أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - عبدالحميد برتو - الدراويش يبحثون عن الحقيقة 2















المزيد.....

الدراويش يبحثون عن الحقيقة 2


عبدالحميد برتو
باحث

(Abdul Hamid Barto)


الحوار المتمدن-العدد: 7174 - 2022 / 2 / 26 - 16:55
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


لمحة من سيرة مصطفى الحلّاج

يساعد التعرف على سيرة أي كاتب في فهم جوهر وروح نصه. تُبنى على هذا التصور إمكانية القول: إن أي عمل إبداعي لا ينطلق من فراغ. كما لا يحلق في فراغ أيضاً. ولن يكون النص في كل الأحوال، بمعزل عن كاتبه، من حيث المضامين والأسس والأشكال، سواءً أخذت تلك الحالة صفة التأثير المباشر أو غير المباشر. يحمل أي نص أو حدث مسرحي شبكة واسعة من العلاقات الإجتماعية، الحالات النفسية، ردود الأفعال وكذلك المصالح، المشتركة منها والمتنافرة وغيرها الكثير. تملك الحالة الذاتية والعامة للكاتب صلات تأثير قوية وأساسية في تحديد معالم وأهداف الغرض المنشود، من عملية الخلق نفسها. هنا يصعب قياس المسافة الفاصلة بين الكاتب وثمار جهده.

نعم، يمكن عزل القيمة الفنية للعمل الإبداعي، عند النقد، عن مبدعه في بعض الحالات، وربما في أغلبها. خاصة على مستوى معايير الحرفة الفنية والنقدية. لكن هذا العزل، حين يكون واجباً، يشترط عدم التجاهل القسري المطلق للسيرة الذاتية لمنتجه. إذ تغيب في هذه الحالة عملياً القدرة على الإقتراب، من خوالج وعواطف ومعتقدات المؤلف، التي هي جزء أصيل من عملية الخلق نفسها.

من هذا المنطلق، بات التعرف على الرحلة الحياتية للمؤلف مصطفى الحلّاج ضرورياً، لفهم مسرحيته "الدراويش يبحثون عن الحقيقة" تحديداً. كذلك الحال لميادينه الفنية الأخرى المتعددة. تكتسب سيرة الحلّاج الذاتية أهمية خاصة، لأنها ترسم صورة دقيقة، معبرة وصادقة، عن الأجواء والأماكن العامة المحيطة بالفنان: منافيه، نضاله وأحزانه. إنها تبلور وتجلي الصدق الإبداعي في زواياه المختلفة. وبالمعنى الضيق للكلمة، تساعد كل تلك العناصر إمكانية قراءة الحالة، التي نحن في صددها بوضوح تام.

إن الحلّاج كاتب، فنان تشكيلي ونحات فلسطيني. من مواليد عام 1938 بقرية سَلَمة التابعة لمدينة يافا. مارس فن الغرافيك مبكراً. لم يتوقف عنده فقط، بل حلّق في عوالم: الرسم، الرسم بالزيت والأواريل، التصوير، الطباعة الفنية، السيراميك، الملصقات، النحت، الخزف والحفر في الخشب. بات وصف (فنان شامل) غير غريب عليه، بل مستحق.

عاش الكاتب والفنان كل فصول المأساة الفلسطينية: تهجير، طرد قسري، ترحال من غربة الى أخرى، لحظات وفترات عسر، قهر، ظلم واغتراب. وقع المآسي على الفنان يكون عادة غائر العمق. هل هناك قسوة تدميرية أثقل، من سلب البيت ثم المدينة وتكاملت المأساة بسلب الوطن كله. إنتقل مع عائلته في أولى خطواتها الحزينة والمؤلمة عام 1948 إلى مدينة اللّد. ولنا أن نتخيل نوع القهر الذي يطبع الجو العام المحيط بطفل موهوب ومرهف وإنعكاس ذلك الحال عليه، وهو يتلمس الخطوات الأولى لحسه الفني الإبداعي، المعرفي والوطني أيضاً.

