أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - حميد طولست - تمثال المهدية السيئ الذكر !














المزيد.....

تمثال المهدية السيئ الذكر !


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 7218 - 2022 / 4 / 14 - 06:16
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


الفن هو أفضل ما يعبّر عن هندسة الوجود الاجتماعي والثقافي والاقتصادي والحضاري لعلاقة الإنسان بالمكان "المدن" وبنفسه وبالآخرين ، حيث أن غالبية المدن عبر العالم -العربية والإسلامية وغيرها - لم تعرف ، في فترات متباعدة من تاريخ العمران الحضري، إلا من خلال علمائها وأدبائها وأوليائها وفنانيها الذين تشابكت آثارهم وذكرياتهم وسيرهم بشكل لا يقبل الفكاك ، بتاريخ المدن التي عاشوا بها وفيها ، ما ألقى على غالبيتها من أنارهم الساطعة التي أضاءت زواياها المظلمة ، فغدت مدنا حية متفاعلة على مر العصور، حتى أن القاهرة لم تكن تُستشرف إلا من مرقب نجيب محفوظ ، وطنجة لا تعرف سوى من رحلات ابن بطوطة ، ومراكش من خلال كرامات سبعة رجال، و فاس بالمولى إدريس ، والدار البيضاء بسيدي بليوط ، وكذلك كان حال العديد من المدن الغربية ، فبراغ" ما كانت تذكر هي الأخرى إلا بكافكا، و"بوينس أيرس" لا ترى إلا بعيون بورخيس،
وفي مقابل تلك الرمزية الذهنية غير المرئية لرجالات المدن وعلمائها وأدبائها وأوليائها ، نجد أن الشعوب المتمدنة قد دأبت على ابتكار رموز فنية مرئية وفورية لتكون بمثابة علامات تجارية محدِّدة لدينامية وتقدمية وانفتاحية مدنها ، وربطها بمجموعة الروابط الذهنية والمشاعرية بالأفكار الإيجابية التي تضع تلك المدينة في أفضل الصور المعبّرة عن هندسة الوجود الاجتماعي والثقافي والحضاري العام ، الذي يحوَّل العديد منها ،و في كثير الأحيان ، إلى مدن نابضة بالحياة ؛ ومن الأمثلة على تلك الرموز التي نجحت في تحفيز التفاعل التلقائي بين الإنسان والمكان "المدينة" والآخرين ، شعار مدينة مدريد الذي يرمز للانفتاح والترحيب بكل الزوار والمتمثل في الذراعين المحتضنين لكلمة "مدريد" ، وشعار مدينة ساو باولو الذي يصوِّر كلمة "ساو بولو" وسط مجموعة مبهجة من الخطوط الملوَّنة الرمزة إلى الجو الاحتفالي للمدينة، وشعار مدينة ملبورن الذي يتضمَّن عدداً كبيراً من حرف الـ “M” بجميع الألوان وتدرجاتها الموحية بديناميكية المدينة وتقدميتها وانفتاحتها
مناسبة هذه المقدمة الطللية حول المدينة ، هو مجسم الحوت الكبير المعلق بلا ذوق ولا فنية بسلاسل حديدية فوق مشروع نافورة تتوسط أحد محاور قصبة المهدية ، والذي صادفته خلال تسكعي في الدروب الضيقة المثخنة بالمباني التراثية والمقاهي القديمة لمدينة الهادئة التي قررت قضاء شهر رمضان بها بعيدا صخب المدن الكبيرة .
ذكرني المجسم الذي أثار انتباهي وامتعاضي بمثيليه اللذان سبق ونصبا قبل شهور بمدخل شاطئ المهدية ، واللذان أثارا ضجة عارمة وشجبا صاخبا ضد شكله البعيد عن الفنية والأقرب منها إلى الطفولة الصبيانية ، والمنتهك للخصوصية الهوياتية والانتمائية لسكان منطقة الغرب ، والمهدر للقيمة الحضارية والثقافية لمعالم هذه المدينة الجميلة ، واللذان جرا انتقادات ساخرة على المنتخبين الذين سمحوا بنصبهما في أهم مدار المدينة التي لم تنل حتى الآن ما تستحقه من الاهتمام بدفين جمالها ، الذي لو تم اكتشاف خبايا كنوزه بكل الثمينة ، لا شك بأن المكافآت ستكون كريمة ومتفاعلة ثقافيا واجتماعيا وسياحيا واقتصاديا على الساكنة والزوار، الأمر المرهون بالمنتخبين الذين لم يريدوا أن يكون لهم دور كبير وفعال في حياة منتخبيهم ، ولم يمارسوا دورهم بفاعلية ودون تحيز أو انعزال أو انحراف واشتغلوا في حدود اختصاصاتهم ، المنحصرة مقاصدها السامية في الارتقاء بمستوى الدوائر التي انتخبوا لتسيير شؤونها ، واستنباط كنوز جمالها الدفين ، بالتنظيف والتشجير والإنارة والحد من سطوة الكلاب الضالة ، بالإضافة طبعا إلى إعادة ترميم المآثر واخراج الأحياء القديمة نمطيتها القاتلة ، باعتبار ذلك فنًا وعنصرًا ثقافيًا فاعلًا وفعالا في حياة الساكنة.ــــــــــبدل الترامي في حماسة انتهازية على مشروع ثقافي لا يعرف كينونته الفنية ولا يملك حوله أي منهج أو هدف حقيقي وواضح المعالم ويهوي به إلى درك السياسة وأضاليل أهلها ، التي تجعل أهدافه تنساق وراء الغوغائية والرطانة ، التي تقف وراء احتضار العقل المعرفي واضمحلال الثقافة عند الشعوب.
حميد طولست [email protected]
مدير جريدة"منتدى سايس" الورقية الجهوية الصادرة من فاس
رئيس نشر "منتدى سايس" الإليكترونية
رئيس نشر جريدة " الأحداث العربية" الوطنية.
عضو مؤسس لجمعية المدونين المغاربة.
عضو المكتب التنفيذي لرابطة الصحافة الإلكترونية.
عضو المكتب التنفيدي للمنتدى المغربي لحقوق الإنسان لجهة فاس مكناس
عضو المكتب التنفيدي لـ "لمرصد الدولي للإعلام وحقوق الأنسان "



