أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أبو قمر - السبهلله (19)














المزيد.....

السبهلله (19)


محمد أبو قمر

الحوار المتمدن-العدد: 7282 - 2022 / 6 / 17 - 07:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان هدف السادات من تحالفه مع الاسلام السياسي هو الحصول علي السلطة المطلقة ، لكن هذا الاتفاق كان بمثابة الفرصة الذهبية للطرف الآخر فبدأ بتنفيذ مجموعة من الاجراءات التي تقوده في النهاية للحصول علي الوطن :
1- تهيئة المجتمع المصري بكل فئاته لكي يصبح استيلائهم علي مصر كانه فتح النبي لمكة ( إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا ).
2- القيام بعمليات ارهابية لإضعاف السلطة وترهيب وإخضاع القوي الأخري الموجودة علي الساحة ، ولإثبات وجودهم كقوة اسلامية تقاتل أعداء الله ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون بها عدو الله وعدوكم ).
3- اختراق جميع مؤسسات الدولة وإسقاطها لكي يصبح إسقاط الوطن في النهاية تحصيل حاصل.
4- إنشاء كيانات اقتصادية تتيح لهم توجيه القرارت الاقتصادية بما يخدم مصالحهم ويثبت وجودهم كقوة اقتصادية مسيطرة.
كانوا يتصرفون بحرية كاملة ، وبإسم الله ، وبدعوي تطبيق شرائعه ، وباستغلال حالة الفوضي والفساد والإهمال وصعوبة حصول الناس علي الخبز لإطعام أولادهم ، وباستغلال إنشغال رجال مبارك ونظام هذا الرجل كله بعمليات نهب أراضي الدولة وتقاسم ثروات الوطن ، باستغلال ذلك كله تسللت جماعات الاسلام السياسي إلي كل بيت ، وإلي كل فصل دراسي ، وإلي كل قاعة محاضرات جامعية ، وإلي كل منافذ الإدارة في الدولة ، وإلي كل الجمعيات والنقابات بحيث كانت انتخابات مجلس النواب بعد الثورة مباشرة شبه معركة من معارك الاسلام احتشد فيها المسلمون أمام اللجان الانتخابية لقتال الكفار ونصرة رجال الله وتسليمهم مفاتيح مصر .
لم يخرج الاسلاميون الارهابيون من تحت الأرض فجأة لكي يستولوا علي مصر بعد الثورة ، كانوا موجودين طوال الوقت منذ جلسة الاتفاق مع السادات ، كانت الشرطة تراهم ، وكان الجيش يراهم ، وكانت الأجهزة الأمنية تعرف كل ما يتخذونه من اجراءات للوصول إلي لحظة التمكين ، وكان الإعلام المخترق موجود حيث وجدوا ، في ملاعب الكرة ، وسط المشجعين ، مع اللاعبين حتي في غرف الملابس ، في استعراض قواهم القتالية في ساحات جامعة الأزهر ، كانوا يوسعون من قواعدهم في قري مصر ونجوعها تحت أعين السلطة ، كانت لهم حوارات واتفاقات وتوافقات مع السلطة ذاتها ، ولم تكن علاقاتهم المشبوهة مع قطر وحماس وتركيا وأمريكا وبريطانيا بعيدة عن أعين السلطة ، كان وجودهم علي الساحة المصرية يوحي وكأن تحالفهم مع السادات عقد لا يمكن نقضه .
ثورة يناير أسقطت مبارك ، لكنها كشفت في ذات الوقت عن أن جميع أجهزة الدولة كانت تعمل في اتجاه المحافظة علي سريان الاتفاق بين السادات والاسلام السياسي ، ليس لأن هذه الأجهزة كانت خائنة ، وإنما لأن مؤامرة الصحوة كانت قد أصابت جميع هذه الأجهزة بالعمي فلم تعد تري الانهيار الذي كان يصيب مختلف مناحي الحياة المصرية ، كان التعليم يتساقط ، وكان النسق الأخلاقي الذي تحدث عنه بريستد في كتابه فجر الضمير يتفكك تحت ضربات الدعاة ومشايخ الصحوة ، وكان السقوط المدوي قد وصل إلي ساحات القضاء ، فقد كانت شهادة الشيخ محمد الغزالي في محاكمة قتلة فرج فودة ، وكان الحكم بتكفير نصر حامد أبو زيد وتطليق زوجته منه إيذانا بسيطرة خطاب ديني دموي خرافي تكفيري علي عقل ووجدان ووعي الشعب المصري تحت مظلة القانون وإخلاء الساحة المصرية من الباحثين والمفكرين ، حدث ذلك أمام جميع أجهزة الدولة وكأن الجميع قد أصيبوا بالشلل والعماء.
في يوم الجمعة 18 فبراير عام 2011وقف الشيخ يوسف القرضاوي يخطب أمام ما يزيد عن 2 مليون من الثوار المصريين احتفالا بنجاح ثورة يناير 2011 ، ووسط هدير الثوار كان الشيخ يقول : ( إن هذه الثورة لم تكن ثورة عادية بل ثورة ملهمة ومعلمة للعالم أجمع ) ، كان ما قاله القرضاوي صحيحا تماما ، لكن لا أحد من الثوار الذين كانوا يهتفون له ويصفقون بعد كل جملة يقولها لم ينتبهوا إلي أن وجود هذا الرجل في ميدان التحرير في تلك اللحظة كان دليلا علي كل الجرائم التي تم ارتكابها في حق الشعب المصري منذ الاتفاق الذي عقده السادات مع الاسلام السياسي ، ولم يكن أحد منهم يدرك أن وقوف هذا الرجل علي منصة الثورة في ميدان التحرير في تلك اللحظة لم يكن إعلانا بانتصار الثورة وإنما إعلانا بانتصار مؤامرة إسقاط مصر التي دبرتها المخابرات المركزية بالتعاون مع النظام السعودي.
يتبع



#محمد_أبو_قمر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السبهلله (18)
- السبهلله (17)
- السبهلله (16)
- السبهلله (15)
- السبهلله (14)
- السبهلله (13)
- السبهلله (12)
- السبهلله (11)
- السبهلله (10)
- السبهلله (9)
- السبهلله (8)
- السبهلله (7)
- السبهلله (6)
- السبهلله (5)
- السبهلله (4)
- السبهلله (3)
- السبهلله (2)
- السبهلله ( 1 )
- عمي جورج
- كورونا


المزيد.....




- ضابط روسي: تحرير -أوليانوفكا- ساهم بانهيار خط دفاع أوكراني ب ...
- تصريح غريب ومريب لماكرون عن سبب عدم فرنسا من مشاركة إسرائيل ...
- طهران للوسطاء: لا تهدئة قبل استكمال الرد الإيراني على إسرائي ...
- فيديو.. الأمن الإيراني يطارد -شاحنة تابعة للموساد-
- إسرائيل تقلص قواتها في غزة لأقل من النصف.. ما علاقة إيران؟
- إسرائيل.. ارتفاع عدد القتلى بعد انتشال جثتين من تحت الأنقاض ...
- -منتدى الأعضاء السبعة-.. متى وكيف قررت إسرائيل ضرب إيران؟
- فيديو.. قتلى ومصابون في هجوم إيراني جديد على إسرائيل
- فيديو.. صاروخان إيرانيان يشعلان النار بمحطة طاقة في حيفا
- تقرير -مخيف- عن الدول التسع المسلحة نوويا.. ماذا يحدث؟


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أبو قمر - السبهلله (19)