أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - مسار تصحيح العلاقة التاريخية الوجودية بين الإنسان وربه















المزيد.....

مسار تصحيح العلاقة التاريخية الوجودية بين الإنسان وربه


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7220 - 2022 / 4 / 16 - 19:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من أولى مهام الفكر الإنساني الحر في هذا الوقت وخاصة في جانبه المتعلق بروابط الانتماء للسماء هو تصحيح العلاقة التاريخية الوجودية بين الإنسان وربه التي تحتويها كلمة ومدلول ومفهوم الدين, ووجوب التفريق بينه وبين مفهوم الملة والمذهب والطريقة وأعادة نسبة الأول لله والثانية لمن أرادها كذلك وبذلك ينجح الفكر من تحصين الحد الفاصل بين ما هو رباني وبين ما هو بشري , عند ذلك ندعوا الناس لأن تختار أو تمتنع حسب الحرية الممنوحة أصلا لهم بين أن يكونوا مع الله أو يكونوا بدونه وحتى لا يخلط البعض بين هذا وذاك بدون علم ولا كتاب منير.
إن التداخل والخلط واللبس الذي حدث بين ما هو رسالي وبين ما هو مذهبي مللي طوائفي قد عمق الشرخ الروحي بين الإنسان والسماء وتداخلت المفاهيم وكل يدعي احقيته في الرسالة دون غيره ,فأضحى التفريق صعبا والتمييز محالا بين ما هو حقيقي وما هو باطل ودوم معيار واضح بين الأثنين , إن أي قراءة تنفرد باسم شخص أو كيان أو رؤية للدين تخرج الرسالة من طابعها الإنساني العام المطلق لتنحاز لما هو بشري محض وبالتالي تفقد مشروعية الأنتساب لله وأي ميل ولو كان بمقدار ضئيل سوف يجر لانحرافات كبيرة بمرور الزمن وأفتراق حقيقي عن طريق الله , وأن أي تطابق فكري مع مؤديات الرسالة مع تعاظم المدة الزمنية وأمتد الأمد لا يسب بأي خروج عن الطريق الواحد المرسوم للفكر الرسالي ويبقى الإسلام هو ذات إسلام محمد بجوهره الروحي والفكري والعقلي .
من هنا تأت المصلحة الإنسانية اولا التي تحمي الإنسان من الضلال والانحراف والتزييف تحت عناوين فرعية تقود أصلا بطبيعة تكوينها وشكليته للردة عن الرسالة بمعنى القصد في عدم التوافق بين خط الرسالة وخط المذهب مهما حاول البعض التبرير لذلك ,العقل الإنساني قد تعود الإنحراف عن جادة الخط الواحد بتبرير حرية القراءة وتجاوز التقليد والبحث ما بين السطور وهذا حق طبيعي له لكن ليس بعزل الجو الموضوعي لأصل فكرة الرسالة عن النص الديني وتبني مخرجات وتعليلات تؤدي إلى التناقض ولو التزم القراء المتمذهبون بأحقية القصد الرسالي من النصوص لما خرج علينا هذا الكم الهائل من المتناقضات الفكرية تحت عناوين الأجتهاد والرأي .
إننا اليوم لا ندعوا أحد لتصحيح خياراته المذهبية وليست مسئوليتنا بل علينا ان نعيد الأعتبار للقاعدة الأصلية التي انطلق منها الجميع ويتوحد عندها الجميع لتكون علامة دالة لهم ولنا للمقارنة والقياس بين النتائج التي توصلنا لها ومرادات وقصديات القاعدة الأصلية وهي الوحدة والتوحيد بالنسبة للرب والإصلاح والتعارف واستعمار الأرض بالنسبة للعابد ,ومن ثم علينا أن نحدد نقاط الافتراق ونقاط الأجتماع والجميع وأعادة الصيرورة للوعي بأصل الرسالة والقاعدة الجامعة , عندها يكون موضوع التصحيح طبيعي وفردي ومن دون تخطئة الأخر ولا لومه لأننا جميعا ابتعدنا عن الأصل والعودة لا بد ان تكون جماعية ولا فضل لأحد على أحد .
لم تحدد النصوص الدينية الرسالية في جميع ما تلقيناه من السماء بالمؤكد المدون نوع وشكلية الإيمان على وجه ملزم قهري أستبدادي إنما كل ما ورد كان تحضيضا ودعوة طوعية أساسها حق التدين لمن أراد التوجه بعقله للسماء ,وهذا حد من حدين مرتبطين بنتيجتين مماثلتين بعدم وجود الخيار الثالث , الإيمان له جزاء ومثوبة والتخلي له جزاء ومثوبة ولا يمكن الخلط بين الأثنين لا في المقدمات ولا في النتائج المتوقعة , لذا انقسم الوجود بين عالم مؤمن وعالم كافر ليس على أساس حقيقة ما تم بل على أساس ظنية النتائج بالقياس لما في كل منهم من حدود .
