أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد بوفريوا - يا أرزة الشرق














المزيد.....

يا أرزة الشرق


خالد بوفريوا
صحفي

(Khalid Boufrayoua)


الحوار المتمدن-العدد: 7009 - 2021 / 9 / 4 - 22:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"أنا مش كافر" عبارة يعرفها كل من سمعها ليردد تباعاً تتمتها في ذهنه: "بس الجوع كافر، المرض كافر، الفقر كافر والذلّ كافر".

هذا هو حال اللبنانيين كل يوم، الذين تعبوا من كل شيء، تعبوا من طبقة سياسية لا ترى في جحيمهم سوى حقيبة وزارية لصهر العهد أو لمترشح رئاسي حالم، تعبوا من مناكفات السياسيين غير المجدية، تعبوا من الاعتراض، تعبوا من التأييد، وحالهم لا يعدو أن يكون غير الصراخ المتَّشح بالوجع على جنبات الرصيف- رصيف كسرة خبز مفقودة وحبة أسبرين غير موجودة وقطرة مازوت شحيحة- للتعبير الكوريغرافي عن الجراح والألم. أطماع تنهش من الخارج وعمالة وتخاذل ينخران الداخل، وشعب مؤسَّس على بنية "التوافقات" يدفع فاتورة النهاية. وأي نهاية؟

بعد سنة على تشرنوبيل بيروت في 4 من أغسطس/آب، الانفجار الذي وصل دويّه إلى "لارنكا" في جزيرة قبرص، وهو كما ورد على لسان الخبراء (واحد من أعنف الانفجارات غير النوويّة عالمياً)، تبقى أسباب موت اللبنانيين كثيرة، ولكن جذرها اليانع هو انتهاء مدّة صلاحية المنظومة اللبنانية، المنظومة التي تسمح بركن 2750 طناً من الأمونيوم ولمدة ست سنوات في قلب عصب لبنان التجاري، فالعشرات الذين فارقوا الحياة والآلاف الذين أصيبوا وعشرات الآلاف الذين ناموا تحت أسقف منازلهم المنهارة ليسوا ضحية صدفة ما أو ضحية (كارثة طبيّعية)!

وبعد سنة ونصف السنة على الانهيار الاقتصادي والاجتماعي في لبنان، وشوارع بعلبك وبيروت وطرابلس.. لسان الحال هناك يقول: من لم يمت بانفجار المرفأ مات بغيره، تعددت الأسباب والموت في النهاية هو سيد الموقف. كأنهم كانوا يعلمون بانضمام انفجار عكار إلى مرفأ بيروت ويتساءلون من على القائمة غداً؟

بتنا اليوم بين مطرقة من يريد استجرار الكهرباء من الأردن عبر سوريا، وسندان من ينتظر ناقلة النفط الإيرانية، والحداد طبعاً هو منظومة القهر اللبنانية بأمّها وأبيها التي تنخر عظام الدولة فساداً ورعونة وأنانية.

إنهم يتقاتلون في السياسة وندفع الثمن، يتقاسمون المغانم فنغدو فريسة مصالحهم، يقترعون على ثيابنا ونعرّى من أبسط قواعد العيش ومستلزماته، يحاصروننا لنهلك في بؤسنا وفقرنا ونبقى أسرى تأمين حاجاتنا اليومية، وأن نتأقلم إلى حدود الموت والانغماس في إيقاع الحياة اليومية، أو كما يسميه المهدي عامل "الفكر اليومي".

