أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - باقر الفضلي - القضاء: هل كان صدام دكتاتوراّ..؟














المزيد.....

القضاء: هل كان صدام دكتاتوراّ..؟


باقر الفضلي

الحوار المتمدن-العدد: 1674 - 2006 / 9 / 15 - 08:16
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


حكمة القاضي وتداخل صدام حسين في الجلسة السابعة للمحكمة الجنائية العليا صباح يوم 14/9/2006 والخاصة بقضية (الأنفال)، قد فجرت عاصفة من الإستغراب والإستنكار لدى اوساط واسعة من السكان، وخلقت حالة من البلبلة والإندهاش في الوسط الصحفي والإعلامي وعلى نطاق واسع..!؟

وصف القاضي لصدام حسين بكونه ليس دكتاتوراّ " أنت مو دكتاتور ولم تكن دكتاتور..!!؟" في إجابته له بأن "الآخرين ينعتونه بالدكتاتور"، هي التي تقف وراء العاصفة الإحتجاجية، التي دفعت بقاضي التحقيق السيد (رائد جوحي)، الى عقد مؤتمر صحفي للإجابة على أسئلة وإستيضاحات مراسلي الصحف ووكالات الإعلام والقنواة الفضائية..!

فهل كان قاضي المحكمة بإجابته المذكورة منحازاّ الى جانب المتهم..؟ أم إن ما قيل كان مجرد كلام ملقى على عواهنه، أو كما تفضل السيد القاضي رائد جوحي، أن وصف الأمر وببساطة؛ بأن "القاضي هو أيضاّ بشر." تمثلاّ بقول السيد المسيح (ع)، "من منكم لم يرتب خطأّ فليرمها بحجارة."!؟ أو قول قس سلامة: "إني بشر مثلكم...!"

لست هنا في معرض مناقشة أحكام الإنحياز من قبل الحكام، فالأمر ليس بهذه البساطة وكأنه مجرد تعليق على مفردة قيلت من قبل قاض للمحكمة، بقدر ما يتطلب ذلك إثبات الإنحياز بحكم قضائي من المحكمة، بعد الطعن الذي يقدم من قبل أحد أطراف الدعوى وطلب التنحي..!

إن ما يمثله صدام حسين بالنسبة لقاضي المحكمة، هو عبارة عن شخص ماثل أمام المحكمة بسبب إتهامه بإرتكاب فعل يجرم عليه القانون، وبالتالي فهو ليس إلا (متهم ) ولا يهم بعد ذلك ما كان يلصق به من نعوت أو ما يحوزه من ألقاب وصفات قبل ذلك، وكذلك الأمر بالنسبة لجميع المتهمين..!؟ وهذا من البديهيات التي يفترض أن يعلمها وكلاء المتهم نفسه، والذين إعتادوا وربما تملقاّ، أو لأسباب أخرى وفي جميع الأحوال على ترديد إسم المتهم ملصقاّ بالقابه..!

وبالتالي فإن وصف المتهم صدام حسين بكونه دكتاتوراّ من عدمه ، لا يغير من حقيقة الأمر شيئا من الناحية القانونيةّ، من كونه مجرد متهم ماثل في قفص الإتهام..! كما وإن تعليق القاضي على هامش كلام المتهم لا يؤثر في مجريات سير الدعوى، ولا يوحي بأن القاضي يقصد من وراء قوله ما يصب في مصلحة المتهم، رغم إستحسان المتهم لذلك، وشعوره بالإرتياح..! إذ ليس من المنطق الحكم على النوايا، وإستخلاص النتائج من الغيب..!؟

القاضي نفسه يعلم؛ بأن أمامه طريقاّ طويلاّ من النظر في الوثائق والأدلة الكثيرة المتعلقة بالدعوى المنظورة أمامه، وبالتالي فأنه ليس من المصلحة أن يضع نفسه في موقف الشبهة أو الإنحياز لأي طرف من أطراف الدعوى، ولذلك فإنه ومن نافل القول، أن لا يشارك القاضي، المتهم في وصفه لنفسه وعلى حد قوله(المتهم) نقلا عن الآخرين بأنهم ينعتونه بالدكتاتور، وبالتالي يقع في فخ المتهم، الذي مؤداه الطعن بالإنحياز..!

