أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد بوفريوا - عندما تمتزج المستديرة برعونة -السياسة-














المزيد.....

عندما تمتزج المستديرة برعونة -السياسة-


خالد بوفريوا
صحفي

(Khalid Boufrayoua)


الحوار المتمدن-العدد: 7116 - 2021 / 12 / 24 - 17:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خلف خط التماس لا يوجد شيء / جاك دريدا
إنها الشعبية المعولمة الجارفة التي تحكمها قواعد "البزنس" و الإحتراف و الإرتباط الوثيق بمنظومة مركبة اجتماعيا و سياسيا و سيكولوجيا، فداخل حدود المستطيل الأخضر الكبير تنعكس كل التطورات السياسية و الإقتصادية و الأمنية في العالم، بمعنى آخر؛ لدينا قصة سياسية في كل ما يحدث بملاعب الساحرة المستديرة، لا تخفيها مهما حاولت تلك الجملة المنافقة "إنها مجرد لعبة".
فكيف نفهم الزواج الكاثوليكي الذي لا طلاق فيه، بين "براءة المستديرة" و "رعونة السياسة" ؟
إنها "الحرب" الوحيدة التي تنتهي بالعناق و تبادل التحايا دون مفاوضات ديبلوماسية أو قرارات أممية و هنا مكمن الغرابة، يسترسل (درويش) واصفا سحر عيون المستديرة : " كرة القدم .. ما هذا الجنون الساحر، القادر على إعلان هدنة من أجل المتعة البريئة؟ ما هذا الجنون القادر على تخفيف بطش الحرب وتحويل الصواريخ إلى ذباب مزعج؟ وما هذا الجنون الذي يعطل الخوف ساعة ونصف الساعة، ويسري في الجسد والنفس كما لا تسري حماسة الشعر والنبيذ، واللقاء الأول مع امرأة مجهولة؟ وكرة القدم هي التي حققت المعجزة خلف الحصار، حين حركت الحركة في شارع حسبناه مات من الخوف، ومن الضجر". هذا السحر الذي جعل (القذافي) يتساءل في الفصل الثالث من الكتاب الأخضر : لماذا يلعب 22 لاعبا كرة القدم بينما يتفرج عليهم الألاف من "المغفلين"؟
إنها "الكذب" على حد تعبير (أمبر توإيكو) رغم زيفها و سطحيتها تؤخذ على محمل الجد، و تكون لها أحيانا عواقب خطيرة، حيث تحدد بعض مسارات التنافس الإجتماعي و السياسي و الإقتصادي و الثقافي و الإعلامي و ترتبط بالقوة و الهوية. سحرها الذي لا ينضب جعل (إدوارد جوليانو) يتساءل : أهي أفيون الشعوب ؟ ليستعيرها محل "الدين" وفق التصور الماركسي الذي أراد به تعرية توظيف الدين في إلهاء عقول _من هم تحت_ كي لا ينتفضوا مطالبين بحقوقهم. يسترسل (جوليانو) قائلا : عبادة الكرة هي الشعوذة التي يستحقها الشعب، فالغوغاء المصابة بمس كرة القدم تفكر بأقدامها، وهذا من خصائصها، وفي هذه المتعة التبعية تجد نفسها، فالغريزة البهيمية تفرض نفسها على الجنس البشري و الجهل يسحق الثقافة، و هكذا تحصل الدهماء على ما تريد. إنها حالة من الطوباوية كتلك التي كان يمنحها الخاطفون المنتمون لحركة Tupac Amaru الثورية، الذين اقتحموا السفارة اليابانية في العاصمة البيروفية عام 1996 لرهائنهم كي ينسوا مأساتهم بعض الوقت، حين يلعبون معهم الكرة في مكان الحصار، فبينما كانت عيون العالم حائرة في تحديد مصير الرهائن، فإذا بالصور التي إلتقطتها طائرات الهليوكوبتر المحاصرة للسفارة تبين أن الخاطفين يلعبون مباراة كرة القدم مع المحتجزين في الحديقة الخلفية للسفارة.
كرة القدم عقدة إخضاع الجماهير لدى الأنظمة العسكرية و أقليات الإستبداد السياسي، فعلى مر العصور، الرومان إستغلوا مباريات مصارعة الإنسان للحيوانات العنيفة و المثيرة بهدف ضبظ و كسب ود الجماهير و ضمان ولائها، وبما أن هذا الشكل الترفيهي لم يعد موجودا فقد عوضته كرة القدم. _هناك نماذج في التاريخ لسنا في محل استعراضها_ يقول صاحب كتاب "المتلاعبون بالعقول" في هذا الصدد :
(أن الرياضات وضمنها كرة القدم من حيث الجوهر عنصر لا يمكن فصله عن صناعة متكاملة للوعي الجمعي تتكامل مع عدة وسائل من بينها الإعلام والثقافة والفن، تضخ ألوانا مختلفة من الرسائل المحملة بقيم غايتها الأساس خلق حالة من الهوس الجماعي والهروب من الواقع المرير والتنفيس عن الكبث والحرمان والقهر، علاوة على شحذ المشاعر الوطنية وإيجاد مساحة للتعبير عن الفرح وتسويق صورة مميزة للعالم الخارجية، والحصول على نشوة بتأثير شبيه بأثر تعاطي المخدرات على العقل). ويكفي الإطلاع على فحوى وسائل التواصل الإجتماعي حتى تعي جيدا أن فوز منتخب قومي "قطري" إنجاز تكلل له الزغاريد و تقرع له الطبول و تنشرح له الأفئدة، بينما خروج ذات البلد من تصنيفات عالمية في التنمية أو التعليم أو العدالة الإجتماعية أو الصحة أمر عادي لا يشغل بال أحد. ولولا وجود قابلية ذهنية لدى الجماهير المفقرة، المجهلة، المسلوبة، الموبوءة بذهنية القطيع لما كان لهذه السياسة أن تنجح وعليها يمكن فهم حالة الإنفاق السخي المبالغ فيه فيما يتعلق بالتمويل والرعاية الرسمية والإهتمام الإعلامي بأدق تفاصيل لهكذا أعراس كروية.
شكلت المستديرة منذ إنطلاق كأس العالم سنة 1930 _قبل تسعين سنة تقريبا_ دهليز من دهاليز رعونة السياسة، فاللاعبون هم الدول و أجهزة المخابرات و الدكتاتوريات و مدة المباراة أيام أو أسابيع و ربما سنوات، علاقة حب و كره يتعايشان ويستفيدان من بعضهما. المدلول السياسي حاضر في كل شيء، كل شيء داخل بوتقة 90 دقيقة رمز لحكم الأقلية و الفوضى، عالم المستطيل الأخضر وما بين خط التماس كل شيء يتطابق مع الجوهر المركز للسياسة، كليهما قائم على بنية الصراع و بطولة الكأس تتطابق مع الصراع الصفري في السياسة، أما بطولة الدوري فتشبه التنافس المتعادل أو المتعدد الأقطاب.
ختاما، فإن المعالم التى تربط السياسة بكرة القدم تنبع من ثلاثة أشياء:
الأول : أن العملية السياسية تبدو معقدة للغاية، نظرا لتداخلها الشديد مع بنيوية حقول معرفية ونشاطات إنسانية أخرى.
الثانى : أنها عملية تتسم بالشمول، إلى حد كبير، إذ إن كل النشاطات البشرية قابلة للتسييس، عندما تدخل فى صميم اهتمامات السلطة السياسية.
الثالث : هو أن كرة القدم لم تعد لعبة، بل عملية اجتماعية واقتصادية وسياسية وفنية متكاملة، إلى جانب كونها مباراة رياضية.



