و غياب الوعي الروحي والفِكري الكوني الذي يقود لثورة وعي تسلخ الظلم من على الأكتاف
- عدم وجود الطبقة المثقفة لقيادة الشعوب تنظيمًا وتنسيقًا لكيفية حركته، فالحِراك العفوي ضد الحاكم المستبد يعتبر من الخطورة الشديدة و آلخوف من قطع الأرزاق.
- فشلنا و عدم وجود خطط وصبر و تنفيذ بروية؛ هو سر نجاح صعود أحزاب فاسدة متحاصصة و حُكّام مستبدين خططوا للوصول إلى العرش و تحالفوا مع هذا و ذاك، و بآلتالي فشلنا من حيث إنعدام التخطيط ،و التفكيك في الداخل المعارض و هذا هو العامل الأقوى لتفوق الطّرف الآخر(الفاسد).

تلك هي بعض الأسباب المُهمة و أركّز دائمًا على غياب العقل المُدبر والقائد الملهم ، ولنستذكر هُنا اقتداءً بـ "نيلسون مانديلا" الذي علّم شعبه كيف يكون خوض الحرب مِن أجل السلام ،فشعبه لم يقاتل مِن أجل الحزب أو القبيلة، بل من أجل جنوب أفريقيا ديموقراطية تشمل الجميع و تكفل الحُرية و التساوي والتعايش المُتكافئ للجميع.

و إليكم بعض مقومات القيادة و شروطها و الرؤية الكامنة الوضوح فيها و الشجاعة والشفافية ، والحزم المُصاحب لإمكانية التسوية إذا تحققت الشّروط ، في مقولة بسيطة لـ "نيلسون مانديلا" حيث يقول فيها عن نِضاله:

[طيلة حياتي كرست نفسي لنضال الشعوب الأفريقية، لقد قاتلت ضد هيمنة البيض و قاتلت ضدّ هيمنة السود، آمنت بفكرة الديمقراطية و الحرية بحيث يعيش الجميع في وئام و على أساس تكافؤ الفرص، ذلك هو المثال الذي آمل لأن أعيش لأُحققه، ولكن إذا لزم الأمر، فذلك هو المثال الأعلى الذي لن أتردد لأن أموت من أجله].

أما مقولات الأمام علي ملهم الحكماء و الفلاسفة فغنية عن التعريف و الذكر و طالما كتبنا عنها و عن فلسفته (عليه السلام) في إقامة الحكم الأسلامي!

فَهل نجد رجُلًا في عالمنا العربي يجيد أن يقود الثوريين الذين يشاطرونه هذا الهدف بتلك الإمكانية الفذة والقدرات والقرارات الصائبة دون أي إقصاء لرفاقه ومعاونيه بل و مبادئه وأهدافه؟

"غياب قائد حقيقي يقود الوعي الثوري والتخطيط "فتلكُم هي أهم نقطة ساعدت في إجهاض الربيع الكوني و المكوث تحت أحذية فصول شتى تبطش فينا . و هُنا نذكر شيء مُهم قالهُ الكواكبي في كتابه "طبائع الإستبداد ومصارع الإستعباد".

[مِن الأمور المُقررة طبيعةً و تاريخًا أنَّه؛ ما من حكومة عادلة تأمن المسؤولية و المُؤاخذة بسبب غفلة الأمّة أو التّمكُّن من إغفالها إلّا و تُسارع إلى التَّلبُّس بصفة الإستبداد ، و بعد أن تتمكّن فيه لا تتركه و في خدمتها إحدى الوسيلتين العظيمتين:
جهالة الأُمَّة، و الجنود المنظمة].

إذن، من قول الكواكبي نشير إلى أعلى ما ذكرنا، فإنسلاخنا من الوعي الكوني الحقيقي والإتكاء و الراحة، يساعد جدًا في خلق الجهل و تنظيم أجندات قمعية في حقنا.

لَقد أمسينا كومة إدراك-في أصله خلقه الله لنهتدي به معيشتنا و نتقي هلاكنا- عمياء و بلهاء، مُقعدة كذوبة و تنتظر كل شيء و نصرة من الغير، كومة إدراك مشلولة و ألسنةً صارت كالطلاء للصدأ عوضًا من أن تكون ترجمانًا للضمير و الوجدان.

و المُطبلين اليوم و الكلاب المتذللة المتملقة والجماعات الطفيليية التي تعيش على الرواتب الحرام، يجب أن تعلم أنه ببلاهتها وتملقها هذا .. تعين الظالم على ظُلمه و الفاسد على فساده و كما جيء في الأثر عن رسول الله و الأئمة الأطهار:

[مَن أعان ظالمًا على ظلمه سلّطه الله عليه].
بل و الأدق من ذلك قول المعصوم (ع):
[من رضي بعمل قوم حُشر معهم].
فكيف بآلعاملين معهم أو الذين يسرقون أموال الناس بلا عدل!؟
و سيأتي يومًا لهذه الكلاب المتملقة لتلاقي ويلّ أيمّا ويل و مصيرها في الدنيا قبل الآخرة

النداء في أرواحنا المُتعطشة للتغيير لن يصمت ، فنحنُ شعوب ذاقت القهر و الويل و كان فيها الإستبداد صائلٌ لا يرحم و ألمٌ لا يفتر، وقصة ملحمة سوء و شر و بطش لا تنتهي.

إننا نُريد أوطانًا تكفل لنا الحياة الكريمة، تعبنا من بناء أحلامنا و إنتظار حقوقنا تُحقق في بلدان الغرب التي نجد في الوصول إليها معوقات متضاخمة، نُريد أوطانًا تشعرنا بأنها خُلقت لتكريم حياتنا لا لأذلالنا.

إن لم نتحرك لخلق حياة كريمة متعادلة يتساوى الجميع فيه في الحقوق و الواجبات و الفرص فأننا لا نكون سوى محاربين للهواء وفي الظل و نهايتنا ستكون على شُرفاتٍ محطمة ندندن عليها وقد سُحقنا و أبيدت إنسانيتنا عن بكرة أبيها واغتصبت فيها كرامتنا كبشر لهم الأحقية في حياة كريمة.

لذا يجب أن ننزل للأرض و نقاتل الظالمين بآلفكر على أرض الواقع بدل الجهل الذي يشيعونه للتسلط على الفقراء .. و الفكر هو أمضى سلاح يقضي عليهم من الجذور للأبد بإذن الله.
ألعارف الحكيم عزيز حميد مجيد



#عزيز_الخزرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عتب على طلبة الجامعات و أساتذتهم!؟
- ألنّداء الأخير لدرأ الكارثة العظمى :
- ألعراق و مجلس الأمن
- تطورات خطيرة تشير لساعة الحسم
- كيف تتحقق الصداقة؟
- العراق منهوب لسوء إدارة الأحزاب المتحاصصة:
- قبيل صباح العيد
- 12 ألف متقاعد فضائي في كردستان!!
- حكمة كونية للمثقفين:
- لماذا تحقق موت ألعراق!؟
- ألنّهاية ألمأساوية على يد المتحاصصين!
- العراق والموت السريع
- ألعراق والموت ألسريع:
- العناوين المطلوبة لتغيير واقعنا:
- كوارث تُهدّد بلادنا
- لا عراق مع المحاصصة
- اسباب زوال النعم
- رسالة من العليّ ألأعلى :
- حين تُستغلّ ألقيم!
- ما افلح وطن ضاع الحق فيه


المزيد.....




- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز الخزرجي - إلى متى نُحارب في الظلّ!؟