أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - خالد بوفريوا - إن الذكرى تنفع -البوليس-؟! _على هامش الذكرى الخامسة لاغتيال الشهيد صيكا ابراهيم_














المزيد.....

إن الذكرى تنفع -البوليس-؟! _على هامش الذكرى الخامسة لاغتيال الشهيد صيكا ابراهيم_


خالد بوفريوا
صحفي

(Khalid Boufrayoua)


الحوار المتمدن-العدد: 6866 - 2021 / 4 / 11 - 21:22
المحور: حقوق الانسان
    


بعدما أنهيت احتساء حنظل تلك السمراء على نواصي مقهى "هودج الحقيقة المُبكية"،جرجرت سيقاني نحو مثوى محكمة التاريخ، محكمة تدعى في أبجدياتهم "مقبرة الرحمة"،تابعت مشيي و أنا أردد دفقا من زيف المواقف التي خبرنا بها محمود درويش :

"ليس في وسع أحد أن يدعي اللافهم أمام سريالية سياسية تنتج موت واضحا.
القتلة واضحون.
حلفاء القتلة واضحون.
وأصدقاء حلفاء القتلة واضحون أيضا، لمن يريد أن يرى."

أردد و أردد، كالذي بيده سبحة يهلل بها و يكبر و يحمدل، أصابني بعدها خشوع يقيد فرائصي تقييدا مطلقا، حتى وجدت نفسي أمشي عارياً بين مثوى أبجدية الحقيقة و بين الصرير الذي يملئ الآفاق و يذكرني بصرخة "البسوس الأزلية"، صرخة السبع أصداء و الوصية الواحدة : لا تصالح على الدم، حتى بالدم.

سأنتفض قرب روحك الأبدية و أقرأ الفاتحة رافعا يداي المبللتين و منتكسا بقامتي أمام عظمة الذكرى و جلالها. و لتفعلها كذلك يا من تقرأ هذه الأسطر، فلتقرأ معي على روح من أمطر مقلتي دمعاً من حر نأيه و افتقاده.آه،كم ستكون قد أيسرت لي الدنيا لو تمهلت قليلا فأخذتني معك،لتعفيني من بشاعة هذا الفراق الملوح كباقي أطلال الأحبة.هذا المصاب الجلل الذي حملني على التجلد،لأصرخ بعدها مناديا بدمعي الذي انهمر، مناديا رفيقي وقلبه قد انفطر.

وأنا أرتل فاتحة الكتاب، بعدما ضاقت الغصة في حشرجة الفؤاد المكلوم، حتى تصاعد همس خافت من تحت كومة التراب :

_("من يروي تربة مثواي بدمعه؟")

_بعد لحظات ذعر_ أجبته و أنا أكفكف دمعي :

أنا هنا لأخبرك (الحقيقة الرافضة)، حقيقة المواقف و فحوى الشعارات و صلب الخطابات وحقيقة الذين تركتهم خلفك؟. و هذا هو الجوهر.

دوى بعدها دبيب صمت حار، حرارة مطلع أبريل الشهداء. خصوصا بعد أن تردد صدى الكلمة الأخيرة في الأفق الذي يتراشق منه الشرر، [حقيقة من تركتهم خلفك؟!]

-رفيقي . . .

في زمن الانحراف السياسي و تسويق المبادئ و القناعات و تلطيخ العقائد و الأخلاق، سأقول لك "أمانة" ونحن على أبواب تخليد ذكراك الخامسة التي جاءت مهرولة مهلهلة بشعار السواد: (إن الذكرى تنفع "البوليس"؟!).

-رفيقي . . .

