أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - باقر الفضلي - المندائيون يستغيثون...!














المزيد.....

المندائيون يستغيثون...!


باقر الفضلي

الحوار المتمدن-العدد: 1663 - 2006 / 9 / 4 - 10:19
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


لقد أصبح من الثابت القول، ومن اليقين التأكيد؛ بأن كافة القوى والمنظمات، سواء سياسية كانت، أو دينية أم مختلطة، والتي كان لها باع في ترويع الأقليات الدينية في العراق، وفي المقدمة طائفة (الصابئة المندائيين) في مدن الجنوب وخصوصاّ في مدينة البصرة الفيحاء، وتدنيس مقدساتهم والإعتداء على دور عبادتهم، وهتك أعراضهم، وإجبارهم على النزوح والتلويح بقتلهم وإختطاف النساء والأطفال؛ إن كافة هذه القوى والمنظمات، ومن خلال ممارساتها الهمجية ضد أقلية دينية ، هي جزء لا يتجزء من مكونات الشعب العراقي، وتمتلك نفس الحقوق التي تمتلكها المكونات الأخرى وعليها نفس الواجبات، إنما عبرت عن همجية لا يقرها دين ولا تقبلها شريعة ، ولا تستسيغها أخلاق ولا تدعمها أعراف أوتقاليد..!

إن ما تتعرض له الطائفة المندائية اليوم من إنتهاك لحقوقها في العيش والحياة والأمن والأمان على يد شلل من المغامرين والخارجين على القانون، والذين يضفون على أنفسهم من الأسماء ما لا يمت بصلة لما يدعون، إنما يمثل إعتداء صارخ على حريات وحقوق طائفة دينية كفل حمايتها الدستور وأقرت وجودها كل القوانين والشرائع الدولية والإنسانية..!؟؟
وأن يجري كل هذا الظلم في ظل حكومة منتخبة ونخب سياسية وبرلمان ومجلس رئاسة ومرجعيات دينية شيعية وسنية، وقوات للتحالف وممثلين للأمم المتحدة والجامعة العربية، علناّ جهاراّ، ولا من سامع ولا من محتج ولا من مدين، وآلاف العوائل المندائية، تتقاذفها أمواج القتل والإغتيال والخطف وتفجير البيوت والتهجير، تعج بها دول الجوار والشتات طلباّ للأمن والسلام، ولا يعيرها أحد إذاّ صاغية ولا يوليها أحد ما يستحقه الموقف من إهتمام، إن هذا الذي يجري لعمري هو الطامة الكبرى وأس البلاء. وإن إستمراره يشكل وصمة عار لا في جبين "الديمقراطية العراقية الجديدة" وحسب، بل وصمة عار في جبين المجتمع الدولي كله، الذي ظل صامتاّ ودون أن يحرك ساكناّ لوقف حملات الإبادة التي تتعرض لها الأقليات الدينية أو الأثنية الأخرى، أو أن يساعد في تقديم المساعدة اللازمة للحكومة العراقية في مساعيها لوقف تداعيات ما يحصل من أعمال الفوضى والإرهاب..!؟ وثمة درس قد كسبناه من سكوت هذا المجتمع زمن الأنفال..!؟

المندائيون؛ إن كانوا أقلية في عقيدتهم، فهم أكثرية في وجودهم، وأكثريتهم هذه، هي نفسها أكثرية ألآخرين، من كونهم بشراّ ومواطنين في بلدهم، وجذور عراقيتهم تغور بعيداّ في أعماق التأريخ..! فلا أحد له فضل في هذا الوجود، ولا أحد له منة في هذا التواصل..!

