أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - مقدمة في التربية الأولية وعلاقتها بالنظرية الأجتماعية العامة














المزيد.....

مقدمة في التربية الأولية وعلاقتها بالنظرية الأجتماعية العامة


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7223 - 2022 / 4 / 19 - 23:51
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


التربية الأولية هي مجموعة ما يقدم للفرد الطبيعي من قيم ومعارف وأحكام تتداول داخل نطاق المجتمع على أنها صورة حقيقية تعكس واقعه وتفكيره دون أن يحتاج الفرد إلى منهج أو دعوة للتلقي ,فهي تجسد المعرفة التداولية بجميع أصنافها والتي سينشأ عليها العضو الأجتماعي كحياة يومية دون حث أو حض أو تلقين , فهو يتلقاها كما يتلقى الهواء والغذاء ولن يحتاج فيها إلى مدرب أو معلم يشرح أو ينقل مبادئها أو خطوطها العامة, هي تنتقل للفرد لمجرد أنه عضو متواجد في المجتمع ويعيش حركته التفصيلية, وتتصف التربية الأولية بصفتين الأولى أنها غير قابلة للتحكم بها بموجب قواعد منضبطة لسبب لو تم السيطرة عليها بهذا الشكل تتحول إلى التربية المختارة التي تحتاج إلى رؤية ومنهج وهدف ,والنقطة الثانية أن التغيرات التي تحدث في شكلها ومواصفاتها تتحرك تبعا للقيم العليا الخالقة والمخلوقة من وإلى حركة المجتمع وعلى قدرة المجتمع بالتغيير, فهي أذن غير مستقلة بذاتها ولا متشابها في نسقيتها بأختلاف الزمان والمكان وأيضا غير ثابتة بالضرورة .
من الضرورات الأجتماعية أن يتم الأهتمام بهذه المقدمات وخاصة في المراحل الأشد ألتصاقا بصياغة الشخصية الفردية بالتربية الطبيعية وهي الفترة الممتدة من الولادة ولحد عمر التأهيل التربوي الرسمي ويشمل ,:
• العلاقات الأسرية بين الأزواج والأبناء ومراقبة أن لا تتخلل هذه العلاقات أو لا يسمح أفراد الأسرة أن تدخل مفردات تربوية مضرة وتزرع أساسيات الأنحراف مثل الكراهية والحرص والانانية وعدم الأستقرا في العلاقة البينية لما تتركه من أثر عميق ومهم وخطير على تبني العضو الاجتماعي الجديد لهذه المقدمات لاحقا من خلال اللا وعي المسترد سلوكيا .
• علاقات ما بعد الأسرة والتي تمثل الأخطر في السلسلة التربوية وهي الأسرة الكبيرة وتشمل الشارع بيت الأجداد والأعمام والأخوال والأصدقاء , وأيضا تشمل ميادين الترفيه والتسوق واللعب البرئ وعلاقات الطفولة التي تنشأ وتنتهي بوقتها , هذه الناحية هي الأشد وقعا في أعادة ترتيب المقدمات للكفل الحدث وخاصة عندما تدعمها برامج التلفزيون والألعاب الأليكترونية الموجهة وغير الموجهة .
• الفترة الأنتقالية من نمط التربية الأولية للمرحلة الثانية من أنماط التربية وتيسمى التربية التعليمية الإرشادية وهي التي تتولى الجانب الواعي من مأخذ التربية ووفق أنساق وبرامج ومحددات تربطها رؤية أساسية وسابقة تتضمن زرع محددات على أمل الحصول على نتائج أيضا محددة ولكن بالحدود التي تتراوح بين سقفين , وتمتاز هذه المرحلة بالذا بأمتزاج التربية السلوكية بالتعليم السلوكي وهي الفترة الممتدة من سن اربعة إلى خمس سنوات ولا تنتهي بحدود معينة ولكن تقل التأثيرات التعليمية في حدود منتصف العشرينات ,هذه المرحلة التي تكتسب الكثير من الرسوم والأيحاءات والخزين الذاكروي الذي سيتفاعل مع أوليات الى وعي التعليمي ويضبطها أو ينضبط بها حسب قدرة التوافق بين الأولى والثانية على الأنسجام أو التضاد .
