أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير - خالد بوفريوا - ست سنوات على الجريمة، و ماذا بعد ؟















المزيد.....

ست سنوات على الجريمة، و ماذا بعد ؟


خالد بوفريوا
صحفي

(Khalid Boufrayoua)


الحوار المتمدن-العدد: 7218 - 2022 / 4 / 14 - 06:23
المحور: حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير
    


ست سنوات مضت ودمه الذي لم يستمتع به إلا جلادوه من داخل المخافر لازال مستعصي الزوال، بل و ينهض بعد كل كبوة أقوى و أقوى من ذي قبل ليقول :
"أنا لم أمت وحدي بل أخذتهم معي وهم أحياء."
بحجة انعدام ’’العنصر الجرمي’’، غُلق و حفظ ملفه من طرف ’’السلطات القضائية المغربية’’، بل و اصطف هو الآخر على جنبات طابور مسلسل من الجرائم الدموية مجهولة الفاعل، الفاعل الذي هو نفسه من تكالب و شارك و خطط و نفذ و تستر و أصدر أوامر الإختطاف و التعذيب و الاغتيال، و أخيراً الدفن على طريق أدهم بن عسقلة و أتباعه، الفاعل الذي ينتظم على شاكلة الهرم، بداية من ’’الأمن’’ و ’’المخابرات الداخلية و الخارجية’’ ثم ’’القضاء’’ و مشاركته، مرورا ب ’’النيابة العامة’’ بالمحكمة الإبتدائية بكل من گليميم و أكادير و كذا ’’مؤسسات الصحة’’، وصولاً إلى ’’إدارة السجن المحلي’’ بويزكارن، و بمعنى آخر و بايجاز:
كل ما يتشكل داخل النسق البيروقراطي الهجين للسلطة الفجة بالمغرب، من أصفاد عنصر ’’القوات المساعدة’’ وهي تكبل معصمي الشهيد صيكا ابراهيم أثناء إعتقاله وأنت تصعد بتأنٍ نحو هرم الرباط حيث الهمس خُلسة (جات من الفوق).
السؤال اليوم : ماذا بعد؟ ماذا بعد تراجيديا شكسبير؟ وأين شكسبير من تراجيديا الواقع؟ فلا ضمير يؤنب و لا روح تُعذب صاحبها! ولا حتى أكباش دفعت لجزار الفداء؟. والنتيجة ؟ كل الجناة المنفدين لجريمة الاغتيال و المساعدين و المشاركين و المشرفين أحراراً لازالوا، بل وتم تسريع ترقيتهم على ذلك النسق الأعرج الذي سلفنا قوله، أما قولهم فلا يكاد يتعدى، بشكل من الفضاضة، سوء الذهن و اللسان :
ليصطف صيكا في طوابير إنجازاتنا بلا مأتم ولا عزاء ولا مدفن جنب محمد عالي ماسك، عبد الرحيم بضري، الحسين لكتيف، سعيد دمبر، حسنة الوالي، هباد حمادي ... والباقي قادم، فتصفيتكم جريمة تتماشى مع ’’هوى’’ القانون الجنائي المغربي.
تلك إذن مخافر ’’المنطقة الإقليمية للأمن’’ بكليميم شاهدة ستبقى على فكرة حرة كُتمت و سُفكت و اختير لها غصباً ثلاجة الأبد. غياب الشهيد الحسي بلا وجود ولا دفن حل محله حضور رمزي و سياسي يفوق بكثير كل مخططات هرم الرباط على أرضنا السعيدة هاته .
هذا حال الجلاد الذي نعرفه و نعرف منظومته الاستبدادية. لكن، ماذا عنا نحن؟ بعدما كثر زعيقنا (لرفعنا شعارات أكبر منا) بل و تجاوزت حذلقتنا درجة ’’فشلنا العاري’’ في وضع شكاية واحدة متكاملة الأركان في إحدى المؤسسات أو المنظمات الدولية أو البرلمانات، تتهم أشخاص بعينهم – وأغلبهم موظفين لدى وزارة الداخلية المغربية – في الضلوع في تنفيذ جرائم اختطاف وتعذيب واغتيال بشكل قصدي وكيدي و مثبت بالأدلة والبراهين والمعطيات الصادمة والحقائق !
ما أوسخنا .. ما أوسخنا .. ونكابر.
فالتخاذل عن دم المغدور عبر الصمت المستشري شعار، و الوصولية التي ترضى بأرباع الأسداس غاية و وسيلة في آن، و التزلف نحو تذاكر اللجوء الإقتصادي حُلم، أما الخيانات .....
وهنا أترككم مع ما كتبته في ذكرته السالفة و المنشور على جداري في الحوار المتمدن تحت عدد 6866، بتاريخ 11 أبريل / نيسان 2021، فليس مهم أن تكون خالدا، بل أن يكون هناك إنجاز في حياتك كما يقول (سارتر) :
بعدما أنهيت احتساء حنظل تلك السمراء على نواصي مقهى هودج الحقيقة المُبكية، جرجرت سيقاني نحو مثوى محكمة التاريخ، محكمة تدعى في أبجدياتهم ’’مقبرة الرحمة’’ ،تابعت مشييي و أنا أردد دفقا من زيف المواقف التي خبرنا بها (محمود درويش) :
ليس في وسع أحد أن يدعي اللافهم أمام سريالية سياسية تنتج موتا واضحا.
القتلة واضحون.
حلفاء القتلة واضحون.
وأصدقاء حلفاء القتلة واضحون أيضا، لمن يريد أن يرى.
أردد و أردد، كالذي بيده سبحة يهلل بها و يكبر و يحمدل. أصابني بعدها خشوع يقيد فرائصي تقييدا مطلقا، حتى وجدت نفسي أمشي عارياً بين مثوى أبجدية الحقيقة و بين الصرير الذي يملئ الآفاق و يذكرني بصرخة البسوس الأزلية، صرخة السبع أصداء و الوصية الواحدة : لا تصالح على الدم، حتى بالدم.

