أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - عبدالحميد برتو - الدراويش يبحثون عن الحقيقة 5 ـ الأخيرة















المزيد.....



الدراويش يبحثون عن الحقيقة 5 ـ الأخيرة


عبدالحميد برتو
باحث

(Abdul Hamid Barto)


الحوار المتمدن-العدد: 7187 - 2022 / 3 / 11 - 19:41
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


تأمل في المسرحية وحواشيها

ساهم وصف الطريقة، التي وصلني الكتاب بها، ورحلته مع أوراقي على مدى عقود، وكشف دوافعي للإهتمام بموضوعته. هذا الى جانب قصة حياة المؤلف، الكاتب والتشكيلي الفلسطيني مصطفى الحلّاج، وكيف إنتهت حياته بصورة مأساوية موجعة. فضلاً عما حملتها مقدمة المسرحية، بقلم الروائي السوري المبدع حَنا مينا، من الأبعاد والمعان إنسانية وإجتماعية. وأخيراً الرحلة في عوالم المسرحية نفسها، ساهمت جميعها في أضاءة المسرحية وتجلياتها وإستخلاص بعض العبر من ذلك كله. كما أدى الترابط بين مختلف الزوايا، الى جعل الطريق ممهداً للسير بسهولة وعمق أكبر في مسالك المسرحية، الرئيسية منها والفرعية. ثم تنبثق كومة من الأسئلة تدور حول: ما هي الحصيلة؟ هل يمكن الخروج بنتائج فنية وتجارب وأدوات نضالية؟ هل ينبغي دراسة شخصية المناضل النفسية وغيرها؟ هل يمكن التأثير في العقل العام للجماعة الإجتماعية من خارجها؟ وماذا عن علاقة النوع بالكم؟ ووو

ضاعت مني كتب بل مكتبات خلال تنقلاتي من بلد الى آخر، حسب مصلحة وقرارات جماعتي، التي تقرر أين أعيش وأين أناضل وأين أخدم شعبي. بديهي في كل موقع تتجمع عندي كتب. كان من أهمها ما تجمع في الوطن. في كل نقلة يضيع كل حصاد الفترة السابقة على الإنتقال. فإذا كان الترحال شرعياً، فلا أستطيع أن أحمل إلا ما حددته بطاقة السفر. وإذا كان "غير شرعي" لا أحمل شيئاً، ما خلا ما يثبت الهوية عند الضرورة. أوقد ذاكرتي بصدد ضياع الكتب عند الإنتقال من بلد الى آخر، وجود هذا الكتاب الذي يحتضن مسرحية "الدراويش ...".

يؤلم ضياعُ أي كتاب مقتنيه. لكن بعض الضياع يكون أكثر إيلاماً من غيره. أذكر على وجه التحديد مكتبتي خلال فترة دراستي بأكاديمية العلوم التشيكية، حيث جمعت كل إصدارات مجلة علم الإجتماع، التي يحررها بالأساس أساتذة وعلماء الأكاديمية، الى جانب كل إصدارات الأكاديمية حول مناهج البحث، وهو مجال كنت مولعاً به. تركتها عند صديق توقعت أنه يهتم بالكتب، خاصة تلك المتخصصة منها. عند عودتي كنت متحمساً لنشاط القراءة. فكانت الفاجعة. قال صديقي: ـ إنتقلت من البيت الى آخر، فاضطررت الى رمي كل الأثقال.

حافظت في حالة كتابنا هذا "الدراويش ..." عليه دون الغوص بين دفتيه. لأني تركته بين الأوراق، لإعادة النظر فيه بعد حين. ظل هاجس أهميته يكمن في حقيقة أن معاناة الإنسان الفرد المنفرد، بين أيدي هواة تدمير الآخر، تستحق الإهتمام الجدي والحذر. كما أن الفرد هنا، عبر عنه المؤلف وصديقه كاتب المقدمة، بأنه الجماعة والمجتمع أيضاً. إن رحلة الكتاب وطريقة وصوله إلينا، لها أهمية خاصة. وربما انطوت عملية إرساله على حالة إستنجاد. ينبغي البحث بكل جدية في كل حالة، يكون الإنسان فيها بحالة محنة ما.

لا تحسم مسألة إحترام المجتمع، وصولاً الى درجة نيلها حالة الظفر، ما لم يكون أساسها الفرد الأعزل، من كل مصادر القوة. يُحترم الإنسانُ الفرد إحتراماً حقيقياً، عند أهل الفكر الحقيقيين، أهل الإبداع في كل ميدان وفن أصيل، الى جانب منتجي الخيرات المادية والذهنية. يظهر أحياناً بعض الغلو المحبب في هذا الشأن. وهو في الغالب يمكن أن تُطلق عليه، صفة غلو إيجابي، هذا لغرض التشجيع القيمي حسب. على غرار ما أبدعه المثقف والشاعر السوري المتعدد المواهب أديب اسحاق.

