أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالحميد برتو - مؤشرات من بوصلة الشعب















المزيد.....

مؤشرات من بوصلة الشعب


عبدالحميد برتو
باحث

(Abdul Hamid Barto)


الحوار المتمدن-العدد: 7135 - 2022 / 1 / 13 - 18:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إنعقدت الجلسة الأولى للبرلمان العراقي، في دورته الخامسة، بعد ثلاثة أشهر من الجر والعر، بين القوى المتنفذة بعد الإحتلال عام 2003. السؤال الأوسع المطروع الآن في الشارع، هو: لماذا هذا القلق عند أو من قبل جماعات الإطار التنسيقي؟ بصراحة تامة أقول: إنهم يخشون من فقدان إمتيازاتهم اللصوصية والقهرية ضد كل الشعب العراقي. هم يعرفون جيداً أنهم لا يملكون شعبية حقيقية، وإن أنصارهم سوف ينصرفون عنهم بعد ضياع الإمتيازات، ولن يكونوا قوة قتالية، لأن قادتهم يسعون للتمتع، بما سرقوه من هذا الشعب المسكين، عبر العديد من اللفتات الزائفة. كما إن الغالبية العظمى من الأتباع سيسعون الى أرزاقهم وعيش عوائلهم، في ظل إنحدار أكثر من ثلث المجتمع العراقي تحت خط الفقر. هم يتذكرون اليوم تجربة إياد علاوي رئيس الوزراء الأسبق، في إنتخابات 20 مارس/ آذار 2010 التي حصد فيها أعلى الأصوات. ولكن فُرِضَ عليه "سلب أغلبيته". فوصل اليوم في الإنتخابات الحالية الى درجة عجزت فيه حتى إبنته من نيل مقعد في البرلمان.

يسخر الشعب من حججهم الكاذبة، خاصة إدعاء المقاومة، وفي مقدمها إدعاء مقاومة الإحتلال الأمريكي. يسأل الشعب عامة: مَنً هو ولي نعمتهم؟ ويجيب أليس المحتل الأمريكي نفسه هو الذي نصبهم ومنحهم القوة والغطاء. حتى في هذا الموقف أو الإدعاء هم مضطربون. فإيران تستخدمهم كعضلة تلوح بها للأمريكيين. إيران أدرى من غيرها بأنهم عضلة جوفاء. كما إن الموقف الإيراني في حالة ترقب، عما ستسفر عنه مفاوضات الملف النووي الإيراني وملحقاته، وهذا بدوره يربك حسابات الميليشيات.

إتصفت الإنتخابات البرلمانية الخمس في العراق المحتل، أمريكياً ومن ثمة إيرانياً، وكذلك إنتخابات الجمعية العامة، إتصفت جميعها، بضعف المشاركة الشعبية، إستخدام إمكانيات الدولة لصالح ذوي النفوذ، إستخدام التهديد والإرشاء والمال السياسي، التزوير واسع النطاق وغيرها من الأساليب الفجة، التي لا تمت في صلة بالقيم البرلمانية المتعارف عليها عالمياً.

بات التنافس في تمظهره العام، وكأنه تنافس بين شخصين، هما الأكثر أهمية من غيرهما. في الواقع التنافس ليس بين أبناء الشعب العراقي، إنما بين أطراف العملية السياسية الرعناء والفاسدة. وعلى نطاق أكثر ملموسية بات بين التيار الصدري والإطار التنسيقي.

توجد فوارق جوهرية بين التياريين، منها: أن التيار الصدري ومقتدى الصدر شخصياً وقف نظرياً ولحد ما عملياً ضد الإحتلال. ولكنه شارك في العملية السياسية الفاسدة والفاشلة. أما الآخرون فإنهم بفضل الإحتلال أمسكوا بعصب الحكومة والأجهزة الحكومية المختلفة، سعياً وراء الإستحواذ والإنتفاع بأبشع صوره. إن أبرز شخصيات الإطار التنسيقي هو كامل المالكي، وهو شخص فاسد ويعتبر من أكبر اللصوص في تاريخ العالم، وليس العراق وحدة. تولى رئاسة الحكومة العراقية لدورتين. تصادف خلالها إرتفاع كبير في أسعار النفط. وهو مسؤول أول عن تبديد ترليون دولار من أموال الشعب العراقي. قدرت الأموال التي تدخلت الى العراق من عوائد النفط في تلك الفترة، ما يعادل كل ما دخل العراق من أموال منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة في بدايات القرن العشرين. لا يثق أي عراق بمحاسبة السراق، إن لم يحاسب المالكي علناً أمام الشعب العراقي بإعتباره من أكبر الفاسدين.

يتذكر العراقيون بمرارة، كيف هَرَّبَ المالكي، أو أقلة في فترة سلطته، هَرَبَ من سجن أبو غريب 400 شخص من قادة "داعش" لإعداد المسرح أمام أكبر جريمة بحق كل العراقيين. تمثلت بفسح المجال للقوى الإرهابية بإحتلال أكثر من ثلث مساحة البلاد. حصل من خلالها الإرهابيون المتطرفون على أحدث الأسلحة والمعدات، التي تقدر بمليارات الدولارات بإعتراف الأمريكيين والأيرانيين وكبار ضباط الدمج. لقد مر الأمر البشع برداً وسلاماً على المالكي وأتباعه.