سأنتفض قرب روحك الأبدية و أقرأ الفاتحة رافعا يداي المبللتين و منتكسا بقامتي أمام عظمة الذكرى و جلالها. و لتفعلها كذلك يا من تقرأ هذه الأسطر، فلتقرأ معي على روح من أمطر مقلتي دمعاً من حر نأيه و افتقاده. آه، كم ستكون قد أيسرت لي الدنيا لو تمهلت قليلا فأخذتني معك، لتعفيني من بشاعة هذا الفراق الملوح كباقي أطلال الأحبة. هذا المصاب الجلل الذي حملني على التجلد، لأصرخ بعدها مناديا بدمعي الذي انهمر، مناديا رفيقي وقلبه قد انفطر.
وأنا أرتل فاتحة الكتاب، بعدما ضاقت الغصة في حشرجة الفؤاد المكلوم، حتى تصاعد همس خافت من تحت كومة التراب :
من يروي تربة مثواي بدمعه؟
بعد لحظات ذعر أجبته و أنا أكفكف دمعي :
أنا هنا لأخبرك الحقيقة الرافضة، حقيقة المواقف و فحوى الشعارات و صلب الخطابات وحقيقة الذين تركتهم خلفك؟ و هذا هو الجوهر.
دوى بعدها دبيب صمت حار، حرارة مطلع أبريل الشهداء. خصوصا بعد أن تردد صدى الكلمة الأخيرة في الأفق الذي يتراشق منه الشرر، حقيقة من تركتهم خلفك؟!
رفيقي، في زمن الانحراف السياسي و تسويق المبادئ و القناعات و تلطيخ العقائد و الأخلاق، سأقول لك أمانة ونحن على أبواب تخليد ذكراك الخامسة التي جاءت مهرولة مهلهلة بشعار السواد : إن الذكرى تنفع "البوليس؟!
رفيقي، قضيتك وسخاء تضحياتك تتجول بين ثلاثة طوابير، قاسمهم المشترك (نتانة الوصولية)، وعاء امتزجت فيه تركيبة تشابكت مقاديرها كعنكبة رفوف الكتب. فما بين الأحزاب السياسية المغربية و ركوبها المخزي، و اصطياد تذاكر اللجوء الإقتصادي، في ديار القباحة الأوروبية، زد على ذلك شطحات قسم العمل الاجتماعي و مباذل INDH الشاحمة، دون أن ننسى العمالة و البولسة و التجديف المكشوف في تيار أجهزة Cinquième bureau .
رفيقي، ما بين هذا و ذاك؛ تشظى سخاؤك المبدئي و اندثرت أوراق قضيتك. رفاق الأمس انشطروا، فأضحى كل يغني على ليلاه. منهم من أصبح يعرف جيداً السبيل للطابور الخامس، ومنهم من أصبح يردد ببلاهة Justice for Ibrahim Saika على أرصفة النيوليبرالية الاوروبية، ثم من سال لعابه بسب وعود INDH المتبخترة، ومنهم من وجد نغمات ليلاه على سيمفونية الدكاكين السياسية المغربية.
رفيقي، لن ينعى أحد التاريخ المُصفد، ولك في استثناء الرفاق [قسم] كل معالم الوعد، من لازالوا يحفظون المبدأ و يصونون العهد. باقون، راسخون، وماضون، رؤوسهم كملئ السنابل تلوح بنصر ساحق قادم قدوم يوم الميعاد.
رفيقي، روحي فداك و خلفك، و إني أقسم أنا راكضون ما دام سفاح الأمس يغرس السيف في جبهة الصحراء، لتجيبه الجماجم و العظام و تمد يد السلام للهانئين بعد البطولة : نم بداخل دفاتر موتك البهي، فنحن على العهد و الوعد، ومحكمة التاريخ هي الوحيدة الكفيلة بالإنصاف.
ثم دمدم من تحت الثرى و كله صدى يتقاطر ألما، ألم نيسان، ألم الخيانات، ألم خناجر الطعن، ألم التخاذل، ألم الصمت المستشري:
انثر فوق قبري فتات الخبز، لأخبر العصافير بحقيقة هذه العصابة الحاكمة ومن يتماهى مع مخططاتها التخريبية.