إختياري المتعمد لقتباس مشرق، يعبر عن الغلو الجميل، وقع على بعض من أبيات شعر أديب اسحاق، لأنه كان معبراً عما أشرت. كما يتشابه الشاعر اسحاق في بعض جوانب سيرته مع الكتاب والتشكيلي مصطفى الحلّاج والروائي حَنا مينا وعوالم المسرحية نفسها. إن أديب اسحاق شاعر، أديب وصحفي سوري من أصل أرمني. تنقل في حياته بين سوريا وفرنسا ومصر ولبنان. ولد في دمشق من عائلة أرمنية. إسمه الأرمني أديب زالماتيان، أتقن اللغتين العربية والفرنسية. ثم انتقل إلى بيروت، تعلم فيها اللغة التركية. عمل كاتباً في ديوان المكس (الجمرك) ثم اعتزل العمل، ليتولى العمل في جريدة "ثمرات الفنون" ثم جريدة "التقدم". إنضم في بيروت إلى جمعية "زهرة الآداب" ثمّ تولّى رئاستها.

انتقل بعد ذلك إلى الإسكندرية. ساهم مع سليم النقاش في تأليف المسرحيات وتمثيلها. ألف رواية "الباريسية الحسناء"، وكتاب "غرائب الإتفاق" وكتب "تراجم مصر في هذا العصر" و"الدرر" وهو مجموعة من المقالات المنظومات. بعد ذلك إنتقل إلى القاهرة، حيث تعرف على جمال الدين الأفغاني، فتأثر به كثيراً وبمواقفه الجريئة، أصدر جريدة باسم "مصر" سنة 1877م. عاد مرة أخرى إلى الإسكندرية ليشاركه سليم النقاش في إصدار جريدة "التجارة" التي نشر فيها جمال الدين الأفغاني بعضاً من مقالاته. لكن الحكومة المصرية أقفلت الجريدتين. رحل أديب إسحاق إلى باريس سنة 1880. أصدر في باريس جريدة عربية سماها "مصر القاهرة". احتك أديب إسحاق بالعديد من الأدباء الفرنسييين خلال إقامته في باريس، منهم فيكتور هوغو. كان لقبه في فرنسا: "نابغة الشرق". عاد إلى القاهرة بدعوة من شريف باشا. عمل ناظراً لـ "ديوان الترجمة والإنشاء" ثم سكرتيراً لمجلس النواب. عاد إلى بيروت وتوفي في قرية الحدث بلبنان.

صدح أديب إسحاق ناظماً موقفه بصدد حق الحياة ببعض الغلو النبيل:
قـتـل امـرئٍ فـي غابةٍ
جــريـمـةٌ لا تُـغـتَـفـر
وقـــتـــل شــعــبٍ آمــنٍ
مــسـأَلةٌ فـيـهـا نـظـر
والحــــقُّ للقــــوَّةِ لا
يـعـطـاهُ الاَّ مَـن ظفر
ذي حالة الدنيا فكن
مــن شـرّهـا عَـلَى حـذر

نجحت مسرحية "الدراويش ..." كعمل فني جميل، من خلال خلق مجموعة كبيرة من الصور والحالات، التي تدين وتعري هوس البطش والتعذيب، بكل أنواعه ومستوياته. عكست عذابات الإنسان في الأسر، عند عدو ظالم لا يعرف الرحمة. كل همه تدمير روح، جسد ونفسية، مَنْ يقع بين يديه. ظالم يريد إستنطاق الجميع، بما هو يتمنى أن يسمع، ولا يهمه كثيراً حقيقة وتطابق ما يسمع مع الواقع الفعلي. صوّرت المسرحية ببراعة حقيقة الظلم، بل ذهبت بمهاراتها الفنية أبعد من مجرد التصوير، الى خلق خير وسيلة وأداة، تساهم رفع الوعي وفي النضال ضد الظلم. لا تُجترح الأعمالُ الكبيرة دون أن تسبقها مشاعر خصبة، مثل: الإنتماء، الإيمان بعدالة الموقف المطروح وما يسجله ويكتبه الأبطال من ممارسات تثير الفخر. تقدم المسرحية وصفاً غنياً عن القمع والإستبداد وحال الضحايا ومنعطفات الحياة نفسها.