ثمة أسئلة اليوم في لبنان يفرضها الواقع المتقد، ومن الصعب الإجابة عليها، كما قد يكون أمراً مخيلاً لنا، أسئلة من قبيل:

هل الأزمة فعلية أو مفتعلة؟

وإذا كانت مفتعلة، فمن يفتعلها إذن؟ ولماذا؟

وما الهدف من هذا كله، ومن يسعى "للفوضى" وعدم الاستقرار؟

هل هناك فعلياً شُح حاد للمواد المعيشية الأساسية؟ أم أن الاحتكار وانعدام الضمير والتهريب هي أسباب ندرة هذه المواد؟

من يُدير رحى الشأن السياسي اللبناني؟ هل هو متسق ومنسجم مع واقع لبنان (الذي لا ينتظر) ومتفاعل معه وجاد في صراعاته حول الحصص والأسماء وحقوق الطوائف ولديه بحبوحة النقاشات وترف الاجتماعات لشهور طويلة من تشكيل "حكومة" لا يستغرق إنجازها أقل من أسبوع؟!

إن ما يحصل على جغرافية الأرز منذ أكثر من سنة، وإلى حدود كتابة هذه الأسطر، بل ومنذ اغتيال رئيس الوزراء الأسبق "رفيق الحريري" وسط بيروت في 14 فبراير/نيسان 2005، وما أعقبته من أحداث متتالية في المنطقة كلها (إقليمياً ودولياً)، ليس وليد "قوى أمر الواقع" وليس وليد "اللحظة والسنة". إن ما يحصل اليوم هو استكمال لمخططات الأمس، استكمال لما حصل ويحصل على جغرافيا الشرق الملتهبة منذ سنوات وفق مسطرة متسلسلة الخطط؛ (الخطة أ) و (الخطة ب)، وقد تكون هناك (خطة ج) وغيرها.

وهنا أستحضر من باب "التذكير" فقط:

كيف يفهم المواطن اللبناني، وهو الذي التصقت على شفتيه، جراء التكرار اللحظي، عبارة الشرر [إننا نموت يومياً]، تصريح مايك بومبيو (وزير الخارجية الأمريكي السابق) في مارس/آذار 2019 داعياً اللبنانيين بشكل صريح إلى مواجهة حزب الله أو تحمّل تبعات المجاعة؟!

إن النظام الحالي (نظام المحاصصة الطائفية) الذي أقرَّه اتفاق الطائف سنة 1989 لإنهاء الحرب الأهلية التي دامت 14 سنة، هو جزء من الأزمة، وليس جزءاً من الحل.

وبات من الضروري إحداث تغيير في بنية النظام السياسي اللبناني وتبني دستور جديد ديمقراطي تعددي يكفل الحق المشروع لكل اللبنانين بعيداً عن الانتماء السياسي والمذهبي/العقائدي، فمرحلة الانزلاق هذه حاسمة تحتاج من كل اللبنانيين الوقوف جنباً إلى جنب، بعيداً عن إيقاع سيمفونية التوافقات والاصطفافات.



#خالد_بوفريوا (هاشتاغ)       Khalid_Boufrayoua#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العسف و السِّجن و الاعتِقالُ _قراءة في رواية (سيرة الرماد) ل ...
- -السلوك الانتخابي- بالصحراء الغربية :
- سيرك الانتخابات المغربية :
- كيف تسير -أجهزة الداخلية- حصار بجدور؟
- وكم من -مبعوث أممي- مر من هنا ؟!
- إن الذكرى تنفع -البوليس-؟! _على هامش الذكرى الخامسة لاغتيال ...
- Cap Poukhadour و بورتريه الغضب
- هكذا أفهم الصراع :
- عندما يغيب العقل الصحراوي:
- قلعة مكونة وأشياء أخرى ... قراءة في رواية -ليال بلا قمر-
- حالة الطورئ الصحية أم حالة الطورئ -القمعية- !!
- ’’القبعات الزرق’’ وشهادة الوفاة بالصحراء الغربية :
- جامعة بالصحراء الغربية (حق على هيكل التاريخ) :
- سوسيولوجيا القبيلة الصحراوية :
- مجرد فكرة
- في ضيافة الجيش الصحراوي :
- أمنستي في مواجهة ’’شيخ المخزن’’
- خذوا حصتكم من دمنا و انصرفوا [2]
- إنتهى شهر العسل بين نظام الأسد و الكرملين :
- لا تصالح على الدم .. حتى بدم !


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد بوفريوا - يا أرزة الشرق