أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ثائر الناشف - نسبية الحرية في المنظور الإسلامي














المزيد.....

نسبية الحرية في المنظور الإسلامي


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 1660 - 2006 / 9 / 1 - 06:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تبقى الحرية مطلباً إنسانياً ملحاً لاغنى عنها لآي مجتمع , وتزداد أهميتها بلوغاً كونها أحد أركان حقوق الإنسان الأساسية, نظراً لكثرة الدراسات التي أجريت حولها , ولعل أبرزها ما يتعلق بالمنظور الديني وتصوره لها , بتحديده للكيفية التي ينبغي السير بمقتضاها , ومراعاته التامة لجميع الحالات المتعاكسة معها وغير المقتنعة بها ضمن محددات التصور الإسلامي لها .
عندما كان مفهوم الحرية يتناقض مع العبودية , اتجه الإسلام نحو توسيع حلقات هذا المفهوم , بالطلب من الأفراد أن يكفوا عن تسخير أقرانهم لأمورهم الشخصية , بحيث لا تؤدي في نهاية المطاف إلى استرقاقهم وسلب إرادتهم المكفولة شرعاً .
بالرغم من الحرص الإسلامي الشديد على تسييد الحرية , فإن حرصه لا يعني جعلها حقاً مطلقاً يتعدى حقوق الآخرين ولا يتوقف عند حده , بل سعى جاهداً لقولبتها ضمن منظومة القوانين والقيم الأخلاقية , مسلماً أمر رعايتها للدولة , فهي الوحيدة القادرة على حفظها , لأن الفرد ككائن اجتماعي خلق ليتعايش مع غيره من الأفراد في بيئات متنوعة , وليتقاسم معهم الحقوق والواجبات , فذلك يعني أن حريته الفردية , نسبية وليست مطلقة , تتوقف حالما تصطدم بحدود الآخرين , ولا يمكن الخروج من هذا المطب المتكرر إلا بالمواءمة بين حقوق الأفراد, فليس من حق أحد أن يتمتع بحقوق لا يتمتع بها غيره , بغض النظر عن طبيعة العرق و الجنس والمعتقد الذي يخص كل فرد , لأن حق الحرية يخص الجميع دون أي اعتبارات أو امتيازات فردية معينة .
وحتى تغدو الحرية أكثر تجذراً بين الأفراد,لابد من إدخالها في جملة من القواعد والأحكام لتجديد العلاقة وتفعيلها بين الأفراد , لأن القوانين والمعايير لا تكفي لتأدية هذا الغرض.
تبدأ أولاً بعدم إلحاق الأذى والإضرار بالغير , فإذا تمادى الشخص بالأذى تجاه غيره اعتقاداً منه أنه حر فيما يفعل , فلابد من تنبيهه وكبح أفعاله المؤذية , عملاً بالقاعدة التي تقول ( لاضرر ولا ضرار) .
ثانياً الابتعاد عن جرح شعور الغير والعمل على مراعاته , فمن غير المستحب أن يستغل إنسان ما نقاط الضعف التي يجدها عند غيره ويعمل على استثارتها لاستفزاز صاحبها , الأمر الذي يخالف ما حرصت عليه القواعد المرعية.
ثالثاً الحفاظ على الكرامة الإنسانية من أي امتهان لها , والحرية في الإطار الإسلامي ما هي إلا انعكاس لواقع الكرامة ودليل حي على وجودها للذود عنها , فالسلوكيات المنحرفة الصادرة عن البعض والمتعمدة مضايقة الآخرين ووضعهم في أجواء من القلق الدائم , مثال على ذلك , خاصة إذا كانت هذه السلوكيات مطالبة بتنفيذ برنامج سياسي آو اجتماعي يتمثل بالإصلاح وتغيير بنى النظام القائم .
رابعاً تلافي كل ما من شأنه أن يشعر الشخص بتميّزه وعلوّه على غيره , ما يعزز الأنانية والغرور في شخصه , وهو ما يتنافى مع أصول الحرية الإسلامية , فكما يحب المرء لنفسه عليه أن يحب لغيره وليس العكس.
ما سبق ذكره يفصح صراحةً عن ماهية الحرية كما يراها الإسلام , وهي جزء لا يتجزأ من تراثه وقيمه وعرفه , ما يميزها عن الحريات الأخرى القائمة على أسس فكرية علمانية , استنبطت من مدارس فلسفية قديمة وحديثة .



#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقوق الإنسان دينياً ودنيوياً
- صمت الآباء .. يقطعه .. الأبناء
- نصر الله وحديث الأمهات
- المحاور المتصادمة مصلحياً
- حروب في زمن اللاحروب
- حول رمزية المقاومة المطلقة
- الفيدرالية ومستقبل المنطقة المرهون فيها
- لبنان بين استقلالين
- التجديد الديمقراطي المطلوب عربياً
- ديمقراطيتنا بين الفوضوية والانضباطية
- لبنان : ساحة مفتوحة لتصفيات محسوبة
- السقطة القادمة
- أنشودة الفداء
- أشراف المعارضة السورية
- الحرية الوجودية معناها ومبناها
- مهلاً .. كيلا نحرث البحر
- عبودية ما بعدها عبودية
- وصولية المصالح اللامحدودة
- بين المعارضة والنظام وطن واحد
- حقاً إنه زمن العجائب


المزيد.....




- تنامي الإسلام الراديكالي في بنغلاديش
- مصر تقضي بسجن إسرائيليين اثنين 5 سنوات للاعتداء على موظفين ب ...
- محافظ السويداء: الاتفاق مع وجهاء الطائفة الدرزية ما يزال قائ ...
- إيهود باراك يقارن بين قتال الجيش الإسرائيلي لحماس وقتاله لجي ...
- مصر.. سجن إسرائيليين بسبب واقعة -أحداث طابا-
- المصارف الإسلامية تحقق نجاحات كبيرة على حساب نظيراتها التقلي ...
- -الأقصر ولكن الأفضل-.. الرئيس الأوكراني يعلق على اجتماعه مع ...
- مصر.. فتاة ترفع الأذان داخل مسجد أثري يشعل  نقاشا دينيا
- خطوات تثبيت تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 TOYOUE EL-JANAH ...
- برازيليون يحولون نبات يستخدم في الاحتفالات الدينية إلى علاج ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ثائر الناشف - نسبية الحرية في المنظور الإسلامي