ما يتعرض له المندائيون اليوم من إضطهاد وتنكيل، يحتم على كافة من يتسنم مسؤولية الحكم في البلاد وفي مقدمتهم الحكومة، ويلزمهم بتحمل مسؤولية إستنكار وإدانة الجرائم التي ترتكبها بحقهم زمر العصابات والمليشيات المسلحة المنفلته، ويوجب على السلطات الحكومية المسؤولة إضفاء كل ما يوفر لهم الحماية الكاملة والأمان والطمأنينة في وطنهم، والعمل على وقف عملية ترويعهم وإجبارهم على ترك البلاد، وهجر ممتلكاتهم وثرواتهم نهباّ بيد اللصوص والمارقين من الخارجين على القانون، كما وأن الدستور يلزم الدولة بالتعويض عليهم، وإعادة الذين هجروا الى مناطق أخرى أو الذين تركوا الوطن مكرهين بتسهيل عودتهم الى مساكنهم وأن تتحمل الدولة جميع نفقات ذلك..! إن الدولة ملزمة بملاحقة جميع الذين سببوا لهم الأذى؛ من عناصر تلك العصابات والمليشيات المسلحة ووضعهم تحت طائلة القانون، ومقاضاتهم وتحقيق العدالة وإنصاف الضحايا بما يعيد لهم كرامتهم ومواطنتهم التي أهدرتها قوى التخلف والتخريب والظلام..!؟

المندائيون يمتلكون الحق في توفير الحماية لهم من قبل الدولة والمجتمع، فهم أولاّ مواطنون عراقيون وهو سواسية في جميع الحقوق والواجبات مع الجميع، وهم من جهة أخرى أقلية دينية من ضمن العديد من الأقليات الدينية الأخرى التي كفل لها الدستور حقوقها في الوجود وممارسة شعائرها الدينية والمحافظة على تقاليدها وممارسة تلك الشعائر. وإن إختلفت عقائد الناس، فلن تختلف مصائرهم كبشر من حيث المساواة في الحقوق والواجبات.. والناس أحرار في معتقداتهم..!

إن الدولة ملزمة في حال وجدت نفسها عاجزة، أو أن ما تمتلكه من الوسائل اللازمة لوقف تدهور الحالة الأمنية غير كاف للجم إندفاع زمر الفوضى والتخريب والإرهاب، فبوسعها الطلب من الهيئات الدولية وفي مقدمتها منظمة الأمم المتحدة لتقديم المعونة اللازمة لرأب الصدع قبل أن تستفحل الحالة وينفرط عقد الأمن والسلام..!

إن سلامة وأمن المواطنين تقف في المقام الأول لمهمات الدول التي تنشد خير ووحدة شعوبها، والأمل أن تجد هذه الكلمات المتواضعة طريقها لأذان صاغية ولعقول هادئة، مؤمنة بوحدة وطنها، ووحدة نسيج المجتمع بكل مكوناته الأثنية والدينية دون تمييز أو محاباة، فليس لأكثرية أثنية أو دينية أو طائفية في المجتمع، من الحق ما يميزها أو يعطيها مفاضلة في حقوق (المواطنة والحياة) على غيرها من الأقليات الأخرى، فإن لم يراعي الدستور ذلك فعلى المشرعين أن يغيروا مثل ذلك الدستور..!



#باقر_الفضلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأنفال : مسؤولية المجتمع الدولي..!
- الملف -النووي- الإيراني، خطر على من..؟!*
- القرار (1701): إشكالية النصر والهزيمة..!
- هل يمتلك العراقيون نفطهم...؟
- ما هي الديمقراطية المطلوبة من المجتمع العربي..؟*
- الشرعية الدولية واساليب معالجة ازمة الخليج..! -5
- المليشيات المسلحة : الحاجة والضرورة والبديل..!
- ألشرعية ألدولية وأساليب معالجة أزمة ألخليج..! -4
- ألدستور: ”فدرالية ألوسط وألجنوب”..!
- ألشرعية ألدولية وأساليب معالجة أزمة ألخليج..! -3
- ألشرعية ألدولية وأساليب معالجة أزمة ألخليج..! -2
- خطاب ألسلم أم خطاب ألحرب..!
- ألشرعية ألدولية وأساليب معالجة أزمة ألخليج..! -1
- قانا..لا توقظي ألأطفال..!
- ماذا يريده لبنان من ألمجتمع ألدولي، وما يريده ألمجتمع ألدولي ...
- لبنان وصراع ألمواقف..!
- أوقفوا ألعدوان ألأسرائيلي على لبنان..!
- ألفلتان، وما بعده ألطوفان..!
- ألعلمانية: منهج أم عقيدة..؟*ألقسم ألثاني
- ألعلمانية: منهج أم عقيدة..؟* ألقسم ألأول


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - باقر الفضلي - المندائيون يستغيثون...!