أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالحميد برتو - التصحر الأخطر














المزيد.....

التصحر الأخطر


عبدالحميد برتو
باحث

(Abdul Hamid Barto)


الحوار المتمدن-العدد: 7263 - 2022 / 5 / 29 - 22:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بادرت الشاعرة والكاتبة العراقية المغتربة ناديا جمال الحيدري الى نشر مقطع لمقابلة متلفزة مع مدير البستنة والغابات العراقي على جدار صفحتها في وسائل التواصل الإجتماعي. جاء فيه:

"المذيعة: التصحر يزحف الى أرض العراق والجفاف قادم لا محالة.

مدير دائرة الغابات واالبستنة: علينا أن نكون إيجابيين ودائماً نفكر بايجابية.

المذيعة: هل لك أن تشرح لنا كيف نكون إيجابيين ونهر الفرات سيجف.

مدير البستنة: فليجف نهر الفرات، هذا غير مهم، فالإمارات ليس لديها أنهار أو مياه جوفية، ومع ذلك فهم ليست لديهم مشكلة على الإطلاق.

المذيعة (بانفعال): ما هو الحل هل لديكم حلول (بانفعال اكبر)

مدير البستنة: طبعا مؤكد لدينا حلول دائماً هناك أكثر من ١٠٠ الف حل.

المذيعة: تفضل ما هي هذه الحلول ما هي خطتكم لحل المشكلة (تحاول ضبط النفس)
مدير البستنة: لدينا صلاة الاستسقاء، يمكننا التوجه الى الله سبحانه وتعالى. محافظة واحدة مثلاً في السليمانية صلوا صلاة استسقاء الله ما قصر وياهم !!!!!!!!!!!

فكرت بالمشاركة في التعليقات على هذا "المسؤول". وجدت نفسي في لجة الحديث حول هذا الموقف المحزن. ذكرت وكتبت بأن أكثر من صديق أرسل لي تلك المقابلة مع ذلك الجهبذ، في إدارة الفساد والرثاثة ببلدنا العزيز. كما وصلتني في الوقت ذاته تعليقات عليها من أصدقاء آخرين، منها ما يقول: "عقلية جبارة تدعو للبكاء"، "الى أين وصلنا في رحلة التشويه وإذلال الوعي العام"، "ضحك سمج على عقول البسطاء من أبناء العراق" وغيرها من التعليقات، التي تناسب ذلك الوضع المخزي. كما شارك صديق من الشام بقوله: "حشيش ... ومضروب كمان" ...الخ.

حاولت إستدعاء خبرات النفس ـ الإجتماعية مع التركيز على حركات الجسد، وإذا بها تقول: هذه التصريحات تمثل قدراً كبيراً من الإستخفاف بعقول الناس. تحركها الحالة النفعية وعدم الثقة بالذات. تجسدت الحالة من خلال الإبتسامات غير الواثقة عند "المسؤول" بما يدعو للرثاء. تجسد الحالة أيضاً، من خلال المراوغة في النظر وإنحناء الجسد والعينين.

بديهي أن تكون الذروة في إرتداء ثوب المقدس. غني عن البيان أن هذا الثوب المزيف، إرتداها عبر كل الحقب التاريخية، وفي شتى بقاع العالم: المجرمون، اللصوص، شحيحو الكفاء التعليمية، ذوو الإندحارات الذاتية المتنوعة، مَنْ لا حجة أو برهان لديهم، أصحاب الإنتقالات السريعة في المواقع الإجتماعية من أسفلها الى أعلاها، وكل مَنْ يعاني من وجود قدر كبير من النقص في معايير الكرامة الشخصية وغيرها الكثير الكثير.

لا ضير في أن أدعو صديقي الدكتور طلال الربيعي، استشاري الطب النفسي والعصبي والعلاج النفسي، خاصة وهو مشتبك الآن في معركته مع "التحليل النفسي وتطبيقاته المعرفية"، الى أن يدلو بدلوه في مثل هذه التطاولات الجائرة، على عقول بسطاء الناس، وهم يتجاهلون وعي الضحايا والفقراء التاريخي المتراكم، وضغوط الحياة نفسها عليهم في عمليات تحريك الوعي.



#عبدالحميد_برتو (هاشتاغ)       Abdul_Hamid_Barto#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللعبة الخطرة في طورها ما قبل الأخير
- الدراويش يبحثون عن الحقيقة 5 ـ الأخيرة
- الدراويش يبحثون عن الحقيقة 4
- الدراويش يبحثون عن الحقيقة 3
- الدراويش يبحثون عن الحقيقة 2
- الدراويش يبحثون عن الحقيقة 1
- مؤشرات من بوصلة الشعب
- حين تأفل المناسبات
- روح الصنف
- محو العراق (7) الأخيرة
- محو العراق (6)
- محو العراق (5)
- محو العراق (4)
- محو العراق (3)
- محو العراق (2)
- محو العراق (1)
- مرحلة العجب العجاب
- وداعاً أبا سامر - كاظم حبيب
- هوامش عابرة على سياسةِ اليوم
- أَعَرَبٌ أَنتم؟!


المزيد.....




- ترامب يدعو لاتفاق سلام بين إيران وإسرائيل: -الاتصالات جارية- ...
- ما مدى انخراط أمريكا في العملية الإسرائيلية ضد إيران؟ مراسلة ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل تقليص قواته من غزة لدعم الجبهة ضد إير ...
- هل خدع نتنياهو ترامب في الحرب ضد إيران؟
- ماكرون يصل غرينلاند لتعزيز الدعم الأوروبي للدنمارك
- إسرائيل تمدد حالة الطوارئ حتى نهاية يونيو
- مصادر دبلوماسية عربية تتحدث عن تحرك سعودي عاجل لإعادة إيران ...
- ترامب: قد نتدخل لمساعدة إسرائيل في القضاء على البرنامج النوو ...
- الحرس الثوري الإيراني يعلن إلغاء مراسم تشييع قتلى الضربات ال ...
- الدفاع الروسية: استهداف مركز قيادة أوكراني بصاروخ إسكندر قرب ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالحميد برتو - التصحر الأخطر