أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ثائر الناشف - التجديد الديمقراطي المطلوب عربياً














المزيد.....

التجديد الديمقراطي المطلوب عربياً


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 1621 - 2006 / 7 / 24 - 04:22
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


تبدو العملية الديمقراطية أحد أبرز وجوه البناء الحضاري للشعوب , خصوصاً وأن الحالة الحضارية كانت ولا تزال الوعاء الحاضن للديمقراطية , فالبرغم من الغنى الحضاري للعالم العربي , فإنه بحاجة متزايدة إلى المواءمة بين الديمقراطية من حيث هي خليط أيديولوجي وافد على ثقافته , وبين سلوكه وطباعه الموروثة المشكلة لذاته الحضارية , هذا التوأم ينبغي أن يتحدد وفق ميكانيزمات تعد بمثابة الآلية المجددة لحراكه الديمقراطي بما يتوازى مع تفكيره الشعبي العام وثقافته السياسية .
إنّ التجديد الديمقراطي المطلوب عربياً اليوم يبدأ أولاً بالابتعاد عن الخط الفكري المتماسك والمترابط منطقياً كما هو في الغرب , التجديد يحتم القيام بالتفكيك الفكري ومن ثم البدء بتركيب المناسب منه , بمعنى أنه ليس بمقدورنا مواجهة قضية ما , دون أن نعمد إلى تفكيك ما تحتويه من أجزاء غاية في التعقيد , لفهم بواطن تلك القضية المطروحة , بعدئذ نقيّمها عقلياً دون التفرد بأي جزء من أجزائها , لتجنب الوقوع في براثن التصنيف , بوجهيه السلبي والإيجابي , كأن نقول جزء ما في القضية سلبي والآخر إيجابي , ذلك من شأنه أن يفتح أبواب جديدة على القضية تظهر في الرفض لما هو سلبي والقبول بما هو إيجابي , فغاية التفكيك إضفاء عوامل جديدة تساهم في تحريك الفكر الديمقراطي العربي المتصلب , وسد المنافذ أمام النظم العربية التي تتذرع دوماً بالتضحية بما تملك في سبيل الوصول إلى الديمقراطية , فلن يتم ذلك إلا بتفكيك الحواجز الرسمية المفروضة على قنوات التعبير عن الرأي , وتوسيع نويات المجتمع المدني وغيرها من التنظيمات السياسية.
ثانياً طالما أن الديمقراطية وافدة بأفكارها وقيمها على عالمنا العربي , فمن المفيد مراجعة تلك الأفكار والتدقيق فيها أي علاجها قبل البدء في تصنيفها, الملاحظ أن بعض فلاسفة الغرب طرحوا الديمقراطية في دراساتهم على أسس فلسفية ما ورائية (ميتا فيزيقية) تبدو الديمقراطية فيها أكثر وهميةً لا بل ضرباً من الخيال , فقد تجلت بفكرتي الإرادة العامة والحق الطبيعي , اللتان عرقلتا سير التيار الديمقراطي , فالفكرة الأولى تنطوي على اعتبار أن الحاكم ديمقراطي بمجرد حصوله على أكثرية مطلقة في المنافسة الانتخابية , في حين أن مبد الأكثرية يعني من آتى أولاً بين المتنافسين بصرف النظر عن نسبة الأصوات التي حصل عليها في العملية الانتخابية , كما أن الإرادة العامة هي السبب الرئيس في إطالة أمد حياة أنظمتنا العربية , لأنها تعني إجماع الشعب بالدرجة الأولى حسبما قصده جاك روسو في دراساته, وبالتالي الحق في إعادة الانتخاب دورة ثانية وثالثة ..الخ حيث يتنافس الأشخاص ذاتهم في تلك العملية والنتيجة استمرارهم إلى ما لانهاية له .
ثالثاً من الواضح أن سلطان القانون الذي يسمو على ما سواه , يتصف بالصلافة وقلة الرأفة تجاه الأفراد, لتوخي الصدام بين القانون والأفراد وإبعاد التنافر بينهم , لا سبيل أمامنا إلا بإيجاد وسيط مقرب , غالباً ما يأخذ دور النائب الممثل لفئات واسعة من الشعب , وهو ما تفتقر إليه جميع الدول العربية بدون استثناء , فحاجة الأنظمة تتجه دوماً بتهميش دور النائب الوسيط وتعزيز دور المشرع في الدولة , بسن المزيد من القوانين والتشريعات التي تصب في مصلحتها أولاً وأخراً, من هنا تبرز الفجوة العميقة بين الحاكم والمحكوم , وسبب ذلك التغييب المستمر لدور الوسيط في تقليص تلك الفجوة , عملية التقريب بين القانون والفرد إحدى عمليات التجديد الديمقراطي, تقع على عاتق الوسيط وحده .
رابعاً التفريق بين ما هو أيديولوجي مبني على حالات من الرفض والقبول , وما هو علمي مبني على أحكام الخطأ والصواب , فالديمقراطية تقترب هنا من الأيديولوجيا أكثر منها إلى العلم , اقتراب الديمقراطية من الأيديولوجيا يمكن تفسيره حسب التصور الأيديولوجي للعالم بما هو مستحسن أو مستهجن , كذلك الأمر تعبّر الديمقراطية بدورها عن قيم وأفضليات ذاتية والنتيجة واحدة إمّا الرفض أو القبول , لا على أساس علمي قائم على وقائع ثابتة , وإنما على أساس تفضيلي , فالتجديد لا يعني انغماس الديمقراطية بالأيديولوجيا العربية ذات التركيب العقائدي , بل التلاقي فيما هو نافع والابتعاد عما هو ضار , فالحرية مثلاً إحدى مبادئ الديمقراطية , تجدها في العالم العربي حق عند مناصريها ( الشعوب) وباطلة عند مناهضيها
( الأنظمة) .
بغير ذلك يغدو التجديد الديمقراطي , أشبه بالخرافة التي عاشها الغرب يوماً ما , لكنه استطاع اجتراحها في نهاية المطاف , فالدور آتٍ علينا لا محالة , الأدوات والآليات والرغبة متوفرة لدينا , فماذا ننتظر ؟؟.



