أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - السعيد عبدالغني - الشيطان في رواية الجوكر العربي ل السعيد عبدالغني














المزيد.....

الشيطان في رواية الجوكر العربي ل السعيد عبدالغني


السعيد عبدالغني
شاعر

(Elsaied Abdelghani)


الحوار المتمدن-العدد: 7214 - 2022 / 4 / 9 - 11:05
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ارتحل الجد في الصباح الباكر بعد وداعه من الجميع إلى هذه الأرض المظلمة، أرض الشياطين، التي لم يذهب لها سابقا ،لكنه يعرف الدرب إليها. لا يخاف الجد من أي شيء فقد كان محرم على كبار تلك العوالم الموت، فقط يستطيعوا أن ينتحروا. إنه يبحث عن إبليس الميثولوجي، إبليس الأول ليحدثه إن كان سيتعاون معه فهو أكثر من يكره تلك الأرض وأبنائها. دخل الأرض الحمراء المليئة بالكريه بأنواعه. إنه يتقزز من تلك الفظائع الموجودة والدم الكثير والخراب ولكنها أرض دائرة فيها الموسيقى دوما. مشت ورائه الشياطين وتجلى له إبليس أمامه. إبليس شخصية بوهيمية مجنونه بقرونه الطويلة اللولبية،كان يردد بلحن ما، يردد ويتحرك كانها تسبيحاته
وقال: شممتك منذ دخلت أرضي. أنا منبوذ ليس من الإنس لذلك أشعر بوجود من ليس من جنسي.
كان الجد أول مرة يراه، يعتقد أن له هيبة غاضب.وعزى ذلك أننا في اخر الزمان، أنه وقت اندثار كل شيء، وقت فراغ العالم للسكون. الشيطان مخلوق غريب بالنسبة له. عيناه فلك أحمر وخلفهما ألم دفين لا ينوخ أبدا. كان يشعر بأنه يتآكل. لغته ثقيلة ولقائه قادم لامحالة ولا شيء يواريه من قدره. حولهم الشياطين مهادنة أذنهم للسمع بكل الطرق كأنهم يحرسون غضبهم من الزوال ويريدون أي شيء يثيرهم له. ما في أمعاء عقلك أيها الشيطان؟ إنك أخبث من خلق وأكثف غموضا شعوريا. لغته كلها شاعرية وموحية بشكل بالغ. من يطغى شره على خيره يكن أقرب إلى الاستمتاع بالعالم ولكنه لا يحسه كذلك. إن شره يؤلمه ولا يستطيع التخلص منه. عصى الشيطان الله لكي لا يخون وجده، عصاه غلبة على قلبه، عصاه ليحمي جماله من الإنسان لكي لا يكشف ألمه وسره.
كان يردد بشدة و بلا توقف
"تنادي
والمنَادَى الهاجر يستكره زلفاك
ويستحب غيرك
فأناى لعل الروح تطيب بالبعاد.
نذرت ذاتي له فنذر كله لغيري.
خذلك من كوّنك ومن دمّرك
من رآك ومن حجبك
خذلك من خلقك ومن خلقت.
احزم جمعك لوحدته
واغفر له احتجابه
وإعلانه لمفارقة حرمك
هو معشوقك المكبوت فيك
ومدرَككَ الأنقى.
لتفنى العوالم وتُستَحدَث
فوجودي سيظل عبث."
كانت الأرض مشتعلة بالأخبار في كل الصحف عن هذه الأرض الخيالية التى يوجد بها جميع المكبوت، هناك من يكذب وهناك من يصدِق وهناك من يعدها ميتافيزقيا علمية لكاتب. هناك رجال اعمال كبار يريدون السيطرة على هذه الارض وقد استخدموا بعض العلماء لذلك. وتعاونوا مع المنشقين من أرض عبقر بعد تدميرهم لجزء كبير منها
قال إبليس :ماذا اتى بك الى هنا؟
قلت: جئت طالبا مساعدة
قال : هل تطلب مساعدة من شيطان ؟
فقلت: إنهم الارض وأهلها وأنت تكرههم ،هم من أهبطوك يا طريدا
تبشر وجهه و قال : قل الخدمة ما هي؟
فقلت : إنهم يريدون السيطرة على أرضي وأريد مساعدتك في حربي معهم. أنا اخطط ولكني لم اكمل خططي بعد.
فقال : أنا معك حتى نعذبهم اكثر هؤلاء البلهاء الفانون، لأطلق الخريف في جنس الكون كله، أنت تظن أني بلا شرف، أرى هذا الخوف في عينيك بعيدا ، لكن لا تقلق
فقال الجد:أعترف أني خائف من نواياك، تاريخك أسود مع الوعود والعهود ولكني لم أتِ للتحدث في ذلك، هذا شأنك مع الواحد
كان الجد خائف على أرضه ولم يكن سيتحالف مع الشياطين أبدا. لم يكن أن يتخيل ذلك يوما لكن أرضه تتعرض للتهديد بالرواح والفناء وهو يجب أن يدافع عنهم. كان فقط يريد أن يحميها من هؤلاء المنشقين ومن هؤلاء الأرضيين الملاعين الذين لا يتوقف توقهم للمعرفة ولا شهوتهم للدمار. كان يعلم انه لن يتحالف مع أهل الارض أبدا. لن يوافق إلا على دمارهم. لكن الجد لم يكن يريد تدمير أهل الارض جميعهم بل تدمير هؤلاء الذين يريدون القدوم فقط.ولكن الشيطان يريد تدميرهم جميعا. إنه يتوق لذلك.الجد يريده أن يساعده بالوسوسة والغواية وبجبروت خوفهم منه فإن تدمرت الأرض كلها لا قيمة لأرضه. ماذا ستعكس ؟
الجد كان قلقا من تحالفه مع الشيطان فهو لا يثق به مطلقا ولا يثق في نواياه ولا في مكبوته ولا يعرف مدى فعله ماذا سيفعل؟ فأفعاله غير متوقعة ونفسيته ملغزة و معقدة.
كان الهدوء يعم الأرض جميعها ولا يعلم ماذا حدث حتى تحدث هذه الجلبة في كل مكان. العوالم مرتبطة ببعضها بحبكة غريبة وأي قلق في أحدهم يؤثر على العالم الآخر. نطفة الثورة حالكة المصير.
وهو يمشي كان يردد الشيطان" أنا أكثر من فنى بك عندما رفضت أن أشرك بالسجود، كنت أخفى الرغبة فى قتل آدم فى لحظتها واستغربت من الرغبة، لم أكن أريدك أن تخلقه حتى ولا أن تتحدث معه، أنت لي يا الله فقط، إنه حب الفانى فى المفنى، آه لو تفهم يا الله ذلك .
كان لدي يقين من أن الافتراق عنك هو اليقين العشقي، كنت أريد أن أختبر ذتي من أني لم أعبد سُدى، وأن ما وجدته من ظلمة بداخلي حققت فيّ حقيقة الابتعاد عن النور
"بحق صلاتى إليك منذ خلقتني
افني آدم وذريته
بحق نيران غضبي الصائبة الأسباب والعلل
لانى سابطل كونهم
واعطش فرجهم
وادنس باطنهم
ولن اعدل فى شري عليهم
أنا الفاجر الكلي وفى فجري قوتي
اتركهم بدون عونك
وستجد أنهم سيلعنون وجهك
أنا وذريتي عبيدك
مخيلاتهم بيوت دعارة
لم لا تَعدِل بين شري وشرهم
بين دنسي ودنسهم
وترفعهم عني
يا ولي شري .
لينك الرواية:
https://foulabook.com/ar/book/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%88%D9%83%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A-pdf



