أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي فريح عيد ابو صعيليك - رائحة تراب فلسطين التي عجز الصهاينة عن استنشاقها.














المزيد.....

رائحة تراب فلسطين التي عجز الصهاينة عن استنشاقها.


علي فريح عيد ابو صعيليك
مهندس وكاتب أردني

(Ali Abu-saleek)


الحوار المتمدن-العدد: 7255 - 2022 / 5 / 21 - 03:22
المحور: القضية الفلسطينية
    


كتب م.علي أبو صعيليك

لفلسطين رائحة خاصة يعرفها جيداً شعبها الذي ما زال صامداً داخلها وكذلك ممن لم يدخلها منذ أن تم تهجير أجدادهم وآبائهم في عامي 1948 و 1967 حيث يمتاز فلسطيني الشتات برصيد كبير من المعلومات عن فلسطين رضعوها مع حليب أمهاتهم وشكلت ثقافتهم في كل بلد هاجروا إليه في شتى بقاع المعمورة.

يوجد ملايين الفلسطينيين منتشرين في العالم ممن لا يستطيعون دخول وطنهم الأم بسبب الاحتلال الصهيوني، وتشكل فلسطين لهم البوصلة الفكرية حيث تأخذ حيزاً كبيراً من تفاصيلهم اليومية، بل تشكل حقيقة هويتهم من عدة نواحٍ أبرزها: اللهجات، طريقة تصميم الملابس، والعقلية، وما زالت قلوبهم معلقة بفلسطين حيث يستطيعون استنشاق رائحتها رغم بعدهم عنها جغرافياً بعكس الصهاينة المستوطنين سارقي ومحتلي الأرض.

للشعب الفلسطيني عدّة لهجات يتحدث بها لغته العربية، لا بل لكل مدينة فلسطينية لهجتها فهنالك مدن الساحل الفلسطيني المحتلة التي تمتد من رأس الناقورة شمالاً حتى أريحا جنوباً وأبزها عكا وحيفا ويافا وبعض المدن التي يقع جزء منها على الساحل مثل طولكرم والرملة، وتمتاز هذه المدن بتعدّد اللهجات المحلية والتي لم تتغيّر رغم كل ما يفعله الاحتلال الصهيوني.

الضفة الغربية وقلبها النابض القدس ونابلس ورام الله وبيت لحم وجنين وقلقيلية وأريحا ويغلب على لهجاتها الطابع المدني، بينما في مدينة الخليل لهجة مختلفة ومميزه عن الجميع حيث يتم مد الحروف في بعض الكلمات، في شمال فلسطين مدن الناصرة وصفد وبيسان وطبريا وهي مدن لها سماتها ولهجاتها المميزة وتاريخها العريق أما مدن الجنوب الفلسطيني وتحديداً بئر السبع والنقب حيث الطابع البدوي يغلف الكلمات ويشكل جزء من الموروث الشعبي، بحيث يتم تضخيم مخارج الحروف.

الثوب الفلسطيني المطرز يدويا أضاف للمرأة الفلسطينية جمالاً فوق جمالها، حيث تتعدد ألوانه التي تبعث الأمل في النفس والتميز والإبداع، ويميز المرأة الفلسطينية عن غيرها وهو موروث شعبي تطور كثيرا عما مضى.

تمتاز أرض فلسطين بخصوبتها وتشتهر بمنتجاتها الزراعية أبرزها التين والزيتون والعنب والبرتقال والليمون والرمان والموز والطماطم والبابونج والميرمية والحلبة والنعناع وإكليل الجبل والبصل والثوم وغيرها.

أما عقلية الشعب الفلسطيني وهي في الحقيقة محور الحديث فقد تطورت على مدار عقود من الزمن ضمن ثلاثة أُطر: فترة النكبة وجيلها الذي تم تهجيره قسريا على يد العصابات الصهيونية وأبرزها الهاغانا والتي أفرزت المجموعة الأشد تطرفاً "الأرجون" وهذه العصابات سفكت دم الشعب الفلسطيني الأعزل تماماً في حينها من خلال سلسلة موثقة من جرائم القتل الجماعي ومن ثم تهجير من بقي على قيد الحياة، وقد تحولت الهاجانا لاحقا لتشكل جيش الاحتلال للكيان الصهيوني وأبرز القَتَلَة من الهاجانا ممن أصبحوا لاحقاً رؤساء للكيان اللقيط مناحيم بيغن،إسحق رابين، إسحق شامير، رحبعام زيفي.

بعد تلك المرحلة الزمنية ظهر جيل الانتفاضة الذي شكل علامة فارقة في تاريخ الصراع مع الاحتلال، ومن أبرز سماته أنه شكّل الشكل الجديد للمقاومة الفلسطينية ونفض غبار المرحلة السابقة عن كتفيه وبدأت مرحلة استنزاف الكيان المحتل.