برع الكاتب مصطفى الحلّاج في التعبير عن وصف حالته هو، كإنسان فقد بيته ووطنه وتشرد. عبر عن معاناة الإنسان تحت سوط الجلاد في "مخازن" التعذيب. يحرك الكاتب لدى الإنسان إنسانيته في النظر الى السجان، المحقق، أدوات التعذيب، الإنسان الذي تحول الى آلة تعذيب، وكذلك القاضي الذي يمثل سيف الحكومة. أجاد القاضي النفاق، الخداع، حب الملفات، كراهية الضحية الذي أمامه، الخوف من المحققين عندما يتربعون في القاعة المحكمة، وهم يسلطون النظر على المتهم والقاضي نفسه أيضاً. وأخيراً يتجاهل القاضي متعمداً الخوض في تبعات أحكامه على الضحايا وعوائلهم. هذا أمر ليس على جدول إهتمامات. يعجبه أن تُرسم صورة له في ذهن الحكام والمحكومين بأنه صارم وبلا قلب. يقول: لا قدسية أقدس من أي مدونة في دفاتره القديمة، تسمى قوانين، وهو يحب كل الفقرات المتاحة فيها، خاصة عندما يتبنى أشدها.

إقترب الحلّاج في مهاراته من إمكانية قراءة دواخل شخصياته. بات أقرب ما يكون الى عالم النفس محصن بأبعاد إجتماعية. وكما لشعوب تاريخ، فللظلم تاريخ مديد أيضاً. يستخلص المناضل العبر من كل التجارب الثورية الناجحة لشعبه والشعوب الإخرى. والجلاد يسترشد بكل مَنْ سبقه من عتاة الظلم. هكذا هي الدنيا.

أوصلت المسرحية وحواشيها المرافقة إستغاثات والإستنجادات المعذبين في الغرف التحقيق الصماء. جسدت وطرحت العديد من الأسئلة ذات البعد الإنساني، حتى عن طريقة تعامل الجماعات المنظمة مع إختلافات تقديرات بين أعضائها حسب تكوينهم النفسي، الفكري، الثقافي والإجتماعي. هذا الى جانب طرح موضوعات أخرى، مثل: صلابة البناء الداخلي، مستوى اليقظة أو الغفلة، درجة التمسك بالإنضباط المعلن، مخاطر المراتبية وتوزيع المسؤوليات في غير مواقعها، مدى تعرف الجماعات الثورية على أساليب الأعداء والخصوم، ومدى الدقة في محاولات معرفة طبيعة الجهات المقابلة، صديقة كانت أم عدوة، سواء كانت جهة حكومية، سياسية أو شخصية.

يأخذ موقع الحدث أهمية خاصة في تحليل أية حالة. هل وقع داخل الوطن أم في الخارج، إسلوب النضال الذي تتبعه الجماعة المنظمة. ينبغي تدقيق النظر في الحكم على الأفراد، لأنه أكثر خطورة من النظر الى حالة إجتماعية أو سياسية عامة. كل هذه المحاذير مطلوبة من أجل ألّا تتحول الجماعة المنظمة الى صخرة بلا قلب، فالنبض الإنساني في كل جماعة، هو مصدر قوتها وأحد عوامل نيلها لإحترام الناس، إذ لا قوة لأي جماعة من دونهم.

نالت بعض المفاهيم (الغربة، المنفى ...) إهتماماً واسعاً ومتواصلاً. تحقق خلال ذلك الكثير من التجريد والتعميم والخلاصات المختبرية. إرتبطت قيمة النتائج بجدارة المتناولين ومناهجهم. نقول على الرغم من كل ما تحقق علمياً ونقدياً وممارسة، ظلت طبقات النفس البشرية المبدعة عصية في بعض جوانبها. إن الحكم على حصيلة أي عملية خلق، تتطلب التتبع الزمني لحياة المناضل والفنان وغيرهما. هو في البدء ليس كما هو في المحطات اللاحقة. ينمو الفنان وكذلك المناضل مثل نمو شجرة. وهنا أيضاً تتشعب الأسئلة وضرورات معرفة التفاصيل: البذرة، التربة، المياه، التقريم، السماد ... الخ.

نعم لكل فنان ومناضل بل لكل إنسان بصمته الخاصة، التي تكونت خلال مسيرة طويلة ومعقدة. لكن ليس لكل هؤلاء بصماتهم الذائعة بين غير المتخصصين في فن إدراك الكوامن. هذه الحالة الأخيرة تمثل نوعاً مميزاً من النجاح المؤكد للجماعة، إذ أن عدم أدراك التفاصيل القابعة في الظل، وفق أشد المعايير حرصاً وتدقيقاً وحتى ضيق قناة. يخلق التجاهل أضراراً فادحة، عن قصد أو من دونه. توجد حقيقة إنسانية بصدد تكتم المناضل أو الناس عامة. يتكتم الإنسان بصفة عامة على بعض معايبه، خاصة عند الذين ينحدرون من بيئات مغلقة. لا يرتقي أحد الى درجة الإعلان المطلق ـ الصدق مع جماعته إلّا من خلال تربية تقوم على أسس عملية سندها الأول العائلة وإحترام الذات والسعي لصيانتها من كل شائبة. ولهذا أرى في عبارة مكسيم غوركي قيمة معيارة: ـ "لن يتفوه المرء بما تبكي روحه!".

