أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال بركات - جولة محمد بن سلمان وسياسة المحاور














المزيد.....

جولة محمد بن سلمان وسياسة المحاور


طلال بركات

الحوار المتمدن-العدد: 7289 - 2022 / 6 / 24 - 02:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ايران دائما تؤكد في مواقفها السياسية انها العدو التاريخي للعرب ليس فقط لاسباب تتعلق بالسلوك الطائفي وانما الحقد المتجذر على العرب بسبب انهاء امبراطورية فارس واخضاع الفرس للحكم العربي لسنين طويلة وعندما وجدت ايران بعد ثورة الخميني الرخاوة في ارض العرب بدأت بالزحف على دول الجوار وفق مبدأ تصدير الثورة لاعادة رسم خريطة المنطقة خصوصاً بعد الاحتلال الامريكي للعراق وتهيئة السبل لايران للهيمنة على المنطقة بشكل بات ينافس تركيا واسرائيل، في الوقت ان اسرائيل اليوم وصلت الى مرحلة ليست بحاجة الى توسيع رقعتها الجغرافية على حساب الدول المجاورة بقدر ما هي بحاجة الى تطبيع واستقرار وامان وسلام دائم مع الدول العربية التي تطمح من خلالها الى المشاركة في قيادة المنطقة اقتصادياً ثم سياسياً، وهي باتت تعمل بهذا الاتجاه لانه لم يعد وجود عداء عقائدي تاريخي مع العرب مثلما هو الحال مع ايران وانما العداء قائم على اساس سياسي نتيجة احتلال الصهاينة ارض فلسطين قبل خمسة وسبعين عام واليوم بات العداء يذوب نتيجة الاتفاقات التي ابرمت مع الفلسطينيين وبالمساومات والتطبيع مع العرب .. اما تركيا التي عاشت في حالة مهادنة دائمة مع ايران منذ اندلاع الثورة الايرانية وكل طرف كان يعمل من سكات حسب اجندته ومصالحه للتغلغل في المنطقة من دون تنافس او صدام لذلك أتكلت تركيا على الاخوان المسلمين في مشروعها السياسي وأتكلت ايران على الميليشيات الشيعية المسلحة في تغلغلها في المنطقة .. وفي النهاية شعرت تركيا انها راهنت على حصان خاسر حيث لم ينفعها الاخوان لا في مصر ولا في سوريا ولا في العراق ولا في ليبيا فلابد من اعادة الحسابات مستغلة الوضع الحالي الذي تمر به ايران التي انهكتها العقوبات الامريكية من جهة وفقدان حاضنتها الشعبية في العراق وسوريا ولبنان من جهة اخرى ولم يبقى لها الا الميليشيات المسلحة التي تهيمن بها على الدول التي طالما تتبجح باحتلالها .. وفي وسط هذا المشهد الاقليمي جاءت زيارة الامير محمد بن سلمان الى مصر والاردن وتركيا لتأسيس محور سياسي جديد يضطلع به العرب لاعادة دورهم في المنطقة وسيكون بمباركة امريكية بعد زيارة بايدين للسعودية واللقاء بالزعماء العرب المشاركين في هذا المحور مما يعني ان الجديد والمهم في المنطقة هو قناعة امريكا او أقتناعها استحالة التخلي عن المنطقة او بالاصح جعل الخليج العربي خط احمر في الاستراتيجية الامريكية الجديدة بعد الحرب الاوكرانية التي باتت امريكا في امس الحاجة للنفط والغاز العربي الخليجي الذي لا يمكن الاستغناء عنهما في مواجهة الضغط الروسي، والامر الثاني جر تركيا من محور المهادنة والحياد مع ايران بعدما فازت ايران على تركيا في السباق على مناطق النفوذ فلا بد من اعادة ترتيب الاوراق بعدما انحسر دور تركيا في ليبيا وفي سوريا وفي شمال العراق الذي باتت تخشى من الاستنزاف العسكري خصوصاً بعد الدعم الايراني لمجاميع البكاكا سواء في المناطق السورية المحاددة لتركيا او في شمال العراق وتجييش ذيولها المهيمنين على السلطة في بغداد ضد تركيا وكذلك التغلغل الاستخباري الايراني الذي أقلق المنظومة الامنية في تركيا نتيجة الاغتيالات وخطف المعارضين الايرانيين من داخل الاراضي التركية ومحاولات اغتيال السواح الاسرائيليين، تلك الممارسات ادت الى انتباه تركيا الى مدى تراجع سياستها الاستراتيجية في المنطقة ومدى التغلغل الايراني في الداخل التركي لهذا لم تأتي زيارة محمد بن سلمان بشكل مفاجئ وانما طبخة اعدت مسبقاً بعد سلسلة من الاتصالات التي تمت بين مصر وتركيا ثم توجت بهذة الزيارة لتشكيل طوق امني لمواجهة تمادي ايران في المنطقة فضلاً عن التغيير في الموقف الامريكي اتجاه ايران نتيجة عدم التوصل الى اتفاق في مباحثات فيينا بعد كل التنازلات التي قدمتها لايران .. مما يعني ان هذا التحول الامريكي جاء نتيجة بروز اهمية دول الخليج في اضعاف المحور الروسي من خلال محاصرة ايران وابعادها عن روسيا وادخال تركيا على الخط لتكون عامل قوة مضاف للمحور العربي الجديد خصوصاً وانها دولة اسلامية مهمة في حلف الناتو .. مما يعني ان ايران نجحت في البداية من استخدام التجييش الطائفي ضد العرب المشتتين سياسياً .. وفشلت على المدى البعيد بجعل ركائز الصراع في المنطقة قائم وفق الاسس الطائفية الذي كان مرفوض من قبل العرب، واليوم ينقلب السحر على الساحر ليصبح التجييش الطائفي عبئ على ايران بعد تشكيل المحور الجديد بنفس عناصر الصراع أي جر العرب ودوّل اقليمية سنية الى التمحور في مواجهة المشروع الطائفي الايراني واكيد دخول تركيا في هذا المحور سيجعل الكفة ليس لصالح ايران، وماذا لو دخلت باكستان وافغانستان على الخط أي ليس ببعيد جرهما مستقبلاً الى هذا المحور .. اما الموقف الاردني فأن له اهمية خاصة بعدما اصبح مستهدفاً من قبل الميليشيات الايرانية المتمركزة في سوريا والعراق من اجل ان تصبح عمّان العاصمة الخامسة في قبضة ولي الفقيه الايراني، لذلك لابد وان يكون الاردن الحجارة التي تقطع طريق الحرير الايراني، وبهذا التحرك اصبحت السعودية ومصر والاردن القطب العربي الجديد لتشكل نواة لمفهوم الامن الاقليمي المشترك يتبعها منظومة تكامل اقتصادي وربط كهربائي وسككي، ويفترض ان يتطور بشكل طموح من قطب عربي الى اتحاد شرق اوسطي اقليمي تشارك فيه تركيا من غير تنافس او تصارع لان الظرف الدولي اصبح مهيئ لهذا التشكيل نظراً لبروز أهمية دول الخليج بعد الحرب الروسية الاوكرانية.