ونفي القاضي لهذه الصفة عن المتهم، إنما يعبر عن موقف قانوني يؤكد حيادية القاضي طالما كان الشخص الماثل أمامه مجرد (متهم) لا غير...! وطبقاّ للمبدأ القضائي المعروف ، فإن (القاضي لا يحكم بعلمه)، ومن هنا دفع القاضي أي إلتباس أو شبهة بالإنحياز، بنفيه معرفته للمتهم بأنه دكتاتور..! حتى وإن كان يعلم يقيناّ بحقيقة ذلك..!

أما على الصعيد العام، فقد إستقبل قول القاضي بعاصفة من الرفض وعدم الرضا من قبل الرأي العام، ولهذا ما يبرره من الأسباب، فليس وحده الشعب الكردي من ينعت صدام حسين بالدكتاتور وعلي حسن المجيد بالكيمياوي، بل أن جميع العراقيين على إختلاف مكوناتهم، والرأي العام العربي والعالمي، لايعرفون هذين الأسمين إلا بهذين النعتين، حيث أصبحتا صفتين لصيقتين بشخصيهما، ولايمكن الإستدلال عليهما إلا بذكرهما بالترادف..!

أما القضاء وحكم القانون فله منطقه الخاص. والقاضي وحده هو الذي يتحمل مسؤولية إدارة جلسات الدعوى، وإن إختلف القضاة في طرقهم في الأداء ، فإنهم لايختلفون في الجوهر، وهو تمسكهم بمباديء وأصول قانون المرافعات وأحكام القوانين الأخرى. والقضاء العراقي مشهود له في ذلك، ويمتلك من السمعة الجيدة ما يشهد له بها الجميع..!



#باقر_الفضلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إشكالية (الحرب ضد الإرهاب) وحقوق الإنسان(*)..!2-2
- إشكالية -الحرب ضد الإرهاب- وحقوق الإنسان..! 1-2
- العراق: إشكالية الفدرالية والتوازن الإجتماعي..!
- المؤتمر الثامن للحزب الشيوعي العراقي: وقفة أولية..!
- الدستور: إشكالية علم العراق..!
- المندائيون يستغيثون...!
- الأنفال : مسؤولية المجتمع الدولي..!
- الملف -النووي- الإيراني، خطر على من..؟!*
- القرار (1701): إشكالية النصر والهزيمة..!
- هل يمتلك العراقيون نفطهم...؟
- ما هي الديمقراطية المطلوبة من المجتمع العربي..؟*
- الشرعية الدولية واساليب معالجة ازمة الخليج..! -5
- المليشيات المسلحة : الحاجة والضرورة والبديل..!
- ألشرعية ألدولية وأساليب معالجة أزمة ألخليج..! -4
- ألدستور: ”فدرالية ألوسط وألجنوب”..!
- ألشرعية ألدولية وأساليب معالجة أزمة ألخليج..! -3
- ألشرعية ألدولية وأساليب معالجة أزمة ألخليج..! -2
- خطاب ألسلم أم خطاب ألحرب..!
- ألشرعية ألدولية وأساليب معالجة أزمة ألخليج..! -1
- قانا..لا توقظي ألأطفال..!


المزيد.....




- اليونيسف تُطالب بوقف الحرب الإسرائيلية على لبنان: طفل واحد ع ...
- حظر الأونروا: بروكسل تلوّح بمراجعة اتفاقية الشراكة مع إسرائي ...
- الأمم المتحدة: إسرائيل قصفت الإمدادات الطبية إلى مستشفى كمال ...
- برلين تغلق القنصليات الإيرانية على أراضيها بعد إعدام طهران م ...
- حظر الأونروا: بروكسل تلوّح بإلغاء اتفاقية الشراكة مع إسرائيل ...
- الأونروا تحذر: حظرنا يعني الحكم بإعدام غزة.. ولم نتلق إخطارا ...
- الجامعة العربية تدين قرار حظر الأونروا: إسرائيل تعمل على إلغ ...
- شاهد بماذا إتهمت منظمة العفو الدولية قوات الدعم السريع؟
- صندوق الامم المتحدة للسكان: توقف آخر وحدة عناية مركزة لحيثي ...
- صندوق الامم المتحدة للسكان: توقف آخر وحدة عناية مركزة لحديثي ...


المزيد.....

- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي
- حكام الكفالة الجزائية دراسة مقارنة بين قانون الأصول المحاكما ... / اكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - باقر الفضلي - القضاء: هل كان صدام دكتاتوراّ..؟