أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلام عادل - حديث عن السياسة وعن السرسرة في العراق














المزيد.....

حديث عن السياسة وعن السرسرة في العراق


سلام عادل
كاتب وصحافي

(Salam Adel)


الحوار المتمدن-العدد: 7253 - 2022 / 5 / 19 - 22:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قد يكون (الاجتثاث العظيم) حلاً للبلد

يتباحث النخبة العراقيون في مواضيع الساعة التي تتصدرها عناوين الجدل القانوني، بين ما هو دستوري ينبغي عدم مخالفته، وبين ما هو أحكام تصدر عن المحكمة الاتحادية بهدف (قوننة الحياة السياسية) ووضع حد لطموحات الاحزاب المتزايدة في ابتلاع ما هو مسموح به وما هو ممنوع عنه من ثروات البلد وسلطاته، حيث تبدو القوى السياسية العراقية في تعاملاتها اليومية تتصرف على طريقة الـ(مافيا)، والتي تعني (عصابة) بالمفهوم الدارج، تبتلع كل ما يقع أمامها.

وعلى خلفية حالة الاستهتار بكل ما هو قانوني وكل ماهو دستوري وكل ما هو اخلاقي أيضاً بات العمل السياسي في العراق عبارة عن سرسرة وليس سياسة، لان السياسة كما هو معروف عنها منذ تنظيرات ارسطو تعتبر مساراً أخلاقياً الغرض منه تشذيب وتنظيم الطموحات البشرية خلال صراعها على الثروة والنفوذ، وبالتالي يعتبر أي تنافس مجرد من الاخلاق تنافساً شريراً ليس له علاقة بالسياسة، فالسياسة من اختصاص وعمل أهل الخير، والخير نقيض الشر كما هو معروف.

ويقال إن (السرسرة + السرسري) لفظاً ومعنى مأخوذ من اللغة التركية، والمقصود به اشخاص (بلا عمل) يسرحون ويمرحون على هواهم ويكثر وقوع الشر منهم، ولهذا قام مجلس النواب التركي سنة 1909 بتشريع قانون خاص لمكافحة وتأديب (السرسرية) جلداً بالسوط، كما ويظهر عند أهل بلاد الشام رديف للسرسري وهو (الأزعر)، ومجموعه (الزعران)، وهم العصابات او الجماعات او الاحزاب الذين يستولون بالقوة والحيلة والمكر على كل ما يقع في متناول أيديهم سواءً كان حلالاً أم حرام.

ولا ينبغي ان نتعجب حين نطالع في سيرة الاحزاب السياسية العراقية ذلك الاهتمام بكسب السرسرية والزعران منذ سنوات تأسيسها، بل وتفتخر ادبيات بعض الاحزاب بكونها تمكنت من جعل السرسري الفلاني عضواً في التنظيم وكادراً حزبياً، حتى ان احد قادة الاحزاب السياسية التاريخية، كما يروى عنه، كان يقول : "سرسرية الحزب أهم بكثير من مثقفيه".

وبقراءة بسيطة لتاريخ حزب البعث يتضح مدى أهمية (السرسري)، مثل (صدام حسين)، في هيكل الحزبي التنظيمي، وفي مسار بناء الحزب الذي وصل للقيادة وحكم الدولة منذ عام 1968 حتى 2003، فقد كان (صدام حسين المجيد) أزعراً وسرسرياً من الطراز الأول، وهو ما جعل منه رجل الحزب الأول، لدرجة انسحب من أمامه جميع نخب البعث ومفكروه الأوائل، وهي ذات الحالة الموجودة في بقية الاحزاب العراقية الاخرى منذ العهد الملكي وحتى العهد الجمهوري.

ولعل تمظهرات السرسرة داخل الاحزاب السياسية في العراق الجديد صارت اكثر وضوحاً من أي حقبة اخرى، بل هي الحالة السائدة عموماً، وهو ما يخلق تساؤلاً عن مآلات هذه الحالة التي كافحها الاتراك قبل اكثر من 100 سنة بالسوط، فهل يا تُرى يكفي السوط مع سرسرية وزعران المافيات السياسية العراقية التي يطلق عليها احزاب ؟، أم أن البلاد حتى تتخلص منهم بحاجة الى (اجتثاث) كالذي حصل مع حزب البعث ؟.

في هذه الحالة ينبغي أن نؤيد قراراً بـ(الاجتثاث العظيم)، يتم بموجبه اجراء عملية اجتثاث شاملة لهذه الجماعات التي لا تريد ان تمارس العمل السياسي وفق مقتضيات (قانون الاحزاب السياسية رقم 36 لسنة 2015)، وتصر على ضرب كل قرارات القضاء والمحاكم، وتتفاخر بخرقها لمواد الدستور وحتى الدوس عليه بالحذاء كلما أرادت ذلك دون رادع.

نحن نعيش تحت سلطة مافيات لا تقل إجراماً عن حزب البعث، وما هو أسوأ أنها اكثر فساداً من حزب البعث، ولا نفع معها غير (الاجتثاث العظيم) لانها جعلت العراق يخسر ديمقراطيته ومستقبله، لكونها عصابات من السرسرية وليست احزاباً سياسية.



#سلام_عادل (هاشتاغ)       Salam_Adel#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مراحل تشريع القوانين من الألف الى الياء وفق الدستور العراق
- نقاط حول تطورات الاحداث السياسية في العراق
- حين يكون الصحافي هو الخبر
- عن حكومة (كاظمي) التي رسبت في الامتحانات
- عيد العمال برسم (الكلاوات) في العراق
- عن النادي الخلفي للسياسة في العراق
- الناقص الاخلاقي في السياسة العراقية
- أكثر من (ألف) خرق إرهابي خلال حكم (الكاظمي)
- التيّه السياسي في شعار (لا شرقية ولا غربية)
- سباق فاسدين يحول دون استكمال ميناء الفاو الكبير في العراق
- معطيات رقمية صادمة عن الاقتصاد العراقي
- حول سياسات العراق الشرقي وليس الغربي
- عن الفشل السياسي لحزب الدعوة في العراق
- عن الشريحة المسلكية داخل التيار الصدري في العراق
- شيء عن الفوضى والفساد في قمة بغداد
- عن خلفيات القواعد العسكرية الأجنبية في العراق
- المسكوت عنه في قمة بغداد للتخادم والتخابر
- حين صنعت المقاومة دولة في العراق
- حين خسر الحزب الشيوعي العراقي طليعيته
- بعد فشل (الإصلاحيين) في العراق وإيران


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلام عادل - حديث عن السياسة وعن السرسرة في العراق