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -فتح الأندلس ، التزوير السافر للتاريخ المغربي !
- التراويح بين الفرض والسنو والبدعة !
- رمضان ليس للتجويع ولكن لإعادة رمجة النفوس وإعدادها !
- هل نحن فعلا في حاجة الى إعادة التربية؟
- عقاب المجرمين رادع لهم وحافظ للأمم من الضياع !
- مؤسسات تعليمية لكوكب أشد تخلفا من عالمنا !
- كم هو مشجٍ أن تُغبن الأمازيغيات في يوم المرأة !
- رفع اعلام الغير جريمة أخلاقية بحق المجتمع.
- صراعات انتفاعية ينخفض الرأس انكساراً لسماعها !
- العمر أقصر وأثمن من أن يغامر به في الإنتظار!
- حتى تتحقيق الأهداف الحقيقية لليوم الأممي للمرأة.
- الأزمة الأوكرانية والتبعيّة الغذائية للبلدان العربية والمغار ...
- تهنئة للمرأة في يومها العالمي.
- حرب روسيا أوكرانيا وانتهاك حقوق الإنسان !
- وماذا بعد عودة اليوم العالمي للمرأة؟ !!
- تعاظم دور الإعلام الاجتماعي وتمدد تأثيره
- وحتى لا تنتهي قصة ريان بموته!
- كائنات سياسية متطاولة متربصة على مقدسات الوطن !
- ريان مرسول الإنسانية!
- لماذا يكرهون الحب، وقد حث الإسلام عليه؟


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - حميد طولست - تمثال المهدية السيئ الذكر !