أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أماني محمد ناصر - بقدر ما أحترق... أحبك














المزيد.....

بقدر ما أحترق... أحبك


أماني محمد ناصر

الحوار المتمدن-العدد: 1670 - 2006 / 9 / 11 - 05:04
المحور: الادب والفن
    


كالمعجزة أنت...
أتيتني في زمن انتهت فيه المعجزات... قدمت إليّ كعاصفة في ليلة ساكنة...
وكان كل رصيدي بالحياة هو حلمي بأن أضمك لصدري...
وكم كنتَ تناشدني:
- مجنون بحبكِ أنا وما عدتُ أحتمل، فتعالي إليّ أنقذيني من جنوني...
أستمع إلى هذيان جنونك، يتغلغل بي... عبثاً أحاول أن أنتزعه من أعماقي... عبثاً أحاول تلمس وجهك عبر المسافات البعيدة...
أجلس قبالتك كل يوم، ونتحدث في أي شيء، في كل شيء، عبق عطرك يفوح في كل مكان، يغازل الياسمين والزيزفون، ويلامس عيوني، لتنهمر دموعي شوقاً إليك، للبارحة، للغدِ، لعينيك، لوجنتيك، لشعرك الخريفي، لأجمل ما في وجهك...
شيء ما يقلقني في حديثك معي، أشعر بجرحٍ خفي في أعماقكَ، لا أجرؤ أن أسألك عنه، كي لا أحرجك...
وأعود لمنزلي محملة بأرض تزلزل حباً، أضع رأسي على فراشي وأحادث نفسي:
- مجنونة بحبكَ أنا وما عدتُ أحتمل، فتعال إليّ أنقذني من جنوني...
وتعود بي ذاكرتي إلى كلماتك:

- ماذا ستجلبين لي يوم اللقاء؟
أسألك بفرح:
- وماذا تريد؟
تجيبني بهدوئك المعهود وضحكة طفل بريء:
- أي شيء قرب منزلكِ، أي شيء تمرين أمامه يذكرني بك، وردة صغيرة، ورقة من شجرة تمرين أمامها، أي شيء...
تعود وتقول لي:
- سأتذوق أحمر شفاهكِ يوم اللقاء...
أجيبك بغضب:
- لا... لن تفعلها ولن أدعك تفعلها...
تقسم لي أنك ستفعلها وبإرادتي...
أغضب منك ولا أمتلك إلا الصمت ونظرة عتاب أجيبك بهما...

ويأتي اليوم الموعود، كل شيء يخصني يتسابق للقائك، عطري، حقيبتي، حمرة شفاهي... كل شيء، كل شيء...
موحشة كل جنان الكون إن لم تكن فيها!!!
وألقاك يا مهجة روحي وروعة الدنيا... وجهك كليلة مقمرة تضيء عتمة سنيني التي عشتها قبلك، يدك في يدي... عيناك متمركزة على شفاهي.. لكن فيهما حزن لم أستطع تفسيره...

- لون أحمر شفاهكِ مميز...
أنظر إليك نظرة غاضبة... تبتسم لي قائلاً:
- أشعلي لي لفافة التبغ هذه...
- ولكني لا أعرف...
- حاولي أرجوكِ...
- حقيقة لا أعرف...

نظرة رجاء منك تجعلني أمسكها من بين يديك وأضعها بين شفاهي في محاولات يائسة لإشعالها، لأكسب في المحاولة الأخيرة وأقدمها لك، فتمسكها بحنو بالغ وسعادة عجزتُ عن تفسيرها، تضعها بين شفاهك، وفي عينيك نظرة انتصار أستغربها وأنت تسحب النفس الأول منها قبل أن تقول لي:
- ألم أقل لكِ أنني سأتذوق أحمر شفاهكِ يوم اللقاء؟؟!!
أضحك من الأعماق، تبتسم لي ثانية بحنو بالغ وحزنٍ لم أفهمه حينها...
تشعل شمعة، تسمعني موسيقى هادئة، تمسك يدي، تراقصني بدفئك، لأقول للزمن أن يغيب، تغيب عن وعيك للحظات، أغيب عن وعيي لساعات... أقبل إليك كما الطفل على ثدي أمه، أرمي أوجاعي وهمومي على كتفك، أنسى الدنيا معك، كل الدنيا...
تراقصني وأنت تغني، أعيش معك حلم ألف ليلة وليلة، تهمس لي بأحلى الكلمات..
لأكتشف في النهاية أنك أيها الرجل الساكن دموعي أبداً أتيتَ إليّ لتراقصني كطير حبارى مجروحاً من امرأة أخرى!!!





#أماني_محمد_ناصر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بشار الأسد، أنت إرهابيٌّ أباً عن جد
- دعوة للسيد جورج بوش لزيارة سورية
- عرب نحن، أبانا الأرنب وأمنا النعامة
- رواية سطوة الألم
- شيء ما في داخلي يهمس لك
- دم العذارى ليس لك
- نبض الأماني
- سودٌ عيناك كأحزاني
- خبر عاجل
- يا لبحركَ
- بتوصي شي؟؟
- تقبرني... تقبشني
- كل عامٍ وأنا أفتقدك
- سأسرق... ولتقطعوا يدي
- كل لحظة وقلبك بخير
- صفحاتٌ من رواية -سطوة الألم- 2
- صفحاتٌ من رواية -سطوة الألم- 1
- لغروب الشمس معنىً آخر
- خبّرني يا طيرْ 1
- نداءاتي2


المزيد.....




- شذى سالم: المسرح العراقي اثبت جدارة في ايام قرطاج
- الفنان سامح حسين يوضح حقيقة انضمامه لهيئة التدريس بجامعة مصر ...
- الغناء ليس للمتعة فقط… تعرف على فوائده الصحية الفريدة
- صَرَخَاتٌ تَرْتَدِيهَا أسْئِلَةْ 
- فيلم -خلف أشجار النخيل- يثير جدلا بالمغرب بسبب -مشاهد حميمية ...
- يسرا في مراكش.. وحديث عن تجربة فنية ناهزت 5 عقود
- هكذا أطلّت الممثلات العالميات في المهرجان الدولي للفيلم بمرا ...
- أول متحف عربي مكرّس لتخليد إرث الفنان مقبول فدا حسين
- المسرحيون يعلنون القطيعة: عصيان مفتوح في وجه دولة خانت ثقافت ...
- فيلم -أحلام قطار-.. صوت الصمت في مواجهة الزمن


المزيد.....

- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أماني محمد ناصر - بقدر ما أحترق... أحبك