#خالد_بوفريوا (هاشتاغ)       Khalid_Boufrayoua#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيرويسترويكا كوديسا : _ قراءة إمبريقية حول الإستمرارية التنظ ...
- بيرويسترويكا الكوديسا _ قراءة إمبريقية حول الإستمرارية التنظ ...
- بيرويسترويكا الكوديسا _ قراءة إمبريقية حول الإستمرارية التنظ ...
- يا أرزة الشرق
- العسف و السِّجن و الاعتِقالُ _قراءة في رواية (سيرة الرماد) ل ...
- -السلوك الانتخابي- بالصحراء الغربية :
- سيرك الانتخابات المغربية :
- كيف تسير -أجهزة الداخلية- حصار بجدور؟
- وكم من -مبعوث أممي- مر من هنا ؟!
- إن الذكرى تنفع -البوليس-؟! _على هامش الذكرى الخامسة لاغتيال ...
- Cap Poukhadour و بورتريه الغضب
- هكذا أفهم الصراع :
- عندما يغيب العقل الصحراوي:
- قلعة مكونة وأشياء أخرى ... قراءة في رواية -ليال بلا قمر-
- حالة الطورئ الصحية أم حالة الطورئ -القمعية- !!
- ’’القبعات الزرق’’ وشهادة الوفاة بالصحراء الغربية :
- جامعة بالصحراء الغربية (حق على هيكل التاريخ) :
- سوسيولوجيا القبيلة الصحراوية :
- مجرد فكرة
- في ضيافة الجيش الصحراوي :


المزيد.....




- هل تنجح إدارة بايدن في تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل ...
- -ديلي تلغراف-: ترامب وضع خطة لتسوية سلمية للنزاع في أوكرانيا ...
- صحيفة أمريكية: المسؤولون الإسرائيليون يدرسون تقاسم السلطة في ...
- رسالة هامة من الداخلية المصرية للأجانب الموجودين بالبلاد
- صحيفة: الولايات المتحدة دعت قطر لطرد -حماس- إن رفضت الصفقة م ...
- حسين هريدي: نتنياهو يراهن على عودة ترامب إلى البيت الأبيض
- ميرفت التلاوي: مبارك كان يضع العراقيل أمام تنمية سيناء (فيدي ...
- النيابة المصرية تكشف تفاصيل صادمة عن جريمة قتل -صغير شبرا-
- لماذا تراجعت الولايات المتحدة في مؤشر حرية الصحافة؟
- اليوم العالمي لحرية الصحافة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد بوفريوا - عندما تمتزج المستديرة برعونة -السياسة-