أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح بمناسبة الذكرى الخامسة لاحداث 11 سبتمبر 2001 - دلور ميقري - الثالوث غيرَ المقدّس















المزيد.....

الثالوث غيرَ المقدّس


دلور ميقري

الحوار المتمدن-العدد: 1672 - 2006 / 9 / 13 - 09:27
المحور: ملف مفتوح بمناسبة الذكرى الخامسة لاحداث 11 سبتمبر 2001
    


عشية الذكرى الخامسة لهجمات 11 سبتمبر ، كنتُ ضيفاً لدى أحد الأصدقاء مشدوداً لجهاز التلفاز ، أنتظرُ مشوقاً برنامج " سري للغاية " ، على قناة " الجزيرة " ؛ حالي في ذلك ، ربما ، حال الملايين من المشاهدين . من الوهلة الاولى لمقالي هذا ، سأعترف للقاريء بحقيقةٍ مامن حاجة بي للمداورة عليها ؛ ألا وهيَ تجنبي لكل ما يمت بصلة لتلك القناة ، القطرية ، وإلى حدّ مقاطعتي لها . فأنا شخصياً أرى فيها ، على الأقل ، قناة ً إخبارية غير محايدة ، محرضة على العنف وداعية له تحت مسمى " المقاومة " ، علاوة على ممارستها ما يمكن وسمه بـ " غسيل الدماغ " الأصولي ، المنظم ، لمشاهديها . هذا وعلى الرغم من حقيقة اخرى ، أبثها لقارئي بكل إمتعاض : أنّ " الجزيرة " ، بالذات ، هي القناة الإخبارية ، الوحيدة ، الموجودة لديّ ؛ بما أنّ شركة الإتصالات في مدينتي ، السويدية ، لم تجدَ غيرها في زحمة فضائياتنا ، العربية . وهذا لعمري ، من مفارقات حياتنا هنا في الغرب الأوروبي ، المستنفر ضد الإرهاب إعلاماً وتمويلاً ، وليسَ فقط تنظيماً وخلايا نائمة أو فاعلة . على أنه للإنصاف ، أوضحُ من فوري ؛ أنّ شركة الإتصالات تلك ، قد أجابت على تساؤلي ، الموسوم آنفاً ، بأنها قد سبق وأجرت نوعاً من الإستفتاء لآراء المشتركين لديها ـ فيما يخصّ القنوات الأجنبية ، بطبيعة الحال ـ وأنّ قناتنا القطرية ، العتيدة ، هيَ من نال الحظوة لديهم .

سرّ تشوقي لمتابعة برنامج " سرّي للغاية " ، مرجعه ما أحيط به من دعاية طوال الإسبوع المنصرم ؛ خاصة ً تلك الصور المفصحة بجلاءٍ ، لا لبْس فيه ، عن كون سورية الأسد ، تحديداً ، هيَ موئل وملاذ من دعاهم مراسلُ البرنامج بـ " المجاهدين " ؛ كما أنّ حدودها هيَ الممرّ الآمن ، الوحيد ، لتسللهم إلى العراق . وإذاً ، خطوة فخطوة ينقلنا المراسل إلى أجواء الحدث ، منطلقاً من عاصمة الضباب ، أولاً . ثمة في لندن ، سيلتقي بإبن من وصفه : " المجاهد المعتدل ، الشهيد عبد الله عزام ، الذي كان إبن لادن تلميذاً له " . لم يوفق ، على رأيي ، مراسلنا بوصف ذلك المعلم بالإعتدال ، وقد ألحقه بتلميذٍ على شاكلة زعيم تنظيم " القاعدة " : أم أنها إشارة أولى ، خبيثة ، لمرامي البرنامج في تبرئة ذلك التنظيم ، الإرهابيّ ، وتقديمه للمشاهدين كمفخرة للجهاد والتضحية في سبيل الله ؟ هذا بالضبط ما ذهبَ إليه المراسلُ ، وبلا أيّ مواربة ؛ هوَ من كان طوال وقت الحلقة الاولى لبرنامجه ، يُشيد بتنظيم " القاعدة " وكيف نقلت ثقل عملياتها من أفغانستان إلى أرض الرافدين ؛ علاوة ً على بثه أنشودة تتغنى بإبن لادن ، زعيم التنظيم ، خلال الرحلة التي ضمته ومجاهديه عبر الحدود السورية العراقية . لا حاجة بنا لعلامة تعجّب ، مادامت ثقة تلك التنظيمات الإرهابية ، الأخطبوطية ، بمراسلنا هذا قد تناهتْ إلى درجة السماح له بالتواجد في مقراتها ، المختلفة ، وتصوير قياداتها وعناصرها هنا وهناك . بيْدَ أنّ كيدَ مراسل " الجزيرة " ما أجداه دوماً ، فيما يتعلق بتسويق بضاعة " الجهاد " على الجمهور : فأيّ مجاهدٍ هذا ، الذي قدموه لنا على أنه " القائد العسكري للجيش الإسلامي في العراق " ، وهوَ في كامل هندامه الأنيق ، ( حتى أنه لم ينسَ ربطة عنقه ! ) ، وخلفه مكتبة لا تقل أناقة .. ؛ وأيّ مجاهدٍ هذا الرجل ، نفسه ، وهوَ لا يحفظ آية واحدة من كتاب الله ، أو حتى حديثاً نبوياً واحداً ، فيتلجلج في عبارته ويهرب إلى إجترار جمل مطوفة على طول وعرض بث الفضائيات إياها ، عن الإحتلال الأمريكي للعراق والمقاومة والمجاهدة ؟؟

