أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شكري شيخاني - لم يعتبروا .. لم يتعظوا 2 _10 .















المزيد.....

لم يعتبروا .. لم يتعظوا 2 _10 .


شكري شيخاني

الحوار المتمدن-العدد: 7281 - 2022 / 6 / 16 - 16:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


..هذه الحلقة الثانية من سلسلة لم يعتبروا ولم يتعظوا وبدأت بها من سير تاريخ بعض حكام الغرب الطغاة والجبابرة وكانوا يمثلون صورة سيئة للغاية في تعاملهم مع شعوبهم .. ولقد تعلمنا ان لكل شىء نهاية .. وستكون الحلقات الخمس الاولى عن حكام من الغرب والمفترض ان يكونوا بمستوى أخلاقي عالي ومن من ينادون بحقوق الانسان ..طبعا هذا للبعض منهم كما هو الحال عندنا نحن أبناء شعوب منطقة الشرق الاوسط .. وحلقة اليوم عن شخصية تعتبر من أوسخ وأقذر الشخصيات التي تسلمت الحكم في الغرب وهو نيكولاي تشاوتشيسكو الذي يعد أحد أبرز الطغاة في تاريخ أوروبا الحديث، تعتبر فترة حكمه نقطة سوداء في تاريخ رومانيا، أطلق على نفسه ألقاباً لا نهاية لها، بداية من القائد العظيم ، مروراً بدانوب الفكر، وليس انتهاءاً بالعبقرى الذى يعرف كل شيء، إنه نيكولاى تشاوتشيسكو الديكتاتور المصاب بجنون العظمة.
رئيس سابق لرومانيا ، تولى الحكم من عام 1974 م وحتى 1989 م، لطالما سبق اسمه لقب الديكتاتور، لطغيانه وبطشه خلال فترة حكمه، بالإضافة إلى انه تسبب في جعل رومانيا أكثر الدول فقراً في أوروبا بسبب سياسته في الحكم.
ولد نيكولاي تشاوتشيسكو في السادس والعشرين من يناير 1918 م بمدينة ترجوفيشت بجنوب رومانيا، نشأ في عائلة فقيرة لذلك لم يستطع إكمال تعليمه وتوقف عند المرحلة الابتدائية، وعندما بلغ الحادية عشر من عمره سافر إلى بوخاريست بحثاً عن عمل، وهناك عمل كصانع أحذية لسنوات
في عام 1932 م خطى تشاوتشيسكو أولى خطواته في عالم السياسة، وذلك بانضمامه إلى حزب العمال والحزب الاشتراكي الذي كان محظوراً آنذاك، فتم القبض عليه وقضى عامين ونصف في سجن دوفتانا سيء السمعة، حيث تعرض للعنف وللاعتداء الجسدي، وقد تركت هذه الفترة التي قضاها في السجن علامة في تشاوتشيسكو واضحة في تلعثمه الدائم. وتعد النقطة الأهم في مرحلة السجن هى مقابلته لجيورجيو – ديج أحد أهم الزعماء الثوريين آنذاك، والذي كان بمثابة نهل لتشاوشيسكو حيث تعلم على يده مبادئ وأصول الشيوعية.
لم يكمل تشاوتشيسكو فترته في السجن، فقد استطاع الهرب أثناء الغزو السوفيتي لرومانيا عام 1944 م، وخلال فترة قصيرة لاتتعدى العام كانت رومانيا خاضعه للحكم الشيوعي ، وبدأ تشاوتشيسكو تسلق سلم السلطة، وبحلول عام 1945 م أصبح تشاوتشيسكو عميداً في الجيش الروماني، وفي عام 1965 م أصبح السكرتير التنفيذي للحزب الشيوعي، ليصبح بعدها بسنوات قليلة حاكماً للبلاد، وذلك في عام 1974 م.
تعتبر فترة حكم تشاوتشيسكو فترة مظلمة ونقطة سوداء في تاريخ رومانيا، حيث تحولت إلى أكثر بلاد أوروبا فقراً، كانت فترة صعبة في مختلف جوانبها، بداية من الجانب الاقتصادي والاجتماعي للشعب، وحتى الجانب السياسي.
فقد تبددت كل الوعود والآمال العراض التي عاشها الشعب في سراب الشيوعية، لم ينته الفقر ولم تختف الطبقية، بل بالعكس ازداد الحال سوءاً، فقد اتبع تشاوتشيسكو سياسة التقشف في إدارة البلاد، فأصبح الحصول على الحاجات الأساسية أمراً صعباً يتطلب الكثير من العناء، وربما كان مستحيلاً في أحيان أخرى، وصلت سياسته في التقشف إلى درجة تقنين الخبز، حيث تم تقدير حصة يومية لكل مواطن عليه أن يلتزم بها، وهذه الحصة تقدر بنصف رغيف !
وبالرغم من ان رومانيا غنية بالموارد خاصة الموارد الزراعية، إلا أن الشعب لم يشعر بها ولم يلمسها في يومه، فلم يكن بشعر بشيء سوى الحاجة، وذلك بسبب تصدير كافة الموارد الزراعية، وسط تجاهل تام لمتطلبات الشعب وحاجة الاستهلاك المحلي، كل هذا كان يحدث بحجة تسديد ديون رومانيا.
هذه الديون التي سببتها مشروعات البناء الضخمة التي قام بها تشاوشيسكو الذي غير ملامح بوخارست تماماً، ومن أبرز هذه المشروعات مبنى “بيت الشعب” الذي هدمت من أجله منازل كثيرة، ويعتبر ثاني أكبر مبني في العالم بعد البنتاجون، كما يعتبر أغلى مبنى إداري في العالم.
أما على الصعيد السياسي؛ فلم يختلف الأمر كثيرأ، فكانت ذاتها سياسة التضيق، بداية من التحكم في الإعلام ومنع كافة القنوات الأجنبية، حيث كان كل شيء أجنبي حينها يخضع لرقابة صارمة، ولم يكن هناك سوى قنوات رومانية معدودة مسموح بها، تلك التي رآها جهاز الأمن لا تهدد النظام، ومتابعة سواها جريمة تستحق المحاسبة.
يمكننا القول بأن رومانيا تحت حكم تشاوتشيسكو كانت دولة بوليسية خالصة، وذلك بفضل جهاز “السيكوريتات” والذي يقصد به جهاز الشرطة السري الذي تنتشر قواته وجواسيسه في كل شبر على أرض رومانيا، بحثاً عمن تسول له نفسه أن يتمرد أو يعارض، هذه المعارضة التي تتمثل في مواقف عادية وغريبة بعض الأحيان، فمن لا يمتدح النظام يعتبر معارضاً بشكل أو بآخر، حتى من يطلق النكات التي تشير للنظام من قريب أو من بعيد يعتبر معارضاً ومن الدرجة الأولى كما يشكل تهديداً للنظام !
كل هذا التضييق كانت سبباً طبيعياً ودافعاً لقيام ثورة تهز أركان رومانيا، وبالفعل هذا ما حدث عندما اندلعت ثورة في مدينة تيميسواراغرب رومانيا، ومن ثم تسربت إلى العاصمة بوخاريست ومن ثم إلى رومانيا كاملة، لتنهي صمتاً امتد لسنوات .
اشتدت المظاهرات واندلعت في كافة أرجاء رومانيا، وتوجه المتظاهرون إلى القصر الرئاسي يطالبون بسقوط تشاوتشيسكو، الأمر الذي دفع تشاوشيسكو إلى الخروج إلى شرفة القصر وبدأ يخاطب الشعب بكلمات متوقعة وخطاب مليء بالوعود التي تقسم على التغيير..
ورسم أحلاماً وردية جديدة أملاً في تهدئة تلك الحشود الغاضبة، إلا أن أحداً لم يسمع، فلم يجد سوى الهرب حلاً، وهرب هو وزوجته إيلينا التي يؤكد البعض أنها كان المحرك الأول والأساسي لتشاوتشيسكو، بطائرة هليكوبتر خارج القصر وتوجها لمكان لا يعلمه أحد
” عاشت جمهورية رومانيا الاشتراكية حرة مستقلة .. سوف ينتقم التاريخ لى ”
كانت هذه آخر كلمات تمتم بها تشاوشيسكو قبل موته ..
بعد هروبهما تمكن بعض المزارعين من التعرف على مكانهما وتسليمها للشرطة، وبعدها تم عقد محاكمة صورية لم تتجاوز الساعتين، وتم توجيه تهم عديدة إليهما، كانت أبرزها الإبادة الجماعية للثوار، وتدمير اقتصاد رومانيا، وعليه تم الحكم عليهما بالإعدام رمياً بالرصاص، وتم تنفيذ الحكم أمام عدسات التلفزيون، ثم دفنا بعدها في بوخارست.... في حلقة الغد سنتكلم عن شخصية فاجرة عاهرة أخرى من الشخصيات التي حكمت شعوبها بالحديد والنار في منطقة الشرق الاوسط.. والتي لم تتعلم مما جرى لتشاوشيسكو او موسوليني