إذا التقسيم البشري المعتمد اليوم بين الناس ليس تقسيما بما سيكون بل بما هو كائن وظني وافتراضي دون أن يكشف الله لنا أو لغيرنا ماهية النتائج التي سجلت لديه وهل ما هو كائن من تقسيم مطابق لإرادته لذا يبقى شعار (لا يزكي الأنفس إلا الله) هو المعتمد الواقعي والذي عليه التعويل والبناء, وبالتالي فكل دعوة بشرية للتفريق بين الناس لا تستمد حقيقتها إلا من الظاهر الذي لا يمكن الوثوق به لأنه يبقى ظاهرا حسيا غي متعلق بحقيقة الأنتماء لله , وعلية لا يمكن الجزم لأحد لا من هذا المعسكر ولا من ذاك الزعم بنتيجة غيبية وإن كانت هناك محددات ظاهره الهدف منها ليس التزكية الحقيقية بل للتفريق في مسائل حكمية ووضعية عملية لا تتعلق بالثواب الأخر .
كما لم يمنح الرب حق لبشر أن يصنف الناس وفقا لمعايير هو من احتفظ بها للضرورات المسماة بضرورات الكشف والتقدير والتي يسميها البعض من رجال المؤسسة الدينية الابتلاءات الاختبارية والتي لا يعرف عللها ولا مقاديرها ولا كيفية إدارتها والنتائج منها وبها إلا الله , هنا أيزعم بهذا الخصوص لا يمكن الوثوق به إلا من كان على صلة تامة وجادة وحقيقية مع علم الله وبالطريق الموصوف من خلال الوحي أو الأخبار المباشر وهذا الصنف من الخيارات لم يعد متوفرا ولا من مدع له , فكيف يمكن لأحد أدعاء العلم مع أدعاء غلق الباب عليه .
إن ما هو منتشر الأن وفي الماضي ولا يمكن التوقع في المدى الزمني المنظور من الزعم بوجود عالمين محددين منقسمين على أساس العلاقة مع الرب بين عالم مؤمن مخلص الإيمان سيكون هو من يملك الرضا والفوز ومحدد بالهوية والكينونة وبين عالم مناقض له أو متناقض معه وأيضا محدد بالهوية والكينونة مجرد تخمين وأستهزاء حقيقي بإرادة الله وقصدياته من الرسالة أولا ومن الخلق أصلا , ويبقى في حدود الوهم والخيال الظني وكل دعوى تنطلق من هذا المحدد سوف لن تصيب الحقيقة وتعتدي على الإنسان أولا وعلى الرسالة بالنتيجة.
فك الأرتباط بين المذهب والرسالة في صورتها الأولى والعودة في الحكم للعقل الراشد يكشف لنا حجم الخديعة الكبرى التي نحن ضحيتها وأبطالها حكام وسلاطين ومرتزقة كتبوا التاريخ والسير بثمن دينهم الذي باعوه بدراهم معدودة، عليه يكون نفض التراب المتراكم عن صورة وحقيقة الإيمان الأصيل والعودة الروحية لمنهج الرسالة أول ما يقتضي منا تطهير العقل من خرافات الإنحراف عن روح الرسالة وعن سيرة القدوة الحسنة ونبذ كل أشكال السلوكيات التي تفرق ولا تجمع ,وأن نؤمن جميعا وحقيقيا أن من يتولى حسابنا الله وحده فهو من يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور, وأن كل أمرئ مسئول عما يؤمن به ويكسب من هذا الإيمان ,وأن دخول الجنة أو النار ليس بالولاء الشخصي لفلان وعلان وإنما بالقدر الذي يتطابق سلوكنا أو يفترق عما هو مطلوب منا , عند ذلك سوف تنتعش العقول وتتفرغ النفوس لمداراة مسيرتها وتنخرط في عداد المؤمنين حقا الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم وزادتهم إيمانا .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كان ما هي الحدود التي يمكن تصورها لهذا العالم ؟,
- الأنسان بين المقدر له والمقدر عليه
- حلم العودة الى الجنة
- التغيير الفكري الديني ... عوامل موضوعية وأستحقاقات ذاتية
- التحولات الاولى في قضية الايمان بالدين وتطور مفهوم العقيدة
- الأسئلة الأولى قبل الفلسفة
- القداسة بين النص والناص
- الدين في لعبة الإنسان الأنانية
- وهم غودو الديني
- هل الدين قابل للديمقراطية كمقهوم تواصلي؟
- مقارنات في شكلية الأساطير ومصدرها
- أسطورة الخلق الأولى في الثقافات القديمة
- التدين والاخلاق الاجتماعية اولوية أم تزاحم؟
- الدين خيار بشري فطري ح3
- الدين خيار بشري فطري ح1
- الدين خيار بشري فطري ح2
- رغبة الله ورغبة البشر ح1
- رغبة الله ورغبة البشر ح2
- هل من بديل روحي للدين؟
- المسافة بين الدين والتدين والاعتقاد التسليمي ح13


المزيد.....




- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - مسار تصحيح العلاقة التاريخية الوجودية بين الإنسان وربه