أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم بن محمد شطورو - في تهنئة رئيس الجمهورية - قيس سعيد- بعيد الفطر














المزيد.....

في تهنئة رئيس الجمهورية - قيس سعيد- بعيد الفطر


هيثم بن محمد شطورو

الحوار المتمدن-العدد: 7237 - 2022 / 5 / 3 - 14:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من زاوية نظر الديالكتيك التاريخي لخط سير الحرية في التاريخ، فالحرية كفكرة كلية تغترب عن نفسها في الواقع لكي تعود إلى ذاتها من جديد في طور أكثر تجسيدا وتشكيلا لها في التاريخ، وكل نفي إنما هو في حقيقته لا يعني فسخ المرحلة السابقة كلها وإنما يحمل بعضها في الطور الجديد من التوحد و التـشكل الجديد، وكل تلك الخطوات من سير الحرية في التاريخ من نفي لنفسها وعودة إلى ذاتها من جديد، هو عملية انتساخ ضرورية لتتجسد الحرية في الواقع أكثر ما يمكن، لأن الحرية في التاريخ ليست مطلقة وجل ما يحكم الصيرورة التاريخية ما هي إلا عملية تحرر. وبالتالي ومن وجهة النظر التاريخية الواقعية، لا يمكن إلا تتـفيه المقولات المجردة حول الحرية التي تبدو كقوالب جاهزة وإنما فاقدة لكل حيوية وواقعية فتجدها كالأحجار الصماء وإن كانت تظهر لك كتمثيل لفكرة جميلة وإنما في النهاية فهي مجرد تمثال ومنحوتة فنية قد ترضي الذائقة الفنية ولكن لا حقيقة لها واقعيا في التاريخ ولا فاعلية لها فعلية ولا حتى أن تكون لها أي مشروعية تاريخية..
من خلال زاوية النظر هذه، فاللحظة السياسية التونسية الحالية التي أعلن فيها الرئيس الاستثنائي " قيس سعيد" بحكم صلاحياته الاستـثـنائية في الحدث السياسي الاستـثـنائي، ليلة عيد الإفطار الأخير وبمناسبة تهنئة الشعب التونسي بالعيد، وهو يزف له بشرى تتمثل في قراره بتـشكيل لجنة لأجل بناء الجمهورية الثالثة، أي دستور جديد ونظام سياسي جديد يمكن من التعبير الأمثل عن الطور الجديد لصيرورة الحرية في تونس، والذي سيتم عرضه للاستفتاء الشعبي يوم 25 جويلية القادم. وهنا يتضمن ما يُطلق عليه بالاستثنائي معنى الفعل المُسرع في التاريخ، والذي كان من الممكن له أن يتـشكل في ثورة شعبية عارمة إرهابية دموية بدأت فعليا بحرق مقرات حزب النهضة الاسلاموي في تونس، وتلك الهبة الإعصارية الشعبية كانت ستتحول إلى العنف الذي قد يصل حتى إلى سحل الإسلاميين في الشوارع وهؤلاء بطبيعة الأمر سيمارسون إرهابهم وربما كنا سنرى عمليات تفجير للأسواق والمغازات الكبرى ولمحطات الوقود لإرهاب الشعب الذي لا يرتهب بدوره وبالتالي كانت ستتحول البلد إلى ساحة دموية خارقة يخرج فيها ذاك الوحش الكامن في الأعماق من عقاله ويتحرر من كل محمول ثقافة السلم التي طُبع بها، والتي يرتكز عليها كثيرون والى اليوم في استهداف هذا الشعب. في النهاية ففي لحظة تهديد الكيان في ذاتها فإنه يفجر كل طاقة العنف التي لديه. ساعتها كان العالم سيتعرف على التوحش العظيم للشعب المُسالم. وبالتالي فاللحظة الاستثنائية سياسيا والمتمثلة في قرار رئيس الجمهورية بتجميد البرلمان ومن ثم حله والذي يعني تحديدا وأساسا من الناحية السياسية إزاحة الحركة الإسلاموية من الحكم والسلطة، كان في حقيقته الخط المتوافق ضمنيا مع إرادة الشعب ولكن بمحمول ثقافته في تجسيد الاتجاه السلمي في التغيير. ومن خلال هذا المسار فإن تهنئة رئيس الجمهورية بعيد الفطر هي في النهاية تهنئة بتعبير الكيان التونسي عن نفسه سلميا عن لحظة التغيير الواجبة والضرورية في صيرورة حريته تاريخيا والتي هي لحظة متـقدمة في مسار تحرره...
صورة التوحش التي ذكرناها في النهاية تصور حقيقة الصراع الذي بلغته اللحظة التاريخية والمتمثلة في حسم الشعب مع الإسلام السياسي، ولكن في تونس هناك مؤسسات حاملة للسلاح قوية والتي كانت ستتحرك لحسم المسألة حتى وإن لم يحسم رئيس الجمهورية الأمور. الجيش التونسي لا يمكن أن يبقى متـفرجا والبلد مشتعلا، فهو المسئول عن حماية الوطن وهي المهمة المقدسة لكل جيش لكل دولة. في تونس هناك مؤسسة الاتحاد العام التونسي للشغل والذي له من القوة على تكييف الموقف الشعبي نحو التحركات السياسية السلمية ولكن دور الاتحاد في مثل غضبة الشعب العظيمة على الإسلاميين وحسمه النهائي في رفضهم،كان يتطلب تحول الاتحاد إلى دور الحزب الثوري وهذا يبدو مستحيلا لعدة عوامل. ما كنا لنتخيل أن يثور الاتحاد على نفسه ليعود إلى لحظة فرحات حشاد. أما الأحزاب السياسية الأخرى فلا قوة ولا دور فعلي لها لدى الشعب الذي يراها مجرد بوم ينعق في الغروب، أي لا دور فعلي لها في التاريخ كحزب سياسي...
من هنا، فرئيس الجمهورية "قيس سعيد"، هنأ الشعب بعيد الفطر مرفقا ذلك بتشكيل لجنة للإعداد للجمهورية الثالثة، بحكم سلطاته الاستثنائية في المرحلة الاستثنائية، هي في مضمونها تهنئة بالمسار السلمي في ثورته المستمرة بتشكلاتها المتطورة التي تعرب عن تقدم مسيرة تجسيد تحرره المتقدم باستمرار في التاريخ.