#طلال_بركات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تاريخ الحركة السياسية في البصرة
- قانون تجريم التطبيع كلمة حق اريد بها باطل
- سمعتنا طيب وسمعناك اطيب
- ما بين الانتفاضة في ايران والانتخابات في العراق ولبنان خيوط ...
- السكوت على قطع المياه جريمة لا تغتفر
- هل بإمكان العرب استثمار النفط لمصالحهم الوطنية والقومية بعد ...
- يوم القدس العالمي
- من ارهابين الى حبابين
- هل بالامكان عيش الانسان آلاف السنين
- هل يعقل خرقة قماش ترعب فرنسا
- لماذا تأخر التوقيع على الاتفاق النووي الايراني
- هل عمران خان بطل قومي باكستاني
- هل يمكن ان يسود الحل العربي في المشاورات اليمنية - اليمنية
- ما سبب زيارة الاسد الى الامارات
- ما الهدف من زج المرتزقة والارهابين في الحرب الاوكرانية
- حقيقة الاعتداء الايراني على اربيل
- أوجه التشابه والاختلاف بين قضية الكويت واوكرانيا
- الحروب ساحات أختبار لمنتجات شركات بيع الاسلحة
- انهيار التفوق الامريكي في العالم
- رسالة بايع ومخلص


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال بركات - جولة محمد بن سلمان وسياسة المحاور