نال الفتى مصطفى الحلّاج نصيبه من القسوة والمعاناة في سن مبكرة، بل رافقته المآسي حتى آخر لحظة في حياته الغنية بالمحن، الإبداع وصفاء النظر المرهف. حفرت تلك الهموم والمواهب أيضاً أخاديد في تكوينه وضميره وتطلعاته. إرتحلت عائلته إلى مصر من جراء النكبة الفلسطينية 1948 للبحث عن موقع آمن وملاذ إجباري. واصل المهاجر أو اللاجئ دراسته في مصر. إجتاز الفنان الشاب مراحل ما قبل الدراسة الجامعية، ليلتحق بعدها بكلية الفنون الجميلة ـ قسم النحت في القاهرة. تخرّج منها عام 1963. وأخيراً التحق بقسم الدراسات العليا. دامت إقامته في مصر زهاء 25 عاماً. ثم تنقل بعدها في العديد من المدن العربية. إختار أن تكون الخاتمة بدمشق، التي استقرَّ فيها منذ عام 1983، حتى وفاته المأساوية عام 2002.

بدأ نشاطه الواسع كفنان تشكيلي منذ عام 1959، من خلال إقامة المعارض الشخصية والمشتركة. شارك بالعديد من المعارض في البلدان العربية والأجنبية في كل من: القاهرة، دمشق، بغداد، البصرة، الرباط، الجزائر، تونس، عمان، الشارقة، امستردام وموسكو وغيرها. مازالت أعماله معروضة في متاحف: القاهرة، الإسكندرية، دمشق، بغداد وعمّان. وفي بلدان أوروبية وفي الشرق الأقصى والولايات المتحدة.

على الرغم من أنه نال أرفع الألقاب، منها: شيخ الفنانين العرب. إلاّ أنه كأي مناضل صميمي محب لشعبه وأمته، لابد أن ينال منه الصمت أكثر من نيل الحقوق والدراسات المنهجية. لم ينل الحلّاح حقه من الدراسات في فنه بمختلف صنوفه، خاصة مساهماته في كتابة المسرحيات ذات المضامين الإنسانية الراقية. ربما تظل لوحته "ارتجالات الحياة"، التي يبلغ طولها 114 متراً وعرضها 36 سمنتمتراً تحكي عن نفسها. يندر أن يتناول أحد سيرة الحلّاج، دون الإشارة الى أنه منتج أطول لوحة جدارية في العالم. حاول من خلالها تجسيد نضال شعبه ورحلته المليئة بالتهجير، اللجوء، العدوان والتضحيات الجسام. توصف اللوحة بأنها ملخص لخبراته الفنية وعنوان للثورة والنضال والفن والأصالة.

لكن للأسف لم يستطع عرضها، حيث خطفته يد المنون وكذلك قدره العاثر. شكلت وفاته مشهداً تراجيدياً مروعاً. توفى وهو يحاول إنقاذ لوحاته أو إنقاذ الممكن من أعماله، أثناء نشوب حريق في صالة ناجي العلي للفنون التشكيلية، الواقعة في ساحة الميسات بدمشق، التي كانت مقر عمله، حيث تولى مهمة إدارتها. كُتبت نهايتُهُ المفجهة في تلك الصالة. بعد إصابته بحروق مميتة. ظن البعض أن الحريق كان مدبراً لأسباب سياسية. وقال آخرون أن الحريق نشب من جراء عطل كهربائي. ظل الحادث المؤسف عائماً بين إحتمالين الى يومنا هذا.

احترقت في حادثة الصالة المروعة ثلاثة أمتار من جداريته. هذا الحدث بذاته يُشكل فجيعة ملحمية مركبة. لم تكن هذه المأساة فجيعته الأولى على صعيد الأضرار، التي لحقت بأعماله الفنية. فقد سبقتها مأساة أخرى. ذلك أثناء نقله للوحاته عام 1982 من بيروت إلى دمشق. تعرض الباص الذي ينقله وأعماله الفنية لقصف الإسرائيلي، أحترق من جراء ذلك القصف 250 عملاً من أعماله الفنية.

المهم أن الفنان الكبير تحدى المخاطر، في محاولة منه لإخراج أعماله الفنية. فدفع حياته ثمناً لإنقاذ فنه. فهو ليس إقتحامي النزعة في فنه فقط. إنما في سلوكه أيضاً، حيث أصر على الدخول لإخراج ما تبقى من لوحاته ولوحات أخرى في صالة ناجي العلي. باغته إنهار المبنى ولهب النيران، فتوفي يوم 25/12/2002 عن عمر ناهز 64 عاماً. ليوارى الثرى في مقبرة الشهداء بمخيم اليرموك الفلسطيني، على أطراف العاصمة السورية ـ دمشق. بهذا الشكل الموجع والمأساوي رحل الحلّاج. هنا تطابق الإبداع مع السلوك السياسي والفكري الشخصي، في إجتراح البطولة أو التحدي، هنا تطابق القول مع الفن والفعل. حمل هموم وطنه عنواناً وهويةً في تجربته التشكيلية والكتابية، بل بكامل عطائه الإبداعي المتنوع.