#هيثم_بن_محمد_شطورو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في تأصيل فكرة الإشتراكية
- أي اشتراكية نريد؟
- الشمس
- البوط
- الصورة
- الفراشة
- آه يا عراق
- الإنهيار
- -يوم النفير- الغنوشي في تونس
- جانب من حقيقة الوضع السياسي الحالي في تونس
- ما وراء صخب الديمقراطوية في تونس اليوم
- إنتصار الرئيس قيس سعيد
- هل هو إنقلاب على الديمقراطية في تونس؟
- ساكن القبر 5
- ساكن القبر 4
- ساكن القبر 3
- ساكن القبر 2
- ساكن القبر 1
- أزمة الراهن التونسي
- فلسطين.. نقطة تفتيش إسرائيلية


المزيد.....




- قيادي بحماس لـCNN: وفد الحركة يتوجه إلى القاهرة الاثنين لهذا ...
- مصر.. النائب العام يأمر بالتحقيق العاجل في بلاغ ضد إحدى شركا ...
- زيارة متوقعة لبلينكن إلى غلاف غزة
- شاهد: -منازل سويت بالأرض-.. أعاصير تضرب الغرب الأوسط الأمريك ...
- الدوري الألماني ـ كين يتطلع لتحطيم الرقم القياسي لليفاندوفسك ...
- غرفة صلاة للمسلمين بمشفى ألماني ـ مكان للسَّكينة فما خصوصيته ...
- محور أفدييفكا.. تحرير المزيد من البلدات
- خبير ألماني: بوتين كان على حق
- فولودين: واشنطن تضحّي بالآخرين للحفاظ على القطب والواحد
- فرنسا تتهم زوجة -داعشي- سابقة بارتكاب جرائم ضد الإنسانية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم بن محمد شطورو - في تهنئة رئيس الجمهورية - قيس سعيد- بعيد الفطر