قضيتك وسخاء تضحياتك تتجول بين ثلاثة طوابير،قاسمهم المشترك (نتانة الوصولية)، وعاء امتزجت فيه تركيبة تشابكت مقاديرها كعنكبة رفوف الكتب.فما بين الأحزاب السياسية المغربية و ركوبها المخزي، و اصطياد تذاكر اللجوء الإقتصادي، عفوا (اللجوء السياسي)، في ديار القباحة الأوروبية، زد على ذلك شطحات قسم العمل الاجتماعي و مباذل INDH الشاحمة. دون أن ننسى العمالة و البولسة و التجديف المكشوف في تيار أجهزة Cinquième bureau.

-رفيقي . . .

ما بين هذا و ذاك؛ تشظى سخاؤك المبدئي و اندثرت أوراق قضيتك.رفاق الأمس انشطروا، فأضحى كل يغني على ليلاه. منهم من أصبح يعرف جيداً السبيل للطابور الخامس، ومنهم من أصبح يردد ببلاهة justice for Ibrahim saika على أرصفة النيوليبرالية الاوروبية، ثم من سال لعابه بسب وعود INDH المتبخترة، ومنهم من وجد نغمات ليلاه على سيمفونية الدكاكين السياسية المغربية.

-رفيقي . . .

لن ينعى أحد التاريخ المُصفد، ولك في استثناء الرفاق [قسم] كل معالم الوعد ، من لازالوا يحفظون المبدأ و يصونون العهد. باقون، راسخون، وماضون، رؤوسهم كملئ السنابل تلوح بنصر ساحق قادم قدوم يوم الميعاد.

رفيقي . . .

روحي فداك و خلفك،و إني أقسم أنا راكضون ما دام سفاح الأمس يغرس السيف في جبهة الصحراء، لتجيبه الجماجم و العظام و تمد يد السلام للهانئين بعد البطولة: "نم بداخل دفاتر موتك البهي، فنحن على العهد و الوعد، ومحكمة التاريخ هي الوحيدة الكفيلة بالإنصاف".ثم دمدم من تحت الثرى و كله صدى يتقاطر ألما، ألم نيسان، ألم الخيانات، ألم خناجر الطعن، ألم التخاذل، ألم الصمت المستشري:"انثر فوق قبري فتات الخبز، لأخبر العصافير بحقيقة هذه العصابة الحاكمة ومن يتماهى مع مخططاتها التخريبية".



#خالد_بوفريوا (هاشتاغ)       Khalid_Boufrayoua#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- Cap Poukhadour و بورتريه الغضب
- هكذا أفهم الصراع :
- عندما يغيب العقل الصحراوي:
- قلعة مكونة وأشياء أخرى ... قراءة في رواية -ليال بلا قمر-
- حالة الطورئ الصحية أم حالة الطورئ -القمعية- !!
- ’’القبعات الزرق’’ وشهادة الوفاة بالصحراء الغربية :
- جامعة بالصحراء الغربية (حق على هيكل التاريخ) :
- سوسيولوجيا القبيلة الصحراوية :
- مجرد فكرة
- في ضيافة الجيش الصحراوي :
- أمنستي في مواجهة ’’شيخ المخزن’’
- خذوا حصتكم من دمنا و انصرفوا [2]
- إنتهى شهر العسل بين نظام الأسد و الكرملين :
- لا تصالح على الدم .. حتى بدم !
- عندما يتحول الأبيض إلى أسود :
- بين دفتي كورونا و إعادة إنتاج القهر :
- أيها الصامتون عن دم الشهيد _ على هامش الذكرى الرابعة لإغتيال ...
- الجائحة التي كشفت الأوبئة :
- الدرس السوسيولوجي المغربي :
- فلسطين مش للبيع


المزيد.....




- احتجاجات أمام سجن محلي في تكساس للإفراج عن طلبة تظاهروا دعما ...
- بالصور..اعتقال عشرات الطلاب في تكساس بسبب مشاركتهم في مظاهرا ...
- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - خالد بوفريوا - إن الذكرى تنفع -البوليس-؟! _على هامش الذكرى الخامسة لاغتيال الشهيد صيكا ابراهيم_