أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوز حمزة - أم أحمد














المزيد.....

أم أحمد


فوز حمزة

الحوار المتمدن-العدد: 7273 - 2022 / 6 / 8 - 13:20
المحور: الادب والفن
    


قاربت الساعة منتصف النهار .. المطعم جاهز لاستقبال الزبائن .. أعطيت أوامري للعمال .. وبهذا أكون قد أنهيت ما يتوجب عليّ فعله ..
حسنًا .. ماذا أفعل الآن ؟ تصفحت حسابي الفيسبوكي .. علقت على بعض المنشورات وأبديت إعجابي بالذي أعجبني .. مسحت بعض الرسائل الواردة وما زال الوقت لا يريد الانتهاء .. ماذا أفعل .. لست متعودة على الجلوس هكذا ..
ثم اهتديت ..
سأكتب قصة .. حل انتصر به على الوقت وأجعله يمر دون أن يترك آثار الملل واضحة عليّ .. أمسكت بالقلم لأكتب وجعلت الكراسة تحته لتبادرتني بالكلام مساعدتي في العمل أم أحمد:
- والله يا أم سيف .. اليوم رجع البرد من جديد .. والله حيرة .. هذا الجو لاعب بينا لعب .. مدري انشتي مدري نصيف !!
نظرت إليها ولم أتكلم ..علها تفهم أني لا أريد التحدث معها الآن .. سكتت .. الحمد لله .. ربما فهمت .. رجعت إلى قلمي استجديه الكلمات .. كتبت كلمتين .. كلمتين فقط .. حتى هتفت أم أحمد:
- شنو هذا البلد الميت يا ربي .. إحنا إشجابنا هنا .. لو عدنا بلد بيه خير جان ماجينا هنا .. يله الحمد لله على كل حال .. تفرج ..
نظرت إليها باستغراب .. وأيضا لم أتكلم .. علها تفهم .. سكتت .. أخيرًا .. جلست قبالتي .. نظرت إليها من تحت نظارتي .. وجدتها سارحة .. آه .. ما أجملها حينما تسرح .. استأنف عملك أيّها القلم .. ما إن بدأت في الكتابة حتى بادرتني بالسؤال:
- أم سيف .. تلفونج مشحون ؟
رغم أني لا أعرف مناسبة السؤال .. لكن منعًا لتبادل الحديث معها أجبتها:
- نعم مشحون .. يعني ما أريد أعطيها وجه .. بس ماكو فايده .. أخذت الوجه دون استئذان .. واصلت الحديث :
- الواحد لازم يشحن جواله .. يصير ميصير ..
رفعت رأسي إليها:
- أم أحمد .. بس فهميني شيريد إيصير لو بقى جوالي بدون شحن .. استغفر الله ..هززت رأسي علها تفهم انزعاجي من كلامها .. سكتت .. الحمد لله .. وبدأت أكتب ..
دق الصباح على نافذة غرفتي فقررت الخروج بصحبة يومي .. فإذا بها تسألني:
- أم سيف كوليلي شسوي ويه ابني ..
ولم تنتظر سؤالي عما فعله ابنها بل تطوعت مشكورة وأخبرتني ..
- ابني عايف مرته وسارح ويه البلغارية وما أعرف شسوي ..
استأنفت بلهجتها الكردية ..
- والله ميسير .. والله حرام ..
- عادي أم أحمد الرياجيل كلهم عيونها فارغة .. هسه يمل من البلغارية ويرجع .. بعدين الرجال يلف يلف ويرجع لمرته .. لديرين بال ..
سكتت ..
يبدو أن جوابي المحتال قد أقنعها .. الحمد لله ..
رجعت استأنف ما بدأته .. فاذا بها تسألني:
- أنتِ شنو تكتبين ؟
- لا .. الآن الأمر خرج عن سيطرتي .. أجبتها وأمارات الغضب عرفت طريقها إليّ واستقرت فوق ملامحي :
- قصة .. أكتب قصة ..
أجابت وهي تهز يدها الصغيرة :
- والله يا الله .. إنتي اشكد بطرانة .. الناس وين وإنتي وين .. هي مال قصة أبهزلك .
كان بودي أن أسألها شنو يعني أبهزلك .. لكنها تداركت الموقف وهربت من أمامي .. كسرت قلمي ومزقت أوراقي .. وذهبت لتفقد المطعم .. هي مال قصة أبهزلك ..



#فوز_حمزة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حي على الصلاة
- ماذا لو
- واحة للنسيان
- ليلة صيف باريسية
- ومضة في ذاكرة السمك
- غروب وأغنية
- المعطف
- بائعة الورد
- الدخول في الشرنقة
- السيدة انتظار
- لندن 2017
- مذكرات قرد في المنفى
- دار الغياب
- شريكة زوجي
- أمي وذلك العشيق
- ألوان فوق غيمة عابرة
- فقط ارفعي ذراعيكِ
- صفقة مع الحزن
- الظلال الحزينة
- بعد منتصف الحلم


المزيد.....




- بعد افتتاح المتحف الكبير.. هل تستعيد مصر آثارها بالخارج؟
- مصر.. إصابة الفنان أحمد سعد في ظهرة ومنطقة الفقرات بحادث سير ...
- أول تعليق لترامب على اعتذار BBC بشأن تعديل خطابه في الفيلم ا ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- لقاء خاص مع الممثل المصري حسين فهمي مدير مهرجان القاهرة السي ...
- الممثل جيمس فان دير بيك يعرض مقتنياته بمزاد علني لتغطية تكال ...
- ميرا ناير.. مرشحة الأوسكار ووالدة أول عمدة مسلم في نيويورك
- لا خلاص للبنان الا بدولة وثقافة موحدة قائمة على المواطنة
- مهرجان الفيلم الدولي بمراكش يكشف عن قائمة السينمائيين المشار ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوز حمزة - أم أحمد