خالد محمد جوشن
محامى= سياسى = كاتب
(Khalid Goshan)
الحوار المتمدن-العدد: 7208 - 2022 / 4 / 1 - 18:21
المحور:
الادب والفن
لماذا لا تعرف أن تكتب الا فى الخارج ؟ سؤال غريب جدا لا أعرف له اجابة ولكنه حقيقى .
ان فعل الكتابة يشبه الولادة له طقوس خاصة ، ولا احب أن يفاجئنى احدا ما وانا أكتب.
الافكار تترى وانا بالخارج كل الافكار ، فعلا وكما قال احد كتاب أدوات القراءة لروى بيتر كلارك ، دعنى أخرج الى الشارع وأتمشى قليلا وانا اتحفك بمئات الافكار التى يمكن كتابة قصص عنها .
اليوم وانا جالس فى السيارة اكتب ، لاحظت رجل يجلس على الرصيف يحمل بطانية مهترئة وشوال به بعض الأغراض لا أدرى ما هى ، كان مواجها للشمس، يبدوا انه احد المشردين من هيئته التى لوحتها الشمس
، والغريب انه رغم حرارة الشمس وامكانية ان يتقيها بالجلوس فى الجانب المقابل ، إلا انه لم يفعل .
كنت اتأمل الرجل من طرف خفى ، فى الخمسين من عمره تقريبا ، انزلق شعره القليل الى الوراء وبانت صلعته ، يبدو انه لم يستحم من أكثر من شهر ، ولكنه كان يبدو بصحة جيدا جدا .
كان يتأمل الرائح والغادى ويدور ببصره معهم الى ان يغيب ، ويعود لتامل اخر ، كانت لدى رغبة شديد للدخول الى عالم رأسه لاعرف بما يفكر ، لاحظ الرجل فجاة اننى انظر اليه تشاغلت بالقراءة حتى أصرف انتباهة .
وفعلا غادرتنى نظراته عندما شعر ان نظرتى له كانت عرضية ، ومضى سادرا فى تأملاته لرواد الشارع ، لم يكن يطلب من احد صدقة او احسان .
استمر فى جلسته لما يقارب الساعة ، ثم حمل بطانيته التى كانت معه وشواله الصغير كان الملىء ملىء بأغراضه ومضى لايلوى على شيىء .
أين ذهب ؟ من كان ينتظر ؟ لا احد يعرف عالم عجيب يشكل كل فرد فيه يتنفس وعلى قيد الحياة ، عالم صغير ، لا يستطيع احد سبر أغواره .
بل ان كلا منا ، لايستطيع سبر اغوار نفسه ؟ لدى كلا منا ادراك بالوجود لكن ما حكمته ؟ ربما لا أحد يدرى ، أو انه يفلسف لنفسه رؤية ليتقبل هذه الحياة التى وجد فيها رغم أنفه .
#خالد_محمد_جوشن (هاشتاغ)
Khalid_Goshan#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