#شكري_شيخاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لم يعتبروا...لم يتعظوا؟؟1_10
- كلن ...يعني كلن
- لا دينية
- وطن .....ومواطن
- مسد ...هي لم تغب..حتى تعود
- إستوكهولم .. ومعاناة السوريين
- كلمة أحسن من 10
- الحيوان والاخلاص 3/3
- وجهة نظر
- الحيوان والاخلاص 2/3
- المجزرة ...
- ماذا يجري لو قضينا يوم بلا واتس أو فيس ؟
- الإخلاص والحيوان 1/3
- كفاية علينا 30 يوما-
- اول مايو ... والبعث السوري
- كنت في سجن صيدنايا 30/30
- كنت في سجن صيدنايا 29/30
- كنت في سجن صيدنايا 28/30
- كنت في سجن صيدنايا 27/30
- كنت في سجن صيدنايا 26/30


المزيد.....




- رئيس الوزراء الأسترالي يصف إيلون ماسك بـ -الملياردير المتغطر ...
- إسبانيا تستأنف التحقيق في التجسس على ساستها ببرنامج إسرائيلي ...
- مصر ترد على تقرير أمريكي عن مناقشتها مع إسرائيل خططا عن اجتي ...
- بعد 200 يوم من الحرب على غزة.. كيف كسرت حماس هيبة الجيش الإس ...
- مقتل 4 أشخاص في هجوم أوكراني على مقاطعة زابوروجيه الروسية
- السفارة الروسية لدى لندن: المساعدات العسكرية البريطانية الجد ...
- الرئيس التونسي يستضيف نظيره الجزائري ورئيس المجلس الرئاسي ال ...
- إطلاق صافرات الإنذار في 5 مقاطعات أوكرانية
- ليبرمان منتقدا المسؤولين الإسرائيليين: إنه ليس عيد الحرية إن ...
- أمير قطر يصل إلى نيبال


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شكري شيخاني - لم يعتبروا .. لم يتعظوا 2 _10 .