على صعيد فنه التشكيلي، تنقّل الحلاج في معظم أعماله لونياً، بين الأسود والأبيض والرمادي، محاولاً طمس معالم الواقع المادي، أو لنقل خلق عالمه الخاص. تتقلّد شخصياتُ الحلّاج في أغلب لوحاته ومسرحياته صفات عائمة. هي في الواقع خليط متنافر، ولكنه منسجم في إيقاعه النهائي. يحمل بعض رموز السريالية البسيطة، الواقعية، التجربية والرمزية أيضاً. حملت كتاباته ولوحاته بين صورها وخطوطها مشاعر متصوفة ومتمردة على الواقع المصطنع. حمل فلسطين على أكتافه، وفي حنايا لوحاته وحروفه. عبر بوعي، مهارة وأصالة عن الهموم الوطنية، السياسية منها والإجتماعية. جسد في أعماله جمال وصدق قصص الكفاح والثورة ودور القيم والمثل العليا فيهما.

لا تُفارق أعماله حالة التعبير عن الذات الفلسطينيّة الصابرة والمكابرة، وكيف تُعَض الشفاه صبراً، سواء على الجبهة الثقافية أو جبهة الممارسة النضالية. تشهد على ذلك لوحته "معركة الكرامة" التي رسمها الحلاج بعد المعركة بعام، أي في 1969. معركة الكرامة ليس واحدة من أهم رموز الكفاح الفلسطيني فقط، بل إنها أعطت زخماً وإنتعاشاً وأملاً لكل حركة التحرر الوطني العربية. إتخذ الحلّاج من الحصان في تلك اللوحة رمزاً لاستمرار القتال والثورة، مستثمراً حقيقة أن للحصان رمزية خاصة في الملاحم والمعارك العربية على مر التاريخ. وهنا يعكس مقدرة عالية على إستخدام الرموز الشعبية فنياً.

يكتب الحلّاج بصدق حين تتولد لديه القناعة بالكتابة. فقبل أن يقدم على كتابة مسرحية (الدراويش يبحثون عن الحقيقة) قاطع الكتابة أكثر من عشرة أعوام. فطغت عليه نتيجة لذلك صفة الفنان التشكيلي، بالمقارنة مع صفاته ونتاجاته الفنية والإبداعية الأخرى. وكأي فنان متعدد المواهب، لا بد أن تبتلع أو تطغى إحدى المهارات أو المواهب على الأخريات، على الأقل في ذاكرة ووعي الآخرين. ومع هذا كان الحلّاج مساهماً بارزاً في المسرح السوري الحديث أبان عهد ازدهاره، الذي تمثل بأعمال الفنان المسرحي السوري سعد الله ونوس، مثل: "لعبة الدبابيس"، "جثة على الرصيف"، "الملك هو الملك‏" وغيرها. تتسم أعمال ونوس بالتجريد الواسع وإغراق المشهد والنص بالإستخدامات الرمزية والإقتداء، ربما المبالغ فيه، بالأشكال المسرحية الغربية.‏ كما إعتمد سرديات تقترب من السرديات ذات الطبيعة الروائية.

أما الحلاج فقد إتبع أساليب ومضامين مختلفة في الكتابة المسرحية. كتب عن نضال الشعوب العربية. يصف في أعماله فظائع تعذيب المستعمرين لضحاياهم في معظم البلاد العربية، وكذلك جرائم الحكام الطغاة. أشار الى صمود الكثير من الضحايا في وجه الطغيان المزدوج. دشن حياته الإبداعية عام 1956 بمسرحية (القتل والندم)، التي تناول فيها نضال الشعب التونسي، ضد الإستعمار الفرنسي وطغيانه التعسفي. كتب عام 1959 مسرحيته الثانية (الغضب) يصور فيها ملامح نضال وكفاح الشعب الجزائري. ومن ثم توقف الحلّاج عن ممارسة الكتابة أعواماً مديدة كما أسلفت. ليكتب بعدها واحدة من أهم أعماله المسرحية: (الدراويش يبحثون عن الحقيقة).