#خالد_بوفريوا (هاشتاغ)       Khalid_Boufrayoua#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 27 فبراير كل ذكرى و أنتم ...!
- احايك إبراهيم .. ضرير يفترش شعار -أسا مدينة مستدامة- :
- المغرب .. من الحماية الفرنسية إلى الحماية الصهيونية :
- عندما تمتزج المستديرة برعونة -السياسة-
- بيرويسترويكا كوديسا : _ قراءة إمبريقية حول الإستمرارية التنظ ...
- بيرويسترويكا الكوديسا _ قراءة إمبريقية حول الإستمرارية التنظ ...
- بيرويسترويكا الكوديسا _ قراءة إمبريقية حول الإستمرارية التنظ ...
- يا أرزة الشرق
- العسف و السِّجن و الاعتِقالُ _قراءة في رواية (سيرة الرماد) ل ...
- -السلوك الانتخابي- بالصحراء الغربية :
- سيرك الانتخابات المغربية :
- كيف تسير -أجهزة الداخلية- حصار بجدور؟
- وكم من -مبعوث أممي- مر من هنا ؟!
- إن الذكرى تنفع -البوليس-؟! _على هامش الذكرى الخامسة لاغتيال ...
- Cap Poukhadour و بورتريه الغضب
- هكذا أفهم الصراع :
- عندما يغيب العقل الصحراوي:
- قلعة مكونة وأشياء أخرى ... قراءة في رواية -ليال بلا قمر-
- حالة الطورئ الصحية أم حالة الطورئ -القمعية- !!
- ’’القبعات الزرق’’ وشهادة الوفاة بالصحراء الغربية :


المزيد.....




- مصممة على غرار لعبة الأطفال الكلاسيكية.. سيارة تلفت الأنظار ...
- مشهد تاريخي لبحيرات تتشكل وسط كثبان رملية في الإمارات بعد حا ...
- حماس وبايدن وقلب أحمر.. وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار ...
- السيسي يحذر من الآثار الكارثية للعمليات الإسرائيلية في رفح
- الخصاونة: موقف مصر والأردن الرافض لتهجير الفلسطينيين ثابت
- بعد 12 يوما من زواجهما.. إندونيسي يكتشف أن زوجته مزورة!
- منتجات غذائية غير متوقعة تحتوي على الكحول!
- السنغال.. إصابة 11 شخصا إثر انحراف طائرة ركاب عن المدرج قبل ...
- نائب أوكراني: الحكومة الأوكرانية تعاني نقصا حادا في الكوادر ...
- السعودية سمحت باستخدام -القوة المميتة- لإخلاء مناطق لمشروع ن ...


المزيد.....

- حملة دولية للنشر والتعميم :أوقفوا التسوية الجزئية لقضية الاي ... / أحمد سليمان
- ائتلاف السلم والحرية : يستعد لمحاججة النظام الليبي عبر وثيقة ... / أحمد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير - خالد بوفريوا - ست سنوات على الجريمة، و ماذا بعد ؟