أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلام عادل - السياسة في زمن المقاومة .. ‏‎هل يُصلح الكتائبيون ما أفسده الدعاة ؟














المزيد.....

السياسة في زمن المقاومة .. ‏‎هل يُصلح الكتائبيون ما أفسده الدعاة ؟


سلام عادل
كاتب وصحافي

(Salam Adel)


الحوار المتمدن-العدد: 6975 - 2021 / 8 / 1 - 23:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ردد قياديو حزب الدعوة الإسلامية في العراق خلال السنوات الماضية كثيراً على مسامعنا عبارة (دينُنا سياسة، وسياستنُا دين) وهي المقولة الأشهر لقائد الثورة الإسلامية في ايران الإمام الخميني، إلا أن واقع الحال السيء، وما ترتب على حكم الدعاة من فساد لمدة 12 سنة، لم يكن متطابقاً مع نص وجوهر ما قاله مفجر الإسلام السياسي الشيعي في القرن العشرين، حيث لم تكن سياسة الدعاة مستمدة من (الدين) ولم يكن دينهم منزهاً عن (السياسة)، فقد كانت السلطة هدفهم المجرد من أي قيم دينية أو حضارية أو انسانية.

‏‎كان (الدعاة القياديون) يروجون هنا وهناك لنظرية تنسب لهم، يطلقون عليها (نظرية الدعوة)، باعتبارها إطاراً فكرياً وحركياً ذو مضامين اخلاقية، يسعون من خلالها لاستنهاض الأمة والسعي لبناء ركائز المجتمع الاخلاقي المثقف، الذي يتمتع بالرفاهية الاقتصادية والسلام وتسود بين سلطاته وافراده مفاهيم العدالة والمساواة، ولكن واقع الحال، وما انتهت له الامور بعد أربع دورات وزارية، ابتدأت من الجعفري، مروراً بالمالكي في دورتين، ووصولاً الى العبادي، لم تكن غير فترات ساد فيها التخبط في كل شيء، خصوصاً رواج (التخابر + التخادم) والاستسلام التام للسياسات التي فرضتها قوى الاحتلال في العراق الجديد، وهي مباني رسخت نفسها تحت عباءة الدعوة لتجعل من العراق مجرد بؤرة نزاعات تتصارع داخلها اجهزة المخابرات الدولية على اختلاف انواعها.

‏‎لقد كانت (المنطقة الخضراء)، وهي (المنطقة الدولية) بحسب التعبير السياسي والـ(Green zone) بحسب العنوان العسكري الامريكي، المنطقة التي حرص الدعاة على التواجد فيها والانتماء لها، باعتبارها (البيت) الذي يرعى العملية السياسية في العراق، ولطالما حرص الدعاة على الانتماء لهذه العملية السياسية ورعايتها، على الرغم من كونها من مخرجات غزو العراق، بل وهي أصلاً من بنات افكار (العقل السياسي الكوردي) الذي خطط على مدار سنوات مع المخابرات الدولية لاحتلال العراق واسقاط عاصمته تحت بساطيل الجنود (انجلو-امريكان)، لذلك يبدو الدعاة كـ(المحلل الشرعي) لكل ما فُرض على العراق من سياسات خارجية صاغتها المخابرات الدولية وكارتلات المال والطاقة، بدءاً من ملف الاقتصاد، الى ملف الامن، الى الثروة والموارد الطبيعية، وهي السياسات التي جعلت العراق مجرد بلد تائه بين العواصم والخرائط.

‏‎هذه الادوار، التي لعبها الدعاة القادة، جعلت منهم احد الادوات السياسية لدى الامريكان في خططهم لتقزيم العراق، وهو واقع الحال المسنود بأدلة وشواهد يكفي لاثباتها ركض الدعاة، مقابل توليهم السلطة، مع المارينز في عمليات مطاردة وملاحقة المقاومين العراقيين بحجة أنهم (خارجين على القانون)، مع العلم أن الجميع كان ولا يزال يعرف الفرق بين المقاومين والخارجين على القانون، ولم تكن عملية التفريق او التمييز صعبة، لا سابقاً ولا حالياً، ولعل اغلب قادة فصائل المقاومة اليوم يعرفون ويتذكرون تلك المرحلة التي كان فيها الدعاة حراساً مع الامريكان على السجون التي وضعوا فيها لسنوات.

