أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلام عادل - شيء عن الفوضى والفساد في قمة بغداد














المزيد.....

شيء عن الفوضى والفساد في قمة بغداد


سلام عادل
كاتب وصحافي

(Salam Adel)


الحوار المتمدن-العدد: 7022 - 2021 / 9 / 17 - 21:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حين حصل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون على عقود بقيمة 27 مليار دولار، كاستثمارات في مجال الطاقة داخل الاراضي العراقية لصالح شركة توتال، عاد الى باريس فرحاً بهذه الصفقة، لكنه لم يدرك في حينها ان رئيس وزراء العراق مصطفى كاظمي كان يتخبط بدون معرفة ودراية، وان هذا التخبط سرعان ما سوف ينكشف ويرتد عليه، وفي العاجل ايضاً سوف تجد باريس نفسها في صدام مع واشنطن ولندن وانقرة، وحتى مع بعض عواصم الخليج، لان حكومة بغداد الحالية لم يكن عندها حسابات جيوسياسية دقيقة حين دعت لهذه القمة.

وهو ما بدأ يتكشف سريعاً حين بادرت واشنطن ولندن الى قلب طاولة الصفقة على باريس المندفعة داخل العراق بدون كوابح، من خلال توجيه طعنة في الظهر بحسب وصف وزير خارجية فرنسا جان ايف لودريان، حين قررت استراليا بطلب امريكي - بريطاني إلغاء اتفاقية صفقة شراء غواصات فرنسية بقيمة 56 مليار دولار كانت قد عقدتها باريس مع سدني، وهي صفقة تجارية اكبر وأهم بكثير من عقود شركة توتال في العراق.

ولهذا تبدو قمة بغداد للشراكة والتعاون قد انقلبت رأساً على عقب، من حيث باتت مخرجاتها احد اسباب اثارة الفوضى في الاقليم وحتى بين الدول العظمى، لان الادارة العراقية ارادت ان تحصل على الدعم الاعلامي والسياسي من هذه القمة بأي ثمن ومقابل اي تنازلات، ودون ان تضع في الاعتبار ميزاناً ومقياساً لاثمان هذه التنازلات التي جاءت على شكل منح استثمارية مجانية لا اكثر ولا اقل، وهو الامر الذي استفز واشنطن ولندن، فالجميع يعلم ان الاستثمار في اسواق النفط والطاقة، خصوصاً في منطقة الخليج انما هو كالسير في حقول الالغام، وهو ما تعرفه الصين بشكل جيد، على سبيل المثال.

ولهذا نرى الصين دائما حين تستثمر في هذا القطاع تعمل بالشراكة مع الامريكان او مع البريطانيين دون ان تتجاوز احدهما رغم كل ما بينهما من تنافس، وهو ما شاهدناه عبر الشراكة الناجحة والهادئة منذ سنوات بين شركة (اكسون موبيل الامريكية) مع شركة (بتروتشاينا الصينية) في حقول جنوب العراق.

ولا يكاد هذا الاستفزاز يقف عند حدود مصالح لندن وواشنطن، بل بات يشمل دول الخليج المشاركة في القمة، والتي شعرت بالصدمة جراء قيام كاظمي بفتح ابواب الاستثمارات للفرنسيين بالقرب من حدودهم في ملفات تخص الطاقة والنفط والغاز مقابل الحصول على دعم اعلامي مؤقت لتسيير شؤون حكومته المؤقتة، ويبدو ان اكثر المنزعجين كانت الامارات، التي كانت في السابق تبدي الكثير من الدعم للكاظمي لكنها وجدت نفسها فجأة في خانة المضحوك عليهم، حيث كانت دبي تخطط منذ سنوات للدخول في الاسواق العراقية باستثمارات كبيرة في مجال الغاز عبر شركتها (دانا غاز) المتواجدة اصلاً والتي تتنافس بشكل مباشر مع الايرانيين حول الحقول العراقية الواعدة.