أبدع الحلّاج في مسرحيته الرائعة "الدراويش يبحثون عن الحقيقة"، عندما وضع يده على الجرح، بل الجراح. أعني ظاهرة التعذيب في دولنا العربية. جاء في تقديم الروائي حّنا مينا للمسرحية، بأنها لا تعبر عن العام الذي ولدت المسرحية فيه. بل هي خارج إطار الزمان والمكان. أمسك مينا بجوهرها، الذي يتمحور حول عجز الإنسان الحر أمام قوى وأساليب الظلم والطغيان والإستبداد، ومن أشدها قهراً، المراوحة بين أن يصمد الإنسان الضحية أو ينهار.‏

إحتل الحلّاج بجدارة موقعه البارز بين الكتاب المسرحيين العرب، على الرغم من الضعف العام في عمليات إنصافه. خاصة من قبل الاعلام. فلا غرابة في ذلك، فمن المعلوم مَنْ هي القوى والجهات التي تسيطر على الإعلام، الرسمي منه والأهلي لحدود بعيدة أيضاً. جاءت كتاباته، كما رسوماته، تعبيراً عن إدانة الظلم، الذي يلحق بالإنسان، جراء القهر السياسي والإجتماعي، التعذيب، التهميش، التهجير، الإحتلال، عدم الإستقرار، الإبعاد عن الوطن، الغربة ووجع الذاكرة والذكريات. عانى الحلّاج من كل أو معظم تلك الحالات طوال مسيرة حياته.

ومن أجل إستكمال الصورة عن هذا المبدع والفنان الكبير، أرى أن مسألة نظرته هو لنفسه تتبوأ أهمية خاصة. تساعد الناقد أو الباحث على الإقتراب من نبضه في لحظة صفاء. ربما يمكن القول، من خلال الجرد الذي أجريته، إن أغني ما قاله الحلاج عن نفسه، قد جاء في حوار أجراه معه الشاعر والكاتب السوري هوشنك أوسي، لمجلة سور غول للبحث والتحليل والتوثيق. تمت المقابلة قبل إسبوعين من وفاة الحلّاج. نشرت المقابلة بالمجلة - العدد 33 ـ 2003.

أعرض أهم ما قاله في تلك المقابلة بإيجاز مكثف شديد: ـ كانت البداية في فلسطين لعباً بالطين ثم الألوان. أنا لم أتأثر بشخصيات أو مدارس لأن خلفيتي حضارات وطرز وليست تقانات. كنت أدرّب يدي على ملاحقة عيني، حتى أصبحتُ أرى بيدي، ثم أدرّب يدي على التخيّل، ومتابعة خيالي.

وبصدد العلاقة بين الفن والنقد يقول: يغني الناقدُ الفنانَ، والفنان يفتح دائرة جديدة للناقد. يوجد الإبداع أولاً، ثم يوّلد النقد. وعندما يكون النقد واعياً وقوياً وممتلكاً لأدواته، يخلق عملية تواصلية فنية. يعني الناقد يغني الفنان، والفنان يفتح دائرة جديدة للناقد. الفنان كالنبات البري، بعد نضوجه ينبغي أن ترعاه مؤسسات ثقافية وتحميه من الإنخراط في المؤثرات الخارجية البعيدة عن ذاته.

تقطف المؤسسات السياسية دائماً النتيجة فقط، ولا تفرّخ فناناً يوازيها ولا يتمثلها. فشتان ما بين ناظم الشعر وكاتبه، فنظم الشعر مهارة وكتابته إحساس وروح وفكر مكثف. أنا لست إبن المتحف ولا إبن الآثار، أنا إبن بقايا هذه الحضارات في الإنسان الحي. لأنه عبارة عن نواة يتمثل فيها شعبه. فإذا ارتدّ الفنان إلى نفسه، يكون قد عبر عن ذاته وبالتالي عبر عن شعبه، وابتعد عن اللحاق عن المهارات السطحية ذات الرنين التجاري والإعلامي.

يقول عن ناجي العلي شخصية إحتدامية حادة، لم ينسى يوماً طفولته في المخيمّ. بغياب ناجي العلي، لم يستطع أحد ملء الفراغ الذي تركه، لأنه لا يوجد أحد بحجم قامته. عندما طرد من الكويت سافر إلى لندن واغتيل هناك، وقتها كنت أسس صالة فنية في دمشق، فاطلقت اسمه عليها، تكريماً له. وأول معرض فيها كان من أعماله. بغياب ناجي العلي، لم يستطع أحد ملء الفراغ الذي تركه، لأنه لا يوجد أحد بحجم قامته.