من خلال الملاحظة والدرس الذي أجري على الكثير من الأفراد ومن ملاحظة السلوكيات النتضجة وربطها ببعض المذكرات المدونة والذكريات الشخصية والمعطيات التحليلية ,تؤكد الدراسات العلمية أن التربية الأبتدائية تشكل ما نسبته بين الـ 50 إلى 60 بالمئة من أنماط السلوك العامة , وهو مؤشر مهم وخطير خاصة مع صغر الفترة الزمنية التي لا تتعدى في أحسن الأوال من 8 إلى 10 بالمئة من عمر الإنسان إن لم تتجاوز 12% بشكل عام .
هذه النتيجة تؤشر لنوعية المنطق النظري للتربية الجتماعية الأولية من أنها الركيزة الأهم في حياة الفرد أجتماعيا ومن ثم إنسانيا وهنا نركز على مسألة حماية المقدمات من أسباب الأنحراف أو الميل نحو السلبية العادية والمتطرفة والتي تتشكل منها الأنانيات والميل السلوكي الفردي والذاتي الذي يمهد لكل حالات الكراهية والفشل والأحباط والتوتر , وبالتالي كل حماية نقدمها لعذه المقدمات ستنصرف تراكميا على العلاقات الأجتماعية السائدة والتي أيضا ستتأثر بنفس النتائج سواء كانت سلبية أو إيجابية لتؤسس لنمط أخر متطور منها .
كذلك حماية فترة الطفولة وما يقدم فيها وما يتعرض لها الفرد الأجتماعي سيحمي المجتمع من النكوص والأرتداد نحو قيم لا تتماشى مع منطق التطور الزمني للإنسان في الوجود , وأيضا يصعب من المرحلة اللاحقة المسماة التربية التعليمية فيأعداد قادة ونخب وكوادر أجتماعية قادرة على تحديث الرؤية الكونية الأجتماعية وقيادة عمليات التحول والتطور في مختلف أوجه الحياة , تلك النتيجتين هما عماد النظرية الأجتماعية الحديثة التي تعتني بزراعة القيم والمحددات الخالقة والصانعة للوعي في المراحل الأولى من حياة الإنسان والأستمرار في تنميتها وتطويرها لتراف الفرد الأجتماعي في رحلة الوجود . وقيل قديما في أمثال العرب التعليم في الصغر كالنقش على الحجر , ثابت وراسخ وباق دون أن يتأثر قليلا بالعوامل الزمنية والبيئية .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الديمقراطية التوافقية ماهية الإشكالية وجوهر المشكلة
- وحدة الخالق ووحدة المخلوق ح2
- وحدة الخالق ووحدة المخلوق ح3
- وحدة الخالق ووحدة المخلوق ح1
- مسار تصحيح العلاقة التاريخية الوجودية بين الإنسان وربه
- كان ما هي الحدود التي يمكن تصورها لهذا العالم ؟,
- الأنسان بين المقدر له والمقدر عليه
- حلم العودة الى الجنة
- التغيير الفكري الديني ... عوامل موضوعية وأستحقاقات ذاتية
- التحولات الاولى في قضية الايمان بالدين وتطور مفهوم العقيدة
- الأسئلة الأولى قبل الفلسفة
- القداسة بين النص والناص
- الدين في لعبة الإنسان الأنانية
- وهم غودو الديني
- هل الدين قابل للديمقراطية كمقهوم تواصلي؟
- مقارنات في شكلية الأساطير ومصدرها
- أسطورة الخلق الأولى في الثقافات القديمة
- التدين والاخلاق الاجتماعية اولوية أم تزاحم؟
- الدين خيار بشري فطري ح3
- الدين خيار بشري فطري ح1


المزيد.....




- قضية مقتل فتاة لبنانية بفندق ببيروت والجاني غير لبناني اعتدى ...
- مصر.. تداول سرقة هاتف مراسل قناة أجنبية وسط تفاعل والداخلية ...
- نطق الشهادة.. آخر ما قاله الأمير بدر بن عبدالمحسن بمقابلة عل ...
- فشل العقوبات على روسيا يثير غضب وسائل الإعلام الألمانية
- موسكو تحذر من احتمال تصعيد جديد بين إيران وإسرائيل
- -تهديد للديمقراطية بألمانيا-.. شولتس يعلق على الاعتداء على أ ...
- مصرع أكثر من 55 شخصا في جنوب البرازيل بسبب الأمطار الغزيرة ( ...
- سيناتور روسي يكشف سبب نزوح المرتزقة الأجانب عن القوات الأوكر ...
- ?? مباشر: الجيش الإسرائيلي يعلن قتل خمسة مسلحين فلسطينيين في ...
- مصر.. حكم بالسجن 3 سنوات على المتهمين في قضية -طالبة العريش- ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - مقدمة في التربية الأولية وعلاقتها بالنظرية الأجتماعية العامة