أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلام عادل - عن الشريحة المسلكية داخل التيار الصدري في العراق














المزيد.....

عن الشريحة المسلكية داخل التيار الصدري في العراق


سلام عادل
كاتب وصحافي

(Salam Adel)


الحوار المتمدن-العدد: 7024 - 2021 / 9 / 19 - 13:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا شك من كون الصدريين احد الظواهر الاجتماعية المهمة في العراق الجديد، وذلك لكونهم تياراً سياسياً وليس فقط مجرد تجمعات سكانية تنتشر في 13 محافظة عراقية، ويكاد يكون عددهم اكثر من عدد سكان اقليم كوردستان، الا ان الصدريين الذين هم في الغالب من سكان العشوائيات والريف والمناطق الواقعة على اطراف المدن، مازالوا يصنفون من ضمن الطبقة الفقيرة، على الرغم من بروز شريحة من المسلكيين داخلهم باتوا يتحكمون بكل شيء تقريباً في البلاد.

ولعل اللافت للانتباه ان شريحة المسلكيين هؤلاء، وهم مجموعة من البرلمانيين والمسؤولين وموظفين حكوميين ومقاولين، ينحدرون من نفس العشوائيات الحاضنة للمجتمع الصدري، لكن الغريب في الامر ان الشريحة هذه صارت تستهدف بقراراتها وسياساتها طبقة الفقراء الصدريين انفسهم، وهو ما شاهدناه مؤخراً من خلال جملة السياسات التي تبنتها الكتلة الصدرية ودعمتها، والمتمثلة بسياسات حكومة كاظمي، على رأسها (الورقة البيضاء)، والتي بات الجميع يعرف الان ان هذه (الورقة البيضاء) هي في الحقيقة (ورقة سوداء)، وهي مجرد إملاءات فوقية من قبل البنك الدولي كتبت كرؤية اقتصادية لخدمة مصالح الاغنياء وليس الفقراء.

ومما زاد الاوضاع سوءً في العراق ان الكتلة السياسية الصدرية بكل ثقلها ظلت تدعم اجراءات البنك المركزي العراقي الخاصة بخفض قيمة الدينار مقابل رفع سعر الدولار، على الرغم من كون هذا القرار قد قلل القيمة الفعلية لرواتب ذوي الدخل المحدود، على رأسهم الموظفين بالطبع، وتسببت برفع الاسعار، ووسط ذلك كله يمثل هذا القرار انحرافاً وطنياً في الرؤية العامة، من حيث ان الدول، جميع الدول، تعمل وتسعى وتجتهد لرفع قيمة عملتها الوطنية مقابل العملات الاجنبية المنافسة، حتى لو تطلب ذلك الدخول في حرب، لكن في العراق حصل العكس بسبب تواطؤ الكتلة الصدري مع قرارات البنك المركزية الفاسدة.

ولكن، وعلى ما يبدو بشكل واضح، ان الدعم المفتوح الذي ابدته الكتلة الصدرية لسياسات حكومة كاظمي السيئة، لم يحصل نتيجة عدم وجود خبرة ودراية ومعرفة، وانما بدافع التخادم والمصالح النفعية الضيقة التي سعى لها المسلكيون الصدريون، وهو ما يظهر على السطح من خلال تعاظم نفوذهم وهيمنتهم على مؤسسات الدولة، حتى باتت قطاعات حيوية مهمة تعد بمثابة موارد مالية خاص بهم واقطاعيات، مثل قطاع الكهرباء وقطاع الصحة، وكذلك النقل باشكاله الثلاثة البري والبحري والجوي، الى جانب عشرات المناصب الرفيعة التي تبدأ من السفارات وحتى وكلاء الوزارات والمدراء العامين والهيئات المستقلة.

ومما يثير الاستغراب ان هيمنة الصدريين المسلكيين لم تعد تقتصر على مؤسسات الدولة العراقية والموارد الوطنية، وانما حتى على فئة رجال الدين والاساتذة الحوزويين وطلبة العلم داخل المدرسة الصدرية، الذين هم في النهاية يمثلون الخط المرجعي الذي تركه الاب الروحي للصدريين سماحة المرجع الشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر، وهو ما بات يمثل انتكاسة مرجعية لهذه المدرسة العريقة التي عرفت بالبساطة والتضحية، والتي لطالما وصفت بمرجعية الفقراء وليس مرجعية المقاولين، والحال هذا بات يشمل (المجاهدين الصدريين) الذين هم ايضاً سقطوا تحت قبضة المسلكيين، حيث صار يتم استخدامهم كحراس يركضون لخدمة مصالح المقاولين والمقاولات.

ان ظهور صدريين اغنياء يعتاشون على حقوق صدريين فقراء يمثل بحد ذاته انتكاسة للمرجعية الصدرية وانحرافاً عن القيم الدينية التي اسسها الاباء الشهداء، وهو من المؤكد سوف يسهم في سقوطهم بفخ (التخادم + التخابر) بما فيها التواطؤ مع الاجندات الخارجية، وهو ماحصل فعلياً خلال السنتين الاخيرتين، حيث بات السياسيين والموظفين الصدريين مجرد جسر لتمرير السياسات الخاطئة والضارة على رأسها السياسات الاقتصادية ودوام الحالة العوجاء التي تأسست في المنطقة الخضراء على يد الامريكان.



#سلام_عادل (هاشتاغ)       Salam_Adel#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شيء عن الفوضى والفساد في قمة بغداد
- عن خلفيات القواعد العسكرية الأجنبية في العراق
- المسكوت عنه في قمة بغداد للتخادم والتخابر
- حين صنعت المقاومة دولة في العراق
- حين خسر الحزب الشيوعي العراقي طليعيته
- بعد فشل (الإصلاحيين) في العراق وإيران
- السياسة في زمن المقاومة .. ‏‎هل يُصلح الكتائبيون ما أفسده ال ...
- مدينة الثورة .. دعابل يلونها القحط


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلام عادل - عن الشريحة المسلكية داخل التيار الصدري في العراق