أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد جمعة - لا حل ثقافي حتى الآن!!














المزيد.....

لا حل ثقافي حتى الآن!!


احمد جمعة
روائي

(A.juma)


الحوار المتمدن-العدد: 7217 - 2022 / 4 / 13 - 15:20
المحور: الادب والفن
    


اللون الذي يسود على الساحة يشبه لون الغابة العشوائيّة المُكْتنزة بالطفيليات، إنها كائنات ثقافية على هيئة بشرية راقصة، غابة قوامها مهرجانات ومعارض وحفلات توقيع وجوائز بالجملة، فآخر مهرجان سينمائي في دولة معدومة السينما وغير سينمائية ومنزوعة الدسم من أي نكهة سينمائية، بل والرقابة فيها تبتر ثلث الفيلم الأجنبي قبل عرضه بدور السينما، أقيم مهرجان وضمّ دستة أفلام فاز منها أربعة، هذا نموذج للغابة الثقافية المقصودة بحديثي وهي بغالبيّة أن لم يكن كلّ البلاد العربية التي تحكمها دكتاتوريات ثقافية كعنصر إضافي للدكتاتوريات السياسية والعسكرية، ومن هنا الأزمة غير قابلة للحل...
الحالة الثقافية تُنْتهك عذريتها قبل حتى أن تبلغ السنّ القانوني، فحتى الآن لا توجد حالة ثقافية مكْتمِلة كما في بلاد الحريات الثقافية، لا ترجمة لا حرية أدبية، دور نشر عينها على الثالوث المحرم، الدين السياسة الجنس، أيّ رواية تكسر الثالوث أو تقترب منه مصيرها الإعدام في سلّة الإهمال... تُنشر وتوزع أعمال سطحية برشاوٍ بخسة يبدو أمامها الكتاب مثل المتسولين بعتبات الثقافة... الأديب متسول نظيف إذا أراد الانخراط في الجوقة... وإذا اعتز بنفسه ورفض التدجين خسر كنز الراعي الذي يخول له الجائزة الكبرى...
ولهذا لم يعد للرواية والنقد والسرد عمومًا تلك الومضة الساطعة، فالرواية خارج معتقل الثالوث المحرم غير وارد نشرها، أو استقبالها أو الترحيب بها في أي منتدى وخاصة في الشهور الحرم!!
وإذا ما ثبت وجودها فقد انحسر عنها الاهتمام إذا لم ترافقها إكراميات صغيرة فهي مجرّد ورق في مهب الريح بانتظار التغيير...متي يأتي التغيير؟ أنّه مع الربيع وليس الربيع الذي تنتشر فيه الدماء وإذا ما كان ثمة ربيع ثقافي هنا أو هناك فهو رسمي بكل بامتياز وجوائزه رسمية مختومة بختم الراعي الرسمي الذي هو نفسه المانح والمُحكِم.

ثم يبدأ الردح وتُرفع الستارة عن أسواق عكاظ بالكامل ليسود الكوكتيل الثقافي المطلوب من الراعي، وهذا ما روعني عندما سمعت أحد الرعاة!! يطالب بالعالمية في كلمة له وسّط قطيع من الكتاب الرسميين...أظنّ أنّه كان يقصد العملية التفريخية للثقافة فأخطأ وذكر العالمية!!
لأننا لا نسأل لماذا لا نقترب من العالمية؟ ولأننا نستغرب من استبعادنا من المراكز الثقافية العالمية فالراعي الرسمي الذي وحده بيده مفتاح المعرض والمهرجان والاحتفال والكرنفال وتوزيع الجوائز، لذلك لا أحد غيره يجرأ ويسال السؤال...وللعلم هذا الراعي لا ينتمي للثقافة إلا من باب الوجاهة فقط...ولكنه عندما يحضر أو يتحدث أو يُشّرف المكان فهو المفكر والفيلسوف والروائي والشاعر والناقد، فمن يجرؤ غيره على الكلام، أجزم بأن هذا ما يحدث بالضبط في المنتديات الثقافية الراهنة...

لا غرو أن احتكار الثقافة في مؤسسات أدبية رسمية هو الحبكة لمنع التنفُّس ولجعل الرقص الثقافي علامة مميّزة، ينشأ منها الاستغراب من انحصار الفعل الثقافي في إطار المحلية ولم يكسر احتكار المؤسسات الرسمية والأهلية الثقافية المترهلة منذ سنين رغم فداحة الميزانيات المخصّصة لها؟ الجواب، الفساد الأدبي يعشعش بداخل هذه المؤسسات العربية الثقافية.



#احمد_جمعة (هاشتاغ)       A.juma#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماما أمريكا وتغيير الوجوه والأنظمة؟
- حانة في السماء!!
- روائيون لا يقرؤون روايات!!!
- نسخه بوتين مجرم الحرب...
- سرقة القرن!! -الفوط الصحيَّة مش هي العيب؛ هني العيب-
- نحن وأينشتاين وماركس وابن تيمية!! والحيوانات!
- الخروج من جنة العرب!!!
- وزارة في مهب الريح!!
- الجميع يضحك على الجميع...لقد ضلّلنا!!!
- خريف الحريات!!
- عندما تشابهت علينا الصحف!!!
- الكتاب العرب والكورونا المؤدلجة
- جوكر الإسلام السياسي!!
- روائيين من الأنديز!!!
- بالحبّ لا بالدكتاتورية!!
- العيب مش في الفوط الصحيّة!!!
- 70 سنة ماذا تغيَّر؟؟!!
- حساسيّة الكتابة والمنطقة المظلمة!
- تعرف على المستور بوضوح!
- القطار الخليجي وتعدّد السكك؟


المزيد.....




- مدينة أهواز الإيرانية تحتضن مؤتمر اللغة العربية الـ5 + فيديو ...
- تكريمات عربية وحضور فلسطيني لافت في جوائز -أيام قرطاج السينم ...
- -الست- يوقظ الذاكرة ويشعل الجدل.. هل أنصف الفيلم أم كلثوم أم ...
- بعد 7 سنوات من اللجوء.. قبائل تتقاسم الأرض واللغة في شمال ال ...
- 4 نكهات للضحك.. أفضل الأفلام الكوميدية لعام 2025
- فيلم -القصص- المصري يفوز بالجائزة الذهبية لأيام قرطاج السينم ...
- مصطفى محمد غريب: هواجس معبأة بالأسى
- -أعيدوا النظر في تلك المقبرة-.. رحلة شعرية بين سراديب الموت ...
- 7 تشرين الثاني عيداً للمقام العراقي.. حسين الأعظمي: تراث بغد ...
- غزة التي لا تعرفونها.. مدينة الحضارة والثقافة وقصور المماليك ...


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد جمعة - لا حل ثقافي حتى الآن!!