#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديمقراطيتنا بين الفوضوية والانضباطية
- لبنان : ساحة مفتوحة لتصفيات محسوبة
- السقطة القادمة
- أنشودة الفداء
- أشراف المعارضة السورية
- الحرية الوجودية معناها ومبناها
- مهلاً .. كيلا نحرث البحر
- عبودية ما بعدها عبودية
- وصولية المصالح اللامحدودة
- بين المعارضة والنظام وطن واحد
- حقاً إنه زمن العجائب
- تريدون حرية .. فلتأخذوها
- المعارضة السورية وثقافة الاتهام
- أبعد من الذبح
- ثمن أن يفيض الفرات
- عندما يفيض الفرات
- التماثل بين مساري الأيديولوجيا والشمولية
- الثالوث السلطوي المقدس, ترغيب, ترهيب, تربيب
- سوريون وراء الحدود
- ...الأنظمة : مشروعية التماهي بالأوطان


المزيد.....




- الرئيس الصيني يستقبل المستشار الألماني في بكين
- آبل تمتثل للضغوطات وتلغي مصطلح -برعاية الدولة- في إشعار أمني ...
- ترتيب فقدان الحواس عند الاحتضار
- باحث صيني عوقب لتجاربه الجينية على الأطفال يفتتح 3 مختبرات ج ...
- روسيا.. تدريب الذكاء الاصطناعي للكشف عن تضيق الشرايين الدماغ ...
- Meta تختبر الذكاء الاصطناعي في -إنستغرام-
- أخرجوا القوات الأمريكية من العراق وسوريا!
- لماذا سرّب بايدن مكالمة نتنياهو؟
- الولايات المتحدة غير مستعدة لمشاركة إسرائيل في هجوم واسع الن ...
- -لن تكون هناك حاجة لاقتحام أوديسا وخاركوف- تغيير جذري في الع ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ثائر الناشف - التجديد الديمقراطي المطلوب عربياً