بقدر تعلق الأمر بـ(عبد الخضر البصري) الذي إتخذ من عملية تهريب هذا الكتاب كدفاع وشاهد على الصورة، التي رسمت عنه أو حوله. ليس لدي ما أقوله فعلاً، رفضاً أو تأييداً. أتبع هنا ما تعلمناه من الرفيق فهد الذي قال ما معناه: لا تقل شيئاً يتعلق بسمعة الإنسان، قبل أن تتوثق تماماً، قل ما تعرف بإمانة في النطاق المحدود المعني، إذا كانت هنالك ضرورة نضالية تخص صيانة الحزب من الإختراقات بكل أنواعها. يقف واجبي الإنساني عند حدود تقويم للمسرحية بحدودها الخاصة بها، وما حملته من مواهب إبداعية وصدق وقدرة على رسم صورة الإنسان في محنته، لأن كل درويش ـ مواطن متهم عند أجهزة القمع الحكومية على كل ساحتنا العربية.

هل لنا أن نستخلص من المسرحية وحواشيها بعضَ العبر. أظن أن ذلك ممكناً لحدود ما. من تلك الخلاصات: ينبغي أن لا نسمح للآخر أن يرسم صورتنا، ولكن في الذات القدر علينا أن ننتبه الى مواقع أقدامنا على الأرض. كما إن المسؤولين في الحركات الثورية، ليس كلهم يصلون الى حالة النقاء في قياس النقيضين: التضحية والإنتفاع. ينبغي أن نترك مساحة لتحليل النفسي، لمن في موقع المسؤولية داخل الجماعة المنظمة. فالعلم يقول بصدد الإضطراب النفسي قد يتجلى في أخطر حالاته ومراحله بإنعدام الضمير.

أروي لكم حادثة ذات طبيعة سياسية. تشير الى تعطش إعضاء الجماعة الإجتماعية الى ضرب الأمثلة الطيبة في التضامن. بعد أحداث العنف التي وقعت في اليمن الديمقراطية. أضطر المقيمون العراقيون، والشيوعيون منهم، الى الرحيل صوب سوريا عبر البحر وعلى عجل، وصلوا الى اللاذقية بحالة تثير الرثاء. إستقبلتهم منظمة الحزب في الشام بحرارة رفاقية في الميناء. وقدمت كل المساعدات لهم. ولأنهم منزعجون من بعض أشكال المعاملة من بعض رفاقهم في اليمن. في الحال أظهور إلتصاقاً أكبر بالحزب. بل حتى بعضهم صرح بأن روحاً جديدة خلقها مؤتمر الحزب الذي عقد في فترة غير بعيدة عن فترة وصولهم. قالوا: إن للمؤتمر أنفاس جديدة. هذا القول يعكس روح تطلع عند الرفاق الى الإصلاح وليس المشاكسة. وفي الواقع لم يكن هناك شيء جديد سوى إستجابة قيادة الحزب لمسألة تقديم المساعدات القصوى المتوفر بحدود الإمكانات المتاحة.

أتلمس هنا، كما تلمست المسرحية بعض الحالات السلوكية وردود الأفعال، التي تصيب الأفراد، الجماعات والمجتمع. هنا لا تنصب الإستنتاجات أو التصورات بإتجاه جماعة بعينها، إنما تشمل كل الجماعات، خاصة تلك التي فقدت بوصلتها، وتجاهلت ما سارت عليها قبل التيه. وكما تعامل مصطفى الحلّاج مع درويش عزالدين، الذي رأى فيه حال كل الدراويش وحتى حال المجتمع، فلا ينبغي أن ينصب الإنطباع هنا بصدد بعض الأمثلة على جماعة بعينها. إن حصر الرؤية بهذه الحدود الضيقة، لا يساعد في هضم التجارب والعمل على منع تكرار نظيراتها:

** علاقات الحاكم بالمحكوم في دولنا العربية يندر أن تكون إيجابية. تسودها على الدوام روح الهيمنة والتسلط والفساد من جانب الحاكمين. تتناطح مراكز القوى فيما بينها، ليس على البرامج الأكثر نفعاً وجدية، إنما على المصالح الشخصية البحتة، وليذهب الشعب الى الجحيم. لم يتعظوا من الفشل، بل يعتبرون النجاح يزدهر في عرقلة حياة الناس. لا يندر أن تجد تصريحات تعترف أحياناً بوجد فراغ أمني، ولكن يجدون الحل في التهجير القسري للعوائل في أي منطقة يظهر فيها الإحتجاج أو عدم الرضوخ. يعللون الفساد، اللصوصية، التمييز بين المواطنيين، غياب الخطط التنموية وإنتشار الجهل، بالقول هذه حالات موجودة في كل المجتمعات، بما فيها المجتمعات المتقدمة.

