أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ثائر الناشف - السقطة القادمة














المزيد.....

السقطة القادمة


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 1611 - 2006 / 7 / 14 - 06:34
المحور: كتابات ساخرة
    


بعد سقوط تمثال قائد الأمة العربية وهالتها من السماء إلى الأرض , على حد وصف الراحل ميشيل عفلق , وأبا المناضلين القائد صدام حسين , في أوسع ساحات بغداد الرشيدة حضوراً , وفي مشهد قلَّ نظيره سابقاً ومن المرجح تكراره لاحقاً على أكثر من ساحة عربية إذا شاءت الأقدار .
يبقى السؤال يلفنا لفاً على من ستكون السقطة القادمة ؟ سؤال يحمل في طياته دواعي القلق والسرور في آن معاً , الكل شاهد الصنم يتهاوى مندهشاً لما يحصل أمامه , هناك من استبشر خيراً بهذا السقوط المدوي , وسرعان ما انقلب الخير إلى شرٍ مستطير التهم أهله التهاماً عبثياً لا رحمة فيه ولا رأفة , المقصود بذلك العبث , الفوضى العارمة التي ضربت أطنابها العراق بأهله وأرضه ومائه وهوائه .
مشهد لا يخفى على أحد خطورته , إلا أن هذا المشهد أرق الزعماء العرب كثيراً حيث أفجعهم سقوط التمثال أكثر مما أفجعهم جرح العراق النازف دون توقف, وعلى إثره أخذوا يعدون الحسابات الدقيقة , سيما بعد أن سمعوا تصريحات الإدارة الأميركية وتحذيرها لتماديهم في تحدي إرادتها وعدم تسليمهم زعامتها للمنطقة, لكنهم (الزعماء) بعد أن تأكدوا من غرق القوات الأميركية في الوحل العراقي, اطمأنوا على صمود تماثيلهم , والأدهى من ذلك أن أميركا راحت تستنجد بهم طلباً لمساعدتها في ضبط الوضع الأمني المنفلت.
إذاً الرسالة التي أراد الزعماء العرب إيصالها لشعوبهم وصلت من تلقاء نفسها , ومفادها ... أنه إذا أردتم التغيير على الطريقة الأميركية , فتلكم بغداد تتقطع أوصالها وتدب فيها الفوضى من كل حدب وصوب , لذا , عليكم الالتفاف حولنا وحول تماثيلنا ولا تفكروا في إسقاطها على الإطلاق فتكونون من الخاسرين , فإسقاط تماثيلنا يعني سقوطكم في بحر الفوضى والحرب الأهلية والعنف الطائفي , عليكم الاختيار بين السقوطين ...
للأسف خياران أحلاهما مر , فقد غدت الشعوب العربية المتطلعة للتغيير , متطلعة نحو الفوضى , هكذا يتصور زعماؤنا , ما يبعد عن عقولهم هاجس السقطة القادمة , ويريحهم من الإجابة عن السؤال ,أي نظام ستقع عليه السقطة التالية ؟ فهم متفقون فيما بينهم أن سقوط أحدهم يعني سقوطهم جميعاً , واحداً تلو الآخر .
أمّا سقوط صدام الأخير فكان استثناءً عن القاعدة ولا يقلق كثيراً , باعتبار أن صدام نفسه كان خارجاً عن قواعد لعبهم , باتخاذه القرارات الانتحارية دون الرجوع إليهم وأخذ مشورتهم , إضافة إلى تردي العلاقة بينهم وبينه .
فالوساطات بين الزعماء العرب جارية على قدم وساق , كلما زادت أميركا من ضغوطها على أحدهم , فالملاحظ أن هناك اصطفافاً لا بل اتحاداً بينهم , في سبيل البقاء والحفاظ على مكتسبات الحكم , وليس افتراقاً وتشتتاً كما يصوره البعض , فالتشتت قائم بين الشعوب نفسها , كونها عاجزة عن الاتفاق فيما بينها على كلمة واحدة وخطة واحدة وبالتالي آلية عمل واحدة تمهيداً للسقطة القادمة.



#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنشودة الفداء
- أشراف المعارضة السورية
- الحرية الوجودية معناها ومبناها
- مهلاً .. كيلا نحرث البحر
- عبودية ما بعدها عبودية
- وصولية المصالح اللامحدودة
- بين المعارضة والنظام وطن واحد
- حقاً إنه زمن العجائب
- تريدون حرية .. فلتأخذوها
- المعارضة السورية وثقافة الاتهام
- أبعد من الذبح
- ثمن أن يفيض الفرات
- عندما يفيض الفرات
- التماثل بين مساري الأيديولوجيا والشمولية
- الثالوث السلطوي المقدس, ترغيب, ترهيب, تربيب
- سوريون وراء الحدود
- ...الأنظمة : مشروعية التماهي بالأوطان
- المجتمع المدني .. الوجه الآخر للديموقراطية
- بين الحاجات الوطنية والدوافع القومية
- سورية: معارضة فنادق أم خنادق .. ؟


المزيد.....




- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ثائر الناشف - السقطة القادمة