أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلام عادل - حين هتف الصدر (كلا للبعث) بعد 19 سنة














المزيد.....

حين هتف الصدر (كلا للبعث) بعد 19 سنة


سلام عادل
كاتب وصحافي

(Salam Adel)


الحوار المتمدن-العدد: 7271 - 2022 / 6 / 6 - 21:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حديث عن إعادة ضبط الإعدادات في الدولة العراقية

اتذكر قبل سنوات حين بادر نائب برلماني في حينها، وهو السيد عبد الهادي الحكيم، الى رفع مسودة قانون اطلق عليه اسم (قانون حظر حزب البعث)، حيث كان الغرض من هذا القانون ترسيخ واحدة من الأساسات الرئيسية التي قام عليها العراق الجديد، وهو أن يكون دولة ديمقراطية اتحادية حرة على النقيض تماماً من حزب البعث فكراً وسياسة وممارسات.

ولو نظرنا الى القرارات الخمسة الاولى التي اصدرها (بول بريمر) في أول أيامه سنجد انها جميعاً كانت مخصصة لاجتثاث وملاحقة حزب البعث، ويتمثل ذلك بالأمر رقم (1) المعروف باسم (اجتثاث البعث/ De-Ba’athification)، والأمر رقم (2) الخاص بحل (الكيانات التابعة لحزب البعث) وهو ما يعني عدم الاكتفاء بملاحقة البعثيين وانما جميع المؤسسات الحكومية او غيرها من المنظمات والجمعيات، ثم جاء الأمر رقم (4) الخاص بمصادرة أموال وممتلكات حزب البعث في داخل العراق وخارجه، ووصولاً الى الأمر رقم (5) الذي تم بموجبه إنشاء (هيأة اجتثاث البعث).

وكل هذه القرارات والقوانين والتشريعات تندرج ضمن ما يطلق عليه (قوانين واجراءات العدالة الانتقالية) وهي تنتمي لجملة المباني التي تأسس عليها العراق الديمقراطي الذي ينبغي عليه أن يعتمد سياسة حيادية متوازنة، ويكون صديقاً لجيرانه وللعالم، وأن تطبق فيه قواعد ومعايير حقوق الانسان، وأن يتم فيه توزيع الثروة بشكل عادل بين مواطنيه، وأن تحترم فيه الحريات الشخصية، وأن يتم فيه الفصل بين السلطات، فضلاً عن التداول السلمي للسلطة عبر صناديق الاقتراع.

ولكن على ما يبدو أن كثرة التحديات وسرعة وقوع الاحداث وتراكمها ادى الى تناسي ما تم تشريعه قبل 19 سنة وما بعدها، لدرجة أن عملية تشريع القوانين صارت وكأنها تأتي لغرض رصف التشريعات على مساحات فارغة فوق رفوف المكتبات، وليس لغرض تفعيلها وتطبيقها لتنظيم حياة الناس ومسارات البلد.

ومن هنا يبدو كلام السيد مقتدى الصدر أمام جمهوره بعد 19 سنة، وفي ذكرى استشهاد والده واشقائه على يد (حامل السكين/ حزب البعث) كما يقول، ووسط هتاف (كلا كلا لحزب البعث)، إنما هو كلام مهم، وفي توقيت مهم، لكنه يكشف عن مدى عجز النظام العراقي وفشلة في تطبيق قوانينه التي جرى تشريعها، وهي بمثابة قوانين أساسية جرى تأسيس العراق الجديد عليها، فحين يتذمر زعيم اكبر كتلة برلمانية من (حزب البعث) بعد 19 سنة على اجتثاثه، هذا يعني أن الدولة العراقية تحتاج الى إعادة ضبط الإعدادات الأصلية التي وضعها المؤسسون.

ويثار هنا التساؤل الواقعي عن جدوى تشريع (قانون تجريم التطبيع) اذا ما كانت القوانين التي يتم تشريعها لا تطبق لاحقاً ؟!؟!، كما حصل مع (قانون حظر حزب البعث) !!!.

وهو ما يتطلب منا التوقف عند حالة الخروج عن (الإعدادات) التي يعمل بموجبها النظام العراقي، وهي الحالة التي تفرض علينا القيام بعملية (reset) كما يقول أهل الكومبيوتر، أو عملية (setting) كما يقول أهل الهندسة، وهي جميعها عمليات تهدف الى إعادة ضبط الدولة وفق الفلسفة والمعايير التي تأسست عليها، من خلال إلزام الجميع بكل ما يصدر من تشريعات وقوانين.

