أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ثائر الناشف - الإرادة الإنسانية .. مخيّرة أم مسيّرة ؟














المزيد.....

الإرادة الإنسانية .. مخيّرة أم مسيّرة ؟


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 1663 - 2006 / 9 / 4 - 07:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تنبع الإرادة الإنسانية من الوصف الاجتماعي للإنسان بأنه كائن اجتماعي , وتترتب على كيانيته قيم ينبغي أن يعتد بها , وهذه القيم تحتوي على جملة أفعال عملية ونظرية تنتج قيماً أخلاقية يتحلى بها السلوك الفردي ويتكامل معها في اختياره للموجودات التي يصادفها في حياته , بذلك تتكون أولى مراحل تشكل الإرادة الإنسانية.
لامعنى للإرادة إذا خَلت من الحرية , الحرية ليست فيما سنقوله أو سنفعله , إنما هي القدرة على الاختيار بين طريقين يسودان الحياة البشرية, طريقا الخير والشر, الإرادة في هذا المجال حرة , فلو لم تكن حرة لصار الاختيار بين الخير والشر لا طائل منه , وتبرز حرية الاختيار من خلال العقاب والثواب على الأفعال الإيجابية والسلبية .
إذاً الإرادة قائمة على مكون أساسي هو الحرية , فالاختيار بين الأفعال الخٌلقية المشار إليها مرهون بالحرية, والأخلاق بصفة عامة وما تحتويه من مواقف ونوايا تتوقف على الحرية الواعية .
لا شك أن الافكار الصادرة عن بعض الفلاسفة ورجال الدين حول قضية الإرادة , هي موضع جدل , البعض يعتبر أن الإرادة مسيّرة وليست حرة في الاختيار , والآخر يشدد على حرية الإرادة في الاختيار , ومن بين الاعتقادين وجد اعتقاد ثالث يرى أنه طالما توقف مفعول الإرادة على الحرية فإن الحرية نسبية وليست مطلقة , والإرادة أيضاً نسبية في اختيارها ذلك وفقاً للحرية .
إنّ موقف الدين الإسلامي من الإرادة يتحدد بالتفريق بين المخلوقات التي خلقها الله , وهي على نوعين:
1- مخلوقات مسخرة, لا إرادة لها أي لا اختيار لها فهي خلقت لأجل الطاعة , وتتمثل بجميع المخلوقات باستثناء الإنسان.
2- مخلوقات مكلفة , ممثلة بالإنسان المكلف والتكليف لا يقوم إلا على الحرية , فإمّا بالفعل أو بالترك .
وكثيراً ما يشاع بأن مسألة الإيمان والكفر محددة مسبقاً في نفس المخلوق من قبل الخالق , فأي فعل يصدر عن المخلوق آثماً كان أم حسناً, الخالق على علم بصدوره قبل أن يصدر , وعليه, ليس لحرية الإرادة في الاختيار أي مغزى.
نظرة الإسلام لهذا الأمر متفقة على أن الله يعلم بكل فعل سيصدر عن الإنسان , إنّه عالم الغيب , وبرغم ذلك فالعلم بالفعل ليس علم إجبار على الفعل أو الكف عنه , بل هو علم أزلي بما سيصدر عن كل إنسان, ليبقى صدور الفعل ووقوعه أو عدم صدوره ووقوعه من صميم إرادة الإنسان وحريته ذاته .
قضية أن الإنسان مسيّر أم مخيّر في إرادته تتضح إسلامياً بقوله تعالى ( من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) سورة الكهف.
وتزداد قضية الإرادة الحرة وضوحاً في موضوع تغيير السلوك أو الطباع , التغيير هنا يعني السير للأمام نحو الأفضل , وهو ثابت في النفس لا يحركه إلا صاحبها الذي يملك الإرادة على فعل التغيير ويتضح أيضاً بقوله:
( إنّ الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) سورة الرعد .
إن كنا نتحدث عن الحرية فهي موجودة في ذاتنا وفي إرادتنا , لكننا غافلين عنها , وهي مكفولة بالتشريع الإلهي والتشريع الوضعي, الخلل في تطبيقها دائماً يأتي من الوضعي الخاضع لأهواء الساسة والحكام القادرين على تكبيل الإرادة التي كفلها الله بالقيود , لتصبح عاجزة عن التغيير , ولتسلك طريق الشر بمفاسده ومساوئه , ولتضعف بنية المجتمع ونسيجه الوطني, عندها تتحول الإرادة إلى إرادة مسيّرة لا مخيّرة في الدنيا لا في الدين .



#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نسبية الحرية في المنظور الإسلامي
- حقوق الإنسان دينياً ودنيوياً
- صمت الآباء .. يقطعه .. الأبناء
- نصر الله وحديث الأمهات
- المحاور المتصادمة مصلحياً
- حروب في زمن اللاحروب
- حول رمزية المقاومة المطلقة
- الفيدرالية ومستقبل المنطقة المرهون فيها
- لبنان بين استقلالين
- التجديد الديمقراطي المطلوب عربياً
- ديمقراطيتنا بين الفوضوية والانضباطية
- لبنان : ساحة مفتوحة لتصفيات محسوبة
- السقطة القادمة
- أنشودة الفداء
- أشراف المعارضة السورية
- الحرية الوجودية معناها ومبناها
- مهلاً .. كيلا نحرث البحر
- عبودية ما بعدها عبودية
- وصولية المصالح اللامحدودة
- بين المعارضة والنظام وطن واحد


المزيد.....




- تنامي الإسلام الراديكالي في بنغلاديش
- مصر تقضي بسجن إسرائيليين اثنين 5 سنوات للاعتداء على موظفين ب ...
- محافظ السويداء: الاتفاق مع وجهاء الطائفة الدرزية ما يزال قائ ...
- إيهود باراك يقارن بين قتال الجيش الإسرائيلي لحماس وقتاله لجي ...
- مصر.. سجن إسرائيليين بسبب واقعة -أحداث طابا-
- المصارف الإسلامية تحقق نجاحات كبيرة على حساب نظيراتها التقلي ...
- -الأقصر ولكن الأفضل-.. الرئيس الأوكراني يعلق على اجتماعه مع ...
- مصر.. فتاة ترفع الأذان داخل مسجد أثري يشعل  نقاشا دينيا
- خطوات تثبيت تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 TOYOUE EL-JANAH ...
- برازيليون يحولون نبات يستخدم في الاحتفالات الدينية إلى علاج ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ثائر الناشف - الإرادة الإنسانية .. مخيّرة أم مسيّرة ؟