أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد بوفريوا - جامعة بالصحراء الغربية (حق على هيكل التاريخ) :















المزيد.....

جامعة بالصحراء الغربية (حق على هيكل التاريخ) :


خالد بوفريوا
صحفي

(Khalid Boufrayoua)


الحوار المتمدن-العدد: 6682 - 2020 / 9 / 20 - 19:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سأجعل مارتن هايدجر Martin Heidegger يستهل هذه المقالة، لأني لا أعتقد أن من بين مثقفي العالم من كان أكثر قناعة بمركزية الجامعة في التطور و الرقي غيره، خصوصا إبان توليه رئاسة جامعة (فرايبور الألمانية) سنة 1933. فهو يقول : [إن إرادة ماهية الجامعة هي إرادة العلم كونها إرادة لرسالة الروحية التاريخية لشعب].
وبدوري كم صارعت التردد و أنا أحاول الكتابة و النبش في هذا الموضوع "المصيري"، (جامعة بالصحراء الغربية) لأن الأمر وما فيه مشاكسة دامية لحقيقة غير عادية. نعم، لأنه لو إطلاعنا على المسار الكرونولوجي لهذا المطلب أو دعوني أنعته [حق] وللحجم الهائل من التضحيات التي بدلها الطلبة الصحراويون تاريخيا، لخرجنا باستنتاج واحد تسطع حقيقته في كبد السماء : نظرة النظام السياسي القائم بالمغرب لمطلب الجامعة بالصحراء الغربية، هي ذات النظرة التي ترى بها "تل أبيب" عدوتها اللدودة (طهران)؟!!
فلماذا تتعنت الدولة المغربية تارة، وتمارس شطحات الحرباء تارة أخرى على المطلب (الحق)، ألا وهو جامعة مستقلة وذات الاستقطاب المفتوح و متعددة الشعب بالصحراء الغربية؟
قبل الخوض في صلب موضوعنا الأساس، سأنعطف قليلا لإثارة السجال حول الجامعة المغربية وما ألت إليه اليوم؛ بعد أن راكمت 63 سنة من تجارب الفشل و الفشل الذريع أو ما يصح لنا تسميته (إصلاح الإصلاح)، فالمتتبع للخط الكرونولوجي لمجموع التجارب التي قامت بها الوزارة الوصية من أجل إخراج الجامعة من غرفة الإنعاش : (اللجنة العليا لتعليم/1957، اللجنة الملكية لإصلاح التعليم/ 1958، المجلس الأعلى لتعليم/ 1959، مناظرة المعمورة/ 14 نيسان 1964، المخطط الثلاثي/ 1965_1967، مناظرة إفران الأولى/1970، مناظرة إفران الثانية/1980، اللجنة الوطنية لتعليم/1994، اللجنة الملكية لتربية و التكوين/1999،اللجنة الخاصة بالتربية و التكوين أو ما يعرف بميثاق الوطني لتربية و التكوين/2001، المخطط الإستراتيجي/2002_2009، الرؤية الإستراتيجية لإصلاح التربية و التكوين للمجلس الأعلى لتربية و التكوين/2015_2030)،الحوصلة النهائية لمسلسل ’’الإصلاح’’ هذا كانت صفر مكور، وخير دليل ممكن أن نتشبث به هو مؤشر QS Index التابع لمؤسسة Quacquarelli Symonds الذي حل علينا بقائمة تميز أفضل الجامعات لعام 2021، إذ تغيب الجامعات المغربية كلية باعتبارها [وراء صيرورة التاريخ الحديث] نظرا لانحدار المستوى الأكاديمي و المعرفي و موت درجة البحث العلمي (الذي يعتبر ترف و أخر الأولويات).بل ارتكان الجامعة المغربية بزاوية "التيه الأندراغوجي" أو إن صح لي التوصيف (الإصابة بقلق وجودي منهجي و استلاب أخلاقي حاد) و فتح أبوابها على مصراعيها لمختلف الأجهزة "الأمنية" و جعلها مطبخ سياسي يراعي حميمية التوجه الرسمي للمخزن لا أقل ولا أكثر.
بالمختصر؛ اليوم تتحقق صرخة (جسوس محمد Mohamed Guessous)، "إنهم يريدون جيل من الضباع" بعد أن أصبحت قلاع الفكر النقدي الإبستيمي الوضاء مجرد أوكار للفساد الإداري و الأخلاقي، مجرد حصون ورقية تُروج لبضاعة ’’فكرية’’ مُقمقمة و معلبة وسط الشواهد، مجرد مستنبت لخلق أخر صيحات " الغش"، الظاهرة التي أصبحت لصيقة بقوام الجامعة المغربية اليوم.
سنرجع تدحرج عجلة النقاش إلى صلب الإشكالية المبنية على ناصيتها هذه المقالة؛ ونعيد طرح حزمة أسئلة مؤرقة :
لماذا يمارس النظام السياسي المغربي سياسة ’’تكسير العظام’’ مع مطلب الجامعة الصحراوية بكلياتها و معاهدها و مراكزها البحثية؟
هل يجعلنا نستحضر مبدأ ’’المفاضلة’’ و ثنائية هم و نحن؟
أم أن الأمر وما فيه هاجس (طابو) ’’امني / استخباراتي’’ نظرا لوضعية إقليم الصحراء الغربية سياسيا؟