‏‎ولذلك يبدو (الدعاة) بعد هذه المقدمة مجرد (حراس محليين) أو منفذين أمناء للسياسات التي صيغت في غرف لندن وواشنطن قبل 2003، وهي ليست مجرد مقدمة او توصيفات انفعالية يراد منها الإساءة للدعاة ولحزب الدعوة، بقدر ما هو الواقع الذي يؤكد لنا ان الانخراط في العملية السياسية إنما هو انزلاق في فخ سياسي عماده الاجندات الخارجية، التي لم يتردد الدعاة عن التماهي والتواطؤ معها تحت عناوين جميلة وجذابة، من قبيل بناء (الدولة + القانون) وهي نفس العناوين التي يركض تحتها كاظمي الغدر، هذه الأيام، مع الامريكان في اطار سعيهم لترسيخ سياسات الاحتلال اكثر واكثر في العراق الجديد.

‏‎ان الانخراط في سياسة المنطقة الخضراء مع المنخرطين سيؤدي في نهاية المطاف الى الانزلاق مع المنزلقين في لعبة (التخادم + التخابر)، ويكفي مجرد النظر لتجارب (مقاومين آخرين) سبق لهم الدخول للمنطقة الخضراء خلال دورات انتخابية سابقة، حيث بمجرد أن تذوقوا (عسل الخضراء) صاروا لا يستطيعون النوم بدون هذا العسل (الاسود)، وبقدر ما خسرتهم جبهة المقاومة بقدر انعدام أي فائدة لهم في السياسة او في تحسين أداء إدارة الدولة، وهو الواقع المرير، او التحدي الذي سيواجه (حركة حقوق) على سبيل المثال، وهي تجمع سياسي للكتائبيين يريد الدخول في (سيرك الانتخابات) القادمة، وهو سيرك مليء بالمشوّهين.

‏‎لست هنا من خلال هذه المقالة أدعوا للانعزال أو التشاؤم، ولكن اجد ان طرح الاسئلة الصعبة ضرورياً في هذا الزمن الذي نحتاج فيه الى (المقاومة) أكثر من (السياسة)، حتى لا يسقط آخر من تبقى من الاحرار في (دن العسل) وحتى لا يتحول فيه اخر المقاومين الى مجرد راقصين ولاعبين ومهرجين في السيرك الامريكي، لان ترك المقاومة لصالح السياسة إنما هي وصفة مجربة أو (فخ) سقط فيه (الدعاة) من قبل، و (الصادقين)، و (السائرين)، و (المرجعيين)، وآخرين معهم كانوا في المقاومة يوما ما.



#سلام_عادل (هاشتاغ)       Salam_Adel#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدينة الثورة .. دعابل يلونها القحط


المزيد.....




- ترامب وبوتين يغادران ألاسكا بعد قمة جمعتهما وترامب يؤكد عدم ...
- إجراء -غير معتاد بروتوكوليا- في المؤتمر الصحفي لبوتين وترامب ...
- مصافحة للتاريخ.. ترامب وبوتين يفتتحان قمة ألاسكا لبحث حرب أو ...
- تحركات إسرائيلية مكثفة على أطراف مدينة غزة.. خطوة أولى نحو ا ...
- قمة الـ3 ساعات.. مباحثات -بناءة- بين ترامب وبوتين في ألاسكا ...
- ترامب: لم نتفق بشأن -القضية الأهم- مع بوتين
- ترامب وبوتين يعقدان مؤتمرا صحفيا بعد اجتماعهما
- السويد: مقتل شاب وإصابة آخر في إطلاق نار قرب مسجد بمدينة أور ...
- ضغوط الإقليم تشعل من جديد جدل السلاح بلبنان والعراق
- مشاهد محاكاة لعمليات المقاومة في حي الزيتون بمدينة غزة


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلام عادل - السياسة في زمن المقاومة .. ‏‎هل يُصلح الكتائبيون ما أفسده الدعاة ؟