أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - السعيد عبدالغني - قراءة في كتاب اللاهوت لعبدالجواد ياسين 1















المزيد.....

قراءة في كتاب اللاهوت لعبدالجواد ياسين 1


السعيد عبدالغني
شاعر

(Elsaied Abdelghani)


الحوار المتمدن-العدد: 7163 - 2022 / 2 / 15 - 17:41
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تختلف التصورات عن كل شيء بين الأشخاص ولما كان التصور عن المطلق مختلفا بالخصوص لأنه مفارق في جميع الأديان بالمعرفة الكلية والقدرة الكلية أو على الأقل أكثر من الشكل البشري معرفيا وقدرة، كان التصور عنه مختلفا على مدار التاريخ، الأديان، الأشخاص، النبوات الآداب، سواء كان إبراهيميا أو لا.
يختلف تصور المطلق على حسب الهوى ،المعارف، التدين، النبوة، الظروف الاجتماعية ، السن، الذات ومخيلتها، قدرتها التعبيرية والعقلية لذلك كانت صور الإله مختلفة على مدار التاريخ سواء في الصورة الإبراهيمية أو غيرها، على حسب الحاجة أحيانا لاستخدامه وعلى حسب تسيسه وعلى حسب الفهم للنص المقدس في هذا الدين أو ذاك.
وإن تجريد الذوات من المنفعة الذاتية النفسية أمر غير منطقي في التصور الذي يشبعهم. "كان للإله المحب والرحيم علاقة صحية قوية بتقدير الذات وقلق الصفات. من المفترض أن يعكس الارتباط السابق حقيقة أن الأفراد الذين يؤمنون بأن الله محب يؤمنون بأن الله يحبهم ؛ ربما يعكس الارتباط الأخير حقيقة أن الإيمان بالله المحب والرحيم يوفر إحساسًا بالأمان الشخصي."
و تختلف بين متبعي الدين الواحد وبين متبعي المذهب الواحد وتختلف حتى في أذهان المنكرين لوجوده فهو أنكر إلها معينا. "فالتصور إذن ليس اختراعا للوجود بل ابتكار ماهيات بالصورة الذهنية المجردة حاضرة بالزمن اللا حسي أو اللا زمن حسيا، الهدف من خلق وابتكار هذه الماهية هو لافتراض عالم يقبل بقوانين الوجود من غير حضورها المادي للوصول إلى نتائج من خلال تفاعل الماهية المبتكرة هذه مع حال التجاوز هذا، وخلق معالجة أو صنع وعي خاص بحالة معين أو موضوع يجب أن يمتحن تحت قاعدة هل يمكن أو لا يمكن."
وهذا أن جميع الصور المتخَيّلة هي صور من تطاحنات ليست خارج العالم وخارج معطياته وأبعاده، فهي تركيبات وتجريدات مختلفة. فالعقل لا يمكنه التخييل والتصور إلا بموجود.
"التصور البصري القدرة على تكوين تمثيلات عقلية لمظهر الأشياء ومعالجة تلك التمثيلات في العقل"
ويتم أخذ هذه التصورات التي يعالجها الأشخاص عن طريق اللغة والمرئي والمسموع وعلى مستويات الحداثة أو البدائية بتدرجاتها، العجز أو المتوق له لتحقيقه، فإله المتسلط غير إله العبد وإله الانسان البدائي غير إله هذا العصر. فالمعارف والعلم يُستخدَموا لتغذية التصور أو تشويهه عنه. و على المستوى اللغوي إله الشاعر غير إله المتحدث لأنه أقرب الأشخاص للغة وأقربها على استخدامها.
فسيولوجية التصور
وليس المطلق في أغلب التصورات يمكن أن يُحَد بل هو سائل ولكن سائل بعد حد العظائمية والتضخيم لكل ما هو فوق الإنسان. كان المطلق يؤخذ في التصور القديم في مصر القديمة، بشكل بدائي من أدوات البيئة المحيطة ويُرمَز له. أما مستوى المطلق في درجة القدرة والمعرفة والفوقية والقوة كان يؤخذ من رمز بعيد مثل الشمس في رع واختلف الإله الخالق في شتى الميثولوجيات و اختلفت القصة بحسب سوسولوجيا البيئة الجغرافية. والاجتماع شبه الغالب كان أن المطلق بشتى صوره مفارق القدرة والمعرفة.
يصور الإنسان أو يعتمد مهما كان حداثته ومؤمنا على مقدار ضعفه الذي يزيله مع مطلقه. يعزى ذلك إلى عدم وجود معنى يعتمد عليه خارج هذا المتن الإلهي أيا كان، فنفيه سيُحدث اضطرابا شديدا وفوضى كما أن كل المؤسسات المفاهيمية المطروحة هي مؤسسات بلا ماوراء. والماوراء حيز أساسي للذات فهي تريد من يُقنعها بوجودها فيه، هذا بتجريد البيئة والمدركات الدينية والتأويلات الدينية له في تاريخه النفسي كله. فالاعتماد على الوجود كحيز معنائي فقط لا يكفي الإنسان في أغلبه.
وهذا لسببان:
• لا يستطيع المتديِن في أغلب تصوراته النفعية تذوق الجماليات الوجودية أو البصائرية الفنية، الشعرية.. إلخ، لا الدينية في درجته الآنية بشكل مغرِق ومستغرِق لأن جهاز الاستشعار لديه مؤصل بحدود ومعايير أخلاقية مُستسقاه من نوعية دينه الحالي.
• ولا يمكن نزع التأليه وبعده التدين من الذات في حرياتها لأن هذا التدين جهاز مفاهيمي كامل، يحيا به عالمه أو نسبة كبيرة أو قليلة، والحرية الحديثة تجاوزت مفاهيم التقديس والتدنيس والسخرية والاستهجان لأي شيء.
• عدم توفير معنى جاهز، حتى ولو كن المعنى الديني وهميا.
أجهزة التصنيف
الدين كأصل تاريخي
الدين مشارك أساسي في مفهوم العالم، بحكم النظرة التاريخانية والأركيولوجية للأفكار، وتنحية ذلك أو إنكاره ليس منطقيا أو عادلا. لكن شموليته على الأبعاد الأخرى أيضا غير منطقي، وسيتضح ذلك فيما بعد.
لكن الفَرض وليس الفَرض أقصد السلطة التي تفرض فقط، بل أن الدين بُعدا في المجتمع وبُعد أصيل مع الأبعاد النفسية لكل دولة وخصوصيتها. والفرض ليس في استخدام السلطة للدين فقط، الفرض في وجود المتن الذي يسمح باستخدامه. فلا يمكن استخدام روايات ستيفن كينج وبها رؤى بصرية وماورائية لسبب بسيط وهو عدم احتوائها على متن لذلك. وليس هذا دفعا أن المتون السلطوية المرِهبة موجودة في الأديان فقط، بل في أشكال أخرى كثيرة، لتجربة هتلر وتجربة ستالين مثل هذه التجارب، لكن هتلر أفكاره لا تتعدى زمنه لأنها ليست لها ارتباط ألوهي مقول من جهة المتديِن. فالتفكيك الذي أقوم به متمحور حول الدين لأنه ممتد زمنيا.
ليست الأفكار حكرا على أحد، بمعنى أنه لا يمكن لمؤمن عدم استخدام منطق برتراند راسل لأنه ملحدا ولا يمكن لملحدا عدم استخدام فكرة لابن عربي لأنه مؤمنا بشكل من الأشكال. محاولة خلق انفصام بين الدين وغيره والقطع الكامل والإرادة الكاملة محاول دوغمائية.
ولكني أفهم هذه الدوغمائية بنظرة تاريخية للذات تلك، من قمع من الجهتين، أو ملأ كامل لا دخل له فيه من ناحية الدين وإفراغ كامل من نواحي متعددة منها الثورة ومنها الزيف ومنها أشكال أخرى، لكن هذا ليس على مستوى الأفكار.
الأفكار يمكن أن أتداولها أنا وأنت بينما المشاعر لا، ولا يمكن تجريد الإنسان من مشاعره ومن نوازع مشاعره في تكوين أفكاره لكن لا يمكن قبول هذه النظرة التاريخية إن تم التعدي على آخر من أي طرف بحجة قمعه النفسي السابق وملئه من الطفولة بهذه الأفكار أو تلك.
وهذا الأمر لا تحدده الأفكار كحد أول ومعالجة بل القانون، لأنه يُنهي حيوات أناس كما حدث في التاريخ العربي.