إذا أردنا النبش في تجليات التاريخ بمعول إمبريقي/إبستيمي بعيدا عن أي "ضيق أو تحيز أيديولوجي"، سنرى أن الطلبة الصحراويون دافعوا باستماتة قل نظيرها عن مطلب الجامعة في جل الانتفاضات الشعبية التي شهدتها مختلف ربوع الصحراء الغربية (إنتفاضة اسا/1992، مظاهرات 1995 بكل من السمارة و العيون، مظاهرات المسيد/1997، أحداث العيون/1999...) بل وجعلوا حرمة الجامعة المغربية منصات (في وضعية هجوم) لدفاع و الذود عن هذا الحق المهضوم و استحضاره في كل المناسبات، وفي كل مرة يصطدمون بسياسات صنيعة المخزن المغربي تختلف باختلاف الظرفية الزمنية و المتعلقة بشكل مباشر بتطورات قضية الصحراء الغربية؛ فتارة _وفي غالب الأحيان_ لا صوت يعلو على ثنائية القمع و الردع، وتارة يُطلق عندليب (أنصاف الحلول "سكن جامعي، منحة، أذينات النقل...") ليدوي صوته في الأفق، وتارة أخرى ما يمكن أن نسميه (التفريخ أو المحاباة) وهي محاولة الالتفاف حول أحقية بناء جامعة صحراوية مستقلة وذات الاستقطاب المفتوح و تعدد الشعب وذلك بخلق عدة أنوية / أقطاب جامعية موزعة بمختلف حواضر الصحراء الغربية (المدرسة العليا لتكنولوجيا و مركز الدراسات الاقتصادية بكليميم/ 2011، المدرسة العليا للتكنولوجيا بالعيون/2014 ، مدرسة التجارة والتسيير بالداخلة/2014 ، مركز الدراسات في مهن الطبيعة و التنمية المستدامة بأسا/2017 ، مركز الدراسات و التكوين بالوطية/2018 ...)، أنوية جامعية ذات استقطاب جد محتشم أنشئت بإسقاطات فوقية (جهات أمنية). ذات تواصل محدود مع محيطها الاجتماعي و الاقتصادي لأنها تابعة لجامعة إبن زهر. بل الأكثر من هذا، إذا أردنا تصفح القاسم المشترك لطبيعة تخصصات بمختلف هذه الأنوية / الأقطاب الجامعية المحدثة، نجدها ذي طبيعة "تقنية" لا غير وهنا أستحضر ’’غرامشي’’ قائلا : (إن هنالك نوعين من التعليم، تعليم عضوي و تعليم تقني. الطبقة البورجوازية المتحكمة لكي تضمن استدامة موقعها المتحكم تشجع أبناءها على التعليم العضوي، حيث العلوم السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية التي ستورث أبنائهم علوم الإنسان و بروتوكولات البورجوازية و ستفتح هذا الطبقة الباب على مصراعيه لأبناء الطبقة الكادحة أمام التعليم التقني الذي سيؤهلهم ليكونوا عبيدا أكفاء في مصانع الرأسماليين و شراكاتهم).
إن سؤال مؤسسات التعليم العالي بالصحراء الغربية سيبقى جاثما على هيكل التاريخ، وسيبقى يسائل في كل وقت وحين الدولة المغربية عن فرقعاتها الصابونية الكاذبة (الجهوية المتقدمة، العدالة المجالية، التنمية المستدامة...) وستبقى معاناة الطلبة الصحراويون تزداد يوما بعد أخر _ولكرة الثلج حديث_، أما سلة الحلول الترقيعية هاته لأجل رتق الثقب _الذي يتسع_ في ظل غياب إرادة حقيقة و جادة من طرف النظام السياسي المغربي الذي لم يتخلص من بوثقة (الطابو السياسي) و بعبع (الهاجس الأمني / الإستخبارتي) بالصحراء الغربية. كل هذا و أكثر لن يزيل عن الحق و (طالبي الحق) ثوبه الناصع.



#خالد_بوفريوا (هاشتاغ)       Khalid_Boufrayoua#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوسيولوجيا القبيلة الصحراوية :
- مجرد فكرة
- في ضيافة الجيش الصحراوي :
- أمنستي في مواجهة ’’شيخ المخزن’’
- خذوا حصتكم من دمنا و انصرفوا [2]
- إنتهى شهر العسل بين نظام الأسد و الكرملين :
- لا تصالح على الدم .. حتى بدم !
- عندما يتحول الأبيض إلى أسود :
- بين دفتي كورونا و إعادة إنتاج القهر :
- أيها الصامتون عن دم الشهيد _ على هامش الذكرى الرابعة لإغتيال ...
- الجائحة التي كشفت الأوبئة :
- الدرس السوسيولوجي المغربي :
- فلسطين مش للبيع
- قراءة في كتاب (الثورة الان او ابدا)
- الطلبة الصحراويين و سؤال المرحلة
- تحالف العار :
- مرحبا بحكمكم :
- خذوا حصتكم من دمنا وانصرفوا (1) :
- ما المنتظر من المؤتمر ؟
- لا تهادن ولو منحوك الحياة ؟؟


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد بوفريوا - جامعة بالصحراء الغربية (حق على هيكل التاريخ) :