أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلام عادل - عن النادي الخلفي للسياسة في العراق














المزيد.....

عن النادي الخلفي للسياسة في العراق


سلام عادل
كاتب وصحافي

(Salam Adel)


الحوار المتمدن-العدد: 7157 - 2022 / 2 / 9 - 23:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من أسس السُنن السياسية السيئة ما بعد صدام حسين ؟

أول من وضع الاساسات التي بنيت عليها العملية السياسية في العراق هم (الاحزاب الكوردية)، وذلك بعد أن اقنعوا الاحزاب الشيعية، وكانوا اسلاميين في الغالب، لدعم المباني السياسية التي ستقام عليها دولة جديدة ما بعد سلطة حزب البعث، والتي سيوفر لها الامريكان غطاءً شرعياً، فجاءت (المحاصصة) على رأس هذه المباني، وهي تعني تقاسم (الثروة + النفوذ) بين زعماء المكونات الاجتماعية، ثم جاء مجلس الحكم ليشكل الاختبار الأول لهذا التقاسم.

عموماً، ليست هذه هي المشكلة، فقد تكون سياسة (الشراكة والمشاركة) في السلطة عبر تمثيل مكوناتي حلاً لمسك البلد والحفاظ على وحدته من التفكك، بعد مرحلة سياسية قاسية استمرت قرابة 50 سنة كانت دكتاتورية في الغالب، ومن هنا سار العراق الجديد على (الديمقراطية التوافقية) برعاية ودعم دوليين وافقت حتى الأمم المتحدة عليها، على ان تكون هذه العملية السياسية ملتزمة بالدستور الذي جرى تشريعه عام 2005، ولأجل ذلك تم تكوين السلطة القضائية لتكون حارساً على حسن سيرة وسلوك بقية السلطات في البلد، بواسطة يدها العليا التي اطلق عليها أسم (المحكمة الاتحادية).

ومن هنا صارت المحكمة الاتحادية عبارة عن (نادي خلفي) لحل الاشتباكات السياسية في الدولة، والتي تنتج عادة جراء الاختلاف على البنود الدستورية، أو جراء الاستخدام الفؤي لهذه البنود، وهو ما حصل فعلاً في وقت مبكر من عمر الدولة الجديدة، وذلك في عام 2010، حين اخذت الطموحات السياسية تتنامى.

ولعل طموحات رئيس الوزراء الاسبق (نوري المالكي)، والذي هو أمين عام حزب الدعوة، في تولي ولاية ثانية بأي وسيلة كانت، قد أسست لسُنة خرق الدستور الاولى في العراق الجديد، ومن بعده صارت عمليات استسهال خرق الدستور اسهل شيء في العملية السياسية.

وبالطبع كل عمليات خرق الدستور جرى تمريرها عبر الدستور نفسه، من خلال استغلال سلطة المحكمة الاتحادية، التي هي لوحدها تمتلك حق ليّ عنق المواد الدستورية، ولهذا صارت توفر خدمات (VIP) للكتل السياسية، خصوصاً الذين يمتلكون المقاعد الاكثر عدداً، لكون اصحاب هذه المقاعد يمتلكون عادة (السلطة + الثروة).

ومنذ عام 2010 وحتى اليوم جرى خرق الدستور وعدم الالتزام به والتلاعب بتفسيراته عشرات المرات، ولعل اخر الفضائح ما حصل في العام الحالي 2022 حين قلبت المحكمة الاتحادية تفسيرات عام 2010 رأساً على عقب، سواءً ما يخص قضية الجلسة البرلمانية الاولى، أو قضية تسجيل الكتلة الاكبر، أو قضية الثلث المعطل، حتى وصلنا لحالة قانونية مطاطة لا يمكن الثقة بها والارتكاز عليها.

وصارت الحالة المطاطية هذه تزداد رخاوة يوماً بعد اخر مع حماسة بعض النواب الجدد ومعهم بعض الكتل السياسية، الذين صاروا يترافعون اسبوعياً أمام المحكمة الاتحادية لغرض الاستعراض السياسي، حتى صارت مواد الدستور مادة للسهرات التلفزيونية ليس اكثر من ذلك، وهو ما أدى ألى إسقاط قيمة الدستور، لكون فكرة القبول بان الثابت قابل للتغير كل عدة سنوات سيؤدي الى نزع خاصية الثبات عنه.

ومن هنا تبدو الاحزاب السياسية نفسها عرابة هذه الفوضى القانونية والدستورية، سواءً تلك الاحزاب المؤسسة للعملية السياسية والتي سنت السُنن السيئة في السنوات الاولى، او القوى التي فازت حالياً والتي تسير على نفس السُنن دون ان تضع في اعتبارها السنوات القادمة التي قد تأتي بقوى اخرى ستقلب مرة اخرى تفسيرات المحكمة الاتحادية لصالحها، لتعيد حياكة القواعد القانونية وفق ما يناسبها، مادام النادي الخلفي على استعاد دائم لتقديم خدماته للكتل السياسية الفائزة.



#سلام_عادل (هاشتاغ)       Salam_Adel#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الناقص الاخلاقي في السياسة العراقية
- أكثر من (ألف) خرق إرهابي خلال حكم (الكاظمي)
- التيّه السياسي في شعار (لا شرقية ولا غربية)
- سباق فاسدين يحول دون استكمال ميناء الفاو الكبير في العراق
- معطيات رقمية صادمة عن الاقتصاد العراقي
- حول سياسات العراق الشرقي وليس الغربي
- عن الفشل السياسي لحزب الدعوة في العراق
- عن الشريحة المسلكية داخل التيار الصدري في العراق
- شيء عن الفوضى والفساد في قمة بغداد
- عن خلفيات القواعد العسكرية الأجنبية في العراق
- المسكوت عنه في قمة بغداد للتخادم والتخابر
- حين صنعت المقاومة دولة في العراق
- حين خسر الحزب الشيوعي العراقي طليعيته
- بعد فشل (الإصلاحيين) في العراق وإيران
- السياسة في زمن المقاومة .. ‏‎هل يُصلح الكتائبيون ما أفسده ال ...
- مدينة الثورة .. دعابل يلونها القحط


المزيد.....




- شاهد..قرية تبتلعها الرمال بعد أن -تخلى- عنها سكانها في سلطنة ...
- الأمن الروسي يعتقل 143 متورطا في تصنيع الأسلحة والاتجار بها ...
- وزارة الخارجية الروسية تصر على تحميل أوكرانيا مسؤولية هجوم م ...
- الحرب على غزة| وضع صحي كارثي في غزة وأيرلندا تنظم إلى دعوى ا ...
- ضغوط برلمانية على الحكومة البريطانية لحظر بيع الأسلحة لإسرائ ...
- استمرار الغارات على غزة وتبادل للقصف على الحدود بين لبنان وإ ...
- تسونامي سياسي يجتاح السنغال!!
- سيمونيان لمراسل غربي: ببساطة.. نحن لسنا أنتم ولا نكن لكم قدر ...
- قائد الجيش اللبناني يعزّي السفير الروسي بضحايا هجوم -كروكوس- ...
- مصر تعلن موعد تشغيل المفاعلات النووية


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلام عادل - عن النادي الخلفي للسياسة في العراق