أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضيا اسكندر - وهذه المرة الضحية رجل دين!














المزيد.....

وهذه المرة الضحية رجل دين!


ضيا اسكندر
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 7213 - 2022 / 4 / 8 - 12:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تناقلت وسائل التواصل الافتراضي خبراً أليماً روّع أهالي اللاذقية، مفاده أن الأب جورج حوش أطلق النار على نفسه، أثناء الصلاة مساء الأربعاء، في كاتدرائية مار جاورجيوس للروم الأرثوذكس، في مدينة اللاذقية.
وقد ذكرت وزارة داخلية حكومة دمشق في بيان لها، أنه ورد إخبار إلى قسم شرطة الشيخ ضاهر في اللاذقية، بإطلاق الكاهن جورج رفيق حوش تولد 1956 النار على نفسه في كاتدرائية القديس جاورجيوس للروم الأرثوذكس. وعلى الفور تم إرسال دورية من القسم مع الأدلة الجنائية ولدى وصولهم إلى المكان، شوهد الخوري جالساً على كرسي في الكاتدرائية ومصاباً بطلق ناري في الصدر والمسدس ملقى على الأرض بجواره.
وأشارت الوزارة إلى أنه من خلال التحقيق، بإشراف قائد شرطة محافظة اللاذقية، تبيّن أن الكاهن أطلق النار على نفسه من مسدسه الخاص عيار 7.5 مم، بسبب ضغوطات نفسية واجتماعية، حيث عُثر على قصاصات ورقية مكتوبة بخط يده تؤكد ذلك.
ووفق مصادر كنسية، فإن الخوري جورج حوش ينحدر من حلوز في ريف إدلب، وكان كاهناً هناك، ثم انتقل إلى اللاذقية بعد سيطرة فصائل إسلامية على إدلب.
من جهتها، أصدرت أبرشية اللاذقية وتوابعها للروم الأرثوذكس بياناً حول الحادثة جاء فيه "إن الخوري جورج رفيق حوش أنهى حياته مساء الأربعاء، وذلك بإطلاق النار على نفسه داخل كاتدرائية القديس جاورجيوس. وقد أتى هذا التصرف المستغرب نتيجة ضغوطات نفسية واجتماعية متراكمة.. ونلتمس من جميع أبنائنا المؤمنين أن يقاربوا هذا الحادث المؤلم بروح الصلاة إلى أن تستكمل كافة الإجراءات القانونية ويتم الدفن".
هذا الحدث الجلل الذي هزَّ وجدان كل من سمع به، ما كان ليحصل لو أن حكومة دمشق وافقت على حلّ الأزمة السورية، وفق ما نصّ عليه القرار الدولي (2254) والذي يقضي بتشكيل حكومة انتقالية تضم ممثلين عن النظام والمعارضة لمدة سنة ونصف، يتم خلالها إنجاز البيئة التشريعية الجديدة (الدستور وقانون الانتخاب والمطبوعات والأحزاب..) ويتم الإفراج عن المعتقلين وتُرفع عنا العقوبات الاقتصادية وتعود العلاقات الدبلوماسية مع الدول المقاطعة، وتعود عجلة النتاج إلى الدوران مجدداً.. وغير ذلك، مما يخفف إلى حد كبير معاناة شعبنا.. ثم تُجرى انتخابات نيابية ورئاسية وفق قانون جديد يعتمد مبدأ التمثيل النسبي، لا الأكثري المعمول به حالياً والذي يُعدّ من أكثر القوانين تخلفاً في العالم.
لقد أصبح الجميع يدرك أن تفاقم الأزمات المعيشية والمرشّحة إلى مزيد من التعقيد والتصعيد والتي نجم عنها أوضاع مزرية طالت أكثر من 90% من الشعب السوري، سببها الرئيس هو تأخر الحل السياسي للأزمة. والتي باتت تُنذر بأهوالٍ يصعب تحمّلها أو حتى تخيّلها. فقد تكاثرت في الفترة الأخيرة أخبار تخلّي آباء وأمهات عن فلذات أكبادهم بسبب الفقر المدقع، ووضع أطفال حديثي الولادة على مفارق الطرقات وإلى جانب المساجد. وزيادة أعداد المتسولين والمشرّدين وبيوت الدعارة.. وغيرها من الوقائع المفجعة والغريبة عن تاريخ سوريا. وصولاً إلى إقدام رجل دين على الانتحار. وهو المنوط به إرشاد رعيّته ونصحها والتخفيف من آلامها.
يقول ألبير كامو في كتابه الشهير «الإنسان المتمرد»: العبد عندما يقول لسيده (لا) يعني ذلك أنه وصل إلى درجة أنّ ما يجري لم يعُد قابلاً للتحمّل. بمعنى آخر، أن الأمور استمرت أكثر مما يجب. وأنها كانت مقبولة حتى هذا الحدّ ومرفوضة فيما بعده.
فمتى سينتفض الشعب السوري ويطلق صرخته المدوّية في وجه حكومة دمشق صارخاً بالفم الملآن: كفى! لحدّ هون وبس!



#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تعذيب بعد اليوم، هل نصدّق ذلك؟!
- إرهـاصـات نظـام عالمي جديد
- «بوتين» ومستقبل العالم
- حذارِ الاقتراب من «الهيبة!»
- روسيا وسوريا
- كازاخستان، إلى أين؟
- الرومانسي الأخير
- وزارة الاعتذار
- عذابُ الانتظار
- العُزلة
- أهمية السيطرة الإعلامية ودورها في حياة الشعوب
- محضر اجتماع
- باقة شكر ومحبّة
- هل انهزمت أمريكا في أفغانستان؟
- مقابلة مع مسؤول
- عيشةٌ لا منديل فيها.. جدولٌ لا ماء فيه
- تحت سقف الوطن!
- عويلُ ثعلبة
- ما حدا أحسن من حدا..
- إنك تبالغُ يا عزيزي!


المزيد.....




- حادثة غير متوقعة.. نسر أصلع يعلق فجأة في شاحنة على طريق سريع ...
- فيديو يظهر لحظة إطلاق نار خارج مبنى البرلمان الصربي
- إردام أوزان يكتب: طاقة بلا ولاء.. الاستثمار والسلطة وسياسات ...
- شكران مرتجى تختار الغياب: لماذا يطالب سوريون بسحب جنسيتها؟
- غزة تدفن جثامين فلسطينيين أُعيدت من إسرائيل في ظل اتهامات با ...
- محكمة العدل الدولية: إسرائيل ملزمة بتلبية الاحتياجات الأساسي ...
- ما دور مصر وقطر في مستقبل غزة.. وشروط السعودية والإمارات؟
- تحت إشراف بوتين.. مناورات نووية استراتيجية في روسيا
- سرقة اللوفر.. مديرة المتحف تكشف -ثغرة صغيرة- استغلها اللصوص ...
- فيديو لمحتجين يحرقون سيارة شرطة خارج مركز لجوء في دبلن


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضيا اسكندر - وهذه المرة الضحية رجل دين!