أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - باقر الفضلي - الأنفال : مسؤولية المجتمع الدولي..!














المزيد.....

الأنفال : مسؤولية المجتمع الدولي..!


باقر الفضلي

الحوار المتمدن-العدد: 1661 - 2006 / 9 / 2 - 09:19
المحور: حقوق الانسان
    


لو أظهر المجتمع الدولي، عام 87/1988 نفس القدر من الحماس والحمية التي أظهرهما عند غزو الكويت عام/1990، لكانت أمور كثيرة قد تغيرت، ولتجنب الشعبان العراقي والكويتي كارثة تلك الحرب، ولوجدت زمرة ساكني (قفص الإتهام) اليوم، نفسها في حال أسوء من الحال التي هي عليه الآن، ولأقتصت ضحايا جرائم الدكتاتورية من أبناء حلبجة والأنفال والإنتفاضة من جلاديها أعدل القصاص..!

المجتمع الدولي الذي أصيب بالعمى، وغلبت عليه مصالحه وأنانيته، قبل أن تستنهضه شيمه وإنسانيته، أسدل ستاراّ كثيفاّ من الدخان على أبشع جريمة أرتكبت في عصرنا الحديث، وأجهض أكبر محاولة بطولية لشعب بأجمعه*، للأقتصاص من جلاديه، ومنح الدكتاتورية دهراّ من العمر للإنتقام والتنكيل..!؟

المجتمع الدولي الذي وجد نفسه غارقاّ في مستنقع الحرب العراقية – الإيرانية، متلهفاّ للوصول الى النتائج التي توخاها من وراء تلك الحرب الهمجية، أغمض عينيه عن كل ما كان يرتكب من جرائم وأفعال شنيعة بحق المدنيين، ولم تحرك ضميره مئات الألوف من الضحايا التي كانت تسحقها آلة الحرب المدمرة في كلا الجانبين..!؟

المجتمع الدولي الذي هب بكل جبروته، وبكل آلته الحربية عام/1991 ليردع عدوان النظام العراقي الديكتاتوري على الكويت، هو نفسه الذي لم تكن تعنيه إنتهاكات قوانين الحرب التي إستمرت لثمان سنين، ناهيك عن قوانين السلم، وهو نفسه الذي كان يصب الزيت على النار المستعرة ويغذي لهيبها بالمال والعتاد، وهو نفسه الذي كان يرى بأم عينيه بشاعة الجرائم المرتكبة، وهو نفسه الذي كان قادراّ على وقف تلك المأساة البشرية منذ لحظة البداية..!؟

المجتمع الدولي هذا، قد وسم لطخة عارعلى جبين الإنسانية، حينما غض الطرف عن جريمة إبادة شعب تحت ستار الحرب، وهو نفسه من وفر وسهل وسائل تلك الإبادة..!؟
المجتمع الدولي مدان لصمته، مدان لمساهمته في الفعل، مدان لتركه الفاعلين بلا قصاص..!؟
المجتمع الدولي مدان لمشاركته في الصمت على خرق حقوق الإنسان وإنتهاك قوانين الحرب والشرائع الدولية..!
المجتمع الدولي مدين بالتعويض الى ضحايا جريمتي الدكتاتورية في الأنفال وحلبجة من أبناء الشعب الكوردي، ومن بعدهما ضحايا جريمة قمع الإنتفاضة عام/1991 من سائر العراقيين..! مدين في الأولتين لفعل الصمت والمساهمة، ومدين في الأخيرة، لفعل الإجهاض والمساعدة في قمع الإنتفاضة الشعبية..!؟

