أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - السعيد عبدالغني - فصل من رواية الكفار ل السعيد عبدالغني














المزيد.....

فصل من رواية الكفار ل السعيد عبدالغني


السعيد عبدالغني
شاعر

(Elsaied Abdelghani)


الحوار المتمدن-العدد: 7228 - 2022 / 4 / 24 - 17:44
المحور: الادب والفن
    


كان اليوم الجمعة وكان يستعد لغسل يده ،سيذهب للمسجد الآن بريئا طاهرا ليشهر بهم أمام جميع القرية ويخلص نفسه من نزع كونه شيخ القرية فلن يقبل أحدا أن يكون ابن شيخ القرية كافرا ويظل على عرش المشيخة.
كان مضطربا جدا وعصبيا ،دخل المسجد والجميع ينظر له وينتظرون ما سيقوله في حق ابنه وأصدقائه حتى بدأ : لقد وجد في هذه القرية بعض الملاعين الكفار ومنهم ابني ويجب أن نتخذ موقفا يرضي الله ورسوله وهذا الموقف يتحدد بعد الاستماع إليهم.
صوته كان عاليا في الميكروفون ،صوت جهوري ،كان جميعهم يسمع ما يقوله الشيخ بتمعن ،إن الأمر أصبح جللا وتم شهرته ويجب أن يتخذوا مواقف عملية لذلك.
هرب أحمد بعد الضرب إلى ملاذه الوحيد الشجرة ،ينوي إنهاء حياته،المكان كان فارغا تماما،بحث عن حبل في كل مكان بجوار الشجرة ووجد أخيرا ،علقه وترك مذكراته على الأرض بجوار الشجرة ولم ينظر حتى لشيء ليودعه ولم ينتبه إلى أن هذه آخر لحظة في حياته على الأرض،صعد الشجرة ولف الحبل على عنقه وتدلى حتى انتهى.
كنت أمشي إلى الشجرة وكان قلبي ينبض نبضا غريبا،كأن في حِجره وحشا يمزقه أو يأكله ،أستمع إلى الشيخ السفيه وهو يُعلي من صوته ويقول "إما ان يرجعوا أو نقتلهم" حتى وصلت إلى مرأى يسمح لي برؤية الشجرة ووجدت أحدهم معلقا هناك فجريت بسرعة وقدماي أشعر أنها مكبلة كما كنت أشعر في الطفولة عندما جريت عندما سمعت بوفاة أبي وأمي،كنت أشك أنه أحمد ،كنت أشك وكان بالفعل هو،كان متدليا من غصن الشجرة الأخضرالقوي التي كانت تحمل لنا الدفء عيناه صاعدة إلى السماء ورأسه أحمر كأن الموت لازال حيا فيه وفي المكان.وقطط سوداء واقفه موجهه رأسها إليه تعوي عواءا عاليا جدا.لم أعرف ماذا أفعل ؟وقفت أنظر لوجهه ووجدت المذكرات فأخذتها وركبت أول عربة لي ورحلت.كنت خائفا جدا أن نندثر.لم يتحرك قلبي،لم ينخلع ويستشيط كهذه المرة ،لم أكن أقوى على التنفس وكان نفسي يقل شعرت أني أرفض العالم كله لأنه هو ما اودى به إلى هنا ولم أكن أعرف أين أذهب ولا لم رحلت؟
هل انا خبيث الان كوني تركتهم في هذه المحرقة التي ستحدث؟ فالموت ينتظرهم جميعا ولكني مشدوه بما حدث ، لا أصدق إلى الان ذلك ولا أصدق اني لن ارى احمد ثانية ولا انه انتحر وترك كل ذلك ورائه .اشعر برهبة كبيرة وخوف ،اني اُستلبت وأنه لا يوجد وميض في العالم أجمع للاستمرار في الحياة ،بفقر شديد في المعاني وغضب وغيظ.هل فاز هكذا هؤلاء الجهلة السفلة ؟كانت هذه اول مرة أفكر في الانتحار أن أفتح باب السيارة وارمي نفسي في النهر .لقد جدفنا سوية ويجب ان ننتحر معا لكني رأيت شبح امي خلف النافذة وهي تواصل الهمس في الفراغ " ارحل إلى حيث لا يجدك أحدا " وللحظة لم أعي من انا ولا ماذا أفعل؟ أنه حلم اجهل نهايته .اجهل رحلته في رأسي. لم يفديه اي شيء لا دفئنا ولا كتابته ولا اي شيء .كتاباته كلها معي ساقراها جميعا ساقراها دوما لاتذكرك واعرف هذا الجحيم الذي كان يحيا به .هذا العالم المتفجر في رأسه سينام الان ويرتخي في العدم.
#السعيد_عبدالغني
#elsaied_abdelghani
لينك الرواية:
https://foulabook.com/ar/book/%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%81%D8%A7%D8%B1-pdf



#السعيد_عبدالغني (هاشتاغ)       Elsaied_Abdelghani#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أترى ريا تكوّن بلا خشية ولا خوف الخواء؟
- شذرات الذي خلى واختلى
- مختارات شذرية ل السعيد عبدالغني
- المذاهب الفنية_ السريالية_السعيد عبدالغني
- سرديات عزازيل 1
- في البدء كانت الغربة، والذات كانت الغريم
- فن الشيطان ، تاريخ مصور شيطاني مبهج ل عايدة أمواكو ترجمة الس ...
- مناقشة ومراجعة كتاب ثلاث نظريات في الجنس لفرويد
- ما هي سينما الموجة الإيرانية الجديدة؟
- ما هي الموجة البرازيلية الجديدة في السينما-سينما نوفو-؟
- الموجة الفرنسية الجديدة في السينما
- الموجة التشيكوسلوفاكية الجديدة وفيلم الإقحوانات لفيرا تشيتيل ...
- الشيطان في رواية الجوكر العربي ل السعيد عبدالغني
- فن الخط، يتبع ما يقوده أو مفهوم line art وتاريخه- ميغان كورس ...
- أنا اللئيم الذي عرف حده ولانهائيته
- الاغتراب عن السماء والأرض واللغة
- مختارات من ديوان شِعرائيل
- لينكات لكل ما كتبت-60- كتابا، السعيد عبدالغني
- تاريخ الأورجازم 1
- قراءة في كتاب اللاهوت لعبدالجواد ياسين 1


المزيد.....




- القضاء الأمريكي يحكم على مغني الراب -ديدي- بالسجن أربع سنوات ...
- محمد صلاح الحربي: -محتاج لحظة سلام- بين الفصحى واللهجة
- سياسات ترامب تلقي بظلالها على جوائز نوبل مع مخاوف على الحرية ...
- مئات المتاحف والمؤسسات الثقافية بهولندا وبلجيكا تعلن مقاطعة ...
- ساحة الاحتفالات تحتضن حفلاً فنياً وطنياً بمشاركة نجوم الغناء ...
- انطلاق معرض الرياض الدولي للكتاب 2025
- انطلاق معرض الرياض الدولي للكتاب 2025
- لا أسكن هذا العالم
- مزكين حسكو: القصيدة في دورتها الأبدية!
- بيان إطلاق مجلة سورياز الأدبية الثقافية


المزيد.....

- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - السعيد عبدالغني - فصل من رواية الكفار ل السعيد عبدالغني