#السعيد_عبدالغني (هاشتاغ)       Elsaied_Abdelghani#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فن الخط، يتبع ما يقوده أو مفهوم line art وتاريخه- ميغان كورس ...
- أنا اللئيم الذي عرف حده ولانهائيته
- الاغتراب عن السماء والأرض واللغة
- مختارات من ديوان شِعرائيل
- لينكات لكل ما كتبت-60- كتابا، السعيد عبدالغني
- تاريخ الأورجازم 1
- قراءة في كتاب اللاهوت لعبدالجواد ياسين 1
- تأملات في الخيال الخلاق
- المخرج الياباني ناغيسا أوشيما، العنف كورث شاعري
- المخرج الهنجاري بيلاتار وشعرنة كل شيء
- مختارات من ديوان_أطلال العدم_ للشاعر السعيد عبدالغني
- بعض سرديات مناماتي السريالية
- فصل من رواية الجوكر العربي -أرض الشياطين_
- نيتشه كان مهندس معنى
- جدارية إلى بائعات الجسد
- خلوت من نفسي، ولم أمتلىء بنعت ، إذ كنت وحدي
- مسني الضر فصلي لي للمجدلية التي أحلم بها دوما تصرخ على العال ...
- البورتريهات الديستوبية لشخوص نوال السعدون _ السعيد عبدالغني
- اللدن
- مختارات من ديوان العدم والديستوبيا والابكاليبس


المزيد.....




- تحويلات المصريين بالخارج تقترب من 30 مليار دولار خلال 10 أشه ...
- ربما تم إنشاؤه بالذكاء الاصطناعي.. ما حقيقة فيديو قصف إسرائي ...
- تراث أصفهان الفارسي والمواجهة بين إيران وإسرائيل
- غضب في مدينة البندقية على حفل زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز
- يسمع ضجيج القنابل قبل صوت أمه.. عن طفل رضيع في مستشفيات غزة ...
- -فائقو الثراء- في ألمانيا يمتلكون أكثر من ربع إجمالي الأصول ...
- صحيفة روسية: هل هناك من يستطيع تزويد طهران بالقنبلة النووية؟ ...
- ترامب: يمكن للصين مواصلة شراء النفط الإيراني
- فيتنام تحاكم 41 متهما في قضية فساد بقيمة 45 مليون دولار
- صحف إسرائيلية: هدنة ترامب تريح طهران وتنعش مفاوضات غزة


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - السعيد عبدالغني - الشيطان في رواية الجوكر العربي ل السعيد عبدالغني