* ينبغي على كل جماعة سياسية، مهنية وفنية وغيرها ألا تعتمد في تقويمها لعضويتها على نظرتها الداخلية فقط. إذ أن للنظرة الخارجية، أي من خارج الجماعة، أهمية قصوى أيضاً. قد يكون العضو حقيقياً كما هو، خارج حدود جماعته، مما لا يستر معايبه أو يظهر سماته الأصيلة، والعكس صحيح، حيث يتابع العدو الجماعات من زوايا عدة. لنأخذ على سبيل المثال التصفيات الجسدية ضد بعض الأعضاء، التي تقدم عليها السلطات أو الجماعات الأخرى. يُلاحظ في كل الأحوال أنهم يختارون للتصفية أفضل العناصر في الجماعة المستهدفة. هذا التقدير يمكن أن يختبره أي شخص حين يحاول إستذكار أو عرض الحوادث، التي مرت عليه أو من أمامه، وتصب في مجرى هذا التصور والحال.

* تُظهر بعضُ القيادات في الجماعات الإجتماعية إرتياحاً واضحاً للأعضاء، الذين لا يملكون هويتهم الإجتماعية، السلوكية والفكرية الخاصة بهم. هذه الحالة تظهر جليلة في فترات التراجع، أو ما يمكن أن نطلق عليه حالة الشعور بالإرهاق من المتابعات الجدية. هذا مرض خطير إذا ضرب أية جماعة. يجد الإنتهازيون في هذه الأجواء ضالتهم. تصبح كلمتهم هي العليا، وتنال من الأبناء الحقيقيين، بل قد تتوفر لديهم الفرص للنيل منهم، وبعض حالة النيل قد تشكل تهديداً لحياة المخلصين، الذين لا يعرفون الطاعة المذلة.

* ينبغي الفصل التام بين الصداقات بطابعها الإنساني والصداقات، التي تظهر في العلاقات البينية بين أعضاء الجماعة. الصداقة من أجمل الظواهر والحالات الإنسانية. لكنها تتحول الى ظاهرة تدميرية، إذا ظهرت لها وشائج من خصوصيات مثيرة للجدل في علاقات الجماعات السياسية أو الفنية أو أي نمط آخر من الجماعات الإجتماعية. إن المحافظة على التكافؤ في الصداقات العامة وداخل الجماعات ضرورية. عكس ذلك تبدأ الريبة تطبع تلك العلاقات غير المتكافئة. إن العلاقات غير المتكافئة تصيب بالضرر كل أطرافها، بما فيهم الجماعة نفسها ككل. إذا كان لا بد من بعض العلاقات، التي تتجاهل تلك الفوارق، فينبغي المحافظة على خصوصيات الحالتين، أي الطرفين وعدم الخلط بينهما.

* الحذر كل الحذر من أعضاء الجماعة، الذين يظهرون حرصاً يفوق الطبيعة الإعتيادية. هذه الحالة يمكن تحديدها بسهولة، وتلمس ملامحها دون عناء كبير. من دوافع تلك الحالات تكون الطبيعة الإنتهازية عند المتطفل، أو إنها تأتي تحت ضغط أغراض ودوافع مرضة، لا ينبغي أن نستثني الخيانة تحت ظرف ما ليلعب هذا الدور التدميري. يدخل في هذا مجال الشخص الذي يتناول أصدقاءه بكل سلبية. يبرر مثل هؤلاء الأشخاص سلوكهم الشائن بإدعاء الحرص على مصالح الجماعة. قد لا تتوفر للجماعة الإجتماعية فرص التحري السايكوإجتماعي للأعضاء على أهميته. لكن ما لا يمكن التساهل بصدده دائماً، هو عدم إكتشاف وجود مؤشرات على حالات الإضطراب النفسي عند بعض الأعضاء. من أخطر حالات الإضطراب النفسي ما يصل الى حد إنعدام الضمير. أعتقد أن مَنْ يملك الحد الأدنى من الوعي النفسي ـ الإجتماعي يمكن أن يلاحظ حالات الإضطراب عن العضو الآخر. ومن المؤشرات ذات الإعتبار في هذا المجال ما يتلاحق عن سمعة العضو، الذي يتميز بالقسوة غالباً، مع مَنْ هم أقل منه مسؤولية، وبالمداهمة في أخرى، مع هم يحسب حسابهم. إن مَنْ يبطش بمن حوله، في أكثر من موقع ومكان وفترات زمنية. إنه يتولد من أحد سببين رئيسيين: الخيانة غير المكتشفة أو الإنحراف النفسي المرضي. مثل هؤلاء نجدهم في آلة السلطات القميعة تستخدمهم كأدوات تعذيب في أقبيتها، كما نجدهم في الجماعات المنظمة. هم ليسوا على إستعداد لإمتهان كرامة وحياة الضحايا، إنما يجدون لذة ونشوة وإرتياحاً نفسياً في تلك المهمات اللاإنسانية.

