أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ثائر الناشف - ديمقراطيتنا بين الفوضوية والانضباطية














المزيد.....

ديمقراطيتنا بين الفوضوية والانضباطية


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 1618 - 2006 / 7 / 21 - 05:27
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


الأوضاع التي يعيشها العالم العربي ومعه الشرق الأوسط , كفيلة بتغيير الكثير من القواعد الراسخة لنظمها , فكل وضع جديد حمل معه تصورات جرى ربطها بمرحلتين أحدها قبلية والأخرى بعدية , أي تمحيص هذا الوضع الجديد , وتحديد ما إذا كان قابلاً للتفاعل مع ما هو قادم أو أنه أكثر انسجاماً مع ما هو سابق .
فموضوع الديمقراطية هو أحد أهم الأوضاع الطارئة والمفروضة على المنطقة باستمرار , فالرؤى شديدة الانقسام حول مفاهيمها , غير أن الغوص في أعماق الواقع العربي , يكشف النقاب عن حالتين متنافرتين لواقع الديمقراطية وفي كيفية النظر إليها .
النظرة الأولى تبدأ من قلب المجتمع لما يحتويه من مجموعات انتمائية واتحادات طوعيه , فالاتجاه العام لها العمل على إيجاد مجتمع من دون حكومة , وغالباً ما تكون الديكتاتورية السبب الرئيس في دفع المجموعات إلى التفكير بسلخ المجتمع عن الدولة , وخيارها الوحيد لذلك (الفوضوية) , التي تعد بمثابة المثل الأعلى بالنسبة لها , وبالتالي فإن مجتمع المجموعات الطوعية محكوم بالفوضوية وهو ما ينسحب على ديموقراطيتها أيضاً, الديمقراطية الفوضوية تعتبر الحكومات والدول كيانات انضباطية جبرية وليست طوعيه , فجبر الأفراد على نظام معين يعد إكراهاً لهم , ما يحتم على الفوضويين اقتلاع تلك الكيانات من جذورها كونها تمثل الشر المطلق لأفراد المجتمع , والبديل عنها المجموعات والاتحادات المشار إليها .
لعل الوضع الحاصل في العراق يدلل على النظرة الفوضوية ونظرة معتنقيها إلى شكل الدولة التي تناسبهم,طبعاً دون أن ننسى لبنان أبان الحرب الأهلية وما رافقها من فوضى أخفت الدولة وأظهرت المجتمع اللبناني على شكل مجموعات منتمية طائفياً, تجلت ديمقراطيتها عبر اتخاذها ما تشاء من قرارات دون الرجوع إلى الدولة , فأغلب دول العالم عاشت الفوضوية في ما قبل مرحلة تأسيس الدولة , وأوضح مثال على ذلك العراق الآن , لقد استدركت الإدارة الأميركية الوضع العراقي وقراءته حسب قراءتها لواقعها السالف منذ ثلاثة قرون مضت , فأطلقت لنا مصطلح الفوضى البناءة لإقناعنا بمساوئ الاستقرار الهدام الذي عاشه العراق أيام النظام السابق مثلما تعيشه دول المنطقة حالياً.
لا يخفى أن الدول العربية عاشت الفوضوية في السابق لكن ليس كما هو عليه الحال في العراق اليوم , والسبب أن الاحتلال في عهده القديم يختلف عن عهده الحديث , ففي الاحتلال القديم حرصت الدول المحتلة على منع انتشار الفوضى للمرحلة التي ستعقب خروجها , فحافظت على وجودها عن طريق اتباع لها في المنطقة, لأن مصالحها تقتضي استقرار اتباعها إلى أقصى حد ممكن , أميركا حرصت بدورها على ذات الشيء , لكنها فشلت أمام فوضوية المجتمع الجديد المتشكل , ما أرغمها على الاعتراف به عن طريق الفوضى البناءة التي أطلقتها , إنقاذاً لماء الوجه إذا ما سئلت يوماً عن مصير الديمقراطية التي بشرت المنطقة بها .
فالديمقراطية الانضباطية تتناقض مع نظيرتها الفوضوية لتباين اتجاهات الحكومات الانضابطية مع اتجاهات المجتمع الفوضوي , فمثلاً التجمعات المدنية والأحزاب السياسية تشكل خطاً أحمراً لدى الحكومات الانضباطية , إضافة إلى أن ديمقراطيتها تتحدد وفقاً لعقائد معينة يؤمن بها جميع أفراد المجتمع وتشكل تطلعاتهم المنشودة نحو المستقبل تبعاً لتصورات الحكومة لها.
إن المقارنة بين النظام الذي يدير دفة المجتمع الفوضوي والحكومة الانضباطية تقوم على أن جزءاً من الفوضويين فضل الفردية على الشمولية , أي قدم الرأسمالية وفكرة السوق على الاشتراكية , فالعمل أساس القيمة عندهم , كما أن الممتلكات العامة ليست سوى أموال سرقتها الدولة , ولا يمكن استرجاعها إلا عن طريق حل الدولة , بعكس الانضباطيين الذين فضلوا الشمولية على ماعداها من نظم .
من هنا تبدو ديمقراطيتنا العربية متأرجحة بين كفة الفوضوية الناشئة , التي بدأت تنبعث نحو المنطقة بعد أن استهلكت في موطنها الأصلي , وكفة الانضباطية المتجذرة في حياة شعوب المنطقة مع رجحان كفتها , وما ديمقراطيتها التي تدعيها إلا ذر للرماد في العيون .



#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لبنان : ساحة مفتوحة لتصفيات محسوبة
- السقطة القادمة
- أنشودة الفداء
- أشراف المعارضة السورية
- الحرية الوجودية معناها ومبناها
- مهلاً .. كيلا نحرث البحر
- عبودية ما بعدها عبودية
- وصولية المصالح اللامحدودة
- بين المعارضة والنظام وطن واحد
- حقاً إنه زمن العجائب
- تريدون حرية .. فلتأخذوها
- المعارضة السورية وثقافة الاتهام
- أبعد من الذبح
- ثمن أن يفيض الفرات
- عندما يفيض الفرات
- التماثل بين مساري الأيديولوجيا والشمولية
- الثالوث السلطوي المقدس, ترغيب, ترهيب, تربيب
- سوريون وراء الحدود
- ...الأنظمة : مشروعية التماهي بالأوطان
- المجتمع المدني .. الوجه الآخر للديموقراطية


المزيد.....




- رأي.. فريد زكريا يكتب: كيف ظهرت الفوضى بالجامعات الأمريكية ف ...
- السعودية.. أمطار غزيرة سيول تقطع الشوارع وتجرف المركبات (فيد ...
- الوزير في مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس يخضع لعملية جراحي ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابطين وإصابة اثنين آخرين في كمين ...
- شماتة بحلفاء كييف؟ روسيا تقيم معرضًا لمعدات عسكرية غربية است ...
- مع اشتداد حملة مقاطعة إسرائيل.. كنتاكي تغلق 108 فروع في مالي ...
- الأعاصير في أوكلاهوما تخلف دمارًا واسعًا وقتيلين وتحذيرات من ...
- محتجون ضد حرب غزة يعطلون عمل جامعة في باريس والشرطة تتدخل
- طلاب تونس يساندون دعم طلاب العالم لغزة
- طلاب غزة يتضامنون مع نظرائهم الأمريكيين


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ثائر الناشف - ديمقراطيتنا بين الفوضوية والانضباطية