وفي الجانب الاخر وجدت تركيا نفسها تتلقى ضربة على وجهها في قمة بغداد من قبل عدوتها فرنسا بواسطة حليفها المتسرع كاظمي، لكونه لا يجيد فن الحسابات السياسية ولا حتى الاقتصادية، فهي ترى ان منح مطار الموصل كاستثمار لصالح شركة (ADP) الفرنسية، بالشراكة مع (شركة الخرافي السعودية) التي ستتولى التنفيذ، انما هي عملية شد الخناق عليها بالقرب من حدودها الجنوبية الملتهبة، فمطار الموصل في كل الاحوال هو موقع قدم سياسية وليس ذو فائدة اقتصادية او ربحية، فهو في كل الاحوال مجرد استثمار بـ300 مليون يورو، ولهذا هو استثمار لا قيمة له بحسابات الدول، فضلاً عن كون الصفقة تدور حولها شبهة فساد من حيث كونها مررت بشراكة مع وسيط عراقي محلي عبر شركة قريبة من التيار الصدري أو أمين عام مجلس الوزراء حميد الغزي هدفها الربح السريع بالدرجة الاساس، بحسب ما يقال من داخل الاوساط الحكومية في بغداد.

ومن هنا وجد تحالف شركات (كورك - قاليون) التركية نفسه خارج لعبة السوق، على الرغم من كون كاظمي قد منح عقد بناء وتجهيز مطار الموصل لهذه الشركات خلال زيارته الى أنقره في منتصف كانون الاول/ ديسمبر الماضي، وهو الواقع الذي تمت قراءته سياسياً من قبل الحكومة التركية على كونه نكران للوعود، علاوة على ابعاده الأمنية التي ستجعل تركيا ترتاب عسكرياً من الايام القادمة بسبب التواجد الفرنسي الذي بات مبالغ به داخل العراق.

ومن على شكل هذه المخرجات يبدو ان قمة بغداد التي انتهت الى مجرد صور فوتوغرافية للحفظ في الذاكرة قد افتعلت ازمات لم يكن ينبغي لها ان تندلع، فبدل ان يكون لها دور في التعاون والشراكة، وهو العنوان الذي أقيمت من اجله، صار تقود الى مزيد من الفوضى والتخبط والازمات، ليس بين دول الاقليم وحسب، وانما حتى بين العواصم العظمى، وكأن كاظمي حين جاء يكحلها عماها.



#سلام_عادل (هاشتاغ)       Salam_Adel#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن خلفيات القواعد العسكرية الأجنبية في العراق
- المسكوت عنه في قمة بغداد للتخادم والتخابر
- حين صنعت المقاومة دولة في العراق
- حين خسر الحزب الشيوعي العراقي طليعيته
- بعد فشل (الإصلاحيين) في العراق وإيران
- السياسة في زمن المقاومة .. ‏‎هل يُصلح الكتائبيون ما أفسده ال ...
- مدينة الثورة .. دعابل يلونها القحط


المزيد.....




- ما ارتداه رئيس أوكرانيا بقمة الناتو يشعل تكهنات بأن ترامب هو ...
- سجال حاد بين المدعية العامة للولايات المتحدة وسيناتور ديمقرا ...
- زهران ممداني.. الشاب المجهول الذي قلب نيويورك راسا على عقب ب ...
- جسر زجاجي شفاف ومسارات.. لندن تكشف عن نصب الملكة إليزابيث ال ...
- هانا تيتيه: ليبيا تمر بمنعطف حاسم وتريد حكومة مسؤولة
- مؤسسة النفط الليبية توقع مذكرة تفاهم مع تركيا بشأن 4 مناطق ب ...
- الحرب على إيران تعيد الليكود إلى الصدارة.. نتنياهو: العالم ش ...
- -احتفالات النصر-.. تظاهرات في طهران عقب وقف إطلاق النار بين ...
- زيلينسكي يطالب الناتو بدعم الصناعة الدفاعية الأوكرانية قبيل ...
- في تحول عسكري لافت.. اليابان تجري أول تجربة صاروخية على أرا ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلام عادل - شيء عن الفوضى والفساد في قمة بغداد