يقول عن الوطن: ولدت في فلسطين، فعظامي ولحمي كوّن من ذلك التراب وتلك الحواديت والأساطير، في الحياة اليومية بين السهول والجبال والبيارات، ومن ذلك الليل وما يدور فيه من أحلام وهواجس، كل هذا كوّن فلسطين التي كوّنتني. ثم تأتي مرحلة الطرد من الديار والبيئة الأولى والدوران من فلسطين الى الاردن، فسورية فلبنان فمصر.

ليس هناك انسان دون تأثر بالمحيط، نحن في عصر أصبحت فيه الحضارة في متناول مَنْ يبحث عنها. التأثر أدركتهُ منذ البداية، وكي لا يقع المرء تحت تأثير تجربة نضجت قبله، أول ما توجهت، توجهت نحو الطبيعة الأم، فهناك فرق بين من يقلد الإنسان بأستخلاص عمله الفني وبين من ينحت تجربته في الطبيعة. أنا لم أتأثر بشخصيات أو مدارس لأن خلفيتي حضارات وطرز وليست تقانات.

أنا لا أخلق في لوحاتي الأساطير، بل أخلق جو أسطوري حول الشخوص والمفردات التشكيلية، هالة من الأسطورية حولها. هالة من الأسطورة تغلّف الوحدات المتجانسة المتناثرة، المتناقضة، المتشابهة، كل ذلك يغلفه جو اسطوري ولا تحكي أسطورة مبتكرة.

شكّل الفنان، المؤلف، والمفكر مصطفى الحلّاج ظاهرة ساطعة في مسيرة الإبداع الفلسطيني والعربي عامة. إحتل في الحركة الفنية التشكيلية والأدبية الفلسطينية ثقلاً نوعياً بارزاً. لم يفصل يوماً، بين السلوك الثقافي أو الإبداعي وبين قضيته الأساسية التي يرى العالم من خلالها. رسم الحلاج حكايات مؤثرة لتراجيديا الذات، الشعب والأمة.

يتبع: الدراويش يبحثون عن الحقيقة 3



#عبدالحميد_برتو (هاشتاغ)       Abdul_Hamid_Barto#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدراويش يبحثون عن الحقيقة 1
- مؤشرات من بوصلة الشعب
- حين تأفل المناسبات
- روح الصنف
- محو العراق (7) الأخيرة
- محو العراق (6)
- محو العراق (5)
- محو العراق (4)
- محو العراق (3)
- محو العراق (2)
- محو العراق (1)
- مرحلة العجب العجاب
- وداعاً أبا سامر - كاظم حبيب
- هوامش عابرة على سياسةِ اليوم
- أَعَرَبٌ أَنتم؟!
- المجد للأول من آيار
- البصرة وصورة الأمس
- أَحم، عندنا إنتخابات 7 من 7 (3)
- أَحم، عندنا إنتخابات 7 من 7 (2)
- أَحم، عندنا إنتخابات 7 من 7 (1)


المزيد.....




- إصلاحُ الوزير ميراوي البيداغوجيّ تعميقٌ لأزمة الجامعة المغرب ...
- الإصلاح البيداغوجي الجامعي: نظرة تعريفية وتشخيصية للهندسة ال ...
- موسكو تطالب برلين بالاعتراف رسميا بحصار لينينغراد باعتباره ف ...
- تكية -خاصكي سلطان-.. ملاذ الفقراء والوافدين للاقصى منذ قرون ...
- المشهد الثقافي الفلسطيني في أراضي الـ 48.. (1948ـــ 1966)
- ناليدي باندور.. وريثة مانديلا وذراعه لرفع الظلم عن غزة
- ناليدي باندور.. وريثة مانديلا وذراعه لرفع الظلم عن غزة
- الجيش الإسرائيلي يعلن تنفيذ عملية بمجمع الشفاء الطبي في غزة ...
- الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع تدعو إلى تخليد ...
- النهج الديمقراطي العمالي بوجدة يعبر عن رفضه المطلق للأحكام ا ...


المزيد.....

- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى وقواعد العمل السرى فى ظل الدولة ال ... / سعيد العليمى
- نِقَاش وَثِيقة اليَسار الإلِكْتْرُونِي / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - عبدالحميد برتو - الدراويش يبحثون عن الحقيقة 2