* يمكن الحكم على أي جماعة أو سلطة بأنها وصلت الى حالة الخراب الروحي والنفسي والثقافي، ذلك حين يسود أجواءها فقدان التضامن وغياب الإحساس بمعاناة الآخر، وهنا تشمل كلمة معاناة كل أنواع المعاناة بما فيها الظروف المعيشة. في بدايات خوض معترك الإنتساب الى أية جماعة، لا يمارس الشخص المنتسب أي عملية تقويم. إلا عندما يصطدم بأول تجربة مرة. تتنوع ردود الفعل ومن أسوأها الإنقلاب على جماعته أو على الذات. على الجماعة الإجتماعية أن ترفع وعي أعضائها منذ البداية. ليشتد عود كل مَنْ يدخل المعترك. لأن الإنتكاس قد تتبعه مخاطر كبيرة. إن الخبرة العملية حاجة ضرورية لكل إنسان. هي لا تأتي دفعة واحدة. إنها عملية تراكمية. يكون التراكم بناءً حين ترافقه التوعية. في البدء يستطيع عضو الجماعة التعرف التدريجي على محيطه القريب. مع الأيام تتراكم عنده المعارف بفعل التوعية الداخلية وضغوط الجماعات المعادية. تتسع دائرة الإهتمام لتشمل الجماعة كلها. يبدأ عضو الجماعة عملية تحسس أجواء وبناء الجماعة ككل. بديهي أن للظروف المحيطة تأثيراتها البالغة في بنية الجماعة. لو نظرنا الى كيان أي جماعة، في ظل ظروف نضالها السلبي، أقصد في فترات تعرضها للبطش. يأتي الى عضويتها أعضاء هم الأشد عزماً وقناعة وإستعداداً للتضحية. أما في الفترات السهلة يأتي من لا يملك تلك الصفات بقدر كاف. ربما يأتي معهم مَنْ لهم أهداف غير واضحة المعالم وهشة لحد ما، وفي هذه الحالات تبرز واضحة في الأحزاب والجماعات الحاكمة، إذ تستقطب المصالح النفعية أعداداً متزايدة من هواة المنافع.

* الحذر كل الحذر من حالات تكلس المشاعر. من مظاهر ذلك التكلس عدم الإهتمام بالحالة الإنسانية لكل عضو. إن قبول المظالم داخل الجماعة لا تشي بالتضاؤل كماً وكيفاً، إنما بإنتفاء دورها الإجتماعي كله أصلاً. لأن ظلم اليوم المحدود يعطي صورة عن الظلم الذي سيقع غداً. إن التغاضي عن الظواهر السلبية هي من علائم مقدمات الموت الحقيقي، إنها سكرات الموت الحتمي، إنها المقدمة التي تشي بالنتيجة المؤلمة.

* الحذر من ظاهرة تقديم وعود الإصلاح للتعمية، أو دون وجود تصميم مسبق لا يتزحزح، بإتجاه ذلك الإصلاح الموعود. إن نقد وإدانة الإخطاء أمر طيب. لكن تكرار دعوات الإصلاح دون تنفيذها بصورة جادة، تعني قتل الأمل بالإصلاح أصلاً. حين يندحر الأمل حتى الوهمي منه، تبدأ عمليات هدم الكيان كله.