المرحلة الحالية وظهر فيها جيل التحرير الفلسطيني وهو الجيل الذي سيزيل "اسرائيل" من الوجود، وقد ظهرت بوادر هذا الجيل بشكل مكثف خصوصاً الأعوام القليلة الماضية، وهو الجيل تعجز قيادات الاحتلال وأجهزته الأمنية والاستخباراتية عن فهمه وطريقة التعامل معه، وأحد الشواهد على ذلك هو أن هذا جيل التحرير قد أثبت للعالم أنه الفعل وليس ردة الفعل.

منذ بداية الاحتلال بدأ الكيان الصهيوني سرقة كل خيرات فلسطين، والمنتجات الزراعية الفلسطينية التي يتم تصديرها للعالم مغلفة بعلم الكيان الصهيوني أحد الشواهد على السرقة، وكذلك لم يسلم الثوب الفلسطيني المطرز من السرقة فقد ظهرت ملكة جمال الفلبين بياتريس غوميز بشكل سخيف وهي تروج للثوب الفلسطيني المطرز على أنه من التراث الصهيوني، ولكن المرأة الفلسطينية كانت أقوى في هذه المواجهة فأطلقت جمعية الزي الفلسطيني الأردنية حملة "إِلبِسْ زِيَّك ما حَد زَيّك".

لكن الفشل الأكبر للاحتلال كان في عجزه عن استنشاق رائحة التراب الفلسطيني وهو التراب الذي أنتج أطيب الفواكه والخضار ومن خيوطه طرز الثوب الفلسطيني ومن ترابه أنبت جيل التحرير الفلسطيني الذي يمتلك الإرادة والإيمان بتحرير كامل التراب الفلسطيني قريباً إن شاء الله تعالى.



#علي_فريح_عيد_ابو_صعيليك (هاشتاغ)       Ali_Abu-saleek#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تفاعُل الأردنيين مع مقتل شيرين أبوعاقلة شاهد على وحدة المصير
- لماذا لا تتوقف الفضائيات العربية عن استضافة المتحدثين بلسان ...
- ماذا لو كانت شيرين أبو عاقلة صحفية في أوكرانيا وقتلت برصاصة ...
- شهر رمضان المبارك أوفى بوعده، وجيل التحرير جعله وبالاً على ا ...
- وانتصرت إرادة المرابطين الفلسطينيين في ليلة القدر، فماذا عن ...
- المرابطون في الأقصى يتصدون لإعتداءات الإحتلال، فماذا عن نصرت ...
- يحترمون حقوق الحيوان وينتهكون حقوق المسلمين! هل أحرق متطرفو ...
- المرابطون في الأقصى خير من يدافعون عن حرمات المسلمين وماتبقى ...
- فلسطين لا تتسع لدولتين، والشعب الفلسطيني سيفرض الواقع في نها ...
- في ذكرى يوم الأرض الفلسطيني: كل المؤشرات تؤكد زوال الكيان ال ...
- رغم ضخامة الإنفاق والأساليب المبتكرة؛ إلا أن الفشل يلازم فكر ...
- في ذكرى وعد بلفور المشؤوم: الكبار يموتون.. والصغار على العهد ...
- الانقلابات على أنظمة الحكم تعمق الانقسام المجتمعي وتغلق طرق ...
- هل تستمر الفجوة في الأردن بين القانون الانتخابي ومستوى طموحا ...
- قانونياً الجريمة لا تسقط بالتقادم، ومحاكمة النازيين نموذج لم ...
- إن غاب جسده فلن تغيب كلماته: غسان كنفاني قصة لاجئ فلسطيني في ...
- مع ذكرى النكبة: أحداث حي الشيخ جراح تثبت فشل الكيان الصهيوني ...
- لماذا أصبحت جرائم الاحتلال في فلسطين مجرد خبر في الإعلام الم ...
- لماذا تطورت لغة العنف في النزاعات العشائرية في الأردن؟ وإلى ...
- محاولات التطبيع الصهيوني تطل برأسها من جديد من خلال مشروع -ي ...


المزيد.....




- مشتبه به في إطلاق نار يهرب من موقع الحادث.. ونظام جديد ساهم ...
- الصين تستضيف محادثات بين فتح وحماس...لماذا؟
- بشار الأسد يستقبل وزير خارجية البحرين لبحث تحضيرات القمة الع ...
- ماكرون يدعو إلى إنشاء دفاع أوروبي موثوق يشمل النووي الفرنسي ...
- بعد 7 أشهر من الحرب على غزة.. عباس من الرياض: من حق إسرائيل ...
- المطبخ المركزي العالمي يعلن استئناف عملياته في غزة بعد نحو ش ...
- أوكرانيا تحذر من تدهور الجبهة وروسيا تحذر من المساس بأصولها ...
- ضباط وجنود من لواء المظليين الإسرائيلي يرفضون أوامر الاستعدا ...
- مصر.. الداخلية تكشف ملابسات مقطع فيديو أثار غضبا كبيرا في ال ...
- مصر.. الداخلية تكشف حقيقة فيديو -الطفل يوسف العائد من الموت- ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي فريح عيد ابو صعيليك - رائحة تراب فلسطين التي عجز الصهاينة عن استنشاقها.