توجد فوارق جوهرية على الصعيدين الفكري والإجتماعي والشخصي بين الصدر والمالكي. الأول يمثل السلوك الحوزي (المدرسي) عند الشيعة العراقيين، والثاني يمثل نمط تفكير حزب الدعوة، الذي يسترشد عملياً في وسائله وأساليبه بالأخواني حسن البنا وسيد قطب والخميني بعد الثورة الإيرانية. نشأ الجسم الأساسي لحزب الدعوة في إيران، بينما التيار الصدري منبت عراقي بما له وما عليه. يعتمد التيار الصدري على الكادحين والفقراء بصورة عامة، بينما حزب الدعوة يحاول إستقطاب أصحاب النفوذ بكل تنوعات النفوذ. يعتمد التيار الصدري القوة والمواجهة والكصكوصة والبطة في خلافاته، بينما يعتمد حزب الدعوة المناورة، الخداع، القتل، الإرشاء والكذب.

مازال الإنحدار العائلي، كما العشائري، يلعب دوراً كبيراً داخل مجتمعنا العراقي، عند تقويم أوساط واسعة من العراقيين للشخصيات السياسية وحتى الدينية. وهنا يتفوق الصدر على المالكي بما لا يقارن.

يلعب البرنامج السياسي دوراً حاسماً في الترجيح. إعتمد المالكي وحلفاؤه المراوغة والتهديد وإثارة العواصف. بينما إلتقط الصدر أهم هموم الشعب العراقي التي تتمثل بما يلي: إعتماد الوطنية العراقية منهجاً في التعامل مع جميع المواطنين، نزع سلاح االمليشيات المنفلت، محاسبة الفاسدين والسراق، حرمة الإستقلال الوطني وعدم التدخل في شؤون الآخرين ويجب على الآخرين، كل الآخرين، إحترام سيادة وكرامة وأرض وماء الشعب العراقي وإطلاق عمليات البناء في الصناعة والزراعة وغيرهما. يعكس إلتقاط الهموم الأساسية للشعب العراقي نضجاً في قراءة الأحداث، خاصة بعد الإصرار على تأكيدها لحد اللحظة القائمة. لكن تبقة التجربة اللاحقة هي الإختبار الحقيقي. دون أن يجرى تجاهل كل ما يتعلق بالفترات الماضية سلباً أو إيجاباً.

إن هموم الشعب العراقي واضحة وضوح الشمس. كما إن الشعب قد شبع من الكلام المعسول. يريد العراقيون حياة آمنة توفر العيش الكريم والخدمات الضرورية، بما تكفله وتوفره إمكانات البلاد قبل فوات الأوان. إن الجوع والإرهاب والسلاح المنفلت يرفع يقظة العراقيين يوماً بعد آخر. وإن تجربة إنتفاضة تشرين المجيدة، كانت أعظم رياضة مادية وروحية، وهي درس ثمين للشعب وأعدائه أيضاً.



#عبدالحميد_برتو (هاشتاغ)       Abdul_Hamid_Barto#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين تأفل المناسبات
- روح الصنف
- محو العراق (7) الأخيرة
- محو العراق (6)
- محو العراق (5)
- محو العراق (4)
- محو العراق (3)
- محو العراق (2)
- محو العراق (1)
- مرحلة العجب العجاب
- وداعاً أبا سامر - كاظم حبيب
- هوامش عابرة على سياسةِ اليوم
- أَعَرَبٌ أَنتم؟!
- المجد للأول من آيار
- البصرة وصورة الأمس
- أَحم، عندنا إنتخابات 7 من 7 (3)
- أَحم، عندنا إنتخابات 7 من 7 (2)
- أَحم، عندنا إنتخابات 7 من 7 (1)
- أَحم، عندنا إنتخابات 6 من 7
- أحم، عندنا إنتخابات 5 من 7


المزيد.....




- ترامب يفشل في إيداع سند كفالة بـ464 مليون دولار في قضية تضخي ...
- سوريا: هجوم إسرائيلي جوي على نقاط عسكرية بريف دمشق
- الجيش الأميركي يعلن تدمير صواريخ ومسيرات تابعة للحوثيين
- مسلسل يثير غضب الشارع الكويتي.. وبيان رسمي من وزارة الإعلام ...
- جميع الإصابات -مباشرة-..-حزب الله- اللبناني ينشر ملخص عمليات ...
- أحمد الطيبي: حياة الأسير مروان البرغوثي في خطر..(فيديو)
- -بوليتيكو-: شي جين بينغ سيقوم بأول زيارة له لفرنسا بعد -كوفي ...
- كيم جونغ أون يشرف بشكل شخصي على تدريب رماية باستخدام منصات ص ...
- دمشق: دفاعاتنا الجوية تصدت لعدوان إسرائيلي استهدف ريف دمشق
- هبوط اضطراري لطائرة مسيرة أمريكية في بولندا بعد فقدان الاتصا ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالحميد برتو - مؤشرات من بوصلة الشعب