أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أماني محمد ناصر - دم العذارى ليس لك














المزيد.....

دم العذارى ليس لك


أماني محمد ناصر

الحوار المتمدن-العدد: 1502 - 2006 / 3 / 27 - 10:01
المحور: الادب والفن
    


إليك عني... لا تقترب مني، محالٌ محالٌ أن أستسلم لرغبتك الجامحة اليوم...
زُفّت العروس إليك؟؟!! هذا ما قاله أبي... ولكن لا وألف لا... لا يغرّك ما سمعتَه منه...
عشتَ ضياعاً... عثت فساداً...
فلن أرضى أن أكون أماً لأولادك، أو جدة لأحفادك...
درتَ الدنيا أجمعها وأنت تفرغ رغباتك في كل الأماكن، وعندما اهتديت أتيت إليّ...
إلى طفلة لم تتجاوز الـ 16 ربيعاً... لم يلمسها أحد، لم يقبّلها أحد، لم يضمها أحد، لم تلامس شفتاها شفاهٍ قط، لم يستنشق أحد رائحة العذارى منها...
أذهلتك طفولتها وأنوثتها التي بدأت تتشكل في ذاك الوقت...
أدهشك صوتها، بهاؤها، حياؤها،حركاتها، لفتاتها، براءتها، لون السماء في عينيها، سواد الليل في شعرها، بياض الثلج في وجهها، ارتباكها كلما سكبت كوب ماء أو قدّمت لك فنجان قهوة حينما كنتَ تزور والدها!!!
وكم كنتُ أرى في عينيك نظرات لم أدركها إلاّ اليوم... يوم عرسك وانتحاري!!!
إليك عني... لا تقترب مني، محالٌ محالٌ أن أستسلم لرغبتك الجامحة اليوم...
لن أدعك تمارس معي لعبة انزلاق شهواتك بمسامات أنوثتي...
أيها الغارق بالمنكر والشهوات...
أيها المثقل بالآثام والخطايا...
سأحارب شهوتك اليوم ولو وصلتُ معها إلى حدود الموت...
لن أسمح بارتكاب خطيئتك البعد المئة معي...
لن أكون ورقة بيضاء تكتب عليها كيفما اتفق ثمّ تمزقها كيفما تشاء...
لا يغرّك فستاني الأبيض الذي ألبسني إياه أبي اليوم، ففي قلبي سواد أعظم حاقد عليك وعلى أمثالك...
لن أقبل أن أكون الرقم (1) بعد المئة في تفريغ شهواتك...
فلك المحال ولي الانتحار...
اعتقدوا أنني خلعتُ ثوب الطفولة اليوم لكنني لن أتنازل عن ثوب أنوثتي لك...
إليك عني... لا تقترب مني، محالٌ محالٌ أن أستسلم لرغبتك الجامحة اليوم...
جمعتَ مال الدنيا ورميته بين يدي... وأُجبرتُ على اختيارك... أجبرني والدي، ذاك الفقير المعدم المثقل بالديون...
وزُفّت العروس لك... التي هي أنا...
وأُعدمتُ إلى رجلٍ ملوّث بخطاياه، والذي هو أنت...
لقد أماتني أبي الميتة الأولى، وجرح قلبي اليوم بزفّي إليك لكن... لن أرضى الآن بجرح آخر لأنوثتي...
لم أكن أجرؤ على التنفس بهمسة اعتراض عليك أمام والدي... والدي الذي نسف اليوم طفولتي، أنوثتي، عواطفي، وكل شيء بي... كل شيء...وكم بكت أمي لأجلي وهي ترجوه أن يبدّل رأيه...
ولكنّه المال الذي أصمّ آذانه عن نداءاتها وبكائها المستميت...
والآن...
الآن وبعد أن ضمتنا غرفة واحدة كنتَ قد أغلقتَ بابها بطريقة وكأنك تشعر أنّك مازلتَ تسرق الأنوثة سرقةً...
لا وألف لا...
لك المحال ولي الانتحار...
اعتقدتَ أنّك بمالك وجاهك ستشتري أغلى ما تملكه فتاة في عمري...
لا يا سيدي...
ما هكذا دم العذارى يباع...
فدمُ العذارى ليس لأمثالك وليس لك... ليس لك... ليس لك!



#أماني_محمد_ناصر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نبض الأماني
- سودٌ عيناك كأحزاني
- خبر عاجل
- يا لبحركَ
- بتوصي شي؟؟
- تقبرني... تقبشني
- كل عامٍ وأنا أفتقدك
- سأسرق... ولتقطعوا يدي
- كل لحظة وقلبك بخير
- صفحاتٌ من رواية -سطوة الألم- 2
- صفحاتٌ من رواية -سطوة الألم- 1
- لغروب الشمس معنىً آخر
- خبّرني يا طيرْ 1
- نداءاتي2
- نداءاتي1
- سواد النفط والأقزام الأربعة
- فجل ونعنع
- معاملة أسرى الحرب وانتهاك الولايات المتحدة الأميركية وإسرائي ...
- ! مس... كول
- ملحق كليلة ودمنة


المزيد.....




- روبرت ريدفورد وهوليوود.. بَين سِحر الأداء وصِدق الرِسالة
- تجربة الشاعر الراحل عقيل علي على طاولة إتحاد أدباء ذي قار
- عزف الموسيقى في سن متأخرة يعزز صحة الدماغ
- درويش والشعر العربي ما بعد الرحيل
- -غزة صوت الحياة والموت-.. وثيقة سينمائية من قلب الكارثة
- -غزة صوت الحياة والموت-.. وثيقة سينمائية من قلب الكارثة
- بائع الصحف الباريسي علي أكبر.. صفحة أخيرة من زمن المناداة عل ...
- لماذا انتظر محافظون على -تيك توك- تحقق نبوءة -الاختطاف- قبل ...
- فاضل العزاوي: ستون عامًا من الإبداع في الشعر والرواية
- موسم أصيلة الثقافي 46 يقدم شهادات للتاريخ ووفاء لـ -رجل الدو ...


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أماني محمد ناصر - دم العذارى ليس لك