* الثقة الثورية والنزعة الأمنية. عندما تكون الحركة الثورية في حالة صعود تسجيل أمجاداً وبطولات تحظى بالإحترام في داخلها وخارجها. ومن جرائها تسود موضوعياً الثقة الثورية في صفوف الجماعة. عندما يقع المناضل بيد أجهزة الأمن القمعية. يكون المناضل منفرداً بين أربعة جدران يواجه التعذيب البربري. لكنه يتبادل الثقة بينه وبين جماعته دون وسيط. ما هو سر الصمود حتى الموت، إبتداءً منذ إعتقال الرفيق فهد الى يومنا هذا. يقوم الصمود على ركيزتين إثنتين: أولاهما الثقة بالبرنامج العام، الذي يسترشد به للنضال الوطني عامة، وثانيتهما الثقة والإعتزاز بالكرامة الشخصية البحتة. عندما يخرج المناضل من السجن تكون جائزته الجميلة والمنعشة الإحترام والتعاطف، الذي يمنحه الناس لذلك المناضل وكذلك الجماعة. هنا يغتسل المناضل من كل الآلام التي تعرض لها. إن ثقة وإحترام جماعته والناس يمنحانه كل ما يضمد جراحه ويزيل كل أتعابه ومعاناته. أما النزعة الأمنية فهي تسود عند الجماعة في حالتين: أولهما حين تتحول الجماعة الى قوة حاكمة، وثانيهما في حالة تنمر النزعة الأمنية وضعف الثقة بالذات والجماعة عند مراكز القرارات. تحرم النزعة الأمنية الجماعة المنظمة من روح الثقة والتماسك والتضامن. هذا ما يشي به تحليل التجارب الحاصلة في ميدان النزعة الأمنية. ترتد النتائج السيئة على الهيئات أو الجهات، التي يتبع الأساليب الأمنية، ويكون الإرتداد تدميراً. إذ تنشط التدابير الأمنية بين أعضاء الجماعة ضد بعضهم البعض. لا تصل تلك الإجراءات الى مواقع الأعداء لإلحاق الهزيمة بهم، أو أقلة لحماية جدار الجماعة. تكون الحماية الحقيقية بإختراق العدو لمعرفة ما يخطط ضد الجماعة، وأين نقاد الضعف داخلها. النزعة الأمنية هي نقيض النزعة الثورية حتى في داخل الجماعات الكبيرة، التي تمتلك مصادر قوة هائلة، مثل الحزب الشيوعي في الإتحاد السوفياتي. فقد تزعم الإصلاح والتجديد جهاز المخابرات (كي جي بي) (وهو اختصار لـ " لجنة أمن الدولة ") ومسؤوله الأول بين العامين 1967 – 1982 يوري أندروبوف، الذي أصبح الأمين العام للحزب الشيوعي في الاتحاد السوفييتي، منذ عام 1982 حتى وفاته عام 1984 خلفاً لبريجينيف. أعقبه في المسؤولية تلميذ الإنتهازية والتواطؤ ميخائيل غورباتشوف ليكتب خاتمة لذلك لفصل البائس من الإصلاح القائم على النزعة الأمنية، التي تفتح في الواقع أبواب المخاطر الجدية، وليس أبواب بداية للإصلاح.

* في فترات التراجع تضعف اليقظة الفردية والعامة. يسود الإرتباك عمليات قراءة الأزمات وأعراضها. تصبح سياسة المهادنة في وضع فيضان جارف. يسود التعسف وعمليات الإستنتاج القسري بعد كل عملية تشابك. تفقد الحجة المتينة قيمتها. تتقطع الجذور الراسخة. تتسيد الأهداف غير واضحة. وفي نهاية المطاف يبقى كل يبكي على ليلاه. تخبرنا التجارب السابقة المثمرة بصدد الخطوة الأولى لإعادة التوازن. أن يطرح أمام كل شخص أو حزب أو جمعية مسؤولية إعتماد معايير مدققة في كل الحالات. أول إختبار بصدد نوعية الذهنية للأفراد. تقارب طروحات الفرد في المنعطفات المتشابهة. مثلاً في حالة وجود غزو خارجي وإتخذ موقفاً معادياً للغزو، ينبغي عليه في الأقل ألا يحترم حالة أي غزو آخر، إذا كان صادقاً، عليه أن يدين كل أنواع الغزو، ولا يتعثر أو يتذرع بالفوارق الجزئية أو بالأغطية. مَنْ يحترم حقوق الإنسان عليه أن يقف ضد كل إنتهاك لكرامة الإنسان، حتى لو كان هو نفسه يقف خلف إنتهاك ما. وهكذا الأمر فيما يتعلق بإنتهاك الحقوق الفردية والعامة وإمتصاص الإمتيازات والمنافع والمال العام بلا رحمة أو ضمير. وكذلك ألا يستطيب التسلط والإستباحة وغيرهما من الجرائم الأخرى، التي لا حصر لها. مَنْ يذيب الحدود بين المواقف المتضادة، حيث يرتكب كل المربقات والجرائم، ويدعي في الوقت ذاته، بأنه إنساني وثوري. هو في الواقع أخطر على الوعي الإجتماعي من صناع المواقف الزائفة والمدانة نفسها.