#السعيد_عبدالغني (هاشتاغ)       Elsaied_Abdelghani#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأملات في الخيال الخلاق
- المخرج الياباني ناغيسا أوشيما، العنف كورث شاعري
- المخرج الهنجاري بيلاتار وشعرنة كل شيء
- مختارات من ديوان_أطلال العدم_ للشاعر السعيد عبدالغني
- بعض سرديات مناماتي السريالية
- فصل من رواية الجوكر العربي -أرض الشياطين_
- نيتشه كان مهندس معنى
- جدارية إلى بائعات الجسد
- خلوت من نفسي، ولم أمتلىء بنعت ، إذ كنت وحدي
- مسني الضر فصلي لي للمجدلية التي أحلم بها دوما تصرخ على العال ...
- البورتريهات الديستوبية لشخوص نوال السعدون _ السعيد عبدالغني
- اللدن
- مختارات من ديوان العدم والديستوبيا والابكاليبس
- صوفيات الزهد في الذات والإرادة في الله
- مختارات من ديوان - ما بعد كل شيء-
- الاكتشافات النفسية المتطرفة في المجموعة القصصية -محيطات التي ...
- كلامي بُد أحجية وخَدش كونية
- لوحة الملاك الساقط ، الكسندر كابانيل
- الوحوش جميعهم بشر، الالهه ، الطيوف
- الصادح


المزيد.....




- الأردن يحذر من -مجزرة- في رفح وسط ترقب لهجوم إسرائيلي محتمل ...
- روسيا.. النيران تلتهم عشرات المنازل في ضواحي إيركوتسك (فيديو ...
- الرئيس الصيني في باريس لمناقشة -التجارة والأزمات في الشرق ال ...
- بوتين يأمر بإجراء مناورات نووية رداً على تصريحات غربية وصفته ...
- المكسيك تحتفل بذكرى انتصارها على فرنسا عام 1862
- ماكرون يؤكد لشي أهمية وجود -قواعد عادلة للجميع- في التجارة
- المفوضية الأوروبية تسلم مشروع الحزمة الـ 14 من العقوبات ضد ر ...
- الإعلام العبري يتحدث عن -خطة مصرية- بشأن أراض فلسطينية وموقف ...
- المتحدث باسم القبائل العربية: مصر لن تتورط في -مهمة قذرة-
- أوكرانيا.. مهد النازية الجديدة


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - السعيد عبدالغني - قراءة في كتاب اللاهوت لعبدالجواد ياسين 1