قلنا أنّ مهمة المراسل ، الجهادية ، قد أوصلته إلى سورية ، والتي من المفترض أن " يتسلل " عبر حدودها الشمالية الشرقية بإتجاه الأراضي العراقية . على أنه وهو في طريقه ذاك ، شمالاً ، إذا به ينعطف دورة كاملة ، معاكسة ، فيتجه شرقاً نحو وسط البلاد الشامية . حجّة المراسل ، عما أسماه " سريّة المهمة " ، المسوّقة لتبرير تلك الإنعطافة ؛ هكذا حجّة ، لم تنطل على المشاهد ، المتبصّر ، المتيقن أنها كانت بمثابة ذريعة للقيام بجولة من " السياحة الإرهابية " في سورية الأسد ، للدعاية لنظامها بين الجماهير المهتكة بالترويع والتجويع ، وتصويره كقلعةٍ ـ كذا ـ للصمود والممانعة والمقاومة . في جولته ، الموسومة ، سيأخذنا المراسلُ إلى مقام سيف الإسلام ، خالد بن الوليد ، الواقع في مدينة " حمص " ، مردداً صدىً من كلماته عن الجهاد والشهادة ، مماهياً إياها ـ ويا للمهزلة ـ مع كلمات أبي مصعب الزرقاوي ؛ هذا الذي إتشحَتْ يومَ مصرعه قناة ُ " الجزيرة " بالسواد مذيعين ومذيعات ، مشايخ ومشيخات ! خلال البرنامج ، وعلى مرأى ومسمع من جماهيرنا نفسها ، الممرغة بالفقر والجهل والفاقة ، سينبري مفتي الديار السورية للإشادة بـ " المقاومة " في العراق ، بوصفها فعلاً جهادياً يصل المؤمن بربه . ولكي تكتمل المهزلة ، كان لا بدّ لوزير الثقافة السوريّ ، أيضاً ، أن يتحفنا بمماحكات نظرية وفلسفية تبريراً لمسلك نظامه المستبد ، الشاذ ، إقليمياً ودولياً . ودونما أن ينسى وزيرنا هذا ، صفة نظامه المتسوّل عطف الدول الغربية ، وخصوصاً أمريكا ؛ في تذكيرها الدائب بمدى تعاونه مع مخابراتها في قضايا الإرهاب .