* تجديد البناء الداخلي عملية موضوعية ولازمة، حتى في الظواهر الطبيعية. لكن على نطاق الجماعات تتطلب تمهيدات فكرية وتربوية في قمة الهرم وقاعدته. لكي يكون التجديد يتصف بالإنسانية الحقة والإنسيابية العادلة، ولا يخلق هزات مقلقة لكيان الجماعة وقيمها النوعية. يرى بعض علماء الإجتماع والنفس والتربية بأن صراع الأجيال هو إختلاف في الرؤى بين جيلين: الآباء والأبناء، كبار السن والشباب ... الخ. يقع الإختلاف في أسلوب الحياة والنظرة إليها. ربما مصدر الإختلاف يأتي من تراكم ونوع الخبرات المتراكمة والمكتسبة. في العلوم الإجتماعية البرجوازية يحاولون تحويل هذه المسألة الى صراع أساسي، بهدف التغطية على الصراعات الإجتماعية الأساسية، التي تتعلق بالموقع من الإنتاح، نوع الملكية، تكافؤ الفرص والموقف من الإستغلال وما الى ذلك. بديهي بل ضروري أن تتواصل وتتعمق البحوث الملموسة في هذا المجال، بما يخدم تطور المجتمع ومتطلبات المراحل التاريخية المختلفة. حين وضع كارل مانهايم نظرية الأجيال أو (علم إجتماع الأجيال) إبتداءً من مقالته الموسومة بـ "مشكلة الأجيال" التي كتبها عام 1923 تواصلت جهود زملائه لتضيق المساحة التي سعى إليها. وللأسف ما ينبغي أن يكون جهداً أكثر عمقاً وتفصيلاً من جانب المدرسة الإشتراكية، حيث لم يبذل الجهد بما فيه الكفاية الضرورية، خاصة حين وقع الوهم بأن المادية التاريخية هي جواب للكبائر والصغائر من شؤون المجتمعات. ينبغي أن تأخذ الجماعات الإجتماعية هذا الأمر من زوية أخرى. تقوم على أساس معرفة قدر وأهمية الخبرات المتراكمة عند أفرادها. ولا تحول شؤونها الهامة، الى مجرد عملية خضوع للدعاية السيارة والموضة الرائجة في لحظة أو موسوم ما. على الجماعة بذل الجهود الجادة لمنع وقوعها فيما يعرف بإنقطاع الخبرة. يرافق ذلك جهود بناءة وواسعة لا تتجاهل أي تفصيل مهما كانت أهميته محدودة.

* خلال المسيرة التاريخية لأية جماعة إجتماعية، تتراكم في ذاكرة أعضائها، وفي محيطها العام، مواقف وصور ومساهمات جادة وحالات مشرقة عن أعضائها البارزين. تتحول هذه الصورة الى قوة جذب، إذا تمت إدارة تلك الحالات بذبذبة واحدة، جميلة، ذكية وصادقة. ولكن تحصل أشد المخاطر، حين يجري تهشيم تلك اللوحة التاريخية المشرقة، تحت وقع وضغط منافسات غير مجدية وضيقة الأفق والأهداف للغاية. لا ينبغي الإلغاء الشامل لأمجاد من يصبح ضد تيار الجماعات المتنفذة في الجماعة، حتى في حالة الصراعات الفكرية العميقة والعنيفة وذات الأهداف التطويرية الحقيقية. لا يحطم الصراع الفكري البناء اللوحة المرسومة عن الجماعة، بل يزيل ما علق بها من أتربة وبعض عوامل الزمن ويزيدها إشراقاً.



#عبدالحميد_برتو (هاشتاغ)       Abdul_Hamid_Barto#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدراويش يبحثون عن الحقيقة 4
- الدراويش يبحثون عن الحقيقة 3
- الدراويش يبحثون عن الحقيقة 2
- الدراويش يبحثون عن الحقيقة 1
- مؤشرات من بوصلة الشعب
- حين تأفل المناسبات
- روح الصنف
- محو العراق (7) الأخيرة
- محو العراق (6)
- محو العراق (5)
- محو العراق (4)
- محو العراق (3)
- محو العراق (2)
- محو العراق (1)
- مرحلة العجب العجاب
- وداعاً أبا سامر - كاظم حبيب
- هوامش عابرة على سياسةِ اليوم
- أَعَرَبٌ أَنتم؟!
- المجد للأول من آيار
- البصرة وصورة الأمس


المزيد.....




- -لا لإقامة المزيد من القواعد العسكرية-: نشطاء يساريون يتظاهر ...
- زعيم اليساريين في الاتحاد الأوروبي يدعو للتفاوض لإنهاء الحرب ...
- زعيم يساري أوروبي: حان وقت التفاوض لإنهاء حرب أوكرانيا
- إصلاحُ الوزير ميراوي البيداغوجيّ تعميقٌ لأزمة الجامعة المغرب ...
- الإصلاح البيداغوجي الجامعي: نظرة تعريفية وتشخيصية للهندسة ال ...
- موسكو تطالب برلين بالاعتراف رسميا بحصار لينينغراد باعتباره ف ...
- تكية -خاصكي سلطان-.. ملاذ الفقراء والوافدين للاقصى منذ قرون ...
- المشهد الثقافي الفلسطيني في أراضي الـ 48.. (1948ـــ 1966)
- ناليدي باندور.. وريثة مانديلا وذراعه لرفع الظلم عن غزة
- ناليدي باندور.. وريثة مانديلا وذراعه لرفع الظلم عن غزة


المزيد.....

- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى وقواعد العمل السرى فى ظل الدولة ال ... / سعيد العليمى
- نِقَاش وَثِيقة اليَسار الإلِكْتْرُونِي / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - عبدالحميد برتو - الدراويش يبحثون عن الحقيقة 5 ـ الأخيرة