أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ضيا اسكندر - ما حدا أحسن من حدا..














المزيد.....

ما حدا أحسن من حدا..


ضيا اسكندر

الحوار المتمدن-العدد: 6948 - 2021 / 7 / 4 - 22:08
المحور: كتابات ساخرة
    


كان (المسؤول) مُغمضَ العينين مسترخياً على الكنبة، لدرجة أنه كاد أن يغفو. فجأةً تذكّر أنه يستضيف في مكتبه أحدَ أهمﱢ مستشاريه. فتحرّك معدّلاً جلسته وتثاءب بصوتٍ مسموع. وضغط على زرّ تنبيه جرس الحاجب لإحضار الضيافة. ثم أشعل سيجاره الضخم وقال لمستشارٍه وهو يفرك إحدى عينيه:
- صحيح، نسيت أن أقول لك، أننا نفكّر حالياً بتوسيع سلّة الضمان لتشمل جرّة الغاز المنزلية، (وتابع باستخفاف وهو يصعّر خدّه) على غرار التأمين الإلزامي للسيارات. (وأضاف متظاهراً بحرصه على أمان المواطنين) يا أخي لا أحد يعلم متى تأتي ساعة الغفلة..
فوجئ المستشار بهذا الطرح، وران عليه ظلٌّ من كدر. تريَّثَ برهةً يفكّر ثم قال:
- لكنَّ حوادث انفجار جرَّات الغاز في البلاد قليلة جداً يا سيدي!
بِلا مبالاة، ومن دون أن ينظرَ إليه، أجابه المسؤول بصوتٍ ناعسٍ من آثار سهرة ليلة البارحة الماجنة:
- ولَو كان.. ألَمْ تسمع بالقول الشهير «اِعقلْ وتوكَّلْ»؟ ألا يُجدر بنا أن نفكّر دوماً بأسْوأ الاحتمالات ونستعدُّ لمواجهتها؟ يعني لا سمح الله، لنفترض أن جرَّة الغاز انفجرت في أحد البيوت لسببٍ ما، وأدَّت إلى خسائر وأضرار بشرية ومادّية.. ماذا ينفعنا حينذاك النواح والعويل؟
رفرف المستشار جفنيه غير مرّة مشتَّت الذهن وقال:
- والله سيدى لا أعلم ماذا أقول! طيّب، كم تبلغ قيمة الضمان؟
ردَّ المسؤول وقد نفض عنه غبار الكسل متحدّثاً بحماسٍ متأجّج:
- مبلغ تافه جداً لا يتعدّى الـ (100) ليرة عند كل استلام جرّة.. بربّك، بوجْدانك، ولك إيدي على راسك، هل هذا الرقم يؤثّر على المواطن؟! أي بلا مؤاخذة، لا يعادل ثمن بسكوتة لطفل، ومن أرخص الأنواع.
- صحيح سيدي، ولكن لو جمعنا هذا المبلغ عند كل عملية بيع، فإنه سيصل إلى مليارات الليرات في السنة!
- يا رجل! على رسْلك، طوّلْ بالك! من أين أتيت بهذا الرقم المهول؟
- احسبْها سيدي بالورقة والقلم؛ نحن ننتج حالياً (100) ألف أسطوانة غاز يومياً × 100 ليرة قيمة الضمان = مليون. × 30 يوم في الشهر = 3 مليون ليرة × 12 شهر = 3،6 مليار في السنة. وهذا المبلغ سيتم تقاسمه بين شركات التأمين. (وأضاف بعد وقفة قصيرة بنبرةٍ مُنذِرة) بعدين سيدي، والله المواطن لم يعدْ يتحمَّل المزيد من الضرائب والرسوم والضغوطات المعيشية.. يعني بصراحة، اقتربنا كثيراً من انفجار اجتماعي خطير، قد يودي بالبلاد إلى ما لا تحمد عقباه. لذلك فإنني أقترح، أن تعدلوا عن هذه الفكرة جملةً وتفصيلا..
قبض المسؤول على ذقنه في حيرةٍ وصمتٍ ثم قال متبرّماً:
- ولك يا أخي والله صرعوا سمانا جماعة شركات الضمان، قال شو؟ قال خلّينا نعاملهم ونجبر بخاطرهم، مثل ما جبرنا بخاطر أصحاب معامل الأدوية، وجماعة الاستيراد، وجماعة القروض الكبيرة، وجماعة المستثمرين الجدد، وجماعة ما بعرف شو.. بحجّة أنه ما حدا أحسن من حدا.. ولك بشرفي رح جنّ من الإحراج!
في هذه اللحظة، دخل عليهم الحاجب ليُقدّمَ لهم الضيافة، وقد سمع الجواب الأخير من حديث المسؤول. فقال في خبيئته وهو يضع الضيافة على الطاولة بينهما:
«ولك الله يلعن شرفك، على شرفو، على شرف أكبر فاسد بهالبلد.. انشالله يا ربّ، محلّ ما يسري يهري.. ولك يا أوغاد، والله أنتو سبب أكبر علّة بحياتنا».



#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنك تبالغُ يا عزيزي!
- أنا مريضة يا أبي!
- «شُبّيك لُبّيك!»
- قوس قزح
- البؤس في كل مكان!
- تفوَّقتْ عليَّ طفلة!
- إلّا المذلّة!
- شهيدُ الغرام
- آه يا بيروشْكا!
- جريمة ولا عقاب!
- حسناءُ الرصيف
- لستُ جميلة يا ربّي، طيّب ما ذنبي؟!
- ابني حبيبي، سنلتقي يوماً!
- فقرةٌ من حوارٍ يوميّ
- جعلوها مُومِساً
- مُتْ قاعداً!
- بانتظار الفجر
- الغلاسنوست والبيروسترويكا
- إنّا نُحِبُّ الوردَ، لكنّا..
- شهامة طفل


المزيد.....




- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ضيا اسكندر - ما حدا أحسن من حدا..