الجزيرة والبعث والقاعدة ؛ أركان الثالوث غير المقدس ، الذين تجلى تحالفهم على أوضح صورة وبأفصح عبارة ، في هذه الحلقة ، الموصوفة ، من برنامج " سري للغاية " . سيبقى أركان هذا الثالوث ، الموسوم ، في مأمن من العقاب ، العادل ، ما فتئتْ الدول العربية ، المعتدلة ، تكيدُ لبعضها البعض وتتعامل وسائل إعلامها بإسلوب الكيْل بأكثر من مكيال : فوفق إسلوبها ، نجدُ وسائل الإعلام تلك ، من فضائيات وغيرها ، تعتبرُ ما يصيب أيا من دولها " إرهاباً " ، فيما تسمي ما يُصيب الآخرين ـ وخصوصاً العراق ـ تارة كأعمال " مقاومة " ، و تارة اخرى كأعمال " جهادية ". يقيناً ، إن تلك الحلقة من برنامج " سرّي للغاية " ، والمسترسلة أيضاً في حلقات متواصلة ، لجديرة بكونها الدليل القانونيّ ، الدامغ ، الذي يدين نظام الإستبداد البعثيّ في دمشق بتهمة تصدير الإرهاب إلى دول الجوار . فضلاً عن كونها دليلاً آخر ، يضاف إلى ما سبق من أدلة ، على تورط " الجزيرة " ، القطرية ، بالدعاية للإرهاب وتسويقه وحتى بدعمه لوجستياً ومالياً . إنّ قمة الأثافي في مسلك هذه القناة الفضائية ، جعلها لمراسليها ومصوريها ضحايا لسياسة مسؤوليها ، الطائشة أو الخبيثة ، على حدّ سواء . لنتذكر مأساة تيسير علوني ، بشكل خاص : ألا يقوم مراسل " سرّي للغاية " بمثل ما قام به زميله ذاك ، المعتقل في إسبانية بتهمة الإرهاب ؟



#دلور_ميقري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحادي عشر من سبتمبر : خمسة أعوام من المعاناة
- الجريمة والعقاب : طريق نجيب محفوظ في بحث مقارن 3 / 3
- الأعلام العراقية والإعلام العربي
- علم الكرديّ وحلمه
- الجريمة والعقاب : طريق نجيب محفوظ في بحث مقارن 2 / 3
- محفوظ ؛ مؤرخ مصر وضميرها
- الجريمة والعقاب : طريق نجيب محفوظ في بحث مقارن 1 / 3
- كردستان ، موطن الأنفال
- ثقافة المقاومة أم ثقافة الطائفة ؟
- المقاومة والمعارضة 2 / 2
- المقاومة والمعارضة
- الكوميديا السورية
- إنتصار الظلامية والإستبداد ؟
- ثقافة المقاومة ، ثقافة الموت
- لبنان في فم الأسد ، مجدداً ؟
- صلاح الدين عصرنا
- قصف إعلامي ، عشوائي
- محمد أوزون ؛ كاتبٌ كرديّ على أبواب العالم
- من البونابرت العربيّ إلى الطاغوت الطائفيّ
- الزرقاوي ، وسوداويّة الإسلام السياسي


المزيد.....




- ما ارتداه رئيس أوكرانيا بقمة الناتو يشعل تكهنات بأن ترامب هو ...
- سجال حاد بين المدعية العامة للولايات المتحدة وسيناتور ديمقرا ...
- زهران ممداني.. الشاب المجهول الذي قلب نيويورك راسا على عقب ب ...
- جسر زجاجي شفاف ومسارات.. لندن تكشف عن نصب الملكة إليزابيث ال ...
- هانا تيتيه: ليبيا تمر بمنعطف حاسم وتريد حكومة مسؤولة
- مؤسسة النفط الليبية توقع مذكرة تفاهم مع تركيا بشأن 4 مناطق ب ...
- الحرب على إيران تعيد الليكود إلى الصدارة.. نتنياهو: العالم ش ...
- -احتفالات النصر-.. تظاهرات في طهران عقب وقف إطلاق النار بين ...
- زيلينسكي يطالب الناتو بدعم الصناعة الدفاعية الأوكرانية قبيل ...
- في تحول عسكري لافت.. اليابان تجري أول تجربة صاروخية على أرا ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح بمناسبة الذكرى الخامسة لاحداث 11 سبتمبر 2001 - دلور ميقري - الثالوث غيرَ المقدّس