ثائر الناشف
كاتب وروائي
(Thaer Alsalmou Alnashef)
الحوار المتمدن-العدد: 1670 - 2006 / 9 / 11 - 09:47
المحور:
كتابات ساخرة
يقول المثل الروسي ( سلخ جلد الدب قبل أن يقتله) بالتمعن قليلاً في هذا المثل نجد أنه ينطبق على حالنا العربية قلباً وقالباً , يا ليتنا اليوم كحال الدب الروسي ذو الأسنان الذرية , فدبنا مسلوخ من أغلب قيم الحق والخير والجمال, إنه عارٍ وضعيف أمام العالم أجمع , مضرجٌ بدمائه القانية والرخيصة الثمن من رأسه حتى أخمص قدميه, أسنانه مسوسة ومنخورة تسقط تباعاً واحدة تلو الأخرى.
من قال أن دبنا يعشق النوم ويغط فيه أياماً وأشهر ؟ إنّ دبنا العربي لا يعرف طعم النوم, لكثرة الأوجاع والآلام التي تدك به صباحاً ومساءً , هو بعكس نظيره الروسي الغارق في بحر أحلامه الكبيرة , كمحطة من محطات إعادة بناء قوته , ولاستنشاق هواء الحياة , بدلاً من هواء المعارك القاتل, فإن لفت أنظار الغير صوبه جعلهم يفكرون في محاورته أولاً قبل الانقضاض عليه وإشهار السيوف من غمدها , أمّا نحن فما أكثر نهاياتنا وما أوخمها! كثيرةٌ هي المرات التي نموتها ونحياها مجدداً على سوء فعلتنا, فلم تعد بارقة أمل واحدة في أن نبقى أحياء كغيرنا , إن متنا فحبذا لو نموت كما يموت الغير على أمل قدوم الأجيال من بعدنا حيةً يقظة لا تقبل السلخ ولا الذبح , تماماً كما يموت ويحيا الآخرون.
في كل مواجهة نخوضها مع خصمنا يغلب فيها على أمرنا ... في السياسة , قرارات دولية , تحالفات وضغوط, ... في الدين , فاشيين وإرهابيين ومصدرين لهما,... في الرياضة , هزائم مستمرة وخروج مهين من الدور الأول, ... في الطب, أدوات للتشريح وحقول للتجارب .
قدرنا الوحيد السير في طريق النهايات الوخيمة , لا في طريق البدايات السليمة, لتصحيح واقعنا المزري علينا أن نندب حظنا , فعسى أن تدور عقارب الساعة عكس اتجاهها وترجع بنا إلى زمان الوصل الذي انقطع ... إلى زمان أجدادنا الغابر, عندئذ يمكن القول , لا نهايات ولا بدايات , إنما تضميد للجراح النازفة وصحوة للضمير الغائب, عودة للجذور الباقية وليس للطحالب الفانية .
#ثائر_الناشف (هاشتاغ)
Thaer_Alsalmou_Alnashef#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