أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أبو قمر - السبهلله (15)














المزيد.....

السبهلله (15)


محمد أبو قمر

الحوار المتمدن-العدد: 7276 - 2022 / 6 / 11 - 03:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان من الممكن للسادات أن يكتفي بالتحالف مع الاسلام السياسي لضرب مناوئيه ، فهذا إجراء سياسي تلجأ إليه السلطة التي لا تؤمن بوجود صوت آخر أمامها ، وهذا الإجراء هو أحد أدوات القمع التي تقوم بها السلطات القمعية في مختلف الدول العربية وفي دول كثيرة حول العالم.
لكن تغيير السادات للدستور في 71 وإضافة نص يقول ( مبادي الشريعة الاسلامية مصدر للتشريع يوحي بأن المسألة لم تكن فقط ضرب المناوئين .
تغيير مرجعية التشريع من الشعب إلي الدين هي انقلاب ضد حياة الشعب المصري بأكمله وتلاعب قصدي متعمد بمصيره ، هو عصف بمستقبل هذا الشعب الذي وثق فيه ، ضد ثقافته ، وضد مصالحه ، لأن القوانين التي تنظم حياة الناس يجب أن تنبع من المصالح المتغيرة ، ومن الحياة المتغيرة ، القوانين ينبغي لها أن تكون مرنة ومستجيبة لتطور المعاملات والعلاقات والمصالح لكي يمكنها أن تدفع الحياة إلي الأمام .
حين تكون مرجعية القوانين دينية فإن ذلك يؤدي إلي إعادة تدوير الماضي ووقف حركة الحياة وتجميدها عند مرحلة زمنية مر عليها ما يزيد علي 14 قرنا من الزمان.
الخطوة الثالثة التي كانت جريمة كاملة الأركان ارتكبتها سلطة السبعينات ضد الشعب هي السماح لجيش من الدعاة والمشايخ بالهجوم الوحشي المنظم والمتزامن علي ضمير الإنسان المصري وتفريغه من محتواه ، ثم حشو عقله بخرافات دموية وجنسية بدعوي أنها تمثل سيرة المسلمين الأوائل ، ثم تسفيه العلم وشيطة المرأة التي طالما لعبت أدوار عظيمة في بقاء هذا الوطن والمحافظة علي وحدته ، ثم إشاعة جو من الكراهية والتكفير وإشغال المصريين بتوافه حياتهم ككيفية دخول الحمام وحفظ دعاء الركوب ونواقض الوضوء وعدم تهنئة الأغيار بأعيادهم والنوم علي الجانب الأيمن وعدم ارتداء الساعة في معصم اليد اليسري ، ثم ضرب قيم السلام الاجتماعي في مقتل وتحطيم القيم الأخلاقية المتوارثة وترتيب نسق أخلاقي آخر غاية في الانحطاط والتردي ، الأمر الذي أصاب الحياة المصرية بالشلل التام ، وتحول المجتمع المصري من مجتمع مبدع ومنتج إلي مجتمع خامل كسول ينتظر أن تمن عليه السلطة بأرغفة العيش وفي نفس الوقت يظن أنه أفضل مخلوق عند الله وأن البشرية كلها مخلوقة فقط لخدمته وإنتاج كل ما يحتاجه من سبل الرفاهةوالحفاظ علي صحته.
قد يقول قائل إن السادات تحالف مع الاسلام السياسي لتحقيق الاستقرار لأن مصر كانت علي وشك الدخول في حرب تحرير الأرض ، وأن هجوم مشايخ الصحوة كان سيتم رغما عن أنف السلطة لأن هذا الهجوم كان ينطلق من مؤامرة كبيرة أعدتها المخابرات المركزية مع النظام السعودي .
طيب ، يجب أن يعلم هؤلاء أن السادات عاد في سنة 1980 وغير المادة الثانية في الدستور فبعد أن كان النص في دستور 71 يقول ( مباديء الشريعة الاسلامية "مصدر" للتشريع ) جعلها السادات في دستور 1980 ( مباديء الشريعة الاسلامية "المصدر الرئيسي" للتشريع ) ، أي أنه حول مباديء الشريعة من مجرد مصدر من المصادر المتعددة للتشريع إلي المصدر الرئيسي للتشريع.
الملاحظة الأهم هي أننا في سنة 1980 كان انتصار اكتوبر قد مر عليه 7 سنوات ، وكانت معاهدة السلام قد تم إبرامها ، وكنّا في ذلك الوقت مهيئين للدخول في العصر بعد أن أنهينا كل المهمات التي كانت تعوقنا ، انتصرنا وحققنا السلام ، وكنّا في حاجة للانطلاق ، لكن شيئا ما لا أعرفه دفع السلطة لكي تُسقطنا فجأة في هوة معتمة لكي نففقد الاتجاه .
إنك حين تراجع أسماء أعضاء اللجنة البرلمانية التي أعدت التعديلات الدستورية عام 1980 ، وحين تراجع التقرير الذي أعدته هذه اللجنة بشأن هذه التعديلات ، وحين تقرأ ماكتبته هذه اللجنة حول السلام الاجتماعي وإقامة ديمقراطية سليمة وعن حماية الجبهة الداخلية أو ماكتبته هذه اللجنة في ذات التقرير عن استجابتها لارادة الشعب المصري بإجراء هذه التعديلات ، حين تقرأ كل هذه الأكاذيب وكل هذه العبارات التي تشبه طنين الذباب ستدرك أنهم كانوا يطبخون هذا الشعب علي نار هادية لكي يقدمونه كوجبة طازجة للمشايخ والدعاة لكي يسهل عليهم مضغه وبلعه وهضمة ثم إخراجه في الحمام بسهولة ويسر.
التحالف البغيض مع الاسلام السياسي ، ثم تعديل الدستور مرتين ، ثم هجوم مشايخ ودعاة مؤامرة الصحوة ، ثم راح السادات وكأنهم قتلوه لأن دوره في القضاء علي مستقبل هذا الشعب قد انتهي ، ثم وقف مبارك بعد ذلك يشاهدنا من شرفة القصر بينما أحد المشايخ يمسح بأنوفنا التراب وهو يقول لنا إنه صلي ركعتين شكر لله علي هزيمتنا في عام 67 ، أو يقول لنا إن من يموت دفاعا عن وطنه ليس شهيدا ، أو أن اختراع المنديل الورقي أفضل من اختراع القمر الصناعي ، أو أن تارك الصلاة يجب قتله ، أو يقول لنا آخر : إن المرأة اسيرة عند زوجها ، أو يحرم علينا أحدهم ارتداء الساعة في معصم اليد اليسري ، أو يقوم آخر بتحفيظنا دعاء الركوب ، أو يجعلنا داعية تلفزيونجي جميل الطلعة نسير في الشارع نكلم أنفسنا كالمعاتيه لأننا نسينا أن نصلي علي النبي في ذلك اليوم.
يتبع



#محمد_أبو_قمر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السبهلله (14)
- السبهلله (13)
- السبهلله (12)
- السبهلله (11)
- السبهلله (10)
- السبهلله (9)
- السبهلله (8)
- السبهلله (7)
- السبهلله (6)
- السبهلله (5)
- السبهلله (4)
- السبهلله (3)
- السبهلله (2)
- السبهلله ( 1 )
- عمي جورج
- كورونا
- هكذا يُولد الحُب
- قميصي الأزرق
- البهجة
- لكمة واحدة نكفي


المزيد.....




- هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية ...
- لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في ...
- القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم ...
- رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش ...
- -تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
- بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
- علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
- -تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال ...
- لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM- ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أبو قمر - السبهلله (15)