والجدير بالذكر هنا أن جهود السيد عبد الهادي الحكيم واخرين معه في اتجاه تشريع (قانون حظر حزب البعث) لم ترى النور إلا بعد جهود كبيرة استمرت حتى عام 2016، وذلك تحت ضغط ما حصل من احداث كارثية على رأسها اجتياح تنظيم داعش للموصل، فتم تشريع القانون تحت أسم (قانون حظر حزب البعث والكيانات والاحزاب والانشطة العنصرية والارهابية والتكفيرية) والذي حمل الرقم (32).

والغريب في الموضوع اكثر أن (قانون حظر حزب البعث رقم 32 لسنة 2016) رغم المماطلة والتأخير في تشريعه لم يتم تفعيله بالشكل المطلوب اصلاً، لدرجة أنه حتى لم ينشر على موقع قاعدة التشريعات العراقية على الانترنيت حتى هذه اللحظة، بل أن حكومة السيد عادل عبد المهدي اضطرت لاصدار أمر ديواني في شباط 2019 يفرض على وزارة العدل تطبيق بنود قانون حظر حزب البعث خصوصاً في مفوضية الانتخابات.

ومع ذلك، وبعد كل الدماء والدموع التي سالت جراء حكم وممارسات حزب البعث، ومنها اغتيال الصدر الاول والصدر الثاني ونجليه، ورغم أن ابناء ضحايا البعث هم الحاكمون اليوم والمتنفذون، تبقى القوانين معطلة ومهملة، وهو ما يستوجب إعادة ضبط البلاد والقائمين على إدارتها، وعدم الاكتفاء بترديد شعارات التنديد في لحظات الاستذكار الحزينة.



#سلام_عادل (هاشتاغ)       Salam_Adel#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العملية السياسية في العراق بحاجة الى (RESET)
- (الحيّة والدرج) بانتظار قانون الأمن الغذائي في العراق
- حديث عن السياسة وعن السرسرة في العراق
- مراحل تشريع القوانين من الألف الى الياء وفق الدستور العراق
- نقاط حول تطورات الاحداث السياسية في العراق
- حين يكون الصحافي هو الخبر
- عن حكومة (كاظمي) التي رسبت في الامتحانات
- عيد العمال برسم (الكلاوات) في العراق
- عن النادي الخلفي للسياسة في العراق
- الناقص الاخلاقي في السياسة العراقية
- أكثر من (ألف) خرق إرهابي خلال حكم (الكاظمي)
- التيّه السياسي في شعار (لا شرقية ولا غربية)
- سباق فاسدين يحول دون استكمال ميناء الفاو الكبير في العراق
- معطيات رقمية صادمة عن الاقتصاد العراقي
- حول سياسات العراق الشرقي وليس الغربي
- عن الفشل السياسي لحزب الدعوة في العراق
- عن الشريحة المسلكية داخل التيار الصدري في العراق
- شيء عن الفوضى والفساد في قمة بغداد
- عن خلفيات القواعد العسكرية الأجنبية في العراق
- المسكوت عنه في قمة بغداد للتخادم والتخابر


المزيد.....




- الهند والصين تُعيدان فتح الحدود للسياح بعد قطيعة طويلة
- حتى الحبس له فاتورة.. فرنسا تدرس إلزام السجناء بدفع تكاليف ا ...
- إلى أين وصلت خارطة الطريق الأممية الخاصة بليبيا؟
- رئيس أركان الجيش الإسرائيلي يرهن وقف الحرب في غزة بإطلاق سرا ...
- سردية -معاداة السامية- تجبر جامعة كولومبيا على تسوية مع إدار ...
- الحكومة البريطانية تعين صحفيا من -ذا صن- رئيسا للاتصالات
- لامي: استهداف منتظري المساعدات في غزة -مقزز-
- معاريف تكشف عن تغير -لافت- في إدارة المعركة ضد قيادة حماس
- فيديو يظهر لحظة مداهمة فيضانات مفاجئة منزلًا في نيويورك.. شا ...
- آلاف الزوار يتدفقون لالتقاط الصور.. ومزارعون إيطاليون يردّون ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلام عادل - حين هتف الصدر (كلا للبعث) بعد 19 سنة