ومن باب التذكير والإستنكار والإدانة، فإنه ليس من نافل القول أن يصر الشعب العراقي، بعد سقوط الدكتاتورية عام/2003 ، على ضرورة وأهمية تقديم جميع المسؤولين من أقطاب النظام الدكتاتوري وفي مقدمتهم رأس النظام الى المحاكم ومحاسبتهم على ما إقترفوه بحق الشعب من أعمال القتل والإرهاب والإبادة البشرية ، والتي في مقدمتها جريمة الدكتاتورية في الأنفال، التي أزهق النظام الدكتاتوري خلالها، أرواح 180000 نسمة بإبادتهم بالغازات السامة، وجريمتها في حلبجة، التي راح ضحيتها ما يقرب من 5000 نسمة بنفس الطريقة، وغيرها من جرائم الإبادة ضد المدنيين وعلى رأسها جريمة قمع الإنتفاضة/1991..!؟ تلك الجرائم التي لزم المجتمع الدولي إزاءها الصمت، والتي لا زال مرتكبيها حتى اليوم _ومن داخل قفص الإتهام_ يبررون فعلتهم النكراء، بأن ما إقترفوه من هذه الجرائم، إنما وقع أثناء وخلال الحرب التي كانت دائرة بين النظام وإيران في الأعوام (1980-1988)، يحاولون بذلك التنصل من مسؤوليتهم الجنائية في إستخدام السلاح الكيمياوي، والإبادة البشرية للمدنيين، وبتصميم مسبق "على إفناء قسم من الأقلية الكردية في العراق عن طريق الإبادة الجماعية."*

إن مسؤولية المجتمع الدولي، التي تجسدها الشرعية الدولية بميثاقها وهيئاتها المختلفة، هي مسؤولية أخلاقية قبل أن تكون قانونية، وهي الجهة التي من خلالها وبواسطتها تلجأ الشعوب والأفراد الى طلب الحماية ورد العدوان. فعندما تخفق هذه الشرعية في ممارسة مسؤوليتها القانونية، بسبب تعقد ميثاقها وإختلال ميزان القوى الدولي، فلا يعفيها هذا من تحمل مسؤوليتها الأخلاقية، من خلال نشاط الجمعية العامة للأمم المتحدة ، وإن إخفاقها في هذا الجانب، إنما يمثل أحد صور عجزها وضعف ثقة الشعوب في أداءها، وإنحسار دورها في توطيد السلم والأمن الدوليين وحماية حقوق الإنسان..!؟

إن ضحايا جرائم الدكتاتورية من حلبجة والأنفال والإنتفاضة، هم أيضا ضحايا صمت المجتمع الدولي، وهم يملكون كل الحق في مقاضاة هذا المجتمع كما يقاضون اليوم مرتكبي هذه الجرائم من رموز الدكتاتورية المقيته..!
_____________________
*- إنتفاضة الشعب ضد الدكتاتورية/1991
**- كتاب (جريمة العراق في الإبادة الجماعية) – حملة الأنفال ضد الكرد/ مقدمة أولى /ص12



#باقر_الفضلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الملف -النووي- الإيراني، خطر على من..؟!*
- القرار (1701): إشكالية النصر والهزيمة..!
- هل يمتلك العراقيون نفطهم...؟
- ما هي الديمقراطية المطلوبة من المجتمع العربي..؟*
- الشرعية الدولية واساليب معالجة ازمة الخليج..! -5
- المليشيات المسلحة : الحاجة والضرورة والبديل..!
- ألشرعية ألدولية وأساليب معالجة أزمة ألخليج..! -4
- ألدستور: ”فدرالية ألوسط وألجنوب”..!
- ألشرعية ألدولية وأساليب معالجة أزمة ألخليج..! -3
- ألشرعية ألدولية وأساليب معالجة أزمة ألخليج..! -2
- خطاب ألسلم أم خطاب ألحرب..!
- ألشرعية ألدولية وأساليب معالجة أزمة ألخليج..! -1
- قانا..لا توقظي ألأطفال..!
- ماذا يريده لبنان من ألمجتمع ألدولي، وما يريده ألمجتمع ألدولي ...
- لبنان وصراع ألمواقف..!
- أوقفوا ألعدوان ألأسرائيلي على لبنان..!
- ألفلتان، وما بعده ألطوفان..!
- ألعلمانية: منهج أم عقيدة..؟*ألقسم ألثاني
- ألعلمانية: منهج أم عقيدة..؟* ألقسم ألأول
- ألزرقاوي: ألأسطورة وألظاهرة...! ألجزء ألثاني


المزيد.....




- بالصور..اعتقال عشرات الطلاب في تكساس بسبب مشاركتهم في مظاهرا ...
- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - باقر الفضلي - الأنفال